أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - مصطفى محمد غريب - أهداف سياسية لإفشال الإحصاء السكاني الوطني في العراق















المزيد.....

أهداف سياسية لإفشال الإحصاء السكاني الوطني في العراق


مصطفى محمد غريب
شاعر وكاتب

(Moustafa M. Gharib)


الحوار المتمدن-العدد: 3165 - 2010 / 10 / 25 - 20:05
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    


العراق بلد متعدد القوميات والأعراق والديانات وهذا الواقع لا يمكن التجاوز عليه أو إلغائه وقد حاول الحكام في السابق تشويه هذا الواقع ولعبت الأحزاب القومية العربية وفي مقدمتها حزب البعث دوراً متميزاً في محاولات صهر القوميات في بوتقة القومية العربية لا بل راح البعض من الحكام يدعي أن الكرد عرب... الخ ولم تقف تلك المحاولات عند هذه الحقيقة وأن يراجع أصحابها مواقفهم الشوفينية ذات التعصب القومي بل أخذت أبعاداً وصيغاً جديدة في الوقت الراهن، وانعكس ذلك في مواقف البعض من القادة في أحزاب الإسلام السياسي أو القوى القومية العربية المتطرفة، ومازالت هذه المواقف تتجلى في الاعتراضات على بناء الدولة الجديدة على أسس ديمقراطية وفيدرالية والاعتراف بحقوق جميع القوميات التي نالها الظلم والإلغاء والتهميش في السابق، البعض ما زال يعيش على الماضي ويتصور أن عجلة التاريخ قد تعود إلى الوراء ولهذا يحاول وضع العصا في العجلة ولكن هيهات فالاستفادة من الماضي وتجارب التاريخ تعني التخلص من النظرة الضيقة تجاه القوميات غير العربية والادعاء بالدين الإسلامي مع احترامنا بأنه الجامع أو أن القوميات جميعها عربية أصبح يشكل عائقاً أمام التطور وترسيخ وحدة الشعب على أسس ديمقراطية صحيحة.
واليوم نلاحظ المواقف غير الطبيعية والمبررات من قبل البعض لتأخير الإحصاء السكاني الوطني أطول فترة ممكنة تحت طائلة العديد من الحجج والتفسيرات، فمنذ الإعلان عن إجراء الإحصاء السكاني الوطني والمحاولات مستمرة من اجل تأخيره أو تعطيله فترات طويلة وفعلاً فقد أؤجل في عام 2007 نظراً لأعمال العنف والمحاولات التي كانت ترمي إلى إشعال الفتنة الطائفية وصولاً للحرب الأهلية ثم حدد لاحقاً أن يكون في 24 / تشرين الأول / 2010 وبعد مداولات عديدة رحل الإحصاء إلى 5 / كانون الأول / 2010 وكما هو معروف إن جميع الإحصاءات التي تمت بعد إحصاء 1957 لم تكن بالمستوى المطلوب وتخللتها نواقص عديدة بما فيها إحصاء 1987 ولم يكن إحصاء 1997 كاملاً بحيث لم يشمل كردستان العراق للظروف المعروفة التي جرت بعد احتلال الكويت والانسحاب منها على اثر نتائج حرب الخليج الثانية .
في ظروف ما بعد الاحتلال والسقوط تصاعدت المطالبة بإجراء إحصاء سكاني وطني عام لأسباب عديدة في مقدمتها وضع منهاج لتنمية سياسية واقتصادية واجتماعية على ضوء تحديد التطورات التي حدثت على البنية السكانية والزيادة الملحوظة في نفوس العراق، ( أواخر العهد الملكي كانت نفوس العراق 7 مليون وتقدر الأمم المتحدة الآن حوالي 30 مليون ) وقد قدمت اقتراحات عديدة حول محتوى استمارة التعداد السكاني منها المذهبية التي جوبهت باستنكار شعبي واسع مما أدى إلى رفعها عن الاستمارة وأبقت الاستمارة على حقل القومية والدين باعتبار أن الشعب العراقي متعدد القوميات والأديان ولان العراق اعتاد على ذلك في كافة الإحصائيات التي جرت سابقاً، إلا أن وزارة التخطيط العراقية دخلت على الخط باتجاه إلغاء السؤال عن القومية مما خلق حالة من الاستنفار لدي القوميات غير العربية وفي مقدمتها الكرد والكلدان باعتبار حقل القومية حالة طبيعية لمعرفة مكونات الشعب العراقي بشكل أكثر دقة، وعلى ما يبدو أن الرفض جاء أيضاً من اللجنة العليا للتعداد السكاني في إقليم كردستان واعتبرتها " خطوة مخالفة للدستور العراقي والقانون رقم 40 لسنة 2008 " وقد أدلى البعض من القانونيين بآرائهم واعتبروا أن الحذف لا يخالف الدستور لكنه سيؤثر على عدم معرفة أعداد القوميات وفي الوقت نفسه أن الإحصاء السكاني سيكون ناقصاً بحذف حقل القومية.
إن حذف سؤال القومية ومهما قيل عنه يعتبر مضراً بحقوق جميع القوميات وليس الكرد وحدهم ، ولا نعرف عن معنى التوجه لحذف القومية إلا اللهم ما وراء التوجه موقفاً سياسياً يراد منه تغطية الهدف الحقيقي وليس كما قيل خدمة لوحدة العراقيين برفع سؤال القومية ونتحدث في الوقت نفسه عن العراق الاتحادي المتعدد القوميات المتآخية " أو حجة تلافي التجاذبات والخلافات القائمة حول هوية المناطق المتنازع عليها " فهذه الحجة تظهر على ما يبدو التوجه للبقاء على الخلافات وعدم حلها بالطرق القانونية، فما هو الضير من معرفة أعداد المكونات القومية في تلك المناطق المتنازع حولها لكي ينتهي الخلاف وتستقر الرؤيا وليعرف كل طرف الحقيقة بدلاً من إثارة الفتن وكيل الاتهامات وتضخيم الأعداد، كما نجد في لغة البعض من مسؤولي الكتل والأحزاب الذين لديهم توجه خاص من عملية إجراء الإحصاء العام تعطيله جهد الامكان وعدم إجرائه في الوقت المحدود وخلف هذه المواقف اعتبارات سياسية مصلحية وقد تكون ضارة بما يهدف له الإحصاء من معرفة الواقع السكاني وفسيفسائه من المكونات القومية والاجتماعية لكي يتم وضع برامج اقتصادية وثقافية واجتماعية واقعية لخدمة البلاد بشكل علمي، لا يوجد ضرر من وجود حقل للقومية أو الدين والأخير مأخوذ فيه منذ تشكيل الدولة العراقية ولقد اعترضنا ومئات الآلاف من المواطنين العراقيين على وضع حقل للمذهبية التي تكرس الطائفية وتشق وحدة العراقيين وهو ما لا يخدم بناء دولة القانون ولا يخدم وحدة المكونات التي يتجاذب فيها الطائفيون لتحقيق أهداف مريبة وصولاً لتقسيم العراق على أساس طائفي وليس مثلما هو معروف بوجود شراكة وطنية بين القوميات التي نصت عليها الدساتير السابقة والحالية وقضية الحقوق القومية لم تأت من فراغ لان ذلك واقع لا يمكن التجاوز عليه ولا يمكن الحديث عن استمارة الإحصاء الخالصة النظيفة الخالية من الأبواب فقط ذكر " عراقي " وقد نتفق أن السؤال حول القومية لمعرفة الواقع القومي وحجمه ليكون في متناول السلطات الثلاث وبخاصة السلطة التشريعية لكي تأخذ بعين الاعتبار التشريعات القانونية التي تخص الشعب العراقي وليس وضع القومية في البطاقة الشخصية بل إبقائها كما هي في السابق .
إن عملية إجراء الإحصاء السكاني الوطني ضرورة ملحة من اجل التنمية السياسية والتنمية العامة والبيانات التي يوفرها مهمة للحاضر والمستقبل لوضع خطط للتعليم والصحة والإسكان والنقل وغير ذلك ووضع العراقيل والحجج لتأخيرها أو تعطيلها لا يخدم أبداً الشعب العراقي بل يضره ويفقد المخططين والمناهج التي توضع من اجل إمكانية وضع خطط عملية وعلمية للواقع السكاني والقومي في العراق والادعاء بقلق البعض من السياسيين العراقيين وبعض الدول من أنه قد يكون عاملاً في إثارة الاضطرابات ولا سيما في المناطق المتنازع عليها فهو قلق غير مشروع، فلابد من وضع النقاط على الحروف بدلاً من شدّ الحبل الجاري خوفاً من الحقيقة، بل العكس عدم حل هذا الإشكال بواسطة الإحصاء السكاني الوطني يعني خلق أرضية خصبة لاستمرار وتصاعد الاضطرابات في هذه المناطق وغيرها.



#مصطفى_محمد_غريب (هاشتاغ)       Moustafa_M._Gharib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأصدقاء الغائبون
- خرق الدستور يدل على عدم احترام إرادة الشعب
- إعادة الانتخابات ضرورة ملحة بعد تعديل قانونها؟
- حياة المواطنون العراقيون الرخيصة
- الشريط الأمني المطلوب من قبل تركيا وأمريكا
- مسرحية هزيلة وفصول متناقضة معروفة
- لماذا لا يحترم الدستور ولا تحترم إرادة المواطنين العراقيين؟
- محاولات لطمس حقيقة وتاريخ الأيزيدية
- ثراث سنين اللؤم
- مخاطر مواقع المنشآت النووية الإيرانية الجديدة
- صراع المصالح الذاتية والشخصية على السلطة
- الحزب الشيوعي العراقي وخلط الأوراق المكشوفة 2
- الحزب الشيوعي العراقي وخلط الأوراق المكشوفة
- النَزوع إلى برلين
- التهديد والوعيد جرائم يرفضها القانون والدستور
- خرق حكام طهران لحقوق الإنسان ودعم للمليشيات الخاصة
- قصيدتان / 1 دعوة العبور القديم
- حكومة تصريف أعمال وبدعة الجلسة المفتوحة
- الشهرستاني في غطرسة -صدام ألغى النقابات وأنا ألغيها-
- دعوة لإحياء ذكرى المثقفين العراقيين من علماء وأدباء وشعراء


المزيد.....




- علماء يستخدمون الذكاء الاصطناعي لحل مشكلة اختفاء -غابات بحري ...
- خبيرة توضح لـCNN إن كانت إسرائيل قادرة على دخول حرب واسعة ال ...
- فيضانات دبي الجمعة.. كيف يبدو الأمر بعد 3 أيام على الأمطار ا ...
- السعودية ومصر والأردن تعلق على فشل مجلس الأمن و-الفيتو- الأم ...
- قبل بدء موسم الحج.. تحذير للمصريين المتجهين إلى السعودية
- قائد الجيش الإيراني: الكيان الصهيوني اختبر سابقا ردة فعلنا ع ...
- الولايات المتحدة لا تزال غير مقتنعة بالخطط الإسرائيلية بشأن ...
- مسؤول أوروبي: الاتحاد الأوروبي يحضر الحزمة الرابعة عشرة من ا ...
- إصابة 3 أشخاص في هجوم انتحاري استهدف حافلة تقل عمالًا ياباني ...
- إعلام ونشطاء: هجوم صاروخي إسرائيلي جنوبي سوريا


المزيد.....

- الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية / نجم الدين فارس
- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر
- محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي ... / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - مصطفى محمد غريب - أهداف سياسية لإفشال الإحصاء السكاني الوطني في العراق