أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - هشام حتاته - الاحتلال العربى لمصر بين تدليس الشيوخ وحقائق التاريخ 2/2















المزيد.....

الاحتلال العربى لمصر بين تدليس الشيوخ وحقائق التاريخ 2/2


هشام حتاته

الحوار المتمدن-العدد: 3164 - 2010 / 10 / 24 - 12:38
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


كانت حروب الردة شاغلا رئيسيا لخلافة ابوبكر ، وجاء الخليفة عمر بن الخطاب (634 – 644 م) بعد ان استقرت شبه الجزيرة العربية لاختيار السقيفة ، وبدأ تفعيل الآية 29 من سورة التوبة
( قاتلوا الذين لايؤمنون بالله ولاباليوم الاخر ولايحرمون ماحرم الله ورسوله ولايدينون دين الحق من الذين اوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون )
وكما قلنا فى نهاية الجزء الاول من هذه الدراسة ان العرب كانوا يعلمون مايعانيه القبط من الاضهاد الدينى فاكتفى بن الخطاب باربعة الاف على امل انضمام المصريين اليه ، ولكن وقف الشعب المصرى متفرجا ينتظر الغالب ليعطية الجزية ، فكان المدد باربعة الاف ثم اربعة الالف اخرى ، وثلاث سنوات حتى استقر الامر للعرب .
وبدا الزحف شمالا على فلسطين والاردن بقيادة عمرو بن العاص ، ثم شرقا على مخزن غلال الامبراطورية الرومانية والبقرة الحلوب ... مصر ، بدأ الزحف فى عام 639 م ومضت ثلاث سنوات حتى تم فتح حصن بابليون بعد حصار دام سبعة اشهر، كان قتالا بين الروم المترفين ، والعرب الجائعين القادمين من جفاف وقحط الصحراء الى ارض الخير والزرع والنماء . وكان القبط خارج المعادلة ، فمنذ الاحتلال الفارسى لمصر عام 525 ق.م ( مايقارب الالف عام ) تناوب على مصر الغزاة ، يذهب الفرس ويأتى الاغريق ، ويذهب الاغريق ويأتى الرومان ، ويذهب الرومان ويأتى العرب .... لافرق ، فالشعب المحتل لمدة الف عام ماتت فيه جذور المقاومة
** ونقف مع مايروجه الاسلاميين من ان الفاتحين ( المحتلين ) كان شعارهم : الاسلام او الجزية او الحرب . وبرغم مافى هذه المقولة من اذعان على قبول دين راغما او فداء العقيدة بالمال ، الا انه كان خاصا بقبائل الجزيرة العربية فقط ابان دعوة الرسول ، وقد عبر عنها عمر بن الخطاب عندما قام اثناء خلافته بطرد اليهود والمسيحيين من الجزيرة العربية بالكامل حيث : لايجتمع بجزيرة العرب دينان ..!!
ــ فنحن لم نقرأ فى طول التاريخ العربى وعرضه ، ولافى اى من كتبهم التاريخية والتراثية ان وقف جيش العرب الغازى على اطراف اى من الدول التى احتلها وارسل المراسيل محذرا ومخيرا ..!!
ــ ولم نقرأ ايضا انه بعد الاحتلال ارسل الوعاظ ورجال الدين بالتبشير بالدين الجديد ....!! وظل المسلمين فى مصر اقلية حتى العصر الفاطمى عندما ادعى احد الخلفاء الفاطميين الوحى الذى كان ياتيه من قمة جبل المقطم ( نلاحظ انه من مفاهيم الوحى فى الذاكرة الانسانية ان يأتى من مكان عال اعتقادا انه قريب من السماء .. !!) وامر هذا الخليفة بالمساواه بين المسيحيين والمسلمين حسب الوحى الذى كان يأتيه , وبناء عليه فتحت وظائف دواوين الحكومة امام المسيحيين ، وتخلصوا من الصليب الحديد المعلق على صدورهم فرضا عليهم من الحكام العرب ( والذى بسببه اطلق عليهم ذو العظمة الزرقاء نتيجة احتكاك سلسلة الصليب الحديدى بفقرة الرقبة الخلفية مما كان يؤدى الى تورمها وزرقتها ) ، وركبوا الخيل والدواب ذو السرج الذى كان محرما عليهم . ولكن هذا الخليفة الفاطمى الشاب قتل على حماره وهو صاعدا جبل المقطم ليتلفى الوحى ، ويقال انه هرب الى لبنان وهو المنسوب اليه الطائفة الدرزية .. !! وعندها جاء خليفة آخر ليعيد الوضع كسابقة بعد ان استطاب للمسيحى المساواة مع المسلم والعمل فى الدواووين ، وهنا اعلن الكثير منهم الاسلام ليستمر فى المكاسب التى حصل عليها .
- اما مايقال ان الفاتحين ( المحتلين ) العرب اقروا البلاد المفتوحة ومنها مصر على دينهم ، فهذا صحيح وحقيقى لان نشر الدين لم يكن هدف الفاتحين ( المحتلين ) ولكن الهدف ( ان يدفعوا الجزية
عن يد وهم صاغرون )والاية 29 من سورة التوبة توضح هذه بجلاء ، فلماذا اللف والدوران ..؟؟
عزيزى القارئ : آثرنا اعتماد المراجع العربية الاسلامية دون الاستناد الى المؤرخين الاقباط رغم الالتقاء بين الطرفين فى كثير من الاحداث التى وقعت ، ترسيخا للمقولة المعروفة : وشهد شاهد من اهلها
- بعد الانتصار وفرض الجزية رأى عمرو ان ملابس جيشه البالية الرثة لاتتناسب مع مارآه من ملابس الجيش الرومانى ، ون الهيبة تقتضى الأبهه ، والابهة تقتضى الملابس الفاخرة ففرض علاوة على الجزية ( لكل رجل من اصحابه دينارا وجبة وبرنسا وعمامة وخفين ) – المقريزى : المواعظ والاعتبار ، الجزء الاول ص 293 . ( واحصى المسلمون فألزم جميع اهل مصر لكل منهم جبة صوف وبرنسا او عمامة وسراويل وخفين فى كل عام ، او بدل الجبة الصوف ثوبا قبطيا ) – البلاذرى : فتوح البلدان ص 253 . وجاءة جماعة من زعماء القبط يستأذنون العوده الى قراهم بعد ان اعلنوا الولاء والطاعة للسيد الجديد ، فسمح لهم قائلا ( لاحاجة لنا بصنيعكم اعطونا عشرين الف دينار ... ) – البلاذرى : المواعظ والاعتبار ص 293
- وعلى سنة السلف من الرومان سار السلف من العرب ففرضوا قانون ضيافة الفارس لمدة ثلاثة ايام فى اى مكان ينزل به وتوفير كل مايحتاج اليه من مأكل ومشرب واقامة ( ومازلنا حتى اليوم نقول اننا عرب والضيافة عندنا ثلاثة ايام فى خلط بين الضيافة المفروضة قسرا على الفلاح للعربى وبين كرم الضيافة الطبيعى ) .
ــ لبس عمرو الحرير والديباج وانتفخت ثروته ، فارسل له بن الخطاب ( بلغنى انك فشت لك فاشية من خيل وابل ، فأكتب لى من اين لك هذا المال ؟) – القلقشندى : صبح الاعشى الجزء السادس ص 386 . وبعث اليه محمد بن سلمه يقاسمه اموالة ...؟؟
ــ وللذين يقولون ان مصر دخلت دين الله افواجا نستمع الى الطبرى فى تاريخ الرسل والملوك ص 106 يقول عن رسائل بنى امية عن العبودية الصريحة الى امراء مصر بقولهم ( ان مصر انما دخلت عنوة ،وانما هم عبيدنا ، نزيد عليهم كيف شئنا ونضع ماشئنا )
ــ ويفيدنا القرشى فى معالم القرية فى احكام الحسبة ص 99 ( يقف الذمى بين يدى عامل الجزية ذليلا ، فيلطمه المحتسب بيده على صفحة عنقه ، أد الجزية ياكافر ، ويخرج الذمى يده من جيبه مطبوقة على الجزية فيعطيها له بذلة وانكسار )... !!
ــ ونقرأ للطبرى ايضا ناقلا عن احد جنود عمرو بن العاص (لما افتتحنا بابليون تدنينا قرى الريف فيما بيننا وبين الاسكندرية قرية فقرية ، حتى انتهينا الى بلهيب وقد بلغت سبايانا المدينة ومكة واليمن ) تاريخ الطبرى ص 105
ــ والبلاذرى فى فتوح البلدان القسم الاول ص 253 ( وكانت قرى من مصر قاتلت فسبى منها والقرى بلهيت والخيس وسلطيسس فوقع سباؤهم بالمدينة ) ، وعندما رد بن الخطاب بعضهم الى مصر بعد ان اخذ المقاتلين مااخذوا من النساء سبايا والرجال عبيد ، كانت الجزية هى الاساس ولاستمرار تدفقها على عاصمة الخلافة كان القول العمرى : ( الجزية قائمة تكون لنا ولمن بعدنا من المسلمين احب الى من فيئ يقسم ثم كأنه لم يكن ) – الطبرى ص 105
ــ ( توجه عمرو الى نقيوس لقتال الروم فعدل " وردان " – احد موالى عمرو – لقضاء حاجته عند الصبح فاختطفه اهل الخربة فغيبوه ، فوجده عمرو فى بعض دورهم فأمر باخرابها واخراجهم منها ) ... ( كانوا رهبانا كلهم ومع ذلك فقد قتلهم عمرو جميعا وخرب المدينة خرابا لم تشهده مثله من قبل حتى سميت بعدها بالخربة ) – ابن عبدالحكم ، فتوح مصر واخبارها .
ــ اراد عمرو بحنكته السياسية استعمال القبط فى وظايف جباية الخراج وحساب الضرائب لخبرتهم فى ذلك ، الا ان بن الخطاب كتب اليه قائل ( كيف تعزهم وقد اذلهم الله ؟ ) .... !!!! كان عمر يريدهم ان يعملوا بالارض ليدفعوا الجزية عن يد وهم صاغرون .
ــ وفى عمل من اشد اعمال السخرة بدأ المصريين فى شق قناة امير المؤمنين من النيل حتى البحر الاحمر لتحمل المؤن والخيرات الى عاصمة الخلافة فى المدينة ، فكانت تشغيل هذا العدد الضخم – مائة وعشرون الف – يسبب انكسار خراج مصر وخرابها ،فأرسل اليه عمرو لتاجيل حفر القناة ، ولكن ابن الخطاب كتب اليه يقول ( اعمل فيه وعجل ، اخرب الله مصر فى عمران المدينة وصلاحها ) ...... !! الطبرى الجزء الرابع ص 100 ، ويشير السيوطى الى واقعة تسخير عمرو بن العاص للمصريين فى حفر القنوات واقامة الجسور ( الف عمرو قوة من المصريين عددها مائة وعشرون الف عامل مهمتها الاولى العمل فى حفر القنوات واقامة الجسور والقناطر ) حسن المحاضرة جزء اول ص 63
ــ اشتد البلاء وازداد عاما بعد عام ، حتى ان الرهبان الذين اعفوا من الجزية فى البداية فرضت عليهم بعد ذلك ، وكانت الجزية .. ثم الجزية .. ثم الجزية حتى لمن اراد ان يسلم فعلية ان يدفع .. - اكثر من خمسة وسبعون عاما تمر والقهر يصل الى منتهاه ، ويتردد فى التاريخ العربى لفظ البقرة ( كناية عن مصر) كثيرا ، فمن دعاء بن الخطاب " در ضرعك " دعاء لمصر- البقرة - بزيادة الثروة . الى حديث عثمان بن عفان لابن العاص حينما عزله عن ولاية مصر وعين بدلا منه يحلب اكثر قائلا : لقد درت اللقحة - البقرة - بعدك يابن العاص، فيرد عليه : نعم .. ولكن هلكت فصالها ..... !!. وبمناسبة هلكت فصالها نقرأ للخليفة سليمان بن عبدالملك لمتولى خراج مصر اسامه بن زيد التنوخى يقول ( احلب حتى ينقيك الدم ، فاذا انقاك الدم حتى ينقيك القيح ، لاتبقيها لأحد من بعدى ) ............ !!!!!!! – المقريزى : المقفى الكبير ص 39
ــ ولم يقتصر الامر عند هذا الحد من جزية وسخرة وتكاليف ضيافة ورسوم ملابس .... الخ ، ولكن يتعرض هذا الشعب لحملة تبخيس من السادة العرب مازالت آثارها ممتدة فى تباهى بعض المصريين حتى اليوم باصولهم العربية واحتقار الفلاح ، والمثل المعروف ( يأكلها التمساح ولايتزوجها الفلاح ...!!) فالمرأة من اصول عربية لايتزوجها الفلاح حتى وان اكلها التمساح ... !! كان القبط يزرعون ويبنون ويصنعون للسيد العربى المحتل، وبدلا من الشكر والامتنان او حتى الصمت نقرأ ان من وصفها المسعودى فى مروج الذهب ( معدن الذهب والجواهر والزمرد والاموال ومغارس الغلات ) ومن قال عنها ابن العاص : مصر تعدل الخلافة كلها – نراها نفسها ( فى اهلها مكر ورياء وخبث ودهاء وخديعة ) المسعودى : مروج الذهب . ويقول ابن عباس : ان المكر عشرة اجزاء ، تسعة منها فى القبط ، وواحد فى سائــــــــــرالناس ..!! . اما الخليفة معاوية بن ابى سفيان يقسم اهل مصر ثلاثة اصناف ( ثلث ناس وثلث يشبه الناس وثلث لاناس ، فاما الثلث الذين هم الناس فالعرب ، والثالث الذين يشبهون الناس فالموالى ، والثلث الذين لاناس المسالمه ويعنى القبط ) المقريزى : المواعظ والاعتبار ص 56
- فأهل مصر يغلب عليهم ( الدعة والجبن والقنوط والشح والرغبة فى العلم وسرعة الخوف والحسد والنميمة والكذب والسعى الى السلطان وذم الناس بالجملة .......... الخ ، ومن اجل توليد ارض مصر الجبن والشرور والدنيئة فى النفس لم يسكنها الاسد ، واذا دخلت ذلت ولم تتناسل ، وكلابها اقل جرأة من كلاب غيرها من البلدان ، وكذلك كل مافيها اضعف من نظيره فى البلدان الاخرى ماخلا ماكان منها فى طبعه ملايمة لهذه الحال كالحمار والارنب ) المقريزى : المواعظ والاعتبار بذكر الخطط والاثار ص 43 .......!!
- ودور المرأة المصرية فى حياة زوجها ومالها من احترام ومشاركتة فى امور الحياة ، لم يفهمها السادة العرب كما لم يفهموا ان الاسود لاتسكن الارض الزراعية ، ولا ان الشعب المغلوب على امرة يلجا الى المكر والخداع ، ولا ان الف سنة من الاستعمار علمته السكينه والاستضعاف ، ولا أن حضارته الراقية وارضه الزراعية الخصبه لم تولد لديه " حق الاعتداء " ، فنحن هنا امام شعب متحضر مسالم مستقر فى ارضه عبر آلاف السنين يزرع ويحصد ويبنى حضارة ، امام مجموعة من البدو الهمج الجياع من شح الصحراء الذين ارغمهم الصراع على الماء والكلأ فى صحرائهم الكئيبة على التقاتل ، شعب وصلت حضارته القمة بمقاييس ذلك الزمان امام مجموعة من البشر على اول سلم الحضارة اقرب الى التوحش منهم الى الانسانية . ولكنه لم يفهم طبيعة التآلف بين الرجل والمرأة - وحتى الآن فى الريف المصرى- فيذهب خياله فى حكى اسطورى يقول : ان فرعون عندما غرق مع رجال جيشه وهو يطارد موسى خلت مصر من الرجال ولم يبقى فيهم الا العبيد ( فطفقت المرأة تعتق عبدها أو أجيرها ليتزوجها ، وشرطن على الرجال الايفعلوا شيئا الا بمشورتهن وامرهن فأجابوهن فى ذلك ، فكان أمر النساء على الرجال ) المقريزى ص 39
- ويحتفل العرب باليوبيل الماسى ..!! ( خمسة وسبعون عاما ) وتبدأ ثورات القبط على الظلم والقهر والتبخيس ، وتصل الذورة فى العام 107 المعروف بثورة البشموريين ، وبعدها ثورات هنا وهناك ، ولاأكثر من مائة عام نجد ثورات يتم اخمادها حتى نصل الى الثورة الكبرى فى العام 216 التى شارك فيها القبط بعض عرب اليمن وبعض قبائل القيسية الذى عملوا بالزراعة وتم تهميشهم نتيجة تغلب العصبية حتى بين العرب وبعضهم ، فبعد ان منح الخليفة المأمون مصر والشام لاخيه ابى اسحاق ( الخليفة المعتصم فيمابعد ) ترضية ومنحة ، فزاد الخراج ليقتسم على ثلاثة ( والى مصر – ابى اسحاق – الخليفة ) بعد ان كان يقتسم بين والى مصر والخليفة مباشرة .. ودفع اقباط مصر حصة زائدة لابى اسحاق ، وتدهورت الامور ، حتى كانت الثورة الكبرى التى عمت انحاء مصر ، حتى ان والى مصر ( عيسى بن منصور ) ترك العاصمة وهرب الى ضاحية حلوان . فارسل المأمون لواليه على برقة " الافشين حيدر بن كاوس الصفدى " التوجه الى مصر للمساعة فى قمع الثورة ، ودارت المعرك ، وزادت الثورة مما اضطر الخليفة المأمون الى الحضور بنفسه على رأس جيشه .
ثلاثة جيوش تتصدى لقمع الثورة :
جيش المأمون يقاتل اهل الحوف ــ وجيش الافشين يقاتل اهل البشمور ــ وجيش موسى بن ابراهميم ابن عم الخليفة يقاتل اهل الصعيد ، ثلاثة جيوش من اشراس البدو يحملون السيوف والرماح ويمتطون صهوات الجياد يقاتلون شعبا اعزل سلاحة الفأس والنبوت وطبعا النتيجة معروفة ....!! اخمدت الثورات تماما ، استفتى المأمون فى الاسرى فقيها على مذهب الامام مالك :فقال ( ان كانوا خرجوا لظلم نالهم فلا يحل دماؤهم وأموالهم ، فقال المأمون : انت تيس وابن مالك اتيس منك ، هؤلاء كفار لهم ذمة اذا ظلموا تظلموا الى الامام وليس لهم ان يستنصروا باسيافهم ولايسفكوا دماء المسلمين فى ديارهم ، واخرج المأمون رؤسائهم فحملهم الى بغداد ) اليعقوبى ص 192 . وقضى المامون فى الاسرى ( يقتل الرجال ، وتباع النساء والاطفال ، فبيعوا وسبى اكثرهم ): الكندى ص 216 . ويزيدنا ابن اياس حسرة فيقول ( سبوا القبط وقتلوا مقاتليهم وابادوهم ، وقمعوا اهل الفساد من سائر اراضى مصر بعد ان قتلوا مقتلة عظيمة ) ابن اياس الجزء الثانى ص 215
- ورغم الدماء التى لم تجف والجراح التى لم تبرأ والكرامة المهانه ، ساح المأمون فى القرى شمالا وجنوبا مستعرضا جيشه زيادة فى الترهيب ، وفرض على كل القرى التى مر بها ضيافته هو وجيشة ، ضيافة تليق بجيش امير المؤمنين واكيد ترحيبا يليق ايضا بكرامة امير المؤمنين .وزيادة على كل ذلك حاول الخليفة ( المأمون ...... !!) ان يسرق الهرم . نعم حاول ان يسرق الهرم حيث تتناقل الاجيال ان كنور الفرعون خوفو بانى الهرم الاكبر مدفونة داخل هرمه ، فاحضر الخليفة العمال محاولا عمل فتحة فى جسم الهرم الاكبر بتسخين الحجارة ثم صب الخل عليها حتى تتفتت ، ونجح فى عمل فتحة موجودة ومعروفة حتى الآن فلم يجد شيئا فأنصرف . لم يكفية سرقة الشعب القبطى فحاول سرقة اجدادهم الفراعنة ..............!!!!! فاين نشر الاسلام من كل هذا ؟؟؟
ــ ان الجزية ظلت مفروضة على من اسلم حتى جاء الخليفة عمر بن عبدالعزيـــــــــز فى العام 127 م واعفى منها من يعتنق الاسلام وقال قولته المشهورة : لقد بعث محمد هاديا ولم يبعث جابيا ، ولكن ...!! وحتى لاتتأثر خزائن الخلافة تم تحميل قيمة جزية من اسلموا على باقى القبط ...!! فالجزية هى الاساس وليس الاسلام ، قرن من الزمان وليس الا الجزية .. وباقى
القرون اعفاء من اسلم وتحميل الفارق على من بقى على دينه ، ونباهى انه فى عصر عثمان عم الرخاء وبيعت الجارية بوزنها ذهبا ، وانه فى عصر عمر بن عبدالعزيز رعى الذئب مع الشاه ، ونتغاضى اما عن تدليس او عن جهل ان هذا الرخاء كان فى عواصم الخلافة سواء المدينة او دمشق او بغداد فقط لاغير اما اهل بلاد اللبن والعسل والبقر الحلوب من البلاد المحتلة فعليها ان تمول الذهب الذى يشترى به الجارية ( ولاندرى عمل الجارية التى يدفع وزنها ذهبا ..!!) وتشبع الذئب ليرعى مع الشاه بعد ان يدفعوا الجزية عن يد وهم صاغرون . ونتيه فخرا بقولة هارون الرشيد للسحابة المارة : امطرى حيث شأتى فسوف يأتينى خراجك ... ولانلتفت الى مافى هذا القول من ان كل خيرات الارض المملوكة للسادة العرب تصب فى خزانة الخلافة .
ــ وتقولون ان الجزية هى مقابل الحماية .. !! ونسألكم ممن الحماية ..؟؟ محتل رومانى رحل ومحتل عربــــــــى جاء .....!!! على الاقل المحتل الرومانى لم يأتى بدعوى دينية من رب السماء لتنشر العدل بين مخلوقاته .ولم يقولوا قولة معاوية : المال مال الله ، وانا خليفة الله ، مااخذته فهو حقى ، وما أعطيته فبفضل منى .. !!
ــ وتقولون ان الجزية نظير عدم اشتراك غير المسلمين فى الحروب والجيوش ، ونقول لكم ان المصرى مسلما كان ام قبطيا لم يشارك فى جيش بلاده منذ انتهاء العصر الفرعونى حتى حكم محمد على الذى كان اول من اسس جيشا من المصريين .
ــ وتقولون ان الجزية بديلا عن الصدقة . وهذا قول تضحكون به على العامه ، فالصدقة لها معايير مختلفة تماما عن الجزية ، ولها انصبه معروفة ، وتدفع تطوعا عن المال والذهب والفضة ومن اخفاها لاحساب عليه الا حساب السماء ، ولكن الجزية مال مفروض على كل رأس من البشر ، يملك او لايملك ، وليست لها معايير فهى تدفع حسب رغبة الحاكم وتلبية احتياجات المحتل .
والسلام على من قال الحق



#هشام_حتاته (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- علمانية العسكر واكاذيب الشيوخ
- الاحتلال العربى لمصر بين تدليس الشيوخ وحقائق التاريخ 1/2
- صناعة الكراهية
- ليبرالية المتأسلمين - الحلقة الاخيرة
- ليبرالية المتأسلمين - الحلقة الثالثه
- ليبرالية المتأسلمين - الحلقة الثانية
- ليبرالية المتآسلمين - الحلقة الاولى


المزيد.....




- بشرط واحد.. طريقة التسجيل في اعتكاف المسجد الحرام 2024-1445 ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- ترامب: اليهود المصوتون للديمقراطيين يكرهون إسرائيل واليهودية ...
- -تصريحات ترامب- عن اليهود تثير عاصفة من الجدل
- أصول المصارف الإسلامية بالإمارات تتجاوز 700 مليار درهم
- 54 مستوطنا يقتحمون المسجد الأقصى
- ترامب: اليهود المصوتون للديمقراطيين يكرهون إسرائيل واليهودية ...
- ترامب يتهم اليهود المؤيدين للحزب الديمقراطي بكراهية دينهم وإ ...
- إبراهيم عيسى يُعلق على سؤال -معقول هيخش الجنة؟- وهذا ما قاله ...
- -حرب غزة- تلقي بظلالها داخل كندا.. الضحايا يهود ومسلمين


المزيد.....

- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد
- التجليات الأخلاقية في الفلسفة الكانطية: الواجب بوصفه قانونا ... / علي أسعد وطفة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - هشام حتاته - الاحتلال العربى لمصر بين تدليس الشيوخ وحقائق التاريخ 2/2