أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - تيسير عبدالجبار الآلوسي - الانتخابات البحرينية مؤشر للدولة المدنية ومسيرة التقدم















المزيد.....

الانتخابات البحرينية مؤشر للدولة المدنية ومسيرة التقدم


تيسير عبدالجبار الآلوسي
(Tayseer A. Al Alousi)


الحوار المتمدن-العدد: 3162 - 2010 / 10 / 22 - 11:45
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية
    


تيسير عبدالجبار الآلوسي
بإجراء الانتخابات في البحرين تكون هذه الدولة الخليجية العربية قد تقدمت خطوات إلى أمام لتوكيد مسيرة استكمال بناء مؤسسات الدولة المدنية على أسس وطنية. إن اعتماد آلية الخيارات الديموقراطية ووضعها بيد الصوت الشعبي هي ممارسة تبنتها دولة المدينة منذ زمن بعيد لتضعها الدولة المعاصرة اليوم أداة جوهرية لوجودها.. ومن هنا فإن خيار الانتخابات الديموقراطية هو خيار يحسب لصالح النظام الوطني في البحرين والقوى الوطنية العلمانية ويوضع في خانة التقدم والتحديث في هذه الدولة...
لقد تم التقدم في البحرين باتجاه الانتخابات على الرغم من تلك الأصوات [الراديكالية] التي اختارت محاولة توريط البحرين في مشكلات لها أول ولكن ليس لها آخر سوى عذابات البحرينيين عندما التجأت إلى أعمال الشغب وتهديد النظام العام.. ولكن مرجعية النظام واستناده إلى وجود وطني مكين أحبط تلك الأنشطة التخريبية.
وما يمكن للمراقب لما يجري في المنطقة وفي البحرين منها بالذات قوله: هو وجود أصابع أجنبية ذات استراتيجية باتت مفضوحة بإثارة العقدة الطائفية لاختراق العمق الوطني وشقه بين طرفين يجري اصطناع الاحتراب بينهما.. وهكذا باتت هذه الاستراتيجية تعمل على تشطير البلدان المبنية على الوجود الوطني المدني وإثارة الاضطرابات لمصالح مرضية بعيدة...
وما هو أخطر أن بعض الأصوات باتت تتبنى فكرة المظلوميات المفتعلة المصاغة بطريقة تمهد لإيجاد أرضية اختلاق الصراعات الطائفية.. والهدف الحقيقي ليس سوى ابتلاع الدولة بعد توسيع الاختراق في بعده الشعبي وهزّ أمنه واستقرار السلم الأهلي..
إن المشكلات التي يجابهها أي شعب والنواقص التي تحصل في مسألة تلبية مطالبه وحاجاته يمكن معالجتها في الإطار الوطني المدني وليس في إطار تمزيق مؤسسات الدولة المدنية والتهيئة لإقامة دويلات الطوائف التابعة الخانعة لأن هذه الدويلات قد عفى على بنيتها ومؤسساتها الزمن مذ هزيمة النموذج الطائفي بهزيمة الحروب الدينية التي جرت في أوروبا وانبثاق عصر النهضة الحديث.. ومنذ هزيمة دويلات الطوائف في الأندلس بعد أن طحنت أبناءها بحروب دموية عبثية استهترت بحيوات الناس ولم يبقَ لها أثر لأنها انتهت بانتهاء من تحكم بها من الأدعياء المستغلين..
إن أولئك الذين تعلو أصواتهم باسم الطائفة والطائفية يستخدمون التضليل والتشويش والجعجعة التي تقرأ الأمور بالمقلوب إلى الحد الذي تعيد الأوضاع إلى قراءات بآليات ماضوية قضت نحبها منذ قرون وتريد في الحقيقة عبر هذا التضليل الوصول إلى مآرب خطيرة على حساب الناس..
ولدينا الثقة بأن البحريني الوطني الذي يحب الحياة الحرة الكريمة لن يقبل لنفسه أن يكون أداة بيد هؤلاء المضللين فتجربة حكم الطائفية وأحزابها التي تدعي أنها جاءت من أجل الشيعة في العراق واضحة للعيان ولكل ذي عقل حصيف إذ لم تقدم لهؤلاء لا الماء ولا الكهرباء ولا الصحة ولا التعليم ولا حتى الأمان في بيوتهم بل هي حتى في إيران البلد الذي يقف نظامه خلف هذه الاستراتيجية التقسيمية التشطيرية يمكن أن يرى صاحب العقل والحكمة ما يجري من صراعات قاسية تعادي الديموقراطية مثلما تطحن في الناس.. فلا ينبغي تكرار المشهد وينبغي الحذر من خطيئة تمرير الجهات والعناصر المعروفة بطائفيتها الممثلة لهذا التوجه..
فهذه القوى وعناصرها ما أن تحصل على ما تسميه الأغلبية لن تترك السلطة لتداولية ديموقراطية وهي ستتجه بالمجتمع إلى إغراق في همجية وظلامية نراخا فيما يحصل في العراق وغيره، فتعود به إلى حيث زمن معتم من الصراعات التي قضت قبل قرون وتضيف إلى ما تضغط به الأزمات العالمية على شعب البحرين من تحديات، تضيف أزمات مفتعلة وتضعضع المشهد خدمة لمآرب غير وطنية خارج الحدود بقصد أو من دون قصد...
للبحرينيات والبحرينيين أن يختاروا بحرية وثقة بالنفس ولتقف الشبيبة والنسوة بقوة مع اتجاه الخيار المدني الوطني الديموقراطي ولتقف الأجيال الخبيرة مع المعاصرة ومع تسليم الراية للأهل من الأكفاء وحاملي رايات الوطن والناس وليس مع أولئك الذين يقفون من شعب البحرين مع من يقسمهم طائفيا ويختلق لهم عقدا ليست منهم ولا فيهم..
البحريني هو من يريد لبلاده الرفعة ولشعبه السؤدد والخير وليس من الشيمة والمنطق العقلي أن نقف مع من يحرف المسيرة باتجاهات معروفة في تجربتيها التاريخية القديمة والحديثة والعبرة لمن اعتبر.. ويكفينا ملاحظة الحروب الدموية في اليمن والعراق والانقسام في فلسطين ولبنان ومن يغذيه بحجة العقدة الشيعية أو المظلمة الشيعية وهي حجة تضليلية عرجاء يتخذونها أداة لمآربهم ولا تجلب لبلاد إلا الخراب..
فـ حل أية مشكلة تتعلق بالمطالب والحاجات وتلبيتها يأتي من توطيد مسيرة الديموقراطية على أساس وطني مدني رصين يرفض الأساس والحل الطائفي بأي زيّ تمظهر شيعي أو سنيّ.. ففي كلتا الحالتين هو يتخفى بقضية ولا يفكر إلا باتخاذ الناس وقودا لمحرقته وصراعاته التي يختلقها..
وإذا كانت الدولة ومؤسساتها قد اتخذت الإجراءات الكافية لمعالجة آثار الشغب والمؤامرات التي تحاك بحق الدولة البحرينية ووجودها المستقل فإن المطلوب من جهة الشعب أن يكون أكثر وعيا ونباهة إلى احتمال اختراقه بعد فشل مؤامرات إسقاط النظام المدني.. وسيكون الرد الشعبي لا بالميول العاطفية ولا بالسلبية في اتخاذ موقف فاعل من الطائفيين وتبعيتهم اللاوطنية ومعالجاتهم التي لا ترقى لمتطلبات زمننا وآليات عمل مؤسسات الدولة..
ولنسأل كيف يمكن للطائفي أن يسيّر أمور دولة بآليات قرون التخلف في زمن العولمة وأحدث تكنولوجيا العصر وقوانين الاقتصاد والمجتمع والسياسة؟ كيف يمكن لمن يغلق عقله على قضايا مضت من أكثر من ألف عام أن يعي ما يجابهه ابن زمننا الحديث؟
لا تترددوا في البحث عن أولئك الذين رفضوا الطائفية وأسسوا جهودهم على الروح الوطني ومصالح البحرين المستقلة الشامخة بأهلها وخياراتهم الديموقراطية المدنية التي تؤمن بالعلم والعقل وحكمتهما..

كل النجاح للانتخابات في البحرين وللشعب البحريني الخير والرخاء ونجاح خياره الوطني المدني من أجل مزيد من الاستقرار والتقدم ومن أجل مزيد من انتصارات إرادة السيادة وقطع الطريق على أولئك الذين يريدون إلحاقها محافظة بالضفة الأخرى للخليج العربي أو يحلمون بطحنها وأبنائها بحروب طائفيتهم المريضة..
فكروا واتخذوا قرار الاختيار بجرأة وقوة عقلية وبمبدا وطني مدني علمي لا يقبل التعاطي مع قريبي وأخي ومذهبي بل مع مصالح البحرينيين جميعا ومصالحهم العليا القريبة والبعيدة.. إن الشيعي والسني وغيرهما هم من أبناء البحرين الذين يحيون في عصر العولمة والتقدم والتكنولوجيل وهم أولا أبناء الوطن الوطنيين أبناء المدنية وليس الطائفة.. وبسمو الوطن يسمو أبناؤه جميعا وبتشطير الوطن يقهر الشعب بكل فئاته .. تذكروا أيها الأحبة أبناء الوطن والدولة المدنية أنه على وفق قراركم تختارون بين التقدم والسلام والديموقراطية وبين التضعضع والتراجع والاحتراب والطائفية؟



#تيسير_عبدالجبار_الآلوسي (هاشتاغ)       Tayseer_A._Al_Alousi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الطائفية السياسية في العراق الجديد
- الطائفية بين خطل الأسس الفكرية ومخاطر الممارسات السياسية
- في العام الدراسي الجديد: آلام متكررة على كواهل الطلبة وعوائل ...
- جرائم بحق التنظيم النقابي تمثل علامة فاضحة على استعادة آليات ...
- الاستثمارات العربية تدخل العراق من البوابة الكوردستانية
- محاصرة الأجندة الوطنية بالأجندات الأجنبية اللاعبة بقوة في ال ...
- الخطأ في العلاقات الإنسانية بين صواب المعالجة وبعض الأحكام ا ...
- الخطاب التبريري ومسؤولية الكشف عن الحقائق
- الانقلاب على الدستور تهديد للعملية السياسية
- بعض ممرات العلاقات العربية العراقية فديرالية كوردستان ممرا إ ...
- حقوق العراقيين كافة، حقوق العراقيين في منافي العذاب، حقوق ال ...
- سهام الاتهامات الطائشة الموجهة إلى كوردستان! في ضوء تصريحات ...
- تداعيات تأخير تشكيل الحكومة العراقية والمغامرة الخطرة؟
- حقوق الأكاديمي العراقي في المهجر؟ رسالة مفتوحة إلى من يعنيهم ...
- زيارة رئيس الإقليم والتعبير الواقعي الصريح لعلاقات كوردستاني ...
- آليات العمل الحزبي الحكومي والمعارض في الحياة البرلمانية
- آليات العمل الحزبي في الحياة البرلمانية
- دور المعارضة في ضبط تطبيق الدستور .. ما العمل في مطب أزمة تش ...
- موقع ألكتروني توثيقي للمنجز الأدبي الفني العراقي
- حملات تنتظر مساهمات كل صوت وطني إنساني نبيل


المزيد.....




- وحدة أوكرانية تستخدم المسيرات بدلا من الأسلحة الثقيلة
- القضاء البريطاني يدين مغربيا قتل بريطانيا بزعم -الثأر- لأطفا ...
- وزير إسرائيلي يصف مقترحا مصريا بأنه استسلام كامل من جانب إسر ...
- -نيويورك تايمز-: الولايات المتحدة تسحب العشرات من قواتها الخ ...
- السعودية.. سقوط فتيات مشاركات في سباق الهجن بالعلا عن الجمال ...
- ستولتنبرغ يدعو إلى الاعتراف بأن دول -الناتو- لم تقدم المساعد ...
- مسؤول أمريكي: واشنطن لا تتوقع هجوما أوكرانيا واسعا
- الكويت..قرار بحبس الإعلامية الشهيرة حليمة بولند سنتين وغرامة ...
- واشنطن: المساعدات العسكرية ستصل أوكرانيا خلال أيام
- مليون متابع -يُدخلون تيك توكر- عربياً إلى السجن (فيديو)


المزيد.....

- واقع الصحافة الملتزمة، و مصير الإعلام الجاد ... !!! / محمد الحنفي
- احداث نوفمبر محرم 1979 في السعودية / منشورات الحزب الشيوعي في السعودية
- محنة اليسار البحريني / حميد خنجي
- شيئ من تاريخ الحركة الشيوعية واليسارية في البحرين والخليج ال ... / فاضل الحليبي
- الاسلاميين في اليمن ... براغماتية سياسية وجمود ايدولوجي ..؟ / فؤاد الصلاحي
- مراجعات في أزمة اليسار في البحرين / كمال الذيب
- اليسار الجديد وثورات الربيع العربي ..مقاربة منهجية..؟ / فؤاد الصلاحي
- الشباب البحريني وأفق المشاركة السياسية / خليل بوهزّاع
- إعادة بناء منظومة الفضيلة في المجتمع السعودي(1) / حمزه القزاز
- أنصار الله من هم ,,وماهي أهدافه وعقيدتهم / محمد النعماني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - تيسير عبدالجبار الآلوسي - الانتخابات البحرينية مؤشر للدولة المدنية ومسيرة التقدم