أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - مرثا فرنسيس - لو نتوقف عن الحلم سنموت














المزيد.....

لو نتوقف عن الحلم سنموت


مرثا فرنسيس

الحوار المتمدن-العدد: 3165 - 2010 / 10 / 25 - 10:14
المحور: حقوق الانسان
    



استيقظت على صوت مؤذن لصلاة الفجر وقد أصبح جسدي مبرمجاً على الإستيقاظ في هذا التوقيت يومياً، لكنّي أعود للنوم ثانية بعد أن يحل الهدوء، حتى موعد استيقاظ الأسرة.
لاحظت أن صوت المؤذن كان لطيفاً وهادئاً على غير العادة، لكني أسمعه بوضوح لقربه الشديد من محل سكني. وعللت خلاف ذلك بما يحدث للأجهزة من أعطال فنية.
وكعادتي مع قهوة الصباح و إلقاء نظرة سريعة على العناوين الرئيسية للجريدة لاختيار مقالات معينة لقراءتها تفصيليًا، وقعت عيني على عنوان غريب في الصفحة الأولى {شيخ الأزهر يدعو المسلمين لحياة المحبة العملية مع الأقباط مبتدئا بنفسه} اعتقدت- كما هو متبع هذه الأيام- لتسكين الجو المشتعل بين المسلمين والأقباط، لكنني تابعت قراءة المقال بشغف واندهاش إذا به يقول: لنبتعد يا إخوتي المسلمين عن الشر، ليحب كل مسلم جاره القبطي، أزيلوا الحواجز والأسوار التي تراكمت بيننا وبينهم وعلت على مر السنين، ما الذي جنينا من الكراهية والتعصب ؟ جاملوهم في مناسباتهم، استثمِروا فرص اعيادهم ونجاح اولادهم واطرقوا ابوابهم، حيّوهم وقدِّموا لهم التهاني. تعالوا نبتعد عن مضايقتهم ولنبادلهم حبًا بحب وودًا بود. نحن يا أحبائي نسيج هذا الوطن الذي يعيش فينا ونعيش فيه، لقد تعبنا من التعصب والغضب ومللنا من التجهم في وجوههم في وقت يكنون لنا الود والمحبة؛ ألم يقل القرآن الكريم أنهم الأقرب مودة للذين آمنوا؟ لماذا نتجاهلهم ونتجاهل مناسباتهم وهم الذين يبادرون الى تهنئتنا في اعيادنا؟
هلم نبن جسور الحب والسلام بيننا وبينهم لكي نقضي ايامنا في سلام وهدوء واطمئنان، هلم نحافظ على وطننا الواحد الذي نتشارك فيه ونعيش معا
ماهذا؟ لم أصدق عيني! أعدت قراءة المقال كي اتأكد من أني لم أكن مخطئة في اسم من يوجه الدعوة من خلال المقال، حتى تركت الجريدة في ذهول قائلة في نفسي: رُبما رآى الرجل رؤيا أو حلماً ما جعله يخاطب الجماهير بالحب والتسامح. لكن هذا رائع على أية حال وأيًا كان السبب.
لم تمض بضع ساعات حتى بدأت صلاة الجمعة؛ لا بأس في إني استمع اليها بعض الأحيان، ذلك بما أن الجامع مقام إلى جوار البيت وبما أن شيخه محترم، لكن ما زاد من دهشتي وتعجبي هو أن جارنا الشيخ قد أكمل ما قرأت في الجريدة منذ ساعات، حتى أعلن عن أن انخفاض صوت الميكروفون مقصود. فقرر- كمسؤول عن هذا المسجد- أن يخفض الصوت الى اقل درجة في اثناء الأذان وسائر مواقيت الصلاة، كي يعطي لجيران المسجد فرصة للهدوء والراحة في بيوتهم.
ومع استمرار دهشتي من كلام الشيخ الجار، سمعته يقول: اخوتي وابنائي دعونا نبدأ عهدًا جديدًا مع اخوتنا الأقباط ولننس الماضي، اني اشجعك اخي المسلم ان تعلم اولادك ان يحبوا زملاءهم الأقباط، علم اولادك ان يتعاملوا معهم كإخوة ومصريين فقط وان يتعاونوا معاً في جميع المجالات والميادين، أكد لهم على حرية المعتقد فيصبح الوطن للجميع. اني اقول الحق الذي يرضي ضميري امام الله؛ نحن لن نستطيع الإستغناء عن إخوتنا الأقباط ولا عن حب التعامل معهم والتعاون المستمر، لا مشكلة معك أخي المسلم اذا كان رئيسك في العمل قبطيا، أليس هو إنسانا مثلك، أوليس مصريًا؟
هيا معا نتعاون وننتج لصالح هذا الوطن الحبيب، إنها دعوة لبناء مصر؛ دعونا من الأفكار الهدامة التي خربت البلد وشقت الأمة ومزقتها، لم نحصد من تلك الأفكار سوى الخسران والتخلف. دعونا نغير صورتنا القاتمة امام العالم؛ لنشجع قدرات اولادنا العلمية والعملية، بغض النظر عن كونهم أقباطاً أم مسلمين.
لنشجع اصحاب المواهب والخبرات والإختراعات.
لنزرع الأمل من جديد في أولادنا {جميعاً} نحو مستقبل افضل.

يا أولادي سأبدأ بنفسي أوّلاً وبعد الصلاة مباشرة؛ سأزور جيراني، سأتجاوب مع محبتهم التي ظلوا يقدمونها سنيناً طويلة بينما كنت اقابلها بالإستعاذة. ثم سكت الشيخ.
أما انا لا زلت في غاية التعجب والدهشة. ما هي الا دقائق حتى سمعت طرقا على باب شقتي، فتحت فاذا الشيخ جارنا! حياني برقة مع ابتسامة لطيفة قائلًا: انا اعتذر لكم عن جفائي وعن عدم تجاوبي وزوجتي مع محبتكم الصادقة. ثمّ سأل عن زوجي. زال عن محياي أثر الدهشة لكن الدهشة لم تفارق مشاعري، لأني لم اصدق تمامًا ما جرى. صرخت بأعلى صوت منادية زوجي، فقط لأتأكد ان ما سمعته صحيح. وفي صراخي استيقظت.
لو لم نحلم لمتنا.
محبتي للجميع



#مرثا_فرنسيس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بحث الإنسان عن معنى
- زهور الحوار
- رفقاً بالمرأة ايها الرجل
- 2- قانون الحياة ( الزرع والحصاد)
- 1-أين أبوك؟
- ليس وهماً
- مصر بلدي زمان والآن
- قصة لا إنسانية أخرى من واقعنا الُمرٌ
- لقطات
- قصة لا إنسانية من واقعنا المُر
- استراحة قصيرة
- ماذنبي ياسادة ؟؟
- لؤلؤة غالية اثمن
- الساقطة ......نجحت !!!
- المرأة في المسيحية
- لحظات صدق
- الدموع
- حكاية أب
- تعال معي ....
- أحلام


المزيد.....




- تعذيب وتنكيل وحرق حتى الموت.. فيديو صادم يظهر ميليشيا موالية ...
- الأمم المتحدة: أكثر من مليون شخص في غزة يواجهون انعدام الأمن ...
- الأمم المتحدة: أكثر من مليون غزي يواجهون انعدام الأمن الغذائ ...
- زاخاروفا تضيف سؤالا خامسا على أسئلة أربعة وضعتها برلين شرطا ...
- مقال بموقع بريطاني: هذه طريقة محاسبة إسرائيل على تعذيب الفلس ...
- الأردنيون يتظاهرون لليوم الرابع قرب سفارة إسرائيل ومسيرات بم ...
- أكاديمي أميركي: المجاعة في غزة قد تتسبب بإدانة إسرائيل بالإب ...
- حرية الصحافة في أوروبا.. بين القرارات البرلمانية والتطبيق عل ...
- اعتقال 3 أشخاص بعد اكتشاف مخبأ أسلحة في مرآب سيارات في شمال ...
- إصابات.. الاحتلال يشن حملة اعتقالات واسعة في الضفة والقدس


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - مرثا فرنسيس - لو نتوقف عن الحلم سنموت