أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - نضال نعيسة - إهانة العرب















المزيد.....

إهانة العرب


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 3160 - 2010 / 10 / 20 - 11:53
المحور: كتابات ساخرة
    


لا أدري إن كانت وسائل الإعلام الغربية وديبلوماسييها يتعمدون إهانة العرب والتقليل من شأنهم، وإسقاطهم من أي اهتمام غربي إعلامي ودبلوماسي. فلا أحد يتحدث اليوم، مثلاً، عن قوة عربية تشكل خطراً على أمريكا وإسرائيل، أو حتى على مالي والسنغال . ولا أحد يتكلم عن تسليح وجيش عربي مرعب "لا يقهر" يمكن أن يشكل تهديداً للأمن القومي في بنغلادش ولن نتحدث عن الأمن الإسرائيلي، فذلك عيب وليس من مقام الأعاريب، كلا وألف حاشاكم وحاشاهم. وبالرغم من أن بعض أعاريب البطر والتبذير كان قد عقد من فترة قريبة واحدة من أضخم صفقات السلاح في التاريخ التي بلغة قرابة الـ125 مليار دولار من الأسلحة الخردة والمنسقة في الجيوش الغربية فلم نسمع محللاً استراتيجياً يخيفنا وينبهنا من العرب. لماذا لا يخاف أحد، ويا للعار، من أية دولة عربية أو بكلمة أخرى لماذا لا يخيفون أحداً من الأنام؟ ولماذا لا تحظى زيارات وتحركات ومكوكيات رموز البطر والنهب والتبذير، التي لا تنقطع هنا وهناك إلى الغرب والشرق، بأي اهتمام إعلامي ورسمي ودبلوماسي واستراتيجي غربي، ورغم أن أربعة من كبار الرسميين العرب، وجازاهم الله كل خير، و"عواجيز" نظامه المترهل العنين اجتمعوا منذ فترة قريبة في "الهيكل" الأبيض، بمعية الحاج "أبو حسين" الكيني، المسلم المرتد الذي يشغل هذه الأيام، وفي أوقات فراغه، منصب رئيس أمريكا، وكان صقر اليمين الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لوحده، نداً لهم وبالمرصاد ولم يأخذوا منه لا أبيض ول أسود ولا حتى ما عاد به طيب الذكر حنين، ونحتسبه من الصالحين، ولم يحترم هذا "النتن ياهو"، مجيئهم و"عزوتهم" وفزعتهم المضرية العربية، ولمتهم البدوية لحفظ ماء وجوههم أمام سكان المنطقة الذين يطلقون عليهم مجازياً، ومن باب الفرفشة والتنميق والترف اللفظي والتدليل، اسم مواطنين وشعوب عربية، وتيمناً بالمثل البدوي القائل، لا خيل عندك تهديها ولا مال فليسعد النطق إن لم يسعد الحال، ومادام أن الأنظمة العربية أفلست من كل شيء ولم يبق عندها لا خيل ولا مال، ولا حتى شربة ماء، تهديها للرعايا المحلوبين، فهي تكرمهم ومن باب السخرية و" التطنيز" بالخليجي الفصيح، بلقب المواطنين الكرام. وتصوروا، و"يا عيب الشوم".
يحصل كل هذا الإهمال، والتنكر والتجاهل لدور العرب، رغم أنهم أصحاب رسالة خالدة وحضارة عظيمة كما يدعون، في الوقت الذي اهتزت فيها المنطقة لثلاث ليال "سويا" لمجرد زيارة "ابن الحداد" نجاد، رغم أنه ليس ابن حسب ونسب، مثلهم، وكل الحمد والشكر لله، ولا ينتمي لا لعدنان ولا لقحطان ، وليس من مضر ولا بني غسان، بكل أسف. إنه مجرد "ابن لحام"، يحمل شهادة دكتوراه، حقيقية، في الهندسة، وتصوروا، ويا للعيب، وليست مثل دكتوراتهم الفخرية من جامعاتهم المنسقة من الخدمة ولا تعترف بها حتى دولة سورينام المتحدة العظمى. هذه الزيارة التي حظيت بتغطية إعلامية واسعة شاملة، ليس من قنوات النفط والشيوخ، كلا وألف لا، من التي هزلت وبان عجافها، بل من الـABC ، والـCNN ، والـFox News، والـCNBC، والقنوات الفرنسية وشقيقاتها، وفوق كل هؤلاء عجوز الصحافة العالمية وأختهم الكبرى التي علمتهم السحر الـBBC، التي كانت وبسابقة عجيبة تتابع خطوات "ابن الحداد"، خطوة بخطوة، وكانت الأخبار العاجلة تمطر شاشات التلفزة عن قيام، وقعود، ووصول، وتصريحات "ابن الحداد" الذي ليس من غسان، ولا عدنان، ولا قحطان، وكانت تلك القنوات، تأتي بكل رؤوس الإعلام وشيوخه، وأساطينه، ومحلليه الاستراتيجيين الكبار، وتنبش عن بعضهم ما تراكم من غبار النسيان، وحتى منافقيه، للحديث عن هذه الزيارة وسبر أغوارها، وكشف أسبابها، ومعرفة أسبابها، واستشراف تداعياتها، والتنبؤ بنتائجها، وهلم جرا، مما يقال ومما لا يقال في هكذا حالات، فيما يروح "عواجيز وأحفاد عدنان، وقحطان وبني مضر وغسان المساكين،، ويجوبون العالم، ويا عيني عليهم، ومن أجل القضية طبعاً، طولاً وعرضاً، شمالاً وجنوباً، شرقاً وغرباً، بدون أن تحظى أخبارهم، وتنقلاتهم المريبة، بخبر صغير، وفي آخر النشرة، ولا حتى من وكالة أنباء بنغلادش الحرة، أو الميانمار.
في خلفية هذا المشهد الإيراني الإعلامي الصاخب يبدو العرب بحال من الانزواء، والتعتيم، فلا أحد يشاورهم، ويا حرام، ولا أحد يريد أن يفاوضهم أو يتحدث معهم، أو يأخذ رأيهم، أو يستمزجهم بشأن ترتيبات الخليج والمنطقة. وكأنهم خارج معادلة ودائرة أي فعل وتأثير ويظهر المساكين كـ"كومبارس" دبلوماسي وسياسي، وتكملة عدد، وتحصيل حاصل في هذه الأجواء والمناخات التي يسلط فيها الضوء على إيران، إذ بات المسؤولون الغربيون والإسرائيليون، يضبطون ساعاتهم على توقيت قم وطهران أمـّا "توئيت" مكة المكرمة فهو من نصيب محطات لبنان الكرامة والشعب العنيد ومخصص كي يضبط المواطن العربي ساعته على نقل نقل حفلات هيفاء وهبي قبل إفطار رمضان. وتبدو العواصم العربية، صامتة هادئة مطيعة "لا تهش ولا تنش"، ولا يتحرك فيها حتى البرغش، ويا عيني عليها، فلا تصنيع حربي فيها، ولا إطلاق صواريخ أو تجريب أجيال جديدة منها، ولا تخصيب لا لليورانيوم ولا حتى لأنابيب الأطفال، ولا إطلاق أقمار صناعية، أو طائرات من دون طيار، وأستغفر الله من كل ذنب عظيم ومعاذ الله، (لا شيء فليس هناك في الحقيقة أحلى من النظافة، أليست من الإيمان العربي المعروف؟)، ولا أحد يطلب ودها،أو مفاوضتها أو يحاول أن يظهر أية قيمة أو ثقل استراتيجي لها ؟ وهذا كله يشكل إهانة غير مباشرة، وبشكل ما، للعرب ولوجودهم وثقلهم "الاستراتيجي"، هذا إذا كان لهم أي ثقل من الأساس. ولكي يعيد الإعلام الغربي ماء الوجد ويظهر قدراً من الاحترام لأصدقائه، فعليه أن يتوقف مباشرة عن كيل المديح إيران بشكل أو بآخر، مباشر وغير مباشر، والتوقف عن إعلاء شأنها وتبيان خطرها وقوتها لأن هذا يعني بطريقة أو بأخرى تقليلاً، واستخفافاً، واستهانة بقوة العرب ووجودهم وكيانهم. فهل يفعلها "أولاد عمنا" كما كان يطلق عليهم الختيار، ويظهر الغربيون ومعهم إسرائيل، ولو لمرة واحدة ويتيمة قدراً من الاحترام لهؤلاء العرب المساكين وإقحامهم باللعبة الإعلامية على الأقل، واذكرونا، يذكركم الله، كي ننفش ريشنا قليلاً أمام شعوب العالم المتنكدة، ولو من باب اذكروا محاسن موتاكم



#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل هي عنصرية أوروبية جديدة: ميركل تفتح النار على المهاجرين و ...
- لماذا تفشل الدول لدينية؟
- هل انهزم العرب السنة أمام الشيعة الفرس؟
- ريادة إعلامية سورية
- الحوار المتمدن وجائزة ابن رشد
- أحمدي نجاد في لبنان: يا مرحباً
- لماذا لا يقدم شهود الزور للمحكمة الدولية؟
- وطار وزير الثقافة السوري
- أنا طائفي إذاً أنا موجود
- لا لمرجعية أو مجلس للطائفة العلوية
- ابشر بطول سلامة يا خلفان
- تدجين الخطاب الديني: ماذا بعد دروس الداعية الكويتي ياسر الحب ...
- سورية والعنف المدرسي: الواقع والآفاق
- إيران والعرب: المقارنات المستحيلة
- بيل غيتس وأثرياء العربان
- فضيحة الإهرام: السقوط التاريخي للإعلام الرسمي العربي
- تراجع القس فلماذا لم يتراجع الإمام؟
- خرافة الديمقراطية الإسلامية
- إزعاج الكنائس وأصوات الآذان وتفاعلات القراء
- لماذا لا توضع موسيقى بدل أصوات الآذان؟


المزيد.....




- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - نضال نعيسة - إهانة العرب