أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - سالم كريدي - لاتحرقوا الأخضر بسعير اليابس















المزيد.....


لاتحرقوا الأخضر بسعير اليابس


سالم كريدي

الحوار المتمدن-العدد: 3161 - 2010 / 10 / 21 - 04:25
المحور: الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة
    


أن مفردة الاندماج التي هي بالألمانية (integration) وكذلك تعني ضمً بالعربية, يقول لسان العرب لأبن منظور:دمج . دمج الأمر يدمج دموجا , استقام وأمر دماج ودُماج : مستقيم
وتدامجوا على الشيء : اجتمعوا, وصلح دماج ودُماج محكم قوي .
أن مسألة الاندماج من المواضيع المركزية في مختلف ميادين السياسة والمجتمع ، سأستند في موضوعي هذا على خطة الاندماج الوطنية التي دعت إليها المستشارة الألمانية السيدة ميركل خلال العامين 2006و2007انعقاد قمتين خاصتين بموضوع الاندماج ونتيجة لهاتين القمتين تم في تموز/يوليو 2007 تقديم خطة الاندماج الوطنية التي تحمل في طياتها حوالي 400 من الإجراءات والتدابير التي من شأنها أن تخلق فرصاً جديدة لآندماج المهاجرين في بنية المجتمع الألماني , وعلى أثر هذا عقدت وزيرة الدولة بومر في لقاء صحفي وتحت عنوان (لايزال الاندماج يمثل مهمة أساسية ) .
لقد أجابت السيدة وزيرة الدولة حول سؤال الصحفي على أعتبار ان عام 2008 عام الاندماج وذلك بما حققته هذه الخطة أنجازا غير مسبوق في تاريخ البلاد إذ أنها قد وضعت جميع الأطراف المعنية بدور فاعل في عملية الاندماج إلى التعاون بشكل فعلي والسعي يدا بيد الى تحقيق الأهداف المشتركة .
وقد أجابت السيدة الوزيرة على سؤال /في تموز/يوليو 2007قامت المستشارة انجيلا ميركل بعرض خطة الاندماج الوطنية الأولى ... ماهي أهداف تلك الخطة ؟ ثم ألم يكن حريا بالحكومة الاتحادية أن تبادر إلى تطوير مثل هذه الخطة قبل عدة عقود من الزمن ؟
وفي معرض إجابة السيدة الوزيرة قالت يتجسد الهدف الأهم لخطة الاندماج الوطنية في تحقيق المساواة بين جميع الأشخاص الذين يعيشون في هذه البلاد من حيث الحياة والفرص المتاحة أمامهم , وذلك بصرف النظر عن الأصول التي ينحدرون منها وللوصول إلى هذا الهدف لابد لنا قبل كل شيء من زيادة حجم الدعم المخصص لنشر اللغة الألمانية , وهذا ما يحدث بالفعل حيث يفسح المجال للأجنبي لدخول (Vhs) وتتحمل الدولة كافة تكاليف الدراسة ولحد دفع أجور النقل , وتفسح له أتمام دراسة ( 1,2,3stuffe ) ولكن منهاج هذه الدراسة فيه شيء من الصعوبة للأجنبي وبالأخص للمتقدمين بالعمر حيث يتساوى الشباب اللذين حصلوا في بلدانهم بعض الدروس الأولى من اللغة ويتقدمون بشكل سريع قياسا للمبتدئين والمتقدمين بالعمر وهؤلاء الشباب مهيئين نفسيا وعقليا لإتمام دراستهم في ألمانيا .
وهنا أود الإشارة إلى فرص العمل المتاحة للأجنبي الذي لايحمل شهادة جامعية حيث له حظ ضئيل في الحصول على العمل التي غالبا لاتتعدى الأعمال الخدمية وحتى هذه الأعمال ليست بالسهولة الحصول عليها واني اعتبر العمل هو مجال مهم للاندماج .
وسؤال أخر وجه للسيدة الوزيرة .. كيف تقييمين الواقع الراهن لعملية اندماج المهاجرين في ألمانيا ؟ وكيف تنظرين إلى سير هذه العملية هنا في ألمانيا بالمقارنة مع نظيراتها من الدول الأوربية الأخرى ؟ وفي معرض أجابتها أشارت إلى أن كثير من المهاجرين , رجالا ونساء قد نجحوا في الاندماج جيدا في المجتمع , وشقوا طريقهم بنجاح كعمال وموظفين أو كرجال أعمال أو أكاديميين أو كأصحاب مهن حرة... بودي أن اعلق على هذا الامرحيث أن اول ما يصطدم به الأجنبي القادم من بلده بسب ظروف سياسية قاهرة أو ظروف اقتصادية والى غيرها من الأسباب , يصطدم بنوع أقامته حيث بعضها لايسمح له بالعمل الحر أو حتى في مؤسسات الدولة الأبعد إجراءات طويلة ومعقدة تجعله يخف حماسه للعمل
وفي أجابت السيدة الوزيرة على سؤال الجيلين الثاني والثالث من أجيال المهاجرين ما زالت نسبة الشباب اللذين لايحملون أية مؤهلات مهنية مرتفعة بشكل لافت , مالذي يمكن فعله لمواجهة هذه المشكلة تحديدا ؟ أجابت السيدة الوزيرة فيما يخص الأطفال اللذين لم يبلغوا سن التعليم المدرسي بعد يمكن القول بأن أختبارات المستوى اللغوي وإجراءات الرعاية اللغوية في جميع الولايات الألمانية , تمثل مفتاحا هاما من مفاتيح الحل , فالأطفال جميعهم يجب أن يكونوا منذ أول يوم يدخلون فيه المدرسة قادرين على فهم واستيعاب ما يقوله معلموهم .. الخ من الإجابة ... أني أقول لابل يجب أن يبدأ من الطفل عند دخوله رياض الأطفال حيث يكون ذهنه متفتح وطري باستيعاب كل ما يعطى له , والاماذا يعني أن يقضي الطفل ثلاث سنوات من عمره في الروضة يخرج وهو لايجيد الأبجدية الالمانية ولا يجيد العد بشكل جيد وسريع , هل يتحمل الأهل هذا الأمر أقول كلا .. وذلك لأن الطفل يتجاوب مع مربيه بالروضة أكثر مما يتجاوب مع والديه ..وهذا ينعكس على الطفل عند دخوله المدرسة والى حد أن بعض الأطفال يعيدونه إلى ( الفور شولة ) وبالأخص الأجانب منهم , ويعود السبب في غياب الكوادر التعليمية المؤهلة ليس فقط في دروس اللغة الألمانية وأنما في بقية مواد الدراسة الأخرى حيث يعاني طلبة المراحل الدراسية الابتدائية من صعوبات درس الرياضيات , ناهيكم عن غياب الكادر التعليمي القادر على إيصال المادة إلى الطفل بشكل سلس ومفهوم للطفل الذي هو بعمر السادسة او السابعة , وان الانخفاض في المستوى التعليمي سيلاحق الطالب طوال حياته الدراسية وربما لايوفق في الوصول الى مرحلة دراسية متقدمة .
- وحول سؤال .. أهية جوازالسفر الألماني بالنسبة لعملية الاندماج ؟ أجابت السيدة الوزيرة أن منح الجنسية الألمانية يمثل خطوة نوعية من ألأفضل بتقديري , تأخيرها إلى المراحل ألأخيرة من عملية الاندماج , فمن خلال الحصول على الجنسية الألمانية يصبح الوافدين متمتعين بكامل حقوق المواطنة وملزمين بكامل الواجبات التي تترتب عليها منها حق التصويت والترشيح للانتخابات إلى أن تصل إلى الشرط الأهم وهو الاعتراف الصريح بالانتماء لهذا البلد واحترام دستوره ونظامه القانوني ومنظومة القيم التي يمثلها وبالطبع أيضا المعرفة الجيدة باللغة الألمانية .. وتعليقي على هذا الامرأن الإنسان السوي والذي يحمل قدر معين من الثقافة والوعي أول ما تطأ قدماه أرض هذا البلد وتكون نيته الإقامة والعيش به أن يطبق ويحترم هذه الأمور بوازعه ألأخلاقي وتربيته العائلية (وان هذا الامرلايمكن معرفته من خلال تحليل الدم أو الحمض النووي للشخص ) وانما بسلوكه وتعامله والتزامه بالقوانين والأعراف خلال سنوات تواجده في هذا البلد وطبعا لايعني ليست هناك شواذ لهذه القاعدة حيث يوجد أشخاص أسأوا للقوانين رغم تمتعهم بكافة الحقوق وربما موجودة هذا الإساءة من مواطنين ألمان . , وكما هو معروف أن القانون الألماني لايمنح الجنسية الألمانية الا لمن مضى عليه ثمان سنوات وهو يحمل الإقامة القانونية بالإضافة إلى الشروط الأخرى وان هذه السنوات ليست بالقليلة بالنسبة إلى دولة لها أجهزتها وإمكانيتها في معرفة كل المعلومات عن الشخص لهذا أرى على الجهات المختصة إن تعير أهمية لالتزام الشخص بالقوانين وسلوكه العام في منح الجنسية وتجعل نقطة ايجابية كبيرة وتخفف من الشروط الأخرى كاللغة ولا اقصد من لا له معرفة معينة باللغة ولكن تقاس مدى جدية الشخص في اتجاهه للتعلم ولكن هذه هي قدرته العقلية حيث العقل البشري له حدود للتعلم وبالأخص إذا كان متقدم بالعمر.
وحسب إحصائيات الحكومة الاتحادية أن هناك انخفاض في حصول الأجانب على الجنسية الألمانية وذلك بسبب صعوبة امتحان اللغة وكذلك شرط العمل الدائم بحيث لايحصل على أية مساعدة من الدولة وهذا أمر في غاية الصعوبة حيث أنتشار البطالة وضعف فرص العمل للأجانب وبالأخص المتقدمين بالعمر وتدني تحصيلهم الدراسي إلى غيرها من الأسباب , أعود مرة أخرى إلى مسألة اللغة الألمانية أنا لاأريد أن أبرر للذين لم يدخلوا دورات تعلم اللغة طوال تواجدهم في هذا البلد وحتى عدم سعيهم بشكل شخصي , ولكن أريد أن أؤكد على الذين مواظبين على دخول دورات تعليم اللغة التي تمنحها الدولة مجانا وبشكل دوري هذا شيء ايجابي , أن العقل البشري علميا يختلف من شخص إلى أخر وقدرة استيعابه تتناقص كل ما تقدم بالعمر وهذا ما ينطبق على نسبة غير قليلة من الأجانب .

تصورات أخرى عن الاندماج :
- الحصول على الإقامة عامل مهم للاندماج : أول ما تطأ أقدام المهاجر الأراضي الألمانية والقادم بصفة لاجئ ,تبدأ رحلته مع الإقامة حيث بعد أجراء المقابلة الأولى لتقديمه الأسباب التي دفعته إلى تقديم اللجوء واختياره لهذا البلد , يقدم وبدوره, ما بجعبته من معطيات وأدلة بعدها ينتظروهوعلى احر من الجمر,وعندما يكون الجواب إيجابي يتنفس الصعداء بعض الشيء ولكن هذا اما أن يكون وحسب القانون الألماني للجوء (أما قرار 16اوقرار51) فعندما يكون (16) يأخذ نفسا عميقا اما عندما يكون (51)فتنفسه يكون اقل عمقا نتيجة للفوارق في مستقبل اللاجئ لاحقا , المهم أن اللاجئ يبقى مشدود الفكروالاعصاب طوال فترة تواجده في ألمانيا وربما تستمر هذه العملية لسنوات عديدة وبالتأكيد يؤثر هذا على مجمل وضعه ومنها مسألة الاندماج في المجتمع الألماني حيث يحس نفسه في زورق عائم إلى إن يحصل على الجنسية الألمانية ؟
- حول استقبال لاجئين عراقيين جدد :
- على ضوء قرارات الاتحاد الأوربي جرى تخصيص حصة إلى ألمانيا من اللاجئين العراقيين المقيمين في سوريا والأردن وهم ليس من اللذين حديثو الوصول إلى هذين البلدين , وان استقبال ألمانيا لللأجئيين العراقيين هو بادرة ايجابية وخطوة إنسانية ,وتشير الأخبار إن اغلبهم من المسيحيين والصابئة وهنا سؤال يطرح نفسه هل باعتقادكم إن هؤلاء فقط من جملة الشعب العراقي يعانون من التمييز الطائفي والقتل والإرهاب الذي جلبه الاحتلال عند احتلاله العراق , لابل كل فئات الشعب العراقي وفي كل مدنه وقراه معرضة للقتل اليومي المجاني , بالإضافة إلى إن هؤلاء تميزوا بميزات لم يحصل عليها العراقي والمقيم في ألمانيا منذ عشرات السنيين وعمل ودفع ضريبة ودرس أطفاله(منهم لم يحصل لحد ألان على جواز اللجوء رغم ولادته في ألمانيا ) وتعلم قدر معين من اللغة ولم تشمله هذه المميزات النادرة ,من هذه الميزات أعطائهم الإقامة المفتوحة فور وصولهم ألمانيا واستلامهم نقود بدل (الشاينات ) التي كانت تعطى لقبلهم وتستمر لسنوات طويلة وكذلك الإسراع في نقلهم من الهايم الى مكان سكن هم يختارونه , هل هذا اعتقاد من الحكومة الاتحادية يعجل من قضية اندماجهم في المجتمع الألماني ؟ ! أم هو الكيل بمكيالين .
-
- المساجد ودورها في الاندماج :
- وفق دراسة ميدانية أن، عدد المسلمين في ألمانيا عام 2009يتراوح بين 3,8و 4,3ملايين نسمة يشكلون نسبة 5% من تعداد سكان ألمانيا , وإشارة الدراسة إلى إن 45% من أفراد الأقلية المسلمة بالبلاد يحملون الجنسية الألمانية (حوالي 1,9مليون نسمة ) وبحسب تقديرات الحكومة الاتحادية أن من يحصل على الجنسية الألمانية هو دخل ضمن دائرة الاندماج الوطنية والمعلنة من قبل الحكومة الاتحادية
- هناك إحصائية تشير إلى وجود (2600) مسجد في ألمانيا وباعتقادي هذا عدد كبيرلاضرورة له أم إن الحكومة الاتحادية تعتقد عند سماحها لبناء هكذا عدد من المساجد تشجيع عملية الاندماج أم هناك ضغوط جدية من الجالية المسلمة لبناء هكذا عدد من المساجد , رغم إن هناك تقارير من الجهات الأمنية الألمانية أن بعض المساجد هي وكر لمنظمات إرهابية ( كما حدث في هامبورك عندما تم ختم احد المساجد بالشمع الأحمر لثبوت ارتياد جماعات متطرفة إليه ) .
- فما عدا مما بدا بهذا الموقف من قبل حكومة ميركل اليمنية والهجوم السافر والحاد على كل مسلمي ألمانية هل فتح تيلو زارستين في كتابه ( ألمانيا تلغي نفسها ) (Deutschland shaft sich ab) شهية اليمين الألماني ليطلق العنان لمواقف مهيأة ومعدة مسبقا لتكون تصريحات سيدة اليمين الالماني ميركل الاخيرة الذي اعتبرت فيها أن نموذج المجتمع (المتعدد الثقافات ) أو مايطلق عليه الالمان (Multikulti) قد فشل في ألمانيا , وكان شريكها في الائتلاف الحاكم هورست زيهوفر رئيس الحزب المسيحي الاجتماعي قد ذهب للحديث عن "موت نموذج المجتمع المتعدد الثقافات "وكذلك تصريحه الذي ينم عن عنصرية بعدم فتح الهجرة إلى الأتراك والعرب والمسلمين عموما , وبهذا نسفت جهود سنوات من التطبيل لتعدد الثقافات في ألمانيا ,وخطة الاندماج الوطنية التي طرحتها ميركل والتي ورد الإشارة إليها في بداية المقال , وهل كان تكريم السيدة ميركل للرسام الدنماركي الذي أساء برسومه إلى شخصية تاريخية وهي شخصية النبي محمد هي التهيئة وجس النبض لردود فعل المسلمين في ألمانيا , وأخيرا ولست أخرا موقفها من خطاب الرئيس كريستيان فولف بخصوص تصريحاته حول الموقف من المسليين الذي كان بمجله هو مجاملة دبلوماسية للمسلمين "مجاملة لطيفة " (إن الإسلام أصبح جزء من ألمانيا) وكونه كذلك رئيس المسلمين (الذي أزعج السيدة ميركل ) فأطلقت العنان لأفكارها المخبئة بالموقف من كل الأجانب وبالأخص الاتراك والعرب وجعلت من شماعة الاندماج هذه الاسطوانة المشروخة"المشكلة الخطيرة والواضحة وضوح الشمس هى أن الشعب الألماني لا يعرف معني كلمة الاندماج بشكل صحيح. لقد قاموا بإلقاء هذه الكلمة علي رأس المهاجرين وتركوهم لوحدهم في مواجهة هذه المعضلة. لابد أن يندمج الشعب الألماني أولاً مع المهاجرين ولا يقوم بتضييق الخناق عليهم بقوانين بيروقراطية غير عملية، وكأن تعلم اللغة الألمانية هو الحل السحري لكل المشاكل! يجب أن يتسع أفق الألمان والأوروبيين. هم يعملون بالآلاف في الدول العربية والإسلامية بكل يسر وسهوله بمرتبات خياليه وفي وظائف لا تستدعي حتي وجودهم." حجة في الهجوم الغوغائي على الأجانب وانسياقها وراء تصريحات رئيس الحزب الاجتماعي المسيحي في بافاريا هورست زيهوفر بخصوص فكرة عدم فتح باب الهجرة الى الاتراك والعرب والمسلمين عموما فلتقرأ السيدة ميركل مانشرته مجلة ديرشبيغل الألمانية تحت عنوان (شعب يملك مثل هذا التفوق كيف ينساق خلف الغوغائيين sarrazin ,warum so viele Deutsche einem provokateur verfallen.
- وكذلك أدعوها ومن معها من حملة الفكر المتعصب والنازيين الجدد واللذين يريدون إن يشعلوا فتنة داخل بلد وضعه مستقر نوع ما لقراءة ماكتبه الكاتب الألماني كرامر( ينبغي الحكم على المواطنين من خلال مدى ولائهم للديمقراطية وليست بحسب انتمائهم الديني ينبغي مواجهة كل اللذين لايحترمون الدستور بصرامة , سواء كانوا يذهبون إلى الكنيسة أو المسجد أو الكنيس).
- أن الفهم السطحي جدا .. لأن الكثيرون يعرفون القليل عن المسلمين الأصوليين والمسلمين العاديين , وعدم التمايز لدى الأوربيين إزاء المسلمين رغم أسفارهم الكثيرة للخارج وتعاطيهم مع ظواهر العالم وثقافات مجتمعاته.
- وقد حمل السيد زارستين في كتابه الأزمة الاقتصادية التي تعاني منها ألمانيا إلى الأتراك والعرب والمسلمين عموما وإنهم فقط يعيشون على المساعدة الاجتماعية التي تقدمها الدولة لهم , الم تسعفه قدماه وبطنه الجائعة في وصم الأجانب بالعالة على المجتمع الألماني في أن يتجول في كبرى المدن الألمانية وحتى بعض المدن الصغيرة ليرى بأم عينيه وتزكم انفه رائحة شواء الدجاج والشاورمة والدنرويتذوق الكنافة الدمشقية والتمرلكتون له القدرة على أنجاب أولاد كثر لينافس الأجانب في كثرة الإنجاب ,كل هذه المحلات يديرها عمال أتراك وعرب ويرتاد هذه المطاعم الأكالون من الألمان لرخص سعر الوجبات قياسا بالمطاعم الألمانية , ناهيك عن المحلات الكبيرة لبيع المواد الغذائية الشرقية التي أصبحت مثار أعجاب الألمان ليتسوقوا منها .
- أما بخصوص عدم اندفاع الأجانب للعمل كما يدعي زارستين , أني لاادافع عن اللذين بالفعل لايقدمون في البحث عن عمل وإنما أشير إلى إن قسم ليست بالقلة هم من حملة شهادات اختصاص من بلدانهم ولم يتستطعوا معادلتها عند الجهات الألمانية , او حتى عند معادلتها لايستطع العمل في مجال اختصاصه لعوائق كثيرة تقف أمامه ومنها عدم إتقانه للغة الألمانية وهي من اللغات الصعب تعلمها بسهولة بالأخص للمتقدمين بالعمراو من يريد الحصول على فرصة عمل جيدة وتدر عليه الدخل الذي يخلصه من متطلبات الحياة الكثيرة ويتخلص من المساعدة الاجتماعية والذي يعتبرها البعض هَم ثقيل ومثلب يؤرقه طالما هو موجود في هذا البلد الذي استضافه واعتنى به وقدم له ولعائلته كل الخدمات من رعاية صحية مجانية وتعليم مجاني وأمور أخرى يحتاجها الإنسان ليشعر بإنسانيته , وهناك نموذج اخرمن حملة الشهادات ولكن للظروف القاهرة والصعبة التي مربها فقدوا هذه الشهادات ولم يستطع جلبها من بلدانهم للظروف السياسية التي تحكم بلدانهم وأصبح لاخيار إمامهم سوى العمل كسواق سيارات أجرة أو في التنظيف أو في المطابخ وحتى هذه الأعمال ليست بالسهولة الحصول عليها وان حصل عليها لاتسد متطلبات الحياة في ألمانيا .
- في التسعينيات كانت الفرصة المتاحة للأجنبي هو العمل (A.B.M) وهو عمل بعقد لمدة سنة من النادر يتم تجديده يخرج بعدها الى مرتبة عاطل عن العمل وهذا كانت تشجع عليه الجهات الحكومية ولجأ إليه كثير من الأجانب ليتخلصوا من الوقوف أمام دوائر المساعدة الاجتماعية, حيث مفردة عاطل عن العمل وقعها على ألأذن والوضع الاجتماعي أهون من مفردة الحصول على المساعدة رغم إن الأمرين ليس بالسهل قبولهما بالأخص للإنسان الذي تعز عليه كرامته وقيمه .
- إن الفرص المتاحة ألان للبحث عن عمل هوعبرتقديم طلب إلى الشركات والمؤسسات التي تعلن عن حاجتها لبعض الوظائف الشاغرة في إعلانها عبر شبكة الانترنيت وما على الشخص إلا كتابة طلب إلى الجهة المعنية وغالب ما يرافق هذا العرض بعض الشروط يصعب توفرها في الأجنبي وكذلك بالنسبة لبعض الألمان واغلبها لايتعدى سوى العمل بالتنظيف أو في المطابخ وحتى هذه الأعمال ليست بالسهولة الحصول عليها أولايتم الرد عليها لابالسلب ولابالايجاب حيث يكون مصيرها ومصير صاحب الطلب في سلة المهملات .
- أما من تجاوز الخمسين من العمر فحظه بالعمل مصيره معلق بموظف ما يصطلح على تسميته (job center) حيث عندما تطالبه بالعمل لكونه ذات معرفة ودراية بأمكنة العمل المتوفرة تحصل على جواب جاهز قم أنت بالحث عن عمل بنفسك اويجد لك عمل وهذا يتم بسرعة وهو(الاين أويروجوب ) وهوعمل بدوام كامل ويجب إن تكون في لياقة بدنية سلمية لان اغلب أنواع هذا العمل تكون ظروفه صعبة وقاسية وهنا سؤال يطرح نفسه لماذا يتوفر هذا العمل بشكل سهل وسريع ومتوفر في اغلب الأوقات وحسب ما يشاع إن صاحب العمل يحصل على أجر كامل عن كل عامل يعمل في ذلك العمل وهذا هو استغلال لقوة العمل إلي تذهب حهات معينة والى حد إن صاحب العمل مستعد لتجديد عقد العمل هذا في حين لاتجد هذا الامتياز في الأعمال الأخرى .
- وفي تقرير قدمته ماريا بومرمفوضة الحكومة لشؤون الاندماج حول أوضاع اللاجئيين الاجانب وعملية اندماجهم الذي نشر رسميا في يوليو/تموز الماضي إلى تحسن طفيف في اندماج الأجانب ولم يطرأ عليه أي تغيرات جوهرية وإشارة إلى استمرار تعرض الأجانب للإقصاء والإهمال في سوق العمل !؟ .
هل محيت من ذاكرة السيدة ميركل وزيهوفروزارستين ومن دار في فلكهم ... كيف نثر الألمان الزهور على رؤوس طلائع العمال الاتراك واليونانيين الذين جاؤوا للمشاركة في أعمار ألمانيا ما بعد الحرب في أوائل الستينات.
والواقع ان المهاجرين الاتراك واليونانيين الأوائل، الذين كان يطلق عليهم وقتذاك لقب «العمال الضيوف»، حملوا على أكتافهم عملية أعادة البناء السريعة التي مهدت لـ«المعجزة الاقتصادية» التي تلت «مشروع مارشال». ويعود الفضل الى جيل المهاجرين الأوائل، ليس في النهوض بأشق الأعمال الجسدية في قطاع الخدمات وحسب، وإنما في تعريف الألمان لأول مرة في مطلع الستينات بالباذنجان والبطيخ والفستق والهال والثوم والشاورمة أيضا.
و اختم موضوعي هذا .. هل أصبح ما فقدناه في بلداننا الأصلية وجئنا من أجله إلى هذا البلد في خطر حيث جئنا بحثا عن الحرية والديمقراطية والأمن والسلام والعمل وحكم القانون.


سالم كريدي

21/10/2010
ملاحظة : تاريخ كتابة الفقرات الأولى للمقال كتبت قبل أن يعلن عن محتويات كتاب السيد زارستين وفبل خطاب الرئيس فولف وقبلا التصريحات الأخيرة للمستشارة انغيلا ميركل .



#سالم_كريدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حان الوقت ياشيوعي حزب فهد وسلام عادل أن تقولوا كلمتكم الفاصل ...


المزيد.....




- كوريا الشمالية: المساعدات الأمريكية لأوكرانيا لن توقف تقدم ا ...
- بيونغ يانغ: ساحة المعركة في أوكرانيا أضحت مقبرة لأسلحة الولا ...
- جنود الجيش الأوكراني يفككون مدافع -إم -777- الأمريكية
- العلماء الروس يحولون النفايات إلى أسمنت رخيص التكلفة
- سيناريو هوليودي.. سرقة 60 ألف دولار ومصوغات ذهبية بسطو مسلح ...
- مصر.. تفاصيل جديدة في واقعة اتهام قاصر لرجل أعمال باستغلالها ...
- بعد نفي حصولها على جواز دبلوماسي.. القضاء العراقي يحكم بسجن ...
- قلق أمريكي من تكرار هجوم -كروكوس- الإرهابي في الولايات المتح ...
- البنتاغون: بناء ميناء عائم قبالة سواحل غزة سيبدأ قريبا جدا
- البنتاغون يؤكد عدم وجود مؤشرات على اجتياح رفح


المزيد.....

- العلاقة البنيوية بين الرأسمالية والهجرة الدولية / هاشم نعمة
- من -المؤامرة اليهودية- إلى -المؤامرة الصهيونية / مرزوق الحلالي
- الحملة العنصرية ضد الأفارقة جنوب الصحراويين في تونس:خلفياتها ... / علي الجلولي
- السكان والسياسات الطبقية نظرية الهيمنة لغرامشي.. اقتراب من ق ... / رشيد غويلب
- المخاطر الجدية لقطعان اليمين المتطرف والنازية الجديدة في أور ... / كاظم حبيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المرأة المسلمة في بلاد اللجوء؛ بين ثقافتي الشرق والغرب؟ / هوازن خداج
- حتما ستشرق الشمس / عيد الماجد
- تقدير أعداد المصريين في الخارج في تعداد 2017 / الجمعية المصرية لدراسات الهجرة
- كارل ماركس: حول الهجرة / ديفد إل. ويلسون


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - سالم كريدي - لاتحرقوا الأخضر بسعير اليابس