أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد البشيتي - كيف تُشْرِك الشعب في الانتخابات وتقصيه عن -البرلمان-؟!















المزيد.....

كيف تُشْرِك الشعب في الانتخابات وتقصيه عن -البرلمان-؟!


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 3163 - 2010 / 10 / 23 - 13:13
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    




يكثر الكلام الآن، في الأردن، عن المجلس النيابي المقبل، لجهة كيف يجب أن يكون، بحسب بعض من معايير الحياة الديمقراطية، وكيف تتحقَّق (أو تتأكَّد) صفته التمثيلية المنصوص عليها في الدستور، وهي صفة "ممثِّل الشعب".

وكل هذا الكلام، المسموع والمقروء، جعلني أشعر بأهمية وضرورة أن يتمثَّل المتكلمون والمستمعون المعاني السياسية التي يمكن اشتقاقها واستخلاصها من قانون فيزيائي يختص بأوجه العلاقة بين "الكل" و"أجزائه"، فـ "الكل"، بحسب هذا القانون، ليس مجموع، أو حاصل جمع، أجزائه (أو مكوِّناته وعناصره). وفي مثال بسيط أقول إنَّ الطاولة (البسيطة) تتألَّف من لوح خشب عريض، وأربع قوائم (أعمدة) خشبية، وأربع مسامير؛ فهل هذا "الكل"، أي الطاولة البسيطة هذه، هو مجموع تلك الأجزاء والعناصر؟ كلاَّ، فنحن يمكننا تركيب هذه الأجزاء في طريقة مختلفة، فلا نحصل، بالتالي، على طاولة.

ونحن، في صُنْعِنا، لـ "مجلس نيابي"، أو "برلمان"، نأتي ببعض من أجزاء وعناصر ومكوِّنات الحياة الديمقراطية، فنضمها إلى بعضها بعضاً، أو نركِّبها، في طريقة تعطينا شيئاً، نتوهم أنَّه مجلس نيابي يمثِّل الشعب؛ فنحن نفهم "الكل" على أنَّه "مجموع أجزائه".

إنَّني لستُ مضطَّراً إلى إصدار حُكْم على ديمقراطية الانتخابات النيابية المقبلة من خلال المفاضلة بين "النزاهة" و"نسبة الاقتراع"؛ مع أنَّني من المؤمنين بأنَّ رفع منسوب "النزاهة" في الانتخابات، ترشيحاً واقتراعاً، يرفع "نسبة المشاركة"، أي "نسبة المقترعين"، التي برفعها في طريقة سوية وطبيعية ترفع أكثر منسوب "النزاهة".

ولستُ مضطَّراً، أيضاً، إلى أنْ أقارِن بين الأشياء في طريقة تفضي إلى أستنتاجات وأحكام خاطئة؛ فهل يحقُّ لي، من وجهة نظر المنطق، أن أقول، استنتاجاً من ملاحظة أنَّ كل عبقري يأتي بما يخالف ويناقض ما تواضع عليه البشر، في زمانه، من مفاهيم ووجهات نظر، إنَّ كل من يأتي بذلك يجب أن يكون عبقرياً؟!

في الدول الغربية التي رسخت فيها، وتوطَّدت، تقاليد الحياة الديمقراطية يمكن أن نرى "نسبة اقتراع" تقل عن 50 في المئة؛ فهل نستنتج من ذلك أنَّ كل دولة عربية تتراجع فيها "نسبة الاقتراع" يجب أن تكون دولة رسخت فيها، وتوطَّدت، تقاليد الحياة الديمقراطية؟!

وفي هذا الصدد، ينبغي لنا ألاَّ نضرب صفحاً عن الاختلاف الجوهري في الأسباب والدوافع، فما يَحْمِل الناخب في الغرب على عدم الإدلاء بصوته يختلف جوهرياً عما يَحْمِل الناخب عندنا على فعل الشيء نفسه؛ وإنَّ تشابه الظواهر لا يعني، ويجب ألاَّ يعني، تشابه الأسباب والعوامل والدوافع.

لن أغالي في الأهمية الديمقراطية لـ "نسبة الاقتراع"؛ لكن هل تكفي "النزاهة" وحدها، ولو كانت بنسبة 100 في المئة، للإتيان بمعجزة جَعْل القانون الانتخابي الذي سنَّته الحكومة للشعب طريقاً إلى مجلس نيابي يمثِّل الشعب (أو الأمة) حقاً؟

كلاَّ، لا تكفي وحدها، فهذا القانون سيتمخَّض العمل (الانتخابي) به عمَّا قريب بنتائج تقيم الدليل العملي والملموس على أنَّه خير قانون لإقصاء الشعب عن البرلمان، ولجعل المجلس النيابي المقبل مجلساً ممثِّلاً للأقلية الشعبية، وممثِّلاً لها في طريقة بعيدة كل البعد عن طريقة التمثيل السياسي، التي هي وحدها ما يكسب البرلمان، أي برلمان، صفة تمثيله للشعب.

وللتذكير ببعض الحقائق (المعبَّر عنها بلغة الأرقام) إنْ نفعت الذكرى نقول إنَّ المواطنين الأردنيين كانوا يَعُدُّون، عند انتخاب مجلس النواب الخامس عشر، 5.7 مليون مواطن؛ وإنَّ عدد "الناخبين المسجَّلين" لانتخاب ذلك المجلس كان 2.5 مليون ناخب (مسجَّل). وكان عدد أعضاء المجلس 110 أعضاء.

نظرياً، كان لكل 23 ألف ناخب نائباً واحداً.

نحو 1.4 مليون ناخب مسجَّل أدلوا بأصواتهم، فنسبة المقترعين كانت 57.5 في المئة. وقد خاض الانتخابات 885 مرشَّحاً، فاز منهم 104 مرشَّحاً.

ناخبو هؤلاء، أي ناخبو مجلس النواب، كان عددهم 560 ألف ناخب، أي نحو 23 في المئة من "الناخبين المسجَّلين (2.5 مليون ناخب مسجَّل)"، ونحو 40 في المئة من "الناخبين المسجَّلين الذين اقترعوا (1.4 مليون ناخب مسجَّل مُقْتَرِع).

إذا كان عدد المرشَّحين الخاسرين 781 مرشَّحاً فإنَّ عدد "المقترعين الخاسرين" كان 840 ألف مُقْتَرِع.

"التمثيل النيابي" ذاك كان، في خلاصته الرقمية، "مجلس نواب انْتَخَبَهُ 560 ألف مواطن لا غير"!

بـ "معيار الأرقام والنِسَب"، لم يكن ذلك المجلس بمجلس يملك من الصفة التمثيلية ما يجعله ممثِّلاً للأمَّة أو الشعب أو المجتمع، أو غالبية الناخبين، أو غالبية الناخبين المسجَّلين، أو غالبية المقترعين. إنَّه، بحسب هذا المعيار، مثَّل فحسب "الأقليَّة من المقترعين (نحو 40 في المئة من المقترعين)"!

و"صفته التمثيلية" تتضاءل وتَضْعُف إذا ما أضَفْنا إلى "معيار الأرقام والنِسَب" معياراً آخر هو "المعيار الديمقراطي ـ السياسي"، فليس بين "المرشَّح الفائز" و"ناخبيه" من علاقة "التمثيل السياسي" إلاَّ ما يؤكِّد أنَّها من الضآلة بمكان، إنْ لم نَقُل إنَّها ليست بموجودة. إنَّ "وجهة نظره السياسية" غير "وجهة نظرهم السياسية"؛ وإنَّهم، أي ناخبوه، لا تَجْمعهم "وجهة نظر سياسية واحدة"؛ وإنَّ دوافع الاقتراع والترشيح ليست بالدوافع التي يمكن أن تُنْتِج مجلس نواب، يملك ما يكفي، أو ما يُعْتَدُّ به، من "الصفة التمثيلية الدستورية".

إنَّ نحو 60 في المئة من المقترعين لم يكونوا ممثَّلين في مجلس النواب الخامس عشر ولو بنائب واحد؛ أمَّا الأقليَّة منهم (نحو 40 في المئة من المقترعين) فكان لها من النواب نحو 104 نواب!

أمَّا الآن، ومع ضَرْبنا صفحاً عن حقيقة أنَّ الترشيح والاقتراع لا يمتَّان بصلة إلى السياسة والحزبية السياسية والبرامج الانتخابية السياسية، فنقول على سبيل التوقُّع إنَّ المرشَّحين الفائزين جميعاً لن يفوزوا إلاَّ بعدد من الأصوات لا يصلح إلاَّ للإتيان بمجلس نيابي يمثِّل الأقلية الشعبية؛ فإنَّ الشعب في غالبيته (والمشتمل على الناخبين في غالبيتهم) لن يرى تمثيلاً له في المجلس النيابي المقبل.

ولسوف تَدْخُل "الدائرة الفرعية (أو الوهمية، أو الافتراضية)" تاريخنا الانتخابي بصفة كونها وسيلة جديدة وجيِّدة لتحقيق مزيدٍ من الإقصاء للشعب عن "المجلس النيابي"؛ وإلاَّ ما معنى أن يفوز مرشَّحون نالوا أصواتاً تقل عن تلك التي نالها مرشَّحون خاسرون؟!

ولا شكَّ في أنَّ الرغبة الحكومية في هذا "التفويز" هي سِرُّ "الدائرة الوهمية"؛ فإذا حقَّ للناخب في "الدائرة الحقيقية (الجغرافية، الكبرى، الأُم)" أن يصوِّت لمرشِّح واحد بصرف النظر عن "الدائرة الفرعية" لهذا المرشَّح، فلماذا اسْتُحْدِثت "الدائرة الفرعية"؟! ولماذا لا تُحْسَب نتائج التصويت على مستوى "الدائرة الكبرى"؟!



#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الانتخابات الأردنية..التحريض على المقاطعة!
- بلفور الفلسطيني!
- صراع رُبْع الساعة الأخير.. إسرائيلياً وفلسطينياً!
- -القرار الفلسطيني-.. معنىً ومبْنىً!
- فتوى جيِّدة لزمن رديء!
- 26 أيلول.. ما قبله وما بعده!
- هل تتلاشى فلسطينية -القضية الفلسطينية- بعد تلاشي قوميتها؟!
- -شقَّة- ليبرمان و-حَماة- عباس!
- الحكومة الأردنية تبحث عن -خلخال حزبي- للبرلمان المقبل!
- التناقض في منطق الاعتراف العربي بإسرائيل!
- العرب يحتاجون إلى هذا -التَّتريك الديمقراطي-!
- نتنياهو إذ تحدَّث عن -الشراكة- و-الشعب الآخر-!
- سنةٌ للاتِّفاقية وعشرة أمثالها للتنفيذ!
- أسئلة 26 أيلول المقبل!
- في انتظار التراجع الثاني والأخطر لإدارة أوباما!
- لا تُفْرِطوا في -التفاؤل- ب -فشلها-!
- حرب سعودية على -فوضى الإفتاء-!
- في الطريق من -العربية- إلى -الرباعية الدولية-!
- حُصَّة العرب من الضغوط التي يتعرَّض لها عباس!
- حرارة الغلاء وحرارة الانتخابات ترتفعان في رمضان!


المزيد.....




- هل تصريح نتنياهو ضد الاحتجاجات في الجامعات يعتبر -تدخلا-؟.. ...
- شاهد: نازحون يعيشون في أروقة المستشفيات في خان يونس
- الصين تطلق رحلة فضائية مأهولة ترافقها أسماك الزرد
- -مساع- جديدة لهدنة في غزة واستعداد إسرائيلي لانتشار محتمل في ...
- البنتاغون: بدأنا بالفعل بنقل الأسلحة إلى أوكرانيا من حزمة ال ...
- جامعات أميركية جديدة تنضم للمظاهرات المؤيدة لغزة
- القوات الإيرانية تستهدف -عنصرين إرهابيين- على متن سيارة بطائ ...
- الكرملين: دعم واشنطن لن يؤثر على عمليتنا
- فريق RT بغزة يرصد وضع مشفى شهداء الأقصى
- إسرائيل مصدومة.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين بجامعات أمريكية ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد البشيتي - كيف تُشْرِك الشعب في الانتخابات وتقصيه عن -البرلمان-؟!