أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - خالد منصور - لن نبكي ولن نتوسل














المزيد.....

لن نبكي ولن نتوسل


خالد منصور
عضو المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني


الحوار المتمدن-العدد: 3169 - 2010 / 10 / 29 - 13:11
المحور: كتابات ساخرة
    


ليس عادي ما يحدث.. وليس عفوي أو دون تخطيط.. وحوش بشرية كالضباع تنتشر عند الظلام لتبحث لها عن فرائس.. وتصابح الناس في الشوارع والحقول والكروم لتقتل أو تنهب أو تدمر.. وطوال النهار تتحين الفرص للانقضاض على أي هدف يمكن الوصول إليه لإلحاق الأذى الشديد به.. وجوه بشعة بشعور كثة وملابس رثة.. تتسلح بالبنادق أحيانا وتحمل العصي والسكاكين في أحيان أخر.. تنقلها مركبات خاصة وتوصلها إلى حيث خطط لها العقل المدبر للجريمة.. وبالسرعة الممكنة تنجز مهامها الدامية وتلوذ بالفرار.. وان شعرت بالخطر سرعان ما يأتيها المدد.
إنهم المستوطنون.. الرواد والطلائع وجيش الرب-- كما يسمون أنفسهم .. الميليشيات والجيش الغير نظامي كما نسميهم نحن.. إنهم الابن المدلل للحركة الصهيونية ولعموم الحكومات الإسرائيلية.. أغدقوا ويغدقون عليهم الأموال، من الحكومة أحيانا ومن أغنيائهم أحيانا أخر.. أطلقوا لهم العنان ليستبيحوا كل شيء.. يتنافس كل قادة الأحزاب على خطب ودهم.. يباركهم الأحبار والحاخامات، ويزودونهم بالفتاوى الدينية التي تؤجج فيهم الرغبة بقتل كل ما هو عربي، ويدعونهم باسم الرب للمضي قدما في إبادة الاغيار (أي الفلسطينيين ) لتفرغ الأرض لبني إسرائيل شعب الله المختار.
يحرقون الكروم في بورين وفرعتا.. ويطاردون الفتية المنتفضون في سلوان.. ويقمعون بقسوة مسيرات الاحتجاج في بيت أمر والمعصرة والنبي صالح وبلعين ونعلين.. ويطردون الفلاحين ورعاة الأغنام في يانون والحديدية والفارسية.. ويسرقون ثمار الزيتون ويعتدون على الفلاحين في كل مكان.. يقطعون الطرق ويحطمون المركبات العربية، ويطلقون النار للإرهاب والقتل كلما سنحت لهم الفرصة.. كل مستوطنة تلد مستوطنات، وكل بؤرة استيطانية جديدة تصبح بين ليلة وضحاها تجمع استيطاني-- تسارع حكومة الاحتلال لتوفير الأمن له ومده بكل الخدمات.. تمنحهم الحكومة كل التسهيلات.. وفي نفس الوقت يحرم الفلسطيني من تعمير أرضه والبناء عليها، وفي كل يوم تصدر عن جيش الاحتلال عشرات الإنذارات بهدم منازل ومدارس ومساجد .
الصورة أصبحت أكثر وضوحا والمخطط بانت تفاصيله.. إنهم يسابقون الزمن لفرض وقائع جديدة على الأرض يصعب بل يستحيل تجاوزها عند الحديث عن أي حل سياسي.. إنهم يستهدفون الأرض لاغتصاب اكبر مساحة منها، ويستهدفون وجود الشعب للتضييق عليه وقهره لإجباره على الرحيل.. يستخدمون القوة للإرهاب، ويلعبون بالسياسة لكسب الوقت.. إنها معركة عض الأصابع، ويريدون إيصالنا إلى وضع نعلن فيه استسلامنا ورضوخنا لما يعرضوه علينا من حلول مذلة، تجحف بحقوقنا وبالدماء التي قدمناها في مسيرة نضالنا.. إنهم يستغلون صمت العالم وعجزه عن إيقافهم.. ويتمادون ماداموا يرون بالنظم العربية دمى تتحرك وفق مشيئة الأمريكان.. ويتجاوزون كل الحدود صلفا وغرورا بعد أن اطمأنوا أن لا خيار أمام الفلسطينيين إلا المفاوضات ( كما تؤكد القيادة الفلسطينية في كل مناسبة )..
لكن من المؤكد أن حساباتهم خاطئة على المدى البعيد.. فهم وان حققوا جزء من أهدافهم إلا أنهم فشلوا وسيفشلوا حتما في تحقيق هدف قلعنا من جذورنا الضاربة بعمق أرضنا.. ولن ينجحوا بذلك إلا إذا لجئوا لعمليات الطرد الجماعي-- وهو ما لن يقبل به عالم اليوم.. ولن ينجحوا كذلك بدفعنا للقبول بما فرضوه من وقائع، بعد أن زرعوا كراهيتهم في قلب كل طفل وامرأة وشيخ وشاب فلسطيني..
مخيم الفارعة - 29/10/2010



#خالد_منصور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حي على الزيتون
- فتوى لاهاي والدور المطلوب من منظمة التحرير الفلسطينية
- بورين في مواجهة المستوطنين
- دوافع معارضتنا للمفاوضات
- يوم انتهك حقنا في الاختلاف
- 27 عام على تأسيس الإغاثة الزراعية – ولدت لتقاوم
- من رحم المعاناة ولدت
- لنلتقي ايها السادة
- قهوة عربية بنكهة أمريكية
- سلام عليك أيها الشيخ رائد
- شعارات لمظاهرة فلسطينية في ذكرى فتوى لاهاي ضد الجدار
- رسائل في ذكرى لاهاي
- ان لم توقفهم الحكومة فليوقفهم الشعب
- زارنا اليوم فياض
- على شو بنحتفل..؟!
- قتلها لانها حامل بانثى
- ما رح نبيع
- ذقنا المر
- فلتكن معركة
- هبة عمالية على بوابة احتلالية


المزيد.....




- فنان إيطالي يتعرّض للطعن في إحدى كنائس كاربي
- أزمة الفن والثقافة على الشاشة وتأثيرها على الوعي المواطني ال ...
- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- مصر.. الفنان بيومي فؤاد يدخل في نوبة بكاء ويوجه رسالة للفنان ...
- الذكاء الاصطناعي يعيد إحياء صورة فنان راحل شهير في أحد الأفل ...
- فعالية بمشاركة أوباما وكلينتون تجمع 25 مليون دولار لصالح حمل ...
- -سينما من أجل غزة- تنظم مزادا لجمع المساعدات الطبية للشعب ال ...
- مشهور سعودي يوضح سبب رفضه التصوير مع الفنانة ياسمين صبري.. م ...
- NOW.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 154 مترجمة عبر فيديو لاروزا
- لماذا تجعلنا بعض أنواع الموسيقى نرغب في الرقص؟


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - خالد منصور - لن نبكي ولن نتوسل