أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - جعفر المظفر - تقارير ويكيليكس ونظرية المؤامرة














المزيد.....

تقارير ويكيليكس ونظرية المؤامرة


جعفر المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 3165 - 2010 / 10 / 25 - 20:04
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


لن يتردد الكثير من الذين سيتضررون من التقارير التي نشرتها ويكيليكس الإدعاء بأن تلك التقارير مفبركة أو موجهة ومستخدمة من قبل هذا الطرف ضد ذاك. سيعلن بعض العراقيين إنها جاءت لكي تكون عنصر ضغط على السيد المالكي من أجل أن يتنازل قليلا عن شروطه للتعامل مع الآخرين وأيضا لفضح الإيرانيين بما يحق المصلحتين في وقت واحد: محاصرة النفوذ الإيراني في العراق وفك الارتباطات السياسية بين إيران والمالكي المرشحة للتصاعد بانحسار النفوذ والهيمنة الأمريكية على الساحة العراقية.
في أمريكا سوف يكون عدد الذاهبين إلى تفسير الحدث على أساس نظرية المؤامرة قليل جدا, لأن الأمريكيين بشكل عام, وحتى في المستويات الأدنى وعيا, يعلمون تماما إن من يتلاعب بأمن جيشهم هو تماما كمن يلعب بالنار, وبالتالي فإنه معرض لأن يحترق قبل عدوه, وربما بدون عدوه. لكن قسما من العراقيين سيحسبون ما حدث على أساس كونه مؤامرة ضد الجمهوريين من قبل خصومهم الديمقراطيين الذين بدأ نفوذهم يهتز وخاصة على صعيد انتخابات الكونغرس النصفية, الأمر الذي قد يفسر حاجتهم الماسة إلى فضيحة من العيار الثقيل.
بالنسبة لهذا النوع من العراقيين, وخاصة لأولئك المتعاطفين مع السيد المالكي, فإنهم سوف يزيدوا الطين بلة فيما لو واصلوا الغناء على أنغام فرقة نظرية المؤامرة, فهم ليسوا في الساحة وحدهم لكي يغفلوا إمكانية أن يتزعزع ما بقي من مصداقيتهم بشكل سريع وقوى, وبوجود اللاعب الأمريكي فقد بات من المهم إدراك إن اللعبة صارت تجري على طريقة كرة القدم الأمريكية التي تحكمها قوانين مختلفة وتضبطها تكتيكات لا تشبه تلك التي يتبعها النوع الأوروبي, والتي تحتاج أيضا إلى عرض وقوة أكتاف وأفخاذ لا يملكها العراقيون.
والحال أن الأمريكيين على استعداد أن يتسامحوا مع نظرية المؤامرة في كل شيء إلا بما يتعلق بأمن قواتهم المسلحة أو الخروقات الدستورية.
وحينما نقرر أن الإعلام الأمريكي هو إعلام مسيس فإننا نكون قد قررنا أيضا أن هذا الإعلام ليس حرا تماما ومطلق اليد باتجاهات ذاتية وفئوية, وإنما هو مقيد بمصداقيته أولا, وبحق الغريم السياسي في مواجهة الحقائق بحقائق نقيضة. كما إن الهيئات القضائية جاهزة على مدار الساعة للانقضاض عليه حينما تتلقى أية أشارة بخروجه على خطوط اللعبة الحمراء. وإن بالقرب من ذلك الإعلام المسيس يتحرك إعلاميون وكتاب مستقلون وهيئات إعلامية لا تتبع هذا الطرف أو ذاك, والحرية هنا لا تعطيك الراحة في العمل مثلما هي في دول الإعلام الواحد والموجه والمقيد بقيود وحدود من السهولة معرفتها, إذ عليك أن تكون متفتح العينين والعقل لكي تعرف من أين تهب الريح التي ممكنا لها أن تهب من كل الاتجاهات وفي كل الأوقات. وهذا المجتمع هو مجتمع الانقضاض على الفرص التي بإمكان الواحدة منها أن تجعلك نجما أو مليونيرا في لحظة أو تمسح بك الأرض إن خرجت على قوانين اللعبة.
على كل الأصعدة فإن الحكم على سلوكيات المجتمع الأمريكي والقدرة على التنبؤ بردود أفعاله إنما تشترط مقدما أن تجري قرائته بالعقلية التي تفهمه فهما حقيقيا, دون ذلك فإن القراءة العراقية ستكون حافلة بالمطبات لو إنها اعتمدت على طريقتها الذاتية في رؤية وقراءة الأمور. وحينما يتعلق الأمر بالتقارير التي نشرتها ويكيليكس فإن قراءتها والموقف منها يحتاج إلى عقول شاطرة وليس إلى عقول متشاطرة. وفق هذه المعطيات فإن النكران المتعجل لما جاء في هذه الحقائق والدفاع المتزمت عن الموقف الذاتي بطريقة متشاطرة وقبل ذلك رؤية الأمور بعيون عراقية بحتة لا تعطي للآخرين حصتهم في فهم وإدارة المشكلة سوف تعود على صاحبها بأضرار مضاعفة.
كما أن على العراقيين جميعا, المنتفعون من الوثائق والمتضررون منها, أن يقرءوا هذه الوثائق بأخلاقية عالية بعيدا عن التوظيف السياسي الرخيص, وبحرص وطني عال وخال من المزايدة والمتاجرة الفئوية, فإن كان الدم العراقي الذي سفك غال وعزيز, فإن القتلة كانوا كثيرون ومتنوعون, وليس هناك دولة مجاورة واحدة بريئة من الدم العراقي, وإن كان من الضروري حساب ما سبق فإن من الضروري أيضا حساب الآتي بالطريقة التي تضمن عدم العودة إلى ما سبق أو إلى ما قد يتعداه.



#جعفر_المظفر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل كان الحكم الملكي في العراق طائفيا
- عن بلجيكا والعراق
- متى يخلع العراق جلباب الضحية
- الدولة.. بين الدين والسياسة
- هومْ سِكْ ... سِكْ هومْ
- الجاليات العراقية في المهجر وضياع الهوية
- هذا ما قاله ساراتسين.. فما الذي يجب ان نقوله نحن
- حضروا أقداحكم.. حزب الشاي قادم إليكم بقوارير لا سكر فيها*
- هروب إلى الخلف.. وهروب إلى الأمام
- إنهم يطبخون التاريخ.. أليس كذلك..؟!
- أمريكا.. لماذا نجحت في ألمانيا وفشلت في العراق.. ؟!
- مع القرآن.. ماذا سيحرق القس جونز
- الحادي عشر من أيلول.. ليس الأمريكان وحدهم الضحايا
- العراق بين حل الأزمة وأزمة الحل
- الحرب العراقية الإيرانية.. هل كانت أمريكية
- كلنا عملاء لأمريكا.. فمن الوطني إذن ؟!
- من نسأل
- إسلام بدون مسلمين
- الأمريكي المسلم والمسلم الأمريكي
- الأستاذ جاك وجامع قرطبة


المزيد.....




- ما هو مصير حماس في الأردن؟
- الناطق باسم اليونيفيل: القوة الأممية المؤقتة في لبنان محايدة ...
- ما هو تلقيح السحب وهل تسبب في فيضانات دبي؟
- وزير الخارجية الجزائري: ما تعيشه القضية الفلسطينية يدفعنا لل ...
- السفارة الروسية لدى برلين: الهوس بتوجيه تهم التجسس متفش في أ ...
- نائب ستولتنبرغ: لا جدوى من دعوة أوكرانيا للانضمام إلى -النا ...
- توقيف مواطن بولندي يتهم بمساعدة الاستخبارات الروسية في التخط ...
- تونس.. القبض على إرهابي مصنف بأنه -خطير جدا-
- اتفاق سوري عراقي إيراني لتعزيز التعاون في مجال مكافحة الإرها ...
- نيبينزيا: كل فيتو أمريكي ضد وقف إطلاق النار في غزة يتسبب بمق ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - جعفر المظفر - تقارير ويكيليكس ونظرية المؤامرة