أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ساطع راجي - سباق الفساد














المزيد.....

سباق الفساد


ساطع راجي

الحوار المتمدن-العدد: 3166 - 2010 / 10 / 26 - 13:20
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تنشر هيئة النزاهة دوريا نتائج استبيان شهري تجريه لتكشف عن مستويات الفساد في مختلف مؤسسات ودوائر الدولة العراقية، وخلال عدة اشهر تناوبت على المراكز المتقدمة في احراز سبق الفساد مؤسسات الدولة المركزية او في المحافظات وبشتى اصنافها وواجباتها، ورغم ما تثيره نتائج هذا الاستبيان الشهري من ردود افعال مستنكرة تصدر عن المسؤولين في المؤسسات والدوائر التي تحرز مراتب الفساد المتقدمة، لكن لا احد يعرف الاجراءات اللاحقة التي تتخذ لمعالجة وضع هذه المؤسسات.
الجميع في العراق يعترف بوجود نسب فساد عالية، فهاهي النزاهة تقول ان هناك ستة آلاف مطلوب بقضايا فساد بينهم 250 مدير عام في دعاوى بلغت قيمة الفساد فيها (446.891.000.000) وهذا الرقم من الفاسدين لوحده يكفي لافشال خطط التنمية في عدة بلدان وتدمير عشرات المؤسسات، كما ان وزير الصناعة فوزي حريري يعتبر الفساد في مقدمة الاسباب التي تعرقل النهوض بالقطاع الصناعي، كما ان وزير الداخلية جواد البولاني يعترف بوجود ايدي فاسدة حاولت تأخير اطلاق مشروع تسجيل المركبات واصدار اجازات السوق الذي تأخر فعلا لسنوات، بينما قررت الجامعة المستنصرية ايقاف الدراسة المسائية بعد اكتشاف العديد من الشهادات المزورة، الى غير ذلك من الاخبار والمشاهد اليومية لاستشراء الفساد.
صار هناك اعتراف رسمي وشعبي بوجود واستشراء وديمومة الفساد، وصار اقصى ما يستطاع هو تقديم احصاءات عن الفساد ومحاولة تقديم نماذج استثنائية عن حالات القبض على الفاسدين الذين اصبحوا يشكلون شريحة مهمة في المجتمع العراقي وهي شريحة تتغلغل في كل الشرائح الاخرى وقد اندمج الفاسدون في جسد مؤسسات الدولة وصاروا واقع حال علينا التعايش معه، فاعداد الفاسدين وطبيعة وجودهم المفصلي في المؤسسات المهمة ومستوى عمليات الفساد كلها تدفع الى اليأس من مستقبل ومصير المواجهة، فهؤلاء الفاسدون لا يتورعون عن ارتكاب اي جريمة للتغطية على ما يقترفونه وهم على استعداد لفعل كل شيء، ويبدو انهم تمكنوا من الامساك بمفاتيح سياسية وامنية مهمة واصبح الفساد بذلك هيكلية مترابطة لا تقدر على مواجهتها اي مؤسسة ولا حتى عدة مؤسسات.
الفساد المالي والاداري في العراق يحظى باعتراف اجتماعي يقرب من جعله سلوكا مقبولا واحيانا سلوكا محمودا يحسب لفاعله ولا يحسب عليه، وهناك في المجتمع من يعتبر "تسهيل الامور" خصلة حميدة حتى عندما تكون من الناحية العملية خرقا للقوانين واعتداء على المال العام وهضما لحقوق المواطنين لتفضيل مصلحة احدهم.
يمكن الاستمرار في احصاء عمليات الفساد والفاسدين وبث الاعلانات المؤنبة للفاسدين والناقدة للفساد دون اي نجاح في مواجهته التي يبدو انها تتطلب تفكيرا جديدا ينسجم مع الوضع في العراق، ولذلك لا بأس من التوجه الى البحث عن افكار خارج سياق المألوف من المعالجات الادارية والقانونية والامنية والبحث، حتى خارج العراق، عن خطط لتغيير جذري في مسار وآليات ادارة الدولة وهذه الحلول تحتاج الى قرارات سيادية عليا، ولا احد اليوم يعرف مستوى الفساد وقدرته في مواقع القرار العليا وبالتالي لا احد يعرف مستوى الاستعداد الفعلي لاتخاذ قرارات جريئة في مواجهة الفساد وفيما اذا كانت هناك ارادة سياسية حقيقية لادارة هذه المواجهة، في وقت تبدو فيه الحسابات السلطوية الضيقة هي الغالبة على تفكير الساسة وسط اهمال كبير لبناء الدولة والمحافظة على ادائها وتحسينه.



#ساطع_راجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الزمن والحقيقة والتيه
- الآخرون وديمقراطيتنا
- الارهاب يقبل التحدي
- العلاقات الخارجية في حمى التفاوض
- جرس الموازنة
- سلاح المظاهرات
- طائف عراقي
- وكذب المنجمون
- بايدن ذهابا وايابا
- العراق والنموذج الصومالي
- في القسمة والتقاسم والتقسيم
- مجلس النواب في غيبته
- ما بعد الانسحاب
- للأزمة أكثر من وجه
- إنها معركة كبيرة
- تقرير خطير
- رسالة أوباما
- قشة مجلس الامن
- الصمت الرهيب
- هدية غير متوقعة


المزيد.....




- -بعد فضيحة الصورة المعدلة-.. أمير وأميرة ويلز يصدران صورة لل ...
- -هل نفذ المصريون نصيحة السيسي منذ 5 سنوات؟-.. حملة مقاطعة تض ...
- ولادة طفلة من رحم إمرأة قتلت في القصف الإسرائيلي في غزة
- بريطانيا تتعهد بتقديم 620 مليون دولار إضافية من المساعدات ال ...
- مصر.. الإعلان عن بدء موعد التوقيت الصيفي بقرار من السيسي
- بوغدانوف يبحث مع مدير الاستخبارات السودانية الوضع العسكري وا ...
- ضابط الاستخبارات الأوكراني السابق يكشف عمن يقف وراء محاولة ا ...
- بعد 200 يوم.. هل تملك إسرائيل إستراتيجية لتحقيق أهداف حربها ...
- حسن البنا مفتيًا
- وسط جدل بشأن معاييرها.. الخارجية الأميركية تصدر تقريرها الحق ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ساطع راجي - سباق الفساد