أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - الاء حامد - أوراق مهربة ( ضحايا حسن النية ) الجزء الثاني














المزيد.....

أوراق مهربة ( ضحايا حسن النية ) الجزء الثاني


الاء حامد

الحوار المتمدن-العدد: 3164 - 2010 / 10 / 24 - 08:47
المحور: الادب والفن
    


كان محمد شيال(1) حدثا ناشئا لم يكن قد أتم الثامنة عشر من عمره وقد نشأ متدينا محافظا لا يحبب أداة الصلاة ألا في المسجد ولا يأنس إلا بأترابه من المؤمنين كما انه كان معجبا أيما إعجاب بأولئك النفر من علماء الدين لاسيما السيد الصدر الأول .. فكان عسيرا عليه سماع خبر استشهاده على يد النظام المقبور فقد جزع جزعا مرا وحزن حزنا عميقا لفقده ولم يجهد نفسه في إخفاء ما يجد وكتمان ما يحس فظهرت عليه آيات التذمر وثارت في نفسه عواطف الغضب وكان من حوله فتية قد تفطرت قلوبهم حسرة وتصدعت أسا على شيخهم الذي يرتبطون معه بمشاعر ود وتعاطف!!

وحيث كان الوشاة والمخبرون البعثيون ينشطون في إعداد تقاريرهم عمن يشكون في ولائهم للسلطة وينقلون إلى منظماتهم الحزبية – التي أضحت بيئة للاثم والخطيئة – وعلى خلفية ذلك فأن حملات الاعتقال المسعورة مستمرة ولم تتوقف رحاها بواسطة أجهزة النظام المقبور التي كانت تقبل على ذلك بشغف منقطع النظير . فأخذت الأيام تصوغ القدر الغاشم لتلك الاغراس اليافعة والأرواح البريئة.

ففي فترة قصيرة اختفى معظم اقرأنه وتناقل إخبارهم المشفقون فأراد إن يأخذ حذره فيتوارى عن الأنظار ألا إن أبوه مانعه اعتقادا منه بأن المرء لا يؤاخذ إلا على فعله لا لمجرد ما يضمره قلبه ويكنه ضميره ولئلا يضع نفسه في وادي الاتهام!! وهذا صحيح في بلد يسوده القانون ويتمتع الحاكم فيه بقيم إنسانية وأخلاقية!!!

فكان ينظر إلى صغر سنه ونحافة بدنه فيبدوا له إن السلطة لا تخافه ولا تخشاه فحتى لو تعرض للاعتقال فبالنتيجة سوف يطلق سراحه ولم يخطر بباله قط إن المقابر الجماعية المجهولة تنتظر فلذة كبده ليرقد فيها رقدته الأخيرة ويصبح من جملة سكانها ويترك في نفسه جرحا عميقا لا سبيل إلى شفائه.

والمفارقة بان الأغلبية الساحقة ممن اعتقلوا واعدموا على شاكلة محمد شيال لم يثبت بأنهم قاموا بإعمال مسلحة مثلا أو أنهم ينتمون إلى أحزاب إسلاميه وإنما مجرد أنهم يلتقون معها في دائرة الفكر الواحد.

ومنذ ذلك الحين لم يسمع عنه خبرا ولم يجد ذويه أثرا يدل عنه والى ألان هم يجهلون قبره ولا تزال حمى الحزن تضطرم في قلوبهم ولا سبيل إلى إطفاء نارها ألا بقصاص منيم!!! ولكن ممن يكون القصاص وهم لغاية ألان يجهلون أسماء وعناوين أولئك النفر الذين اختطفوه منهم واقتادوه إلى جهة مجهولة.

ولنا وقفه مع قلب أمه وأبيه وأنينهم بعد إن تعاقبت الأيام والشهور على اعتقاله فثقل على والده الهم وراح يشعر بألم ومرارة تحز في نفسه حزا كونه فرط وتهاون في أمره ولم يندم قط كندامته تلك ولكن فات الأوان وسبق السيف العذل ولئن حمدت فيه شيا فأحمد فيه صلابته وجلادته فقد أذعن لحكم القضاء واستقبل ذلك بأحسن الصبر وراح يدفع الحزن ويجاهد الألم وهو على يقين بأن للظلم اجل !!!

هذا عن أبيه ولكن ماذا بشان أمه في الحقيقة ليس لأحد إن يزايد على حنان الأمهات ورقة قلوبهن فان إلام كثيرة الشفقة شديدة الحزن فقد افترشت الأرض مواساة لوليدها ولم يتمكن الوسن من قهر جفونها تلك الليلة فأذا هي تغرق في بكاء طويل وحزن عميق ولم تمر ألا أيام قلائل حتى راحت تتعلق بخيوط الأمل الواهية وتخدع نفسها بالأماني حسن كانت تقصد هي وصويحباتها المفجوعات دوائر ( الأمن ) لعلها تجد له أثرا ولكنها تعود في كل مرة واليأس يعتصر قلبها وكم شكت أولئك الجفاة القساة الذين تجردوا عن إنسانيتهم وفسدت ضمائرهم!!
أمهات قلوبهن حرى يبحثن عن عناوين أبنائهن المغيبين فيقابلوهن بأقسى العبارات وأحط الألفاظ فيضيف ذلك إلى ما هن عليه كثيرا من المرارة والألم ومهما نصور من غلظة وقسوة أولئك المجرمين العتاة المحترفين المغموسين إلى أذقانهم في أوحال الرذيلة فلن نبلغ منها شيا فكأنما انتزعت الرحمة من قلوبهم انتزاعا لا أظن إن الأيام مهما تطاولت بوسعها إن تمحو عن الذاكرة الآلام تلك السنين الخوالي المثخنة بالجراح فتلك الفواجع التي ألمت بأحرار العراق وأخياره كان ركنها الأعظم من نصيب أمهاتنا الثكلى.

ساعد الله ذوي المخدرات العفيفات يأسرون حرائرهم وهم لا يملكون عنهن دفعا , أنها لآهات وزفرات تمزق الأفئدة وتذيب النفوس,إن ما حل بتلك العوائل المنكوبة بحرائرها(2) يؤرق الضمير ويهز الوجدان ...
للحديث بقية سنكمل في الجزء الثالث انتظرونا قريبا

الإحالات
1. محمد شيال من عائلة عراقية لا تنتمي إلى أي جهة سياسية او حزبيه وتقطن في مدينة الصدر الثورة سابقا
2. راجع مذكرات سجينة



#الاء_حامد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أوراق مهربة (( ضحايا حسن النية )) ج الأول
- وزارة النفط الارهابية
- المرأة في زمن الكيكية!!!
- عيني على ابن الكوت وشرطيه!!


المزيد.....




- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...
- مظفر النَّواب.. الذَّوبان بجُهيمان وخمينيّ
- روسيا.. إقامة معرض لمسرح عرائس مذهل من إندونيسيا
- “بتخلي العيال تنعنش وتفرفش” .. تردد قناة وناسة كيدز وكيفية ا ...
- خرائط وأطالس.. الرحالة أوليا جلبي والتأليف العثماني في الجغر ...
- الإعلان الثاني جديد.. مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 الموسم ا ...
- الرئيس الايراني يصل إلي العاصمة الثقافية الباكستانية -لاهور- ...
- الإسكندرية تستعيد مجدها التليد
- على الهواء.. فنانة مصرية شهيرة توجه نداء استغاثة لرئاسة مجلس ...
- الشاعر ومترجمه.. من يعبر عن ذات الآخر؟


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - الاء حامد - أوراق مهربة ( ضحايا حسن النية ) الجزء الثاني