أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ثائر الناشف - العقل ( كجوهر ) إسلامي














المزيد.....

العقل ( كجوهر ) إسلامي


ثائر الناشف
كاتب وروائي

(Thaer Alsalmou Alnashef)


الحوار المتمدن-العدد: 3165 - 2010 / 10 / 25 - 20:04
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لكل شيء جوهر، سواء كان هذا الشيء عدمياً أو حياً، وجوهر الإسلام المعلن هو العقل، بقصوره المعرفي ومحدودية إدراكه للظواهر الكونية التي تعد الطبيعة الإنسانية أحد مكوناتها الرئيسية .
ومثلما يبدو العقل كجوهر إسلامي خالص، مهمته الأساسية التبصر بالحقائق الكونية ، يبدو أيضاً صورياً، أقل تفاعلاً مع تلك الحقائق، ولفهم هذا التباين بين كونه جوهراً خالصاً ( جوانياً ) وبين كونه صورياً ( برانياً ) لا بد من تقسيم العقل الإسلامي إلى شقين .
الشق الأول : مادي
الشق الثاني: روحي
ففي الشق الأول، وهو الشق الروحي الذي يرتبط بالنص ( الوحي ) بحيث يرتكز أساساً في القلب، رغم ما ينطوي عليه الأخير من تقلبات في الموقف والمعتقد.
فعقل المسلم هنا ( جوهره ) هو القلب ، وليس الدماغ ، باعتبار أن القلب مركز البصيرة ، والإنسان المسلم يبصر بقلبه لا بعقله ، كما أن الإسلام قائم أساساً على مبدأ الإبصار في أحوال الدنيا وعواقب الآخر ، وليس قائماً على مبدأ التحليل والاستنتاج الدائر أصلاً في ثنايا العقل ، فجوهر العقل ( القلب ) الإسلامي جرى التأكيد عليه كما في الحديث الآتي " لكل شيءٍ آلةٌ وعدةٌ ، وآلةُ المؤمن وعدّته العقل، ولكل شيءٍ مطيّةٌ ، ومطيةُ المرء العقل، ولكل شيءٍ غايةٌ ، وغايةُ العبادة العقل، ولكل قومٍ راعٍ ، وراعي العابدين العقل، ولكل تاجرٍ بضاعةٌ ، وبضاعة المجتهدين العقل، ولكل خرابٍ عمارةٌ ، وعمارةُ الآخرة العقل، ولكل سفرٍ فسطاطٌ يلجأون إليه ، وفسطاطُ المسلمين العقل".
فعندما حدد النبي محمد في حديث له العلاقة بين العقل والإيمان " قوام المرء عقله، ولا دين لمن لا عقل له " كان المقصود منها الإبصار الذي مركزه القلب ، وهو العين الباطنية المبصرة إبصاراً روحانياً جوانياً ، وجوهر هذا الإبصار ، أنه متصل اتصالاً مباشراً ( روحانياً ) بالوحي الإلهي ، وهو اتصال قد يكون بواسطة من خلال الأئمة أو المراجع والفقهاء ، كما في بعض المذاهب الإسلامية التي تعتمد الطرق الباطنية أو الصوفية في فهم الدين وتفسيره ، وقد يكون بواسطة أقل أو بلا واسطة من خلال اتصال المخلوق بخالقه .
وإذا ما تعارضت عملية الإبصار مع عملية الاستنتاج ، كالتعارض القائم بين المادة والروح ، فإن موقف الإسلام من ذلك التعارض ، موقف رفضي ، انطلاقاً من الاعتقاد السائد أن الإنسان سواء كان مسلماً أو غير مسلم ، يفكر بعقله المادي ويؤمن بقلبه ( عقله الروحي ) فبحسب هذا الاعتقاد ، تتحدد العلاقة البينية بين العقل والقلب من المنظور الإسلامي ، أي العلاقة بين المادة والروح .
فالإنسان المسلم ، وفقاً للتقسيم السابق بين المادي والروحي ، مسئول عن أفعاله وأقواله ونواياه وكل ما له صلة بالشق الروحي ، عملا بالحديث الآتي " إنما الأعمال بالنيات ( القلب ) ولكل امرئ ما نوى " ، وليس مسئولاً عن أي فكرة تتبادر إلى ذهنه مركزها الشق المادي، وهذا يعفي الإنسان المسلم من ضريبة التفكير ، بحيث أنه يستطيع أن يفكر بما يشاء ووقتما يشاء ، حتى لو تناقض تفكيره مع منطق الدين نفسه ، طالما أن مركز تفكيره العقل المادي لا الروحي الذي لا مجال فيه للتفكير .
والملاحظات التي يمكن رصدها على ضوء التجارب العديدة لعملتي الاستنتاج والإبصار ، أن جوهر العقل الإسلامي هو الإبصار الموصول بعالم الغيب وكل ما ينطوي عليه هذا العالم من حقائق وأساطير تصل إلى مراتب اليقين أو الخرافة ، فالتوصيف الدقيق للعقل في الإسلام ، أنه عقل إبصاري ، ولعل هذا ما يفسر سلوك بعض المسلمين في المناسبات الدينية ، الذي غالباً ما يكون مصدره القلب وليس العقل ، الذي يكون في حالة ضمور وتخدير كاملين .
فالنسبة المتعاظمة لما هو روحي جواني على ما هو مادي استنتاجي في كيان الفرد المسلم ، تؤكد بما لا يدع مجالاً للشك، أن الإبصار في بواطن النص ( الوحي ) وظواهر الكون ( الموجودات ) يشكل جوهر العقل الإسلامي ، وأن الاستنتاج لا يعدو كونه عملية ثانوية ، حتى وإن بدا العقل المسلم للبعض عقلاً استنتاجياً ، لكنه استنتاجي بمحض الصدفة أو بما هو متاح ومتوفر .



#ثائر_الناشف (هاشتاغ)       Thaer_Alsalmou_Alnashef#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إسلام بلا عقل !
- عقل بلا إسلام !
- طل الملوحي و أكاذيب النظام السوري
- اليوم العالمي للشاعرة طل الملوحي المغيبة في المعتقلات الأسدي ...
- طل الملوحي .. الألم والأمل
- كلنا طل الملوحي
- ماهية العقل الإسلامي
- إسرائيل تحاسب نفسها
- بين عقلانية العرب وإسرائيل
- لسنا بحاجة إلى العلمانية !
- منع النقاب في سورية : ماذا عن الطائفية ؟
- جاهلية الإسلام أم جاهلية العرب ؟
- العلمانية ليست نقداً للدين
- لماذا يبدع العرب في إسرائيل ؟
- أحقاً اهتزت صورة إسرائيل ؟
- الطائفية في سوريا : رؤية من الداخل
- الإسلامافيا
- العلاقات الكوردية المصرية : آفاق المستقبل
- في تأمل طائفية النظام السوري ونقدها
- نقائض الطائفية في سوريا


المزيد.....




- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...
- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...
- مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى تحت حراسة إسرائيلية مش ...
- سيبدأ تطبيقه اليوم.. الإفتاء المصرية تحسم الجدل حول التوقيت ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ثائر الناشف - العقل ( كجوهر ) إسلامي