أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بلال سمير الصدّر - فيتيزجالدو:1981/العظمة البصرية وتحقيق الأحلام البشرية















المزيد.....

فيتيزجالدو:1981/العظمة البصرية وتحقيق الأحلام البشرية


بلال سمير الصدّر

الحوار المتمدن-العدد: 3164 - 2010 / 10 / 24 - 09:45
المحور: الادب والفن
    


يعتبر فيرنر هيرزورغ مع كلا من فاسبندر وفيم فندر من ألمع الوجوه الشابة في السينما الألمانية والذين ظهروا مع بداية سنوات الستينات،وتنقل هذا المخرج كثيرا في حياته حيث تنقل بين السودان وأقام في اليونان لفترات متقطعة من حياته وأقام في المكسيك وجزر الكناري بينما في البيرو أبدع فيلم(آغيرا-غضب الرب) الذي يوضع في كثير من التصنيفات بين أفضل عشرة أفلام في تاريخ السينما،وزار ايرلندا وهولندا وتشيكوسلوفاكيا،وفي غابات الأمازون أبدع فيلم فيتيزجرالدو موضوع نقدنا والذي من الممكن وصفه بالفيلم العظيم ضمن معطيات معينة.....
يركز فيرنر هيرزورغ في شخصيات أفلامه على متناقضين متطرفين في المعطيات البشرية،حيث يتناول الشخصيات الضعيفة والبائسة إلى درجة الروتينية وعدم الاعتراف في المجتمع ببساطة هم شخصيات أقل من المستوى الإنساني العادي في أفلام مثل(الأقزام يولدون صغارا أيضا وفيلم علامات الحياة) أما الطرف الثاني فهي الشخصيات السوبرمانية الفوق بشرية ذات الطموح الإنساني الذي يوصف بالجنون لشدة تطلعاته وآماله المستحيلة في أفلام مثل (آغيرا-غضب الرب) وفيلم فيتيزجالدو.
يدور فيلم فيتيزجالدو حول شخصية ايرلندية حقيقية أرادت في يوم ما أن تنقل باخرة من على هضبة عالية تتوسط نهرا ليصل بها إلى الضفة الأخرى،ولكن هذه الشخصية بقيت أحلامها مجرد كلاما حتى أتى فيرنر هيرزورغ وحقق أحلامها حرفيا لينقل السفينة فعليا من أعلى التل في الأمازون ليصل بها إلى الضفة الأخرى.
فيتيزجيرالدو في الفيلم-عملاق السينما الألمانية كلاوس كنسكي-شخص مغرم بالأوبرا،يحلم بأن يبني أوبرا في الأمازون ليؤجر(مغني أوبرا يدعة إنريكو كروزو) وتقوم بمساعدته (مولي) عشيقته التي قامت بدورها الإيطالية(كلوديا كاردينيلي) والتي تدبر شؤون الدعارة لتجار المطاط في تلك المنطقة،وتحاول بأقصى طاقاتها مساعدته للحصول على التمويل اللازم-وظهرت شخصيتها ساذجة جدا-وبعد عدة محاولات يحصل على التمويل اللازم ويقوم ببناء سفينة تحمل اسم مولي (عشيقته) لينطلق بحثا عن هذه المنطقة وعندما تبدأ الرحلة تبدأ معها التساؤلات حول الفيلم:
نستطيع ان نصف فيلم هيرزورغ بالتحفة البصرية المجردة بتغييب منحى القصة لنشعر أننا أمام فيلم وثائقي ليس أكثر يتحدث عن منطقة الأمازون فكاميرا هيرزورغ ركزت على المناطق والسكان الأصليين وشلالات الأمازون لفترات طويلة خلال الفيلم-والذي جاء أصلا طويلا-تغيب فيها الشخصيات عن الكلام،حيث نشعر -كما قلت- أن هيرزورغ يصنع فيلما وثائقيا ومن الممكن جدا اعتبار الفيلم لا يقوم على عناصر الحكاية والحبكة المتبعة في الأفلام السينمائية،ولهذا السبب بالذات،لبراعة هيرزورغ في التصوير واستخدام الكاميرا يمكن اعتبار فيلم هيرزورغ فيلما عظيما ولكن ليس كاملا،وهذا أيضا ما يميز فيلم(غضب الرب-آغيرا) عن هذا الفيلم لأن هيرزورغ ركز في الفيلم الأول على تصوير جنون العظمة وتتبع العناصر البشرية عند الشخصيات الأمر الذي لانجده مطلقا في هذا الفيلم.
الفيلم خالي من جميع المؤثرات البصرية والسمعية يعتمد على أصوات الأشياء وتصرفات الشخصيات-مثل كيسلوفسكي- كمؤثرات عامة خذ مثلا المشهد الذي يشغل فيها فيتزجيرالد الفونوغراف(الحاكي) التي تعرض صوت الأوبرا في أوقات كثيرة من أحداث الفيلم،بل في لحظات مهمة في الفيلم هذا عندما قام بتشغيل آلته ناطقة بصوت الأوبرا للرد على أصوات السكان الأصليين غير المرئيين....لنصل إلى موضوع عظمة الفيلم مشهد نقل الباخرة.
الغريب والعجيب في هذا الفيلم أن هيرزورغ قام بنقل السفينة فعليا وليس مجسما لها ولم يستخدم أي مؤثر كمبيوتري خاص الأمر الذي لم يفعله أي مخرج آخر،محققا حلم فيتيزجيرالدو الشخصية الايرلندية الحقيقية التي لم تستطع فعل ذلك...فمشهد جر السفينة حتى أعلى التل وإنزالها من الضفة الثانية لتصل إلى النهر كان حقيقيا بكل ما تعنيه الكلمة مستأجرا الهنود والسكان الأصليين للأمازون الذين قاموا بذلك فعليا ولو تسنى للمشاهد أن يرى ما وراء الكواليس،لرأى هيرزورغ نفسه يقوم بجر الباخرة مثل أي شخص في الكادر،ربما لهذا بالذات صنع هيرزورغ فيلما سينمائيا مصبوغا بالصبغة الوثائقية ولكنه كان عظيما....
عانى هيرزورغ كثيرا قبل أن يبدأ بصناعة الفيلم حيث مكث أربعة أشهر كاملة قبل أن يباشرو بالتصوير مصطحبا معه الممثل المقترح للعب دور(فيتيزجيرالدو) مستغنيا عن كنسكي-من المعروف أن علاقة كنسكي مع هيرزورغ كانت عاصفة رغم الأفلام الكبيرة والكثيرة التي صنعاها مع بعضهما فلا يمكن أبدا اعتبارهما ثنائيا موفقا-ولكن سرعان ما مرض هذا الممثل المقترح بالديزنتاريا ومنع من العودة إلى موقع التصوير فأضطر هيرزورغ إلى اللجوء إلى كنسكي وهو الأمر الذي يعتبره النقاد نقطة مضيئة في هذا الفيلم ويمدحون هذه الصدفة كثيرا.
كما أن أحد أعضاء الكادر قامت أفعى سامة بلدغه فأضطر إلى قطع قدمه مباشرة.
قال هيرزورغ حرفيا عن غابات الأمازون،موقع التصوير:إنها المنطقة الوحيدة التي قام الله-إن كان موجودا-بخلقها وهو غاضب....
وعندما أحتاج هيرزورغ إلى المزيد من التمويل لإكمال فيلمه هذا،نصحه المنتجين بأن يتصف بالحكمة خاصة المشهد الذي يتعلق بنقل السفينة،قال لهم هيرزروغ:
كيف تسألوني مثل هذا السؤال؟! إذا لم أنفذ هذا المشروع سأكون رجلا بدون أحلام وأنا لاأريد أن أعيش بهذه الطريقة,أعيش حياتي أو أنهيها مع هذا المشروع.
كلاوس كنسكي يمكن اعتباره الشخصية الوحيدة في الفيلم،وكان أداؤه مميزا كركن أساسي في الفيلم ويمكن اعتبار بقية الشخصيات هامشية بالنسبة له،كما أن كاردينيلي جاءت شخصيتها ساذجة وهذا عيب في الشخصية نفسها وليس في الأداء.

ولد كنسكي في 18/10/1926,بدأ فقيرا وشارك في عدة أفلام لدرجة أنه كان أحد أعضاء الكادر من رجال العصابات الذين بالكاد ظهروا في سلسلة سيرجيو ليوني مع كلينت ايستوود وجاءت أعماله العظيمة مع هيرزورغ فقط بالإضافة إلى مشاركته في فيلم الدكتور زيفاكو،وجاءت علاقته مع هيرزورغ معقدة غير مستقرة كما أن هيرزورغ رفض إخراج فيلم يتحدث فيه كنسكي عن شخصيته(كنسكي بكيني) فقام بإنتاجه والتمثيل فيه بمساعدة مخرج إيطالي غامض ولم يتسنى لكنسكي حتى مشاهدته حيث توفي بعد ذلك مباشرة(1990) وقام النقاد بالاحتفاء في هذا الفيلم وعرض في أكثر من مهرجان.
صنع هيرزروغ فيلما عظيما ضمن معطيات معينة فلم يكن كاملا بل كان مملا في بعض أجزائه عندما تظهر فيه أقوى ملامح الوثائقية ولكن هيرزورغ أثبت ويثبت على الدوام بأن السينما الألمانية لم تمت بموت فاسبندر.



#بلال_سمير_الصدّر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- غرفة الابن(لناني موريتي): ضرورة التعايش مع فكرة الموت
- فيلم Gomorra/نجح في حصد أكبر الجوائز الأوروبية وفشل في الحصو ...


المزيد.....




- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بلال سمير الصدّر - فيتيزجالدو:1981/العظمة البصرية وتحقيق الأحلام البشرية