أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ناصر موحى - البارود والهرمكة مقابل العزة والكرامة














المزيد.....

البارود والهرمكة مقابل العزة والكرامة


ناصر موحى

الحوار المتمدن-العدد: 3169 - 2010 / 10 / 29 - 07:16
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مر أكثر من أسبوع على بداية ملحمة مخيم العزة والكرامة الذي يقيمه أكثر من 15000 من ساكنة مدينة العيون خارج مدارها الحضري. ولأن المنطقة لها حساسية خاصة لكونها مازالت تعتبر أرضا متنازع عليها بين المغرب وجبهة البوليساريو فقد ضرب عليها حصار إعلامي وعسكري حتى لايتسرب إلا ماارادته أجهزة النظام المغربي عبر بوقها المفضوح "لاماب" وتلفزيوناتها الببغاوات. لكن الزمن المعلوماتي تغير كثيرا ووحدها عقليات واساليب المخزن من تقاوم التطور . فصور المخيم في يومه الأول درات حول الأرض بفضل بركات الشبكة العنكبوتية قبل أن يجتمع "خبراء الأمن" وصناع القرار السياسي في الرباط لينظروا في هاته الخطوة الذكية اللي خرجات ليهم من الجنب.

ولأنهم أذكياء جدا فقد إختاروا أغبى الوسائل التي عرفها تاريخ البشرية في مواجهة الحركات الإحتجاجية وهي إستعمال القوة . فرسموا في ظرف وجيز لوحة مأساوية مرتبطة في الذهنية الإنسانية بعلاقة الإحتلال والمحتل .

صاحب الأرض يقيم خيامه بكل تنظيم وإرادة بوسائل تبدو بدائية (خيام وأفرشة مهترأة ...) وفي المقابل تحشد الدولة كل انواع القوات باسلحتها المتطورة وأجهزة اللوجيستيك وتبدأ في عملية محاصرة المخيم كشكل تأهبي واستعدادي للهجوم.

ومهما كتبوا وكذبوا وغالطوا حول أسباب وحيثيات سقوط أولى شهداء مخيم العزة والكرامة فقد كان قتل الطفل ذو الأربعة عشر ربيعا الناجم الكارح برصاص الدرك إرسال ميساج واضح كما العادة لأبناء الصحراء ومضمونه أن أسلوب القمع البشع الذي واجه به النظام إنتفاضة سيدي إفني صيف 2008 لم يكن سوى تدريب روتيني بسيط لقمع أكثر حماقة لأي تحرك شعبي في أعماق الصحراء . وبعيدا عن التنجيم فلاحل لدى المخزن المغربي غير الردع القمعي لأنه ليس مستعدا , في العيون أو في الحسيمة أو في الرشيدية للإستجابة لمطالب أساسية للعيش بكرامة . ومنهجيته هاته تجعلنا نضع ايدينا على عقولنا خوفا على مستقبل هذا المغرب ووحدته وليس العكس , بمعنى ان استعمال القوة في مواجهة المطالب الإجتماعية أسلوب انجع للحفاظ على الأمن و سيادة البلد.

لقد كان النطام منسجما مع طبيعته القمعية ووفيا لأسلوبه القديم الجديد . وانتهج سياسته السلطانية المبنية على مبدأ فرق تسد , الذي ورثه منه الإستعمار وليس العكس , فأنشأ طبقة من الأعيان والسياسيين اللصوص الذين يغتنون في الصحراء ويستنزفون خيراتها على حساب با قي شرائح المجتمع التي تعيش على الهامش كل انواع الحرمان والحكرة . فلا غرابة إذن من مقاربته التي يطبقها على الميدان بالتدرج . لكن عين الغرابة تظهر من تعاطي وسائل الإعلام المغربية وقبائله السياسية والمدنية مع حدث النزوح الجماعي خارج المدينة لآلاف العيونيين . فالإعلام المحسوب على جوقة المخزن يسخر من الحركة الإحتجاجية بوقاحة معتبرا مخيم العزة والكرامة شكل إحتجاجي معبر عن الحرية والديمقراطية التي ينعم بها المغرب وفقط . أما الإعلام المتذبذب بين المواطنة والله إزيد فالعمر سيدنا فقد سكت عن اللامباح وضربت الطم فانتظار ماستؤول إليه الظروف . ومهما تكن مواقفنا من ابناء الصحراء وقضيتهم فإن شكلهم النضالي الراقي والمعبر يستوجب مساندتهم بكل الأشكال المتاحة على قدر مساندة الباعمرانيين أو أكثر أيام الهجوم الهمجي على كل من يتحرك فوق ارض سيدي إفني.

إذا اعتبرناهم مغاربة فالنطام يهئ نفسه لمجزرة دموية في حقهم رغم عدالة مطالبهم وملحاحيتها ولاخير في مغربي لايدافع عن مواطنيه في مثل هذا الوضع . وإذا اعتبرناهم إنفصاليين فعلينا إن طالبوا بذلك أن نقف بجانب قضيتهم لإن الحب من طرف واحد مآله الفشل حتى ولو طالت العلاقة الإكراهية لقرون . دون أن ننسى ان الذي دفع بعضهم على الأقل لكرهنا هو النظام المغربي الذي يهرطق كل يوم وحين عن الدفاع عن حوزة الوطن ووحدته حين شارك في العدوان الثلاثي على المقاومة وجيش التحرير في الجنوب فيما يعرف بحرب إكوفيون نهاية خمسينات القرن الماضي .

ومهما تكن تفاصيل التحضير وإنجاز هاته المعركة البطولية والأطراف الفاعلة فيها فإن المؤكد ولحدود كتابة هذا المقال من خلال مشاهدتي ل 20 شريط فيديو وعشرات الصور من قلب الحدث غياب تام لأي علم مغربي أو صور الملك وغياب أي علم يرمز لجبهة البوليساريو . وفي ذلك عبرة لمن هم في حاجة إليها قبل فوات الآوان إن لم يكن قد فات أصلا.



#ناصر_موحى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ضقنا ذرعا بعنتريكاتم ياسادة
- أمير في جبة ثوري!!
- الكذب المقدس!!
- ثورة الملك مع الشعب أم ضده ؟
- إحذروا غضبات الملك !!
- المهجرون من الأبقار إلى المواطنين
- المعطلون و ضيق هامش المناورة
- مرحبا بالأبقار المهجرة
- فرسان وقرصان وإكفتان ...
- الحاج الوزير والبلطجي !!
- عيد الزعيم ومزاليطه !!
- معنى أن تكون مغربيا الآن !!
- بوكرين الصعلوك ...إلى الجحيم !!
- ما أشبه الأمس باليوم !!
- حمار وقطار يابلدي !
- وزراء دولة أم مجرد عوازل طبية !!؟؟
- مستوطنات في فلسطين ومستوطنات في المغرب ! أية علاقة ؟(1)
- حين تصبح صاحبة الجلالة جارية في بلاط -صاحب الجلالة - رشيد ني ...
- من الأشرف ياعقلاء ؟؟حجاجنا الميامين ام عاهراتنا المهجرات ؟؟!
- هكذا يكون القضاء وإلا فلا !!


المزيد.....




- وزير خارجية الأردن لـCNN: نتنياهو -أكثر المستفيدين- من التصع ...
- تقدم روسي بمحور دونيتسك.. وإقرار أمريكي بانهيار قوات كييف
- السلطات الأوكرانية: إصابة مواقع في ميناء -الجنوبي- قرب أوديس ...
- زاخاروفا: إستونيا تتجه إلى-نظام شمولي-
- الإعلام الحربي في حزب الله اللبناني ينشر ملخص عملياته خلال ا ...
- الدرك المغربي يطلق النار على كلب لإنقاذ فتاة قاصر مختطفة
- تنديد فلسطيني بالفيتو الأمريكي
- أردوغان ينتقد الفيتو الأمريكي
- كوريا الشمالية تختبر صاروخا جديدا للدفاع الجوي
- تظاهرات بمحيط سفارة إسرائيل في عمان


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ناصر موحى - البارود والهرمكة مقابل العزة والكرامة