أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - قاسم السيد - الحجاب .... هل بدأ العد التنازلي للأنحسار














المزيد.....

الحجاب .... هل بدأ العد التنازلي للأنحسار


قاسم السيد

الحوار المتمدن-العدد: 3160 - 2010 / 10 / 20 - 11:54
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


بعد سقوط النظام السابق عام 2003 واستيلاء القوى الأصولية والسلفية على المشهد السياسي والأجتماعي في العراق تراجع وضع المرأة كثيرا خصوصا في مسألة الحجاب حين اضطرت اغلب النساء الى ارتدائه مرغمات بعد أن تركنه لجيلين أو اكثر سواء عن قناعة بحكم طوفان الخطاب الديني او مكرهات بحكم المضايقة او التحرش وحتى الأعتداء المباشر عليهن في بعض الأحيان بل وصل الأمر بالنساء اللواتي ينتمين لطوائف غير اسلامية ممن لم يكن الحجاب أحد مستلزمات التدين لديهن أن لبسن الحجاب الأسلامي اسوة بالمسلمات في أوسع ظاهرة نفاقية اجتماعية مرت في تاريخ العراق الحديث نزولا عند رغبات الهوس الديني ... لكن مع تراخي قبضة القوى الاسلامية بسبب افلاس مشروعها السياسي والاجتماعي وما ألحقه هذا المشروع من كوارث في الحياة العراقية وإنحسار ظلها على الحياة الأجتماعية بعض الشيء مما سمح بظهور بوادر عودة خجولة لكثير من الممارسات الحياتية على مختلف الصعد ومن ضمن ذلك عودة المرأة المتسفرة الى واقع الحياة العامة .
هذه العودة للتسفر برغم مما تسببه لكثير من النساء وخصوصا الشابات منهن من مضايقات لكن حظين بنوع من التعاطف وحتى الأحترام نتيجة الشجاعة والثقة التي يمتلكنها في هذا الظهور الذي تحفه بعض المخاطرة .
وهذا يدلل على أن هناك هامش من الحرية من الممكن ان تستغله النساء التواقات للتحرر لكي يمارسن بعض من حقوقهن في كثير من المجالات وخصوصا في قضية الحجاب لكن يبدو انه لاتزال في الأذهان اثار الفترة الماضية وماسببته من خوف وتردد لايزال أثره في ذاكرة كثير من النساء كان من تبعاته هذا النكوص الذي أضحى سمة غالبة في المجتمع واصبح الطيف الديني يحسب هذا التراجع مكسبا لصالحه .
المرأة المحجبة بإقتناع و دراية ومن دون خوف أو إكراه لاغبار على حجابها بل هي أروع ماتكون عليه المرأة في هذه الحالة إذ يعد هذا الفعل موقفا تتبناه بإختيارها المحض اما التي تمارس التحجب وهي لاتملك فهما واضحا لصنيعها هذا او التي تتحجب نفاقا للأخرين تفاديا لمضايقاتهم حينها تكون المرأة في اتعس توصيف لها ومن نافلة القول ان المرأة المسلمة المحجبة أو المنقبة التي اصبحت قبلة لبعض التشريعات القانونية الأوربية الهادفة لنزع نقابها او حجابها لاتختلف كثيرا عن المرأة عندنا عندما ترغم على ارتداء الحجاب فكلا المرأتين يتحملان الظلم الأجتماعي سواء كان مصدره علمانيا او سلفيا.
ان تسفر المرأة او تحجبها ليس هو بيت القصيد بقدر ماهي المصالحة مع القناعة والتسلح بالشجاعة والابتعاد عن الرياء الذي اصبح سمتا اجتماعيا لدينا اذ ماتفسير بقاء بعض النساء حريصات على تغليف أجسادهن بحجاب هن اصلا غير مقتنعات بلباسه انما لمجرد تفادي بعض الاحراجات مع العلم ان الظرف الأجتماعي وخصوصا في العاصمة بغداد لم يعد بذلك التزمت الذي اعقب سني السقوط الأولى ... أليس هذا في الحقيقة تنازل رخيص الثمن عن حقها وحريتها في اختيار ماتلبس بأعتباره ابسط الحقوق التي يجب ان يكون لها خيار التمتع بها !!! .
يسود الشارع البغدادي الان ظاهرة ملفتة للنظر وهي ان بعض النساء وخصوصا الشابات منهن بدأن يرتدين نوعا من الازياء لاهي ازياء ذات طابع ديني اي انهن لايهتممن بتلك الحشمة والشروط التي تحددها الشريعة الاسلامية على وجه الخصوص ولاهي بالازياء المتحررة التي تدمغ من تردتيها بالتحرر اي لاهي بالمحجبة ولاهي بالمتسفرة في محاولة منهن للألتفاف على الأملاءات الدينية التي تضغط على النساء لكي يتحجبن وفي نفس الوقت هن تواقات لأن يأخذن حريتهن في هندامهن وطريقة لباسهن لكن رواسب الخشية من الاجواء التي طغى عليها الانغلاق والتزمت خصوصا الفترة التي أعقبت السقوط فهن محيرات لا إلى هؤلاء ولا إلى اولئك الجأتهن رغبتهن في ان يلبسن ازياء يكشفن فيها عن سيقانهن مثلا ثم استدركن تحسبا من بقايا الاجواء التي لاتزال بعض اثارها تحيط بهن فعملن على استرضاء المتزمتين بطريقة تدعو للاشفاق بأن قمن بتغطية رؤوسهن .
هذه الوضعية التي تورطت بممارستها كثير من النساء للجمع بين النقيضين حين غدت إحداهن كالحاوي في محاولة الجمع بين البيضة والحجرة في يد واحده مما ادى بهن الى فقدان الاحترام الاجتماعي فهن خسرن دعم الفريقين المتدين والمتحرر فأصبحن كلاعبي الحبال لاالسماء ترحب بهم ولا الارض ترحمهم واني لأتسائل مادمن يملكن هذه الجرأة في عدم الاذعان لدعوة المتشددين بالتحجب وفق الشروط الدينية فلماذا لايكملن الخطوة ويعبرن للضفة الاخرى ويعلن تسفرهن اسوة ببعض النساء اللواتي لم يعبأن بتصدي بعض المهووسين الدينين لتسفرهن حين واجهن بشجاعة رائعة اقذع التعليقات الخادشة للحياء بل ومواجهتن حتى بعض التحرشات المختلفة خصوصا ايام السنين العجاف التي تلت السقوط التي وصلت بالبعض منهن في أحيان كثيرة الى ان يتعرضن لأعتداءات مباشرة لكنهن رغم ذلك صمدن امام تلك التحديات ولم يذعن الا لقناعاتهن مما حمل المتشددين ان يكفوا ايذائهم لهن ولوعلى مضض .
طبعا لم يدر بخلدي وانا اكتب هذه السطور ان تكون عبارة عن دعوى للنساء لترك الحجاب والتسفر فمبدأ الوصاية على المرأة حتى وإن كان واجهته تحررية فإني أرفضه تماما ولأمرأة محجبة بملء إرادتها خير من متسفرة تتقي في تسفرها .



#قاسم_السيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العرب وايران
- هل زينت جائزة مؤسسة ابن رشد موقع الحوار حقا
- قراءة هادئة في المشروع السياسي للقوى الاسلامية
- امة لاتستطيع قول لا لاتستحق الحياة
- الفرق بين موت وموت
- سيد درويش فنان الشعب ظاهرة لم تتكرر
- ماهي اهداف الحملة الأعلامية لتغطية عملية حرق القرآن
- حق التظاهر والأحتجاج هو لب الديمقراطية وجوهرها
- ليتها عيرت بما هو عارُ
- ياليل الصب متى غده
- الأنتحار السياسي
- الرفاق يفجرون ونحن نفاوض
- عندما تتصرف بعض النساء كملكات النحل
- هل نحتاج لأنقلاب عسكري
- لماذا هذا الموقف من ايران وحزب الله
- المسيرات المليونية وموقف قوى اليسار منها
- يوم ميلاد الملايين
- لقاء الفرصة الاخيرة
- لماذا كتبت سيد اوردغان انت مزعج جدا
- سيد اوردغان كنت مزعجا جدا


المزيد.....




- تحقيق: بلينكن أخفى بلاغا بانتهاكات إسرائيلية في الضفة قبل 7 ...
- تحقيق: بلينكن أخفى بلاغا بانتهاكات إسرائيلية في الضفة قبل 7 ...
- البرازيل.. القبض على امرأة يشتبه في اصطحابها رجلا ميتا إلى ب ...
- فيديو.. امرأة تصطحب جثة إلى بنك للتوقيع على طلب قرض
- في يوم الأسير.. الفلسطينيون يواصلون النضال من داخل المعتقلات ...
- السعودية: إيقاف شخص -سخر من القرآن- وآخر -تحرش بامرأة- وثالث ...
- السعودية: إيقاف شخص -سخر من القرآن- وآخر -تحرش بامرأة- وثالث ...
- يوسف بلايلي يُغضب الجزائريين بسبب سوء تصرفه مع حكم (امرأة)
- إعدام سعودي قتل امرأة دهسا بالسيارة
- لماذا خلعت هذه الممرضة حذاءها وقدمته لمريض في مستشفى بأمريكا ...


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - قاسم السيد - الحجاب .... هل بدأ العد التنازلي للأنحسار