أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - شاكر النابلسي - لماذا ترفض إسرائيل الآن السلام العربي














المزيد.....

لماذا ترفض إسرائيل الآن السلام العربي


شاكر النابلسي

الحوار المتمدن-العدد: 3165 - 2010 / 10 / 25 - 18:43
المحور: القضية الفلسطينية
    


لماذا ترفض إسرائيل الآن السلام العربي؟
شاكر النابلسي
في مناسبة عودة الفلسطينيين والإسرائيليين إلى طاولة المفاوضات في واشنطن، التي توقفت لأن إسرائيل لا تريد السلام العربي الآن، وتستمر في بناء المستوطنات. وفي مناسبة انشغال العالم من جديد في البحث عن حل لقضية الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي القائم منذ أكثر من ستين عاماً، خصصت مجلة "تايم" الأمريكية عددها (13/9/2010 ) للحديث عن السلام في الشرق الأوسط، وكان غلافها يتساءل السؤال المثير التالي:
لماذا لا تكترث إسرائيل بالسلام؟
وكلّفت "التايم" واحداً من كبار محرريها وهو "كارل فيك Vick" بكتابة تحقيق صحافي حول هذا الموضوع، الذي فجّر فيه قنبلة صحافية مفادها، أن إسرائيل تكتثرث بالسلام، ولكنها لا تؤمن به الآن، مما أثار حفيظة بعض المسئولين الرسميين الإسرائيلين الذين ردوا على تساؤل مجلة :"التايم" بسؤال آخر، يقول:
لماذا لا تتوخى "التايم" الموضوعية؟
وهو سؤال إيفي دافيز في "الجورنال اليهودي Jewish Journal" (13/9/2010)، والذي أضاف، بأن السلام كهدف إسرائيلي، لم يكن مهملاً في يوم من الأيام. وأردف دافيز بقوله: كيف يكون السلام مهملاً، وما من عائلة إسرائيلية إلا ومنها قتيل أو مشوّه في الحروب الثمانية السابقة، التي خاضتها إسرائيل مع العرب؟ ومَنْ الأمُ الإسرائيلية التي لا تريد لأبنائها أن ينتهي هذا الصراع الأبدي، لكي تنعم في السلام؟
ويأتي كارل فيك في "التايم" ليتساءل من جديد، قائلاً:
- كيف لا تفقد إسرائيل الثقة بالسلام العربي، بعد 17 عاماً ( ويقصد هنا بعد اتفاقية أوسلو، 1993) من محاولات السلام الفاشلة مع الفلسطينيين؟

دلائل عدم اكتراث إسرائيل بالسلام
لقد أجرى الصحافي فيك، عدة لقاءات – كما يقول في تحقيقه الصحافي – مع عدة رجال أعمال ومستثمرين، قالوا له ما معناه، أن السلام الآن لم يعد ضرورياً لهم، لأنهم يمارسون أعمالهم على أكمل وجه في ظل الهدوء والاستقرار الأمني الإسرئيلي، بعد أن توقفت الهجمات الانتحارية الفلسطينية من الجماعات الدينية المسلحة. ومن هنا كانت حجة إيفي دايفز، أن كارل فيك (محرر "التايم") قد اعتمد على هذه الأقوال المجانية، دون قراءة التاريخ السياسي للصراع العربي الإسرائيلي، ودون دراية بـ "الخوف العربي" من السلام العربي – الإسرائيلي.
ولعل ما أثار حفيظة اليمين الإسرائيلي من التحقيق الصحافي، الذي نشرته "التايم" قول المجلة، أن 95% من اليهود الإسرائيليين سعداء، ويشعرون بالأمن والاستقرار، ويديرون أعمالهم بنجاح كبير، وينعمون بالسلام حسب استطلاع لآراء الناس بالسلام جرى عام 2007. وأن آراء المستَطلَعين من اليهود، قالت بأنهم ليسوا بحاجة إلى سلام الفلسطينيين الآن، ما دام ليست هناك هجمات انتحارية من قبل الجماعات الدينية/السياسية الفلسطينية المتشددة. وأن 8% فقط من الفلسطينيين المقيمين في إسرائيل لا يشعرون بالأمن والاستقرار، نتيجة للفقر، وتدني مستوى التعليم.
هل هذا هو السلام الدائم والعادل؟
ولكن هل يكفي كل هذا لكي يعُمّ السلام الفلسطيني – الإسرائيلي، ومن ثم السلام العربي- الإسرائيلي طبقاً لذلك، كما جرى بعد اتفاقية أوسلو 1993، فقام الأردن من جهته ووقع اتفاقية السلام (اتفاقية وادي عربة) مع إسرائيل أيضاً عام 1994؟
وهنا يبرز السؤال الرئيسي التالي:
لماذا لم تكن معاهدتا السلام المصرية – الإسرائيلية (كامب ديفيد 1979) ومعاهدة السلام الأردنية – الإسرائيلية (وادي عربة 1994) دافعتين للسلام مع بقية العرب وخاصة سوريا ولبنان، اللتين تعتبران جارتي إسرائيل القريبتين، واللتين بحاجة ماسة إلى السلام، والذي بدونه تتعرضان لمشاكل سياسية واقتصادية خطيرة؟

لماذا كان السلام الجزئي مع العرب فاشلاً؟
والإجابة عن هذا السؤال، تتلخص فيما يلي:
1- لقد كانت معاهدتا السلام تلك بمثابة بالون إختبار للعرب ولإسرائيل على حد سواء. وكانتا اختباراً لنوايا كل من العرب وإسرائيل، ولقياس ردود الفعل العربية والإسرائيلية في الوقت ذاته، قبل أن تتخذ إسرائيل أو العرب الآخرون، أية خطوة سلام جديدة، خاصة أن سوريا كانت هي المرشحة الثالثة للسلام العربي- الإسرائيلي، تتبعها لبنان، التابع الأبدي دائماً لسوريا، خاصة فيما يتعلق بالسياسة والشؤون الخارجية. فلبنان لا يقول "نعم" أو "لا"، في المحافل الإقليمية أو الدولية، إلا بعد أن يسمعها واضحة صريحة وعالية من سوريا. فذلك هو قدره منذ 1920 إلى اليوم.
2- لا شك أن السياسيين الإسرائيليين من أصحاب اليمين واليسار، انتابتهم خيبة أمل كبيرة بعد اتفاقيتي السلام مع مصر والأردن. فقد تنازلت إسرائيل عن أراضٍ مصرية في سيناء، وطابا، وغيرهما. وهي أراضي ثمينة ومقدسة مقابل السلام المصري، الذي انكمش وتقلّص، ليستقر على "سفارة في العمارة"، لسجن السفير الإسرائيلي وأعضاء السفارة فيها، دون أن يتمكن أحدٌ من طاقم السفارة من التجوال، أو التحدث، أو الاجتماع، مع أحد من المثقفين المصريين، حتى ولو كان كاتب قصة قصيرة من الدرجة العاشرة، أو الحضور، أو المشاركة في أية فاعلية ثقافية، أو اقتصادية، أو سياسية. كذلك كان حال السفارة الإسرائيلية في عمان. فأصيبت إسرائيل بخيبة أمل كبيرة. وأيقنت أنها هي الخاسرة من السلام، بينما العرب هم الرابحون. ولعل هذا كان من الأسباب التي دفعت إسرائيل إلى رفض مبادرة السلام العربية، التي تقدمت بها السعودية في مؤتمر قمة بيروت 2002.
3- لقد تنبهت إسرائيل – ربما بعد العام 1994 – أن السلام والتطبيع، يجب أن لا يتمان فقط بين الحكومات والدول، ولكن يجب أن يتمان بين الشعوب أيضاً، وهم الأهم. ويجب تحضير الشعوب لمثل هذه الخطوات فهم المفتاح للسلام الحقيقي والدائم، وليس الزعماء فقط. وإيقنت إسرائيل بأن الشعوب العربية لن تسالم إسرائيل، ما لم يتم إنصاف الفلسطينيين، واعطائهم حقهم في أرضهم، وإقامة دولتهم. وهذا عزيز على إسرائيل. ومن هنا كانت إسرائيل تهرب دائماً من هذا السلام المُكْلِف!



#شاكر_النابلسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نقد ايديولوجيا ثورة المعلومات والاتصالات
- كيف نضبط ظاهرة الشبق السياسي العربي
- لماذا منعت مصر شعار -الإسلام هو الحل-؟
- ما ثمن بقاء الزعيم على كرسيه مدى الحياة؟
- كارثة القطيعة العربية لمدنية العالم وحضارته
- لماذا كان السلام الدائم خرافةً ووهماً؟!
- أعيدوا الانتخابات لكي تحسموا الخلافات
- هل كان -العراق الجديد- أكثر خطورة على العرب من إسرائيل؟
- ايجابيات الاحتقان السياسي العراقي!
- هل أضاع العراق اللبن في الصيف كما ضيّعته دخنتوس؟
- احتمالات الحرب الأهلية في العراق
- ما هي المبررات الإرهابية لقتل العراقيين في رمضان؟
- العراق: من النزاع السلمي إلى الصراع المسلح
- صوت العقل الذي لم يسمعه سياسيو العراق
- العراق: من دكتاتورية العسكر إلى دكتاتورية الأفندية
- ماذا كان الدور الأمريكي المطلوب في العراق؟
- ما فعله الساسة في العراق لم يفعله الاجتياح العسكري!
- ما فعله العرب في العراق لم يفعلوه في إسرائيل!
- (إماتة العراق عطشاً بعد تدميره بالمتفجرات)
- صادق العظم مثالاً: الليبراليون وحل الأزمة العراقية


المزيد.....




- اتهام 4 إيرانيين بالتخطيط لاختراق وزارات وشركات أمريكية
- حزب الله يقصف موقعين إسرائيليين قرب عكا
- بالصلاة والخشوع والألعاب النارية.. البرازيليون في ريو يحتفلو ...
- بعد 200 يوم من الحرب.. الفلسطينيون في القطاع يرزحون تحت القص ...
- فرنسا.. مطار شارل ديغول يكشف عن نظام أمني جديد للأمتعة قبل ا ...
- السعودية تدين استمرار القوات الإسرائيلية في انتهاكات جسيمة د ...
- ضربة روسية غير مسبوقة.. تدمير قاذفة صواريخ أمريكية بأوكرانيا ...
- العاهل الأردني يستقبل أمير الكويت في عمان
- اقتحام الأقصى تزامنا مع 200 يوم من الحرب
- موقع أميركي: يجب فضح الأيديولوجيا الصهيونية وإسقاطها


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - شاكر النابلسي - لماذا ترفض إسرائيل الآن السلام العربي