أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - غسان المفلح - غياب الدولة الأمة، الطائفية السياسة برانية.















المزيد.....

غياب الدولة الأمة، الطائفية السياسة برانية.


غسان المفلح

الحوار المتمدن-العدد: 3164 - 2010 / 10 / 24 - 08:44
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    


"مع رمزية رحيل كامل الأسعد: علاقة الشيعة بالكيان اللبناني بين الماضي والحاضر"

قراءة أي ظاهرة تاريخية، يجب رؤيتها من خلال تفاعل عناصرها الداخلية مع بعضها من جهة، وتفاعلها مع خارجها من جهة أخرى، لهذا فإن مفاهيم البرانية والجوانية التي استخدمتها في تعليقي الأول على هذا الملف، لا تعتمد الإطلاقية بل تعتمد النسبية، لأننا نتعامل مع ظواهر اجتماعية متحركة، لهذا فإن أي عنصر من عناصر هذه الظاهرة، تكون حركيته مشدودة لخارجها، ويرتبط جزء جوهريا من وجوده أو من فعاليته بهذا الخارج، يصبح الحديث عن برانيته حالة ضرورية كي نستطيع فهم الظاهرة، ولم نولي أهمية كبيرة للعلاقة الجوانية، لأنها أصلا لا تحتل الأولوية بالنسبة للطائفية السياسية عموما في لبنان، ولكن يبقى الموضوع نسبي بالطبع، فمن استفاد من اللحظة اللبنانية من الطائفية السياسية، كان أكثر جوانية وهي المسيحية السياسية والإسلامية السنية السياسية والدرزية السياسية، أما الشيعية السياسية فكانت أقل جوانية، لأنها ألحقت إلحاقا بالكيان اللبناني، وكانت أقل استفادة..لهذا ختمت تعليقي الأول بالقول" لم أستطع الحديث عن موضوعة الدولة اللبنانية والمؤسسات والمواطنة ولم أجد تعبيرات سياسية عابرة للطوائف يمكن أن يستند عليها المرء في قراءته للوحة اللبنانية، وهذا هو المأزق" وحاولنا في عجالة أن نقرأ الظاهرة اللبنانية من داخلها ومن خارجها، كانت مساحة الفعل التاريخي في الكيان اللبناني منذ نشوءه كما أعلنته فرنسا 1920 وحتى عام 1975 تعود إلى الفاعل الطائفي- السياسي المسيحي ثم السني ثم الدرزي، ولا يعني قدرة التعطيل لدى الفعاليات الأخرى من شيعية سياسية وخلافه، أنها كانت على قدم المساواة في هذه الفاعلية لبنانيا في الداخل ومع الخارج..لهذا من الخطأ أن نذكر احيانا شيعة وسنة ومسيحية ودروز، لأنها مفاهيم مضللة في الحقيقة، بل قبل وجود الكيان اللبناني هذه الفعاليات المتجاورة كانت قد أخذت صيغة حضورها السياسي، ودخلت لبنان المؤسس فرنسيا، بناء على معطى أنها تكوينات طائفية سياسية، وبالتالي لا يمكن عزل الطائفية عن السياسية. ثمة أمر آخر لا بد من توضيحه، وهو التداخل الحاصل بين التمثيل الروحي للطوائف وبين التمثيل السياسي، فهذا الدمج كان معمولا به عند بعض الطوائف، ولكن لاحقا بدا الافتراق بين التمثيل الروحي والتمثيل السياسي، أثناء الاحتلال العثاني، الآن يحاول حزب الله، عبر ولاية فقيهه الدمج بين التمثيل الروحي والتمثيل السياسي للطائفة الشيعية، ولولا سورية وخبرة السيد نبيه بري السياسية، وما يمثله من أرث سياسي، لكان المجلس الشيعي الأعلى، والذي هو من المفترض أنه مؤسسة تمثيلة على المستوى الروحي للشيعة، قد تبخر منذ زمن..الراحل كامل بيك الأسعد، ومعه بعض الأعيان كانوا جزء من التمثيل السياسي للطائفية السياسية الشيعية، لكنهم لم يشكلوا تمثيلا سياسا موحدا للشيعية السياسية، كما أنهم لم يكونوا من أصحاب اللحى والياقات بلا ربطة عنق، وكانوا حداثيين بالمعنى المدني للعبارة، ولكنهم لم ينتجوا الكيان اللبناني المتطيف سياسا بل كانوا هم إنتاجه على الصعيد السياسي، وكانوا أضعف من أن يغيروا صانعهم، رغم أن تاريخ لبنان لم يشهد تلك المحاولات.
إن المشاركات في هذا الملف قد غطت كثيرا من تفاصيل الحضور السياسي للشيعية السياسية في النظام اللبناني، واختلفت هذه المشاركات على قراءة بعض الوقائع في هذا التاريخ، ولكي تكون الأمور أكثر وضوحا، في حالتنا اللبنانية، يجب أن نرتاح من الحمولات، والشحنات القيمية لمفاهيم كثيرة، ومنها مفهوم "الوطنية" هذا المفهوم الملتبس والمطاط جدا، والمعياري في الآن معا، رغم عقمه في مفهمة الظواهر اللبنانية وغير اللبنانية، والوطنية كمفهوم يمكن لنا استخدامه في هذا السياق، لأسباب إجرائية، لا يغطي أكثر من مساحة المحلية، والمواطنة. أما الموقف من الغرب ومن إسرائيل ومن المحيط العربي...كلها انعكاسات ومتغيرات تبعا للوضعية الداخلية لكل مكون من مكونات الطائفية السياسية، وعند الجميع بدون استثناء، لهذا ما يقوم به حزب الله الآن يذكر بما حاوله المرحوم بشير الجميل أن يتحول إلى ممثل سياسي وحيد للمارونية السياسية، وتكون بكركي في جيبه السياسية، على طريق ديكتاتورية مدنية محمية غربيا وإسرائيليا، دون أن تمس بجوهر الطائفية السياسية اللبنانية. بشير جميل أفشلته عوامل إقليمية بالدرجة الأولى، أما حزب الله فمن الواضح حتى اللحظة، أن العوامل الإقليمية ربما لا تسانده في أن يذهب إلى أقصاه، لكن بالمقابل ليست من القوة بحيث تجعله يلغي هذا الخيار- الحلم في تجميع الشيعية السياسية روحيا وسياسيا في مكتب" الولي الفقيه" اللبناني السيد حسن نصرالله، وتاليا نحو طهران، لأن الملاحظ جديا، من اجتاح بيروت 2008 تصبح ما تبقى من قوى شيعية سياسية، لا تحتاج منه سوى لغمزة مسلحة صغيرة..والمحاولة التي يمكن لنا أن ندرجها في هذا السياق محاولة الرئيس الراحل رفيق الحريري، كمحاولة سياسية من أجل دولة ليبرالية عابرة للطوائف، وفشلت المحاولة أيضا ولا نعرف الآن، إن كان من حملوا رايته قادرين على المضي بها؟
مع الاختلاف في كثير من الأمور: واهمها هو الابتعاد عن العنف كطريق لمشروع سياسي على مستوى الكيان اللبناني، ولأن الراحل الحريري كان مرتاحا مما تمثله دار الفتوى لدى السنة، من أنها لا تمثل السنة لا روحيا ولا سياسيا بالمعنى العملي للعبارة، رغم دورها الرمزي.
إن التاريخ المقروء في هذا الملف، مهما حاولنا ان نقول فيه، لكنه أبدا لا يمكن فصله عن شرطنا الراهن وما يحمله هذا الشرط من هواجس وأحلام وآمال وتخوفات من الراهن وعلى المستقبل، أربعة عقود ايضا من تاريخ لبنان، لا يمكن فصلها عن تاريخ الشقيقة الكبرى سورية، مختصرة بنظامها السياسي، شروطه الداخلية سوريا، وضعه الإقليمي والدولي، أهدافه وتطلعاته، وبإمكان النهار أن تفتتح ملفا كهذا عن هذه المسألة، أزعم أنه لا يوجد سوري حتى من رفعوا صور السيد نصر الله، يرى أن مشاركتنا تاريخ بلدكم لأربعة عقود، والخير إلى الإمام! بريئة من المصالح، متعففة عن شرط نظامنا السياسي.
ما معنى هذا التعليق عن التداخل السوري اللبناني، هو لكي نجيب عن سؤال الأسئلة في عنواننا" أعطوني فاعلا سياسيا لبنانيا، أو إقليميا أو حتى دوليا، يريد في لبنان" دولة- الأمة اللبنانية" الأقليات فيها والأكثريات تكون عابرة للطوائف؟ وهنا لا نتحدث عن أشخاص أو أحزاب صغيرة أو تجمعات مدنية قليلة العدد والفاعلية، نتحدث عن قوى فاعلة، لها دور في المشهد اللبناني. هذه ليست دعوة "يوتوبية" تريد إلغاء الطائفية السياسية، ولكن أن تكون السيادة للدولة ومؤسساتها، وفيما بعد تأتي السيادات الجزئية سواء في الضاحية الجنوبية أو في الرابية أو في المختارة أو في بيت الوسط.
صحيح أن حزب الله الآن، أهدافه برانية لبنانيا وتخدم أجندة إيرانية، والصحيح أيضا أنه قادر عسكريا على حسم المسألة نتيجة لاعتماده على هذه البرانية، ولكن الأصح ان هذه الشيعية السياسية، وإحساسها بالتفوق! لم تعد تشعر أنها بحاجة للدولة اللبنانية، وهذا الخطير بالموضوع، فلديها كل ما من شأنه أن يجعلها دولة مستقلة! وهذا لا ينطبق على البقية في الوقت الراهن، لهذا يتمظهرون بأنهم أكثر جوانية وانتماء للبنان، هذا من جهة ومن جهة أخرى، إن تغير التحالفات اللبنانية داخليا وإقليميا ودوليا، هو نتاج للطائفية السياسية وتقاليدها الراسخة، في الاستقواء بالخارج على المكونات البقية، وليس لأن هذا الطرف" وطني" والآخر" خائن وطنيا" هذه سمة طابعة للتاريخ اللبناني حتى قبل تأسيسه. والفوارق نسبية بين مكونات الطائفية السياسية، واختم بما يذكرنا بالشهيد سمير القصير، ربما ديمقراطية دول الإقليم تتيح دولة الأمة في لبنان، ولكن ما العمل حتى ذلك الحين؟ اللبنانيون أعرف بذلك.
وأشكر الشيخ علي خازم في رده على تعليقي الأول.. وأشكر النهار.



#غسان_المفلح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المثقف ورجل السلطة تبادل شخصاني.
- مساهمة في الحوار بين إبراهامي وكيلة-أية أمة يهودية وأية مارك ...
- إيران شر أم خير لا بد منها.
- إعلان دمشق في ذكراه الخامسة..
- في تركيا ربحت الحرية والباقي ضمنا...
- الحرية بين الديني والسياسي.
- سورية اليأس والأمل.
- إسرائيل التمسك دينيا نقصا بالشرعية الدنيوية.
- الفتنة المشرقية إبعاد هذه السياسة عن الدين والطائفة!
- إيران والثلاثي العربي لبنانيا.
- زيارة نجاد لبنان لتتويج السيد نصرالله.
- الشيخ سعد الاستقالة أرحم من الإقالة..
- المحكمة الدولية - تمرين الرأي العام
- سورية وفقاعة الكنيسة الانجيلية؟
- الدولة والعقد الاجتماعي
- طل الملوحي هل هنالك قضية؟
- التاريخ والسياسة وشرط الراهن.
- تركيا والمسألة الكردية وقضية الحرية.
- المسيحية المشرقية والإسلامية المشرقية.
- حوران بين قمح سورية وانفتاحها وبين...؟


المزيد.....




- محكمة تونسية تقضي بإعدام أشخاص أدينوا باغتيال شكري بلعيد
- القذافي يحول -العدم- إلى-جمال عبد الناصر-!
- شاهد: غرافيتي جريء يصوّر زعيم المعارضة الروسي أليكسي نافالني ...
- هل تلاحق لعنة كليجدار أوغلو حزب الشعب الجمهوري؟
- مقترح برلماني لإحياء فرنسا ذكرى مجزرة المتظاهرين الجزائريين ...
- بوتين: الصراع الحالي بين روسيا وأوكرانيا سببه تجاهل مصالح رو ...
- بلجيكا تدعو المتظاهرين الأتراك والأكراد إلى الهدوء
- المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي: مع الجماهير ضد قرارا ...
- بيان تضامن مع نقابة العاملين بأندية قناة السويس
- السيسي يدشن تنصيبه الثالث بقرار رفع أسعار الوقود


المزيد.....

- مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة / عبد الرحمان النوضة
- الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية ... / وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
- عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ ... / محمد الحنفي
- الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية / مصطفى الدروبي
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني ... / محمد الخويلدي
- اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956 / خميس بن محمد عرفاوي
- من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963.......... / كريم الزكي
- مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة- / حسان خالد شاتيلا
- التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية / فلاح علي
- الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى ... / حسان عاكف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - غسان المفلح - غياب الدولة الأمة، الطائفية السياسة برانية.