أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - جهاد علاونه - أول إنجيلٍ قرأته














المزيد.....

أول إنجيلٍ قرأته


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 3159 - 2010 / 10 / 19 - 00:00
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    


إن أولَ إنجيلٍ قرأته كان نفسه أولَ إنجيلٍ سرقته, وكانت عندي مشاعر ساخنة ومؤلمة حول جريمتي ولكني تأكدتُ بعد القراءة بأن سرقة الإنجيل حلال 100% ويجب على كل انسان أن يسرق هذا الكتاب إن لم يستطع شراءه كما فعلتُ أنا ,كنتُ وقتها أبلغُ من العمر سبع طعشر سنة أو ستة عشر سنة لا أذكر بالتحديد كم كان عمري وكل ما أذكره أنني كنت ولداً أبكي إذا شعرت بالجوع وألجأ إلى حضن أمي إذا شعرتُ بالخوف وأركض من حضن أمي مثل القرد إذا ما شعرتُ بالأمان وأغضب إن لم يراضيني أحد, وكنتُ أسمع من شيخ المسجد كثيرا كما كنتُ أسمعُ من أستاذ التربية الإسلامية في المدرسة عن كتاب النصارى المُزور أو الإنجيل الملطخ بأقلام الدجالين الذين زوروا التوراة والإنجيل ليحذفوا منه اسم (محمد- المُحمنا –البارقليط) وعلى حسب روايات مجلس شيوخ حارتنا فقد استطاع القرآن بقدرة قادر أن يهرب من بين أقلامهم ومن يد أحبارهم وذلك لأن ألله قد تبرع من عنده للحفاظ على كتابه حتى تقوم الساعة وحتى تقفَ الناس بين يدي الديان, وما أن وضع القس أدواته وأوراقه على طاولة المكتب وراح يتكلم مع معاليم البناء عن ما يريده وما لا يريده عندها بدأ الشيطان بالنسبة لي يلعبُ في رأسي ومخي ويوسوس لي في صدري بأنه من اللازم عليك يا فتى بأن تأخذ الإنجيل, ولكن عندي قناعات بأن الخوري لم ولن يعط الإنجيل لولد مفعوص مثلي ولا لأي مسلم وذلك لكي لا يقارنه المسلم بالقرآن ومن ثم ينكشف أمر المسيحي الدجال الذي زور الإنجيل نكالا بأنبياء ألله , ولكن اصراري يزداد بأن أطلب من الخوري القس الإنجيل وبصراحة خفت بأن يرفض القس إعطائي الإنجيل لأنني مسلم فقررت الاحتيال على القس لآخذ منه الإنجيل ولكن قناعاتي تغلبت على الوساوس التي في داخلي فخفت بأن يطردني القس من العمل في الكنيسة إذا بقيت مصرا على مطالبتي بحقي في قراءة الإنجيل أو حيازته فقررت سرقة الإنجيل مهما كان الثمن وبقيت طوال الأسبوع أراقب بحركات القس وبذهابه وبإيابه وأين يجلس ومتى يدخل المكتب ومتى يخرج منه وأين يضع الإنجيل في أي زاوية وبدأت أفكر في التخطيط للإغارة على مكتبة الكنيسة لمعرفة أين يقع الإنجيل غير المزور , وبعد مضي أكثر من 5 أيام استطعت مد يدي إلى المكتبة وسرقتُ الإنجيل وخبأته تحت سترتي حيث كنا في فصل الشتاء وكنتُ ألبسُ سترة من الجلد الصناعي وبقيتُ طوال اليوم وأنا أمشي بفناء الكنيسة خائفاً من أن يُفتضحَ أمري فكيف سأفعل إذا تم القبضُ عليّ وأنا متلبس بالإنجيل؟ ماذا سأقول للمسيحيين؟ وماذا سأقول للمسلمين ؟وكيف سأروي للشرطة القصة ؟ وفكرتُ في أمي المسكينة كيف سيكون منظرها أمام الجيران حين يسألونها (ابنك حرامي؟) وهل ستقفُ الشُرطة حيادية أم أنهم سيقفون إلى جانب المسيحيين أم إلى جانب المسلمين, والمهم أنني قرأتُ على نفسي سيناريوهات سيئة جدا ً لاحتمالية ما سيحدثُ معي لو أكتشف أمري!, ومع كل هذا فقد سرقتُ الإنجيل وتعوذتُ بالله من الشيطان الرجيم 100مرة وطلبتُ من ألله 1000مرةٍ أن يسامحني لأنني سأقرأ كتاب الكُفار الذي يعلم الناس على الفسق والفجور وخراب البيت وأقسمُ لكم أنني قبل أن أمد يدي لفتح الإنجيل كنت ما زلتُ رافعَ اليدين للسماء وأنا أقول: يا ألله سامحني...يا رب سامحني على خطيئتي هذه.

وفتحتُ الإنجيل وقرأتُ ما به وكنتُ أغفو على وسادتي المصنوعة من الإسفنج والقطن وأنا أقرأ به وحفظتُ كلاما جعلني أناقش شيوخ الحارة وأساتذة المدرسة وأسألهم كيف مثلاً ألله تعهد بحفظ القرآن ولم يتعهد بحفظ الإنجيل؟ لماذا ألله ينظر لم يتعهد بحفظ الإنجيل أليس الإنجيل كتاب ألرب؟ والقرآن كتاب ألله؟وهل تفيد كلمة ألرب معنى الربوبية والحياة الدنيوية وهل تشمل كلمة ألله الحياة الدينية والمدنية, وكيف بهذا الكلام الجميل أن يكون محرفاً: لا تجرب الرب إلهك, أتنظرُ إلى القذى بعين أخيك ولا ترى الخشبة في عينك؟.

كل هذه الأسئلة لم ألقى عليها أي جواب من المسلمين أهلي إلا جوابا واحداً: أترك الإنجيل بكره ابتنجن من كُثر العلم وبصير مخك يخربط, أما القس الذي صارحته بعد أسبوع من سرقتي للإنجيل قال: هذا هو الإيمان..أنت ولد تسرق الإنجيل من أجل أن تقرأه وتفهمه وفيك الخير, واحتضنني في مشهد عاطفي مثير أما بالنسبة لرب العمل فقد منعني بعد ذلك من العمل في سور الكنيسة وكانت هذه أول مرة أتعرض فيها للاضطهاد الفكري ولكن تعودت على ذلك فأنا إلى هذا اليوم أترنم على صوت صولجان الجلاد.



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- علي بابا والأربعين حرامي
- مشغول جدا
- ارضاع الكبير
- أحلمُ بالتغيير
- أدعية شرانية
- أطالب بعودة الاستعمار
- الحاكم والجلاد
- احتفظ بنصائحك لنفسك
- باب النجار إمخلّع
- انسوني يا أصدقائي
- الغريب
- إخراج القرآن
- ظل الغراب
- لا تلوموني على كثرة الكتابة
- بيت جدي
- نزهة المشتاق في كشف النفاق
- أسبوع راحه
- سمفونية الحياة
- فلسفة الوجود
- سأعيش أكثر من جلادي


المزيد.....




- شاهد ما حدث على الهواء لحظة تفريق مظاهرة مؤيدة للفلسطينيين ف ...
- احتجاجات الجامعات المؤيدة للفلسطينيين تمتد لجميع أنحاء الولا ...
- تشافي هيرنانديز يتراجع عن استقالته وسيبقى مدربًا لبرشلونة لم ...
- الفلسطينيون يواصلون البحث في المقابر الجماعية في خان يونس وا ...
- حملة تطالب نادي الأهلي المصري لمقاطعة رعاية كوكا كولا
- 3.5 مليار دولار.. ما تفاصيل الاستثمارات القطرية بالحليب الجز ...
- جموح خيول ملكية وسط لندن يؤدي لإصابة 4 أشخاص وحالة هلع بين ا ...
- الكاف يعتبر اتحاد العاصمة الجزائري خاسرا أمام نهضة بركان الم ...
- الكويت توقف منح المصريين تأشيرات العمل إلى إشعار آخر.. ما ال ...
- مهمة بلينكن في الصين ليست سهلة


المزيد.....

- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي
- آليات توجيه الرأي العام / زهير الخويلدي
- قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج ... / محمد الأزرقي
- فريديريك لوردون مع ثوماس بيكيتي وكتابه -رأس المال والآيديولو ... / طلال الربيعي
- دستور العراق / محمد سلمان حسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - جهاد علاونه - أول إنجيلٍ قرأته