أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد هجرس - مصر .. فوق المسجد والكنيسة (2)















المزيد.....

مصر .. فوق المسجد والكنيسة (2)


سعد هجرس

الحوار المتمدن-العدد: 3159 - 2010 / 10 / 19 - 18:18
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


فى نفس هذا المكان كتبت يوم الخميس الماضى مقالاً بعنوان "مصر .. فوق المسجد والكنيسة" محذراً فيه من خطورة "الشحن الطائفى" الذى تورطت فيه رموز كبيرة ومؤثرة من "الفسطاطين" الإسلامى والمسيحى، الأمر الذى من شأنه أن يغذى فيروس التفكك ويهدد التماسك الوطنى.
وبعد محاولة واجتهاد – يحتمل الصواب والخطأ لـ "تشخيص" هذا الخطر المحدق بالأمة والوطن – انتقلت مباشرة إلى محاولة اقتراح عناوين للخروج من هذا المأزق الطائفى الكريه، مطالباً بمبادرات أهلية ومجتمعية على أهم هذه المستويات حالياً، حيث المطلوب بإلحاح ليس فقط إطفاء الحرائق وإنما أيضاً العمل على الحيلولة دون نشوب حرائق جديدة وينبغى ألا يكون هذا مجرد كلام وشعارات، وإنما يجب على القيادات الصحفية والإعلامية أن تتحرك بسرعة وأن تبلور مبادرات إيجابية وفعالة دون انتظار توجيهات عليا من أى جهة بيروقراطية فانقاذ الوطن من كوارث محدقة لا يحتاج إلى إذن من أحد، ناهيك عن أن يكون هذا "الأحد" مسئولاً عن صنع هذه الكارثة أو مستفيدا من وجودها بشكل أو بأخر".
وكثيراً ما يشعر المرء أنه يؤذن فى مالطه، وأن ما نكتبه – أنا وغيرى من المهمومين بشئون شجون هذا الوطن – يذهب أدراج الرياح. لكن لحسن الحظ أن هذا لم يكن مصير صيحات استنفار الجماعة الصحفية والاعلامية لمواجهة الخطر الطائفى.
فبعدها ببضعة ساعات تلقيت دعوة من نقيب الصحفيين الأستاذ مكرم محمد أحمد للمشاركة فى مؤتمر عاجل لمناقشة هذه القضية بذاتها.
وبالفعل عقد المؤتمر يوم الأحد الماضى وحضره لفيف من القيادات الصحفية والاعلامية والشخصيات العامة.
وفى بداية هذا الحدث الاستثنائى قال مكرم محمد أحمد أن المطلوب من الحاضرين أن يحددوا مباشرة المطلوب من الجماعة الصحفية والإعلامية،والمطلوب من الحكومة، والمطلوب من الأحزاب، والمطلوب من المجتمع المدنى، لمواجهة هذه الفتنة، وليس الحديث عن أسبابها وجذورها وأطرافها المباشرين وغير المباشرين، فقد "شبعنا" من اللت والعجن فى هذا الكلام، وآن الأوان لوضع الجميع أمام مسئولياتهم.
وحسنا فعل النقيب.. لأن كلمات المشاركين ذهبت فى الأغلب الأعم إلى هذا الاتجاه العملى. فطالب الدكتور عبدالمنعم سعيد بإنشاء مرصد للأحداث الطائفية من أجل وأد الفتن فى مهدها، وطرح سمير مرقس مبادرة لحظر السجال الدينى، وطالب صلاح عيسى وزارة الاستثمار بإعادة النظر فى أسس منح التراخيص للفضائيات التى تبث ثقافة الكراهية، وشدد رجائى عطية على أهمية حضور الدولة التى استقالت فى الآونة الأخيرة من الكثير من مهامها، وطالب كمال زاخر بإعادة المؤسسات الدينية إلى حجمها الطبيعى الذى تضخم وانتفخ منذ عام 1971 وإعادو النظر فى اللجان الدينية بالإحزاب السياسية التى هى مؤسسات مدنية بطبيعتها وسن قوانين تترجم المواطنة إلى آليات تضبط حركة المجتمع، واقترح الدكتور محمد نور فرحات على الجناح التشريعى للدولة اتخاذ ما يلزم من أجل إلغاء بيان الديانة فى بطاقة الرقم القومى، والنص فى قانون العقوبات على عقوبة رادعة للتميز على أساس الدين أو اللون أو الجيش، وتجريم الدعوة إلى التمييز. كما طالب بإصدار قانون موحد لبناء دور العبادة وقانون موحد لأحوال الشخصية للمسلمين وغير المسلمين، وطالب عبدالله كمال المؤسسات الدينية بأن تكون أكثر شفافية كما طالبها بتطوير الخطاب الدينى وشدد على أهمية الدور الأمنى فى وأد الفتنة الطائفية، بينما انتقد جمال فهمى وضع الملف فى يد أجهزة الأمن مشدداً على الأبعاد السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية للقضية ذاتها، وهو ما زادته تفصيلاً فريدة النقاش التى ذكرت أرقاماً كثيرة تبرهن على تعرض المواطنين المصريين الأقباط للتمييز فى شغل الوظائف العمومية فى مجالات متعددة، وطالبت كريمة كمال باتخاذ خطوات ملموسة لتجاوز القصور المهنى الفادح فى تناول هذه الاحتقانات الطائفية المتكررة، وأيدتها فى ذلك نوال مصطفى، بينما ذهب نبيل زكى إلى التأكيد على أن التعصب وصل إلى بعض أجهزة الدولة ذاتها كما لفت النظر إلى الأبعاد الاقليمية للوباء الطائفى وبخاصة إصرار حكومة بنيامين نتنياهو على الطابع اليهودى لإسرائيل وما يستتبعه ذلك من تداعيات داخل إسرائيل وخارجها وبالذات فى محيطها العربى، وأشار أمين إسكندر إلى افتقار الدولة المصرية إلى رؤية للنهضة، كما أشار إلى عواقب الحقبة النفطية على انتعاش النعرات الطائفية فى مصر، وأكد عبداللطيف المناوى على مسئولية بعض وسائل الاعلام فى تغذية الروح الطائفية مطالب بنشر تقارير الممارسة الصحفية، وعدم التعاطى مع أخبار الأسلمة والتنصير، وإقامة ورش عمل للصحفيين الشباب الذين يتعاملون مع هذا الملف. وانتقد محمد بركات التأخر فى عقد هذا المؤتمر الذى كان لابد من الدعوة إليه منذ سنوات، واعترف بخطورة التعامل الخاطئ من جانب الاعلام والصحافة مع ملف الطائفية قائلاً أن "الصحافة لعبت دورا مخجلاً ومنشئاً لقضايا طائفية" ولم تكن مجرد "ناقل" لأحداثها، وهو ما أختلف معه وائل الإبراشى الذى أبدى تخوفه من تحميل الإعلام كل الخطايا، مشيراً إلى أن الإعلام ننجح بالعكس فى نزع فتيل الفتنة الطائفية فى أكثر من مناسبة، كما اختلف مع عبداللطيف المناوى فى التعتيم على أى أخبار تتعلق بهذه القضية. واستنكر عبدالله حسن غياب بعض رؤساء التحرير سواء من الصحف القومية أو الجزية أو الخاصة مندداً بتخلفهم عن حضور هذا المؤتمر. وطالب المؤتمر بتبنى مبادرة إنشاء مجلس أعلى للمواطنة، خاصة وأن هناك لاعبين جدد بهذا الصدد فلم يعد الإعلام هو الطرف الوحيد بل دخل على الخط أطرافاً جدد مثل وزارة الاتصالات ووزارة الاستثمار الأمر الذى يتطلب إنشاء هيئة تنسيقية للتعامل مع مختلف هذه الجهات لوضع أى مطالب عملية موضع التنفيذ، وطالب الإعلام بمقاطعة أى شخصيات تدعو للفتنة وحظر نشر أى شئ يمس العقائد. كما طالب الدكتور أن تتولى مسئولياتها، وأن يقتصر دور الأزهر والكنيسة على الجانب الروحى فقط. بينما ركز عمرو خفاجى على الجانب المهنى ودعا نقابة الصحفيين إلى فتح صدرها للزملاء المشتغلين بالصحافة الالكترونية والاعلاميين الذين بلا نقابة حتى الآن.
ورفع صلاح عبدالمقصود شعار "تطبيق مبدأ المواطنة هو الحل"، معارضاً فى نفس الوقت الدعوة إلى إعادة النظر فى المادة الثانية من الدستور متحديا المطالبين بهذه الدعوة "ورونا شطارتكم .. تبقوا عاوزين تولعوا البلد". فبينما شدد عماد عطية (اللجنة الوطنية للتصدى للعنف ا لطائفى) على ضرورة اتخاذ إجراء عاجلة لاطفاء الحريق والتأكيد على مبدأ المواطنة والدولة المدنية بدون قيد أو شرط، والتأكيد على حرية العقيدة بما فى ذلك حرية التحول من دين إلى آخر وحماية الدولة لهذه الحرية والالتزام بالمبادئ الأساسية لحقوق الإنسان والشفافية وإعلان الحقائق.
***
كل هذه المطالبات المحددة .. تضمنها "بيان إلى الأمة" صدر عن هذا المؤتمر المهم.
والأهم .. أنه تم الاتفاق على إنشاء آلية للمتابعة لكى لا يكون هذا البيان مجرد حبر على ورق، مثل مئات وآلاف البيانات التى سبقته.



#سعد_هجرس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مصر... فوق المسجد والكنيسة
- اختطاف مصر!
- محمود محيي الدين.. الدولي!
- سعد هجرس مدير تحرير«العالم اليوم»: لست من أنصار جمال مبارك.. ...
- موائد الرحمن الرمضانية.. وداعاً .. يحدث في مصر فقط: الفقراء ...
- لا تتظاهروا بالمفاجأة إذا اختفي الهرم الأكبر.. غداً
- هل مصر «دولة فاشلة»؟!´-1
- هل مصر دولة فاشلة؟! (2 -2) .. نكتة أمريكية: جيبوتي أقل فشلاً ...
- البلطجة تخرج لسانها للقانون!
- حكومة »الإظلام التام«.. والموت الزؤام!
- رداً على إحراق القرآن فى فلوريدا .. هل نحرق قلوب أقباط مصر؟!
- أصل الداء دون لف أو دوران: »الساركوسيست« الهندي.. صناعة مصري ...
- المغربي.. في »وادي كركر«
- ملتقى الجونة (2)
- ملتقي الجونة (1)
- رغم تقرير الانجازات: الممارسات الاحتكارية.. تخرج لسانها للمن ...
- تسويق جمال مبارك .. ب -الكردى-!
- -التميمى- فى النار سبعين خريفاً
- دراسة علمية خطيرة تدق نواقيس الخطر
- التعذيب .. بنظام »خدمة التوصيل إلى المنازل«!


المزيد.....




- البحرية الأمريكية تعلن قيمة تكاليف إحباط هجمات الحوثيين على ...
- الفلبين تُغلق الباب أمام المزيد من القواعد العسكرية الأمريك ...
- لأنهم لم يساعدوه كما ساعدوا إسرائيل.. زيلينسكي غاضب من حلفائ ...
- بالصور: كيف أدت الفيضانات في عُمان إلى مقتل 18 شخصا والتسبب ...
- بلينكن: التصعيد مع إيران ليس في مصلحة الولايات المتحدة أو إس ...
- استطلاع للرأي: 74% من الإسرائيليين يعارضون الهجوم على إيران ...
- -بعهد الأخ محمد بن سلمان المحترم-..الصدر يشيد بسياسات السعود ...
- هل يفجر التهديد الإسرائيلي بالرد على الهجوم الإيراني حربا شا ...
- انطلاق القمة العالمية لطاقة المستقبل
- الشرق الأوسط بعد الهجوم الإيراني: قواعد اشتباك جديدة


المزيد.....

- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد هجرس - مصر .. فوق المسجد والكنيسة (2)