أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - ريما كتانة نزال - شباب فلسطين: غائبون أم مغيبون















المزيد.....

شباب فلسطين: غائبون أم مغيبون


ريما كتانة نزال

الحوار المتمدن-العدد: 3164 - 2010 / 10 / 24 - 11:36
المحور: القضية الفلسطينية
    


هل حقا هناك صراع بين الاجيال في فلسطين نتيجة للتهميش ..
هل يوجد فجوة بين الاجيال كنتيجة للفجوة التكنولوجية ..
هل القيادات لا تفسح المجال أمام وصول دم جديد للمناصب القيادية..
كثير من هذه الاسئلة الجادة واشتقاقاتها نسمعها في المؤتمرات المنعقدة لإثارة البحث والجدل حول واقع الحال الفلسطيني، ومن ضمنها موضوعات المشاركة القطاعية في الحيزين العام والخاص، ومشكلات العزوف بشكل عام عن العمل السياسي والعام، وفي مقدمتها عزوف أكثرية الشباب عن المشاركة من جانب، ومن جوانب أخرى عدم تمكين الناشطين والمنتمين منهم من المشاركة والتمثيل في المستويات القيادية المختلفة الحزبية والمجتمعية، والبحث فيما يتردد عن وضع العقبات أمام تبؤهم للمناصب القيادية.
لنقر ونعترف بوجود أزمة حقيقية على صعيد المشاركة العامة، فهي لا تقتصر على تدني وتراجع معدلات مشاركة الشباب فحسب؛ بل تتعدى ذلك الى ندرة وصول الدماء الجديدة من التدفق في العروق القيادية التي أصابها الجفاف.
للحقيقة دائما وجهان، حيث يملك كل من أطراف المعادلة رأيه وتحليله، الشباب والشيب، المسيطرون على مركز القرار والواقعين تحته، فلكل منهم زاويته المحددة في تحليل ندرة العملة الشبابية في المشهد السياسي الفلسطيني. فالشباب يعزونها الى النظام الحزبي الأبوي الذي لا يتعامل بجدية مع مبدأ اتاحة الفرص امام الجيل الجديد. في حين أن أغلبية القيادات يحيلون الظاهرة الى الشباب أنفسهم، والذين يؤخذ عليهم عزوفهم وعدم مبالاتهم واكتراثهم بما حولهم.
ويستند الشباب في طرح مشكلة تهميشهم وإقصائهم عن المشاركة وعن مراكز القرار الى حقيقة صراع الأجيال، والى الفجوة المتسعة باضطراد بين الفئات العمرية المختلفة، بين من ينتمون الى معسكر الشباب ومعسكر الشيَاب، وتتخذ الأزمة الباردة والصامتة غالبا أسماء وعناوين مختلفة، صراع أجيال، معسكر وحرس قديم وجديد. وتجد الظاهرة تحليلات وأبعادا واقعية وموضوعية؛ وأخرى مختلقة ومصطنعة ويوضع على رأسها الأسباب المحالة إلى الفجوة التكنولوجية والمعرفية وما يتعلق بالقدرة على الوصول للمعلومات وتوظيفها..
ومهما ابتعدت او اقتربت التحليلات من الموضوعية والصواب؛ تستمر المشاركة الشبابية في ضمورها؛ وتبقى الفجوات والاصطفافات والمعسكرات المتقابلة قائمة، ويبقى بعض الشباب يعملون في ظلالها، ويجنح البعض الآخر نحو الاحباط والتقوقع واللامبالاة، أو يجد بعضهم ملاذهم في التطرف الديني، أو تقود البعض خطاهم نحو العدمية السياسية والمسلكية.
الشباب غاضبون من القيادات، ويتساءلون عن مفارقة اغلاق الأبواب في وجوههم من قبل القيادة التي فُتحت لها الأبواب نحو السلك القيادي في شبابها، إلا أنها أغلقته في وجه الجيل الشاب وتجبصنت على رأس الهرم القيادي، وتدير العمل مع الشباب كما يدير الأب علاقته مع ابنائه.
لكن الشباب ممن يطرح مشكلة تهميشهم وإبعادهم غير قادرين على فك طلاسمها، ولم يطلعوا بعمق على الآليات والأدوات التي استخدمتها القيادات الشبابية في البدايات لدى انقلابها الأبيض على القيادات القديمة في ذلك الحين، حيث استطاعت استلام الراية بسواعد آلاف الشباب وتأييدهم وبنادقهم، مقدمين المشروع البديل للهيمنة العربية باسم الاستقلال عن البنى التنظيمية والحزبية العربية.. وهذا ما يقوله التاريخ..
ان مفتاح المشاركة القيادية بأيدي الشباب دون غيرهم، فالقيادات لن تسلم المفاتيح بسهولة، والدور القائد ينتزع انتزاعا كباقي الحقوق. لكن الرب كما يقولون لا يسمع للغائب أو الصامت، ولا يستجيب للدعاء دون العمل والاجتهاد. ان الشباب المتحمسين للمشاركة وينبرون للدفاع عن حقهم في الوصول لمراكز صنع القرار لا يستندون في مطالبهم الى قاعدة جماهيرية منظمة وفاعلة ومؤيدة، فالمقاعد في الورش والمؤتمرات خالية من قطاع الشباب، وبما يعكس ضمور الحضور والتأثير السياسي والمجتمعي لهم، الأمر الذي لا يشكك فقط في قوتهم التمثيلية، بل لا يمثل قوة مهددة وضاغطة على أولي الأمر للاذعان والاستجابة للمطالب، وليس كافيا في قناعة الجميع امتلاك الأدوات التقنية والقدرة على الوصول الى المعلومة للتسليم بالمشاركة في القرار.
أين رأس الخيط اذن.. أرى بأنه يقع على عاتق الشباب الفلسطيني الكثير، عليهم قراءة أهمية ومغزى بعض التطويرات القانونية الهامة للقطاع الشبابي التي لا يعود الفضل بها لهم، ومع أهميتها للقطاع الشبابي الا انها تساهم في وضع الكرة في ملعبهم. ان الرهان على المشاركة السياسية حاليا يرتكز على الانتخابات، ومن هنا يصبح على القيادات الشبابية تقديم الاجابات والاستنتاجات عن التمييز الذي جرى لصالحهم في قوانين الانتخابات بتخفيض سن الانتخاب ليصبح ثمانية عشرة عاما، وفي تخفيض سن الترشيح الى ثمانية وعشرين عاما. كما مطلوب من الشباب أن يلفت انتباههم جداول المسجلين للانتخابات، بهدف الاستفادة من معطياتها وتوظيفها، حيث يبلغ عدد المسجلين للاقتراع في الانتخابات المحلية في الضفة الغربية من الفئة العمرية ما بين 18 الى 40 عاما 551740 ناخبا وناخبة، وهؤلاء يشكلون ما نسبته 64% من مجموع اصحاب حق الاقتراع. ألا يلهم الرقم الطامحين من الشباب للاضطلاع بدورهم في العمل مع المسجلين وتوجيههم الى خطة ما توصل الشباب الى مركز القرار المحلي والتشريعي..
نتفق مع الشباب ومع أنفسنا بأن هناك مصادر اعاقة رسمية من الجيل القديم لمشاركتهم السياسية تبدو معقدة في العديد من مظاهرها، وترتبط بتراث الثقافة السياسية والمنظور الرسمي للمشاركة، وفي العلاقة مع الأبعاد العشائرية، وفي تراجع العمل التطوعي وأجندة الأولويات والاهتمامات الشبابية، وبعدم وجود سياسات واضحة اتجاه ادماج واشراك وتبوء قطاع الشباب المراكز القيادية. ونتفق جميعا بأن بقاء الشباب بشكل عام بعيدين عن مركز الفعل والقرار سيكون له انعكاساته الضارة على مستقبل الحياة الفلسطينية بشكلها الواسع.
بقي أن أقول، بأن التعامل مع المعطيات المعقدة ليس مستحيلا اذا ما نظم الشباب صفوفهم ووحدوا ارادتهم قدر الامكان في المنظمات الشبابية والنقابية المختلفة، دون تجاهل حقيقة عدم تجانسهم وتوحد رؤاهم وطموحاتهم ونظرتهم لدورهم، بهدف تحضير أنفسهم لخوض حوار عقلاني مع القوى والاحزاب السياسية والمجتمعية بالاستناد الى قاعدة منظمة وفاعلة ومؤثرة. كما انه ليس مستحيلا ان يعمل جميع المعنيين على مراجعة سياساتهم التنظيمية وطرق عملهم باتجاه مغادرة لغة الاستخدام والعلاقات العامة السائدة، ولغة التعامل مع الشباب بنكهة الثقافة الاحتفالية المؤقتة. حيث من المرفوض بقاء شباب فلسطين مغيبون وغائبون عن دائرة الفعل والتأثير، وأن نرى الشباب المتضامنون الاجانب يتحولون الى أكثرية في معارك الجدار والاستيطان وفي معارك الانترنت، بينما يتحول شبابنا الى أقلية عددية في الفعاليات النضالية والديمقراطية والاجتماعية...



#ريما_كتانة_نزال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسالة من المرأة الفلسطينية الى الامين العام للأمم المتحدة في ...
- حملة - اكتب رسالة لأسير-
- على أبواب الذكرى العاشرة للقرار 1325 ومأزق قرارات الأمم المت ...
- الحدود أولا
- بعض الأسئلة المشروعة
- تحرير الشهيد مشهور العاروري وفتح الجبهة القانونية
- عبلة أبو علبة لمهمة الأمين الأول -لحشد-
- بيوت الأمان: الحاجة والضرورة
- ما بين مقاطعة البضائع الاسرائيلية وبضائع المستوطنات
- هل من حل لمأزق الانتخابات المحلية الفلسطينية
- اربع وعشرون عاما على غياب خالد نزال
- مطلوب قائمة نسوية لانتخابات المجالس المحلية
- لماذا لا تشعر المرأة الفلسطينية بالأمن
- بلعين: ستفككوه بأيديكم كما بنيتموه بأيديكم
- الكوتا مرة ثانية
- الانتخابات المحلية القادمة قوائم مهنية بهوية وطنية
- ماذا بعد مرور تسع سنوات على القرار 1325
- المجالس المحلية وتراجع مشاركة المرأة
- اختراق المرأة عضوية اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطين ...
- مسؤولية من غياب المرأة عن مركزية حركة فتح..؟


المزيد.....




- في وضح النهار.. فتيات في نيويورك يشاركن قصصًا عن تعرضهن للضر ...
- برج مائل آخر في إيطاليا.. شاهد كيف سيتم إنقاذه
- شاهد ما حدث لمراهق مسلح قاد الشرطة في مطاردة خطيرة بحي سكني ...
- -نأكل مما رفضت الحيوانات أكله-.. شاهد المعاناة التي يعيشها ف ...
- -حزب الله- ينعي 6 من مقاتليه
- صفحات ومواقع إعلامية تنشر صورا وفيديوهات للغارات الإسرائيلية ...
- احتجاجات يومية دون توقف في الأردن منذ بدء الحرب في غزة
- سوريا تتهم إسرائيل بشن غارات على حلب أسفرت عن سقوط عشرات الق ...
- -حزب الله- ينعي 6 من مقاتليه
- الجيش السوري يعلن التصدي لهجوم متزامن من اسرائيل و-النصرة-


المزيد.....

- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ
- أهم الأحداث في تاريخ البشرية عموماً والأحداث التي تخص فلسطين ... / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - ريما كتانة نزال - شباب فلسطين: غائبون أم مغيبون