أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الرضا حمد جاسم - ليس دفاعاً عن صدام حسين..الشيعه والأكراد وصدام حسين













المزيد.....

ليس دفاعاً عن صدام حسين..الشيعه والأكراد وصدام حسين


عبد الرضا حمد جاسم

الحوار المتمدن-العدد: 3158 - 2010 / 10 / 18 - 21:44
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مقدمه:
بعد القمع الوحشي لانتفاضة آذار1991 الباسلة من قبل صدام حسين ظهرت نغمه إعلاميه جديدة وهي حماية الأكراد في شمال العراق والشيعة في جنوبه.
هذا الفصل الجغرافي السياسي الذي أريد منه إقامة منطقتي حضر الطيران سيئة الصيت لا لأغراض أنسانيه وإنما لأغراض سياسيه عسكريه والتي كانت بقرار أمريكي بريطاني وخارج أطار مجلس الأمن الدولي في بادره أنتجت فيما بعد ومن قبل نفس الدولتين وبنفس الصيغه قرار الحرب في آذار 2003 التي أفرزت احتلال العراق..أكدت ذلك حتى قرارات مجلس الأمن ( قراره المرقم1483) الذي كان هزيمة سياسيه وأخلاقيه مدوية للقيم والأعراف والمواثيق التي كانت تتبجح بها الدول التي ساهمت باحتلال العراق.
لقد تلقفت وسائل الأعلام الغربية هذا الطرح دون تدقيق أوتفسير أوتحليل لتجعل منه أداة تسويق لمنطقتي الحضر.. والأغرب في ذلك هو ترسخ هذا الطرح في عقول وأقلام وألسنة كل الساسة الغربيين والشرقيين من أقصى اليسار إلى أقصى اليمين من رؤساء حكومات وزعماء أحزاب وبرلمانيين وأساتذة ومحللين سياسيين ومعاهد بحوث... وهذا الفهم الخاطئ الذي أنتج مواقف مضطربة فيما بعد ساهمت بما وصلت إليه الأمور.
وحقيقة الأمر أن صدام حسين لم يضطهد ألشيعه لأنهم شيعه ولا الأكراد لأنهم أكراد وهذا مايعرفه الجميع من ألنخبه وإنما هو يضطهد حد لأباده الجماعية كل من يخالفه الرأي أو يعارض تصوراته وتوجهاته
لقد قتل صدام حسين أبن خاله وشقيق زوجته ورفيق دربه وساعده الأيمن ووزير دفاعه أبان الحرب مع إيران الفريق عدنان خير الله لأنه شعر أن هناك بطلين للحرب مع إيران وظهرت بوادر منافسه بينهما على ولاء الجيش وهذا ما لايرغب به صدام فهو القائد الأوحد وهو بطل الحرب والنصر والسلام
وقتل حد الأباده عائلة عمه حسن المجيد فيما يعرفه الجميع وقتل قبلها أقاربه ورئيس جهاز مخابراته فاضل البراك ورقص لحظة ذلك وعزل أخوته غير الأشقاء وحجر عليهم لخلافات عائليه وأعدم وأهان الكثير من قادة الجيش خلال وبعد الحرب مع إيران وأعدم قبلها رفاقه في قيادة البعث عام1979 وقبلها أغتال حردان التكريتي وما قبلهم ومابعدهم الكثير
وأقتحم بالدبابات والمدرعات والطائرات مدينتي الفلوجه والرمادي خلال الاضطرابات التي أعقبت أعدام اللواء الركن محمد مظلوم الدليمي
هذه مقدمه وجدتها ضرورية للدخول إلى الموضوع وهو:
أولاً:ألشيعه وصدام حسين
بعد 30 تموز 1968 واستقرار الأمور للانقلابين أستلم صدام حسين ملفات مهمة منها ملف القضية الكردية والقضية الدينية وغيرهما بأمر وتشجيع من البكر.
وكان ملف الدين وهو ما يهم في هذا الجزء لأنه حساس جداً فبداء صدام مشروعه بإقامت دوله علمانيه حيث أول إجراء قام به هو منع رفع الآذان في الأذاعه والتلفزيون كما كان سابقاً وقد برر ذلك بجواب مقنع وذكي ومنطقي حيث قال :
إن العراق بلد متعدد الأديان والطوائف والمذاهب فليس من ألحكمه أن تتفرد طائفة واحده في ذلك . ثم منع كل البرامج الدينية سوئ في مناسبات محدده وبشكل محدود جداً ووضع عراقيل شديدة وكثيرة وصلت حد المنع أمام بناء الجوامع معللاً ذلك بشكل مقبول ومنطقي ومقنع حيث قال: إن هناك الكثير من الجوامع ولا حاجه لبناء أخرى وتشتت المصلين كل(عشره تصلي بجامع) وسمح للمسلمين بإنشاء وفتح وإدارة وتملك البارات ومحلات بيع وتجارة الخمور والمشروبات الروحية حيث انتشرت بين الأحياء السكنية ودعم بشكل ملفت أقامة أعياد الميلاد وراس ألسنه حيث صارت بغداد في احتفالاتها تلك تضاهي العواصم الأوربية في ألأحياء السكنية ذات الأكثرية المسيحية.
لقد كان صدام حسين يعرف حق المعرفة أن الطائفة السنية يمكن تحييدها لأنها مع السلطة بشكل دائم على مر العصور وتؤمن أيمان تام (بإ طاعة ولي الأمر) و(مبدءا ولا ترموا بأنفسكم إلى التهلكة) ويعلم أن ألشيعه لها وضع خاص وتؤمن بولاية الفقيه بنسبه كبيره ولا تؤمن أو لها مواصفات خاصة لولي الأمر لا يلتقي مع الحكام... وكذلك مبدءا التقليد. محاط ذلك بمبداء التقيه فهي بذلك قد تعرقل مشروعه العلماني الذي لايريد أن يفقد به الأنظمة العربية الظلاميه القريبة من العراق وبالذات السعودية التي يعرف صدام جيداً دورها الخبيث في المنطقه والعراق بالذات
فكيف تحرك صدام حسين بهذا الاتجاه
:لقد تحرك صدام حسين بعدد من الاتجاهات وسلك عدد من الممرات في آن معاً لأيمانه أنه لايمكن تجزئة الموضوع لأن التجزئة تحتاج وقت طويل وتفرز عراقيل قد تؤدي إلى إلغاء أو عرقلة ما بعدها وقد تؤثر على ما قبلها فقام بما يلي بالتزامن:
1.عمل على نشر حزب البعث بشكل واسع في صفوف الشباب ضمن السياق في تبعيث المجتمع(وفق ما أطلقه من شعار:نكسب الشباب لنظمن المستقبل) بقصد تجفيف المنابع التي تغذي الفعاليات السياسية والدينية والسيطرة عليها من خلال الفعاليات الحزبية الكثيرة آخذين بنظر الاعتبار إن الانتساب للبعث يحرم على الشخص التعامل أو العمل مع أحزاب أخرى وأن يكون ولائه للبعث فقط والمخالف تكون عقوبته الإعدام واعتبر ذلك أداة فعاله في خطته لأن ألبعثي سيكون أداة لتطبيق أوامر قيادة البعث فقط وبذلك ينتقل التقليد والتبعية من تقليد مرجع ديني إلى تقليد مرجع سياسي وهو المسؤول الحزبي
2عمل صدام حسين على التضييق على أقامة الشعائر العاشورائيه ومن ثم منعها وبالذات تطبير ألراس وجلد الظهر ولطم الصدور والتي كانت تتناقلها وكالات الأنباء بشكل يسئ للعراق وشعبه والطائفة الشيعية معتمداً على ما جاء في(1)أعلاه وأقترح لذلك تعيين نعيم حداد وزيراً للداخلية ليتولى تنفيذ ذلك وهو المنحدر من الناصرية(سوق الشيوخ) مع حملة توعيه وأوامر حزبيه صارمة لعدم المشاركة ومراقبة المشاركين فيها وقد واجهة تلك الخطوة معارضه معينه ومتميزة في حينها أعتبرها صدام محاولة أختبار من قبل القائمين على تلك الفعاليات لرد فعل الحكومة قابلها بعنف وحشي وشكل محكمه خاصة لذلك مؤلفه من ثلاثة من أعضاء قيادة حزب البعث القطرية وهم كل من: عزة مصطفى وحسن العامري وفليح حسن جاسم التي حكمة بإعدام المقبوض عليهم بتهمة الإخلال بالأمن وقد أعترض العضو فليح حسن جاسم على تلك الأحكام فتم عزله ومن ثم طرده من وزارة ألصناعه التي كان وزيرها ومن ثم اغتياله بعد فتره قصيرة جداً
3.عمل على جعل المرجعية الدينية للطائفه الشيعية عربيه عراقيه وعمل على التقليل من التغلغل ألإيراني فيها ومنع ما كان سائداً وقت ذك من قيام الشاهنشاهيه الإيرانية بأعمال ترميم وتعمير المراقد الشيعية في النجف وكربلاء ولكاظميه وغيرها حيث قال:إن للأئمة الأطهار(ع) أحفاد يتكفلون بمراقدهم ومن هنا أنطلق الوصف الذي لقب به بعد ذلك(بحفيد آل ألبيت)
4.حاول اجتثاث المقولة التي كان يرددها ألشيعه في المواسم العاشورائيه التي تقول (لعن الله أمة قتلت حسينا) وهو يعترف بأن العرب (بني أميه) هم من قتل أهل بيت نبيهم ومع إقراره بذلك لكنه أعتبر تلك المقولة(ألهوسه) تحريض على فتنه(الفتنه نائمة لعن الله من أيقضها) وقال قد يفسر ذلك المسلمين من غير العرب بأن المقصود هي الأمة الأسلاميه مما يدفع البعض للقبول بما يطرح الظلاميين من أن ألشيعه كمذهب ليس من الإسلام
5.عمل على توجيه موارد المراقد الدينية من هدايا ونذور وهبات إلى وزارة الأوقاف وحوّل العاملين في تلك المراقد إلى موظفين حكوميين وأن تستخدم هذه الموارد في أعمال التطوير والصيانة بدلا من أن تذهب لجيوب سدنتها الذين يحولوها إلى خارج العراق للانتفاع بها شخصياً وشراء الدور وصرفها على ملذاتهم ويصرف قسم منها على مواكب اللطم والتطيير
6.حاول فتح المراقد للسياحة الدينية وكان يقول:لماذ نشاهد تاج محل والفاتيكان بهذه ألصوره ألجميله والمهيبة والمنظمة ولاتكون مراقد أهل البيت كذلك... طبعاً كان يقول(أجدادي لأنه يحسب نفسه من أحفادهم)
كل هذه الأمور كانت تواجه معارضه متفاوتة ومتنوعة وصلت حد الاصطدام مع السلطة قابلها عنف وحشي مصحوب بأغراأت وتوجيهات حزبيه صارمه أستطاع من خلالها صدام حسين إيقاف الكثير منها وكان خلال عاشوراء يمنع الأجازات للموظفين ويضع الجيش وقوى الأمن الأخرى والجهاز الحزبي بالإنذار لعدة أيام ليس خوفاً من أن يحدث ما لم يكن بالحسبان وإنما وهو الأساس هو منع المنتسبين لهذه الأجهزة من احتمال المشاركة.. وكانت غوائل بعصيه معينه في المدن الدينية وبالذات كربلاء والنجف تستضيف في بيوتها أفراد من عناصر المخابرات والأمن الموفودين من محافظات أخرى لمراقبة الموقف حتى يشيع الخوف في صفوف الحزب والأجهزة الأمنية الموجودة أصلا في تلك المدن
أستطاع صدام حسين تحقيق الكثير من الخطوات باتجاه فصل الدين عن ألدوله ولكن ما عرقل ذلك الحرب مع إيران وتطوراتها وتأثيراته المحلية والأقليميه والدولية.
لقد استمرت مقاومة المتنفذين والقائمين والمتاجرين بالمواكب العاشورائيه لحظرها وتحول ذلك إلى المقاومة السياسية مستغلين تعاطف البسطاء وتطور بدفع خارجي وكرد على استخدام القوه من قبل الحكومة إلى رد بالقوة أيضا عندما تمكنت تلك العناصر من أحياء أو إقامة تنظيمات مسلحه داخل وخارج العراق خلال الحرب العراقية الإيرانية وتجاذبانها الأقليميه والدولية واستمرار صدام حسين في بطشه الذي فاق الحدود
لقد كان الاختلاف مع صدام حسين هوعلى هذه الأمور التي عرف ويعرف المتضررين منها أنها ستسحب البساط من تحت أرجلهم وتضر بسيطرتهم على البسطاء من أبناء الشعب فكان الخصام مع النظام وهذا ما يفسر توجه تلك الشخصيات ومن تجمع معها وانضوى في تنظيماتها إلى المبادرة بإقامة هذه الممارسات وبشكل رهيب بعد سقوط نظام صدام دون إعارة الاهتمام للمشاكل التي برزت بعد الاحتلال وما مر ويمر به الشعب من معانات مستمرة لحد اليوم وتسير من سيء إلى أسوء مجندين طاقات وموارد هائلة ووقت كثير لمثل هذه المناسبات.. واستمرارهم بنشر مظاهر الحزن والخنوع والركوع والاستجداء والإذلال بين البسطاء لتسهل عمليه اقتيادهم كقطيع أعمى وقد نقلت وكالات الأنباء الكثير من هذه الممارسات
حتى أن أحد الفرنسيين قال لي أن صدام كان على حق عندما شاهد مثل هذه الممارسات ويشاهد الوضع العام المتردي للشعب والوطن وعندما قلت له هل غيرت رأيك وقد كنت ضد صدام حسين قال كنت مخطئ لأن الظاهر أن خلاف هؤلاء معه كان على هذه الأشياء وليس على الديمقراطية والدكتاتورية
ثانيـــاً الأكراد وصدام حسين
لقد تعرض الأكراد للاضطهاد منذ أن مزقتهم اتفاقية سيكس بيكو ووزعتهم وهم أمه إلى شراذم في أصقاع صاروا أقليه فيها وهم قوم لم يسجل التاريخ عليهم قبل سيكس بيكو أنهم ظلموا غيرهم أوتسببوا في تشرذم غيرهم أودنسوا حرمات أمم جاورتهم أو تعايشت معهم,
لقد منِعوا حتى من ذكر( أسماء الله الحسنى) بلغتهم وأجبروا على التسمي بغير أسمائهم.
العالم الذي يطلق على نفسه تميزاً عن المتخلفين بالمتمدن يعرف أنه عند حليفهم التركي مباح دم ومال الكردي وهو متلذذ بذلك وعند الآخرين كانت وصارت وصدرت قوانين وتعليمات تمنع أو تلغي وجود من هم لهم أخوه في الدين وفي الخلق وجردوهم من وثائقهم الثبوتيه الذي تثبت انتمائهم القومي.. من قبل مجاميع تتشرف بانتمائها القومي وتقر بأنها تمجد القوم والقومية وحق إل(تقوقم) ولكنها تحَرِمها على غيرها... وان ملايين منهم محرومين من جنسيات البلدان الذي يشكلون وبحق جزء من النسيج الاجتماعي لها.
في العراق وبفعل نضال هذا الشعب المكافح المخلص الأمين وبإسناد تام وتضحيات مشتركه من القوى الوطنية التقدمية وبالمقدمة منها الحزب الشيوعي العراقي الذي حمى ودافع عن كل الوطن والمواطنين وبالتساوي و مع تضحيات الشعب الكردي والذي شذب نضاله بالطروحات الذي قدمتها الماركسية اللينينيه
بعد استلام صدام حسين لملف القضية الكردية ونتيجة لما سبق حصل الأكراد على أعلى وأكبر ما يسمح به الإقليم والمحيط الدولي...فتم الاعتراف الرسمي بالقومية الكردية واللغة الكردية اللغة الرسمية الثانية وهذا تطور فاق ما يتحمله الإقليم و الدول التي تتباكى على حقوق الإنسان... لقد صدرت صحف وأنشأت جامعات وتعزز الاقتصاد ونهض العمران وتطورت السياحة والصناعة والزراعة وأصبح ولو أسمياً نائب رئيس الجمهورية كردي والكثير من السياسيين الأكراد الحاليين أو آبائهم أو أقاربهم أصبحوا وزراء ولو منقوصين الصلاحيات وسفراء ويتكلمون حتى أمام صدام حسين بلغتهم القومية وقال صدام مقولته الشهيرة (إن للكردي حقين حق لأنه عراقي وأخر لأنه كردي)وكان الكردي مفضل في القبول في الوظائف العمومية والمعاملات الأداريه على العربي في المناطق العربية... لقد كان صدام يوازن بين ما( يراد وما يريد)
رافق ذلك ما شمل العراقيين من اضطهاد من خلال فكرة الحزب الواحد القائد فعمل صدام على ضم الشباب الكردي إلى صفوف حزب البعث على أساس أنه الحزب القائد وعمل على اختراق الأحزاب الكردية وأنشئ أحزاب وجماعات كرديه كان يتندر عليها العراقيين ب(الحزب......الكردستاني لصاحبه حزب البعث العربي لاشتراكي) وبداء بجرد حساب مع الشخصيات السياسية الكردية بحجج فيها الكثير من التجني لكن فيها الكثير أيضاً من الدقة فكان لايريد غيره مع الأمريكان والعرب والإسرائيليين والمعسكر الشرقي وهذا لم يفعله مع الأكراد فقط وإنما مع كل التنظيمات والأحزاب وحتى حزب البعث وكان يعتبر كل من يتصل مع مثل تلك الجهات عميل إلا هو وحده
ثم قام بقمع كل محاولات التعبير خارج التصورات التي وضعها باعتبار ذلك إخلالاً بالأمن... ولا ننسى التدخلات الأقليميه لإفشال تلك التجربة والارتباطات التي يراها البعض سند عند الحاجة وأكثر لحظات الحاجة في أي مسيره سياسيه مسلحه كانت أم غير مسلحه هي الحاجة إلى سند ونصير حتماً تفتش عنه في الإقليم المحيط بها أولاً ومن ثم تتحرك باتجاه المؤثرين دولياً فكانت وقبل هذا الوقت ارتباطات الحركة الكريه السياسية والعسكرية مع الدول المؤثرة إقليميا ودولياً.. وازدادت وحشية النظام خلال الحرب مع إيران وأراد تحييد المنطقه الكردية من خلال قرارات العفو الكثيرة وتشكيل أفواج خاصة من الأكراد لحماية المنطقه وأعتبرها خدمه عسكريه لأسباب منها أنهم يعرفون بعضهم وأقارب بعضهم فيحمون أنفسهم وغيرهم وهو يتفرغ لإدارة المعركة في جبهات القتال ومنها فسح المجال للشباب الكردي بالالتزام بالقانون من خلال عدم ارتكاب جريمة الهروب من الجيش التي وصل الحكم فيها إلى الإعدام وحتى يسقط أعذار البعض لحمل السلاح ضد ألدوله لذلك أجاز لنفسه اعتبار كل من يحمل السلاح ضد الدولة وهي في حالة الحرب عدو يجب أبادته ووجد انه تبرير اجتماعي أن صح القول معناه لماذا تحارب ألدوله وهي لم تقترب منك ولم تحاربك وأصدر عفواً عاماً عن جميع المخالفات السابقة لذلك جاز لنفسه استخدام كل الممكن للقمع لتدمير الأعداء بما فيها استخدام الأسلحة المحرمة دولياً والتي غض العالم كله الأعين عنها عندما كانت تستعمل ضد الإيرانيين معتقداً وهو على صواب في اعتقاده من أن نهاية الحرب مع إيران يعني نهاية السكوت العالمي على استخدام مثل هذه الأسلحة وهذا ما حصل في حليجه الجريحة حيث وأثناء الاستعدادات المكثفة والطويلة لمعركة تحرير الفاو الذي جند لها صدام خيرة القاطعات العسكرية وأقام لها ميادين قتال أصطناعيه للتمرين والمناورات وتكليف حسين كامل بالأشراف عليها وزج قوات الحرس الجمهوري فيها هذه الاستعدادات التي استمرت من نيسان1986 حتى نيسان1988 في خضم كل ذلك وفي اللحظات الأخيرة حصل الخرق الإيراني في حلبجه بمساعدة قوات البيشمركه ولو كانت إيران على علم بما كان الوضع عليه على طول خط المعركة لتمكنت من إدامة هجومها واحتلال كل شمال العراق والوصول إلى مشارف بغداد حيث أن صدام حسين كان قد نقل خيرة قطعات الجيش إلى جبهة الفاو لذلك أمر بقصف المنطقه بالأسلحه الكيمياويه معتبراً وهولايملك معلومات دقيقه عما جرى معتبراً كل من دخلها من الخارج ومن لم يدافع عنها ومن جاء مع العدو هو عدو وخائن ووجدها فرصه مسموح بها عالمياً من أحداث صدمه نفسيه هائلة في صفوف القوات الأيرانيه في قاطع الفاو وحصل على ما أراد وتبعها بهجمات أخرى في مواقع أخرى مستعملاً السلاح الكيماوي في محاولته إجبار إيران على قبول وقف الحرب متمثلا لما قامت به أمريكا في الحرب العالمية الثانية عندما بررت استخدام القنبلة الذرية واعتبار ذلك هو من أنقذ العالم وأوقف الحرب .
لقد كان صدام حسين على استعداد لضرب أي مدينه أومنطقه يحصل فيها ما حصل في حلبجه بنفس السلاح حتى ولو كانت قرية ألعوجها
ولا يمكن أن ننسى ما فعله أكراد العراق بأخوتهم أكراد تركيا أثناء أوبعد حكم صدام حسين وكذلك استنجاد القائمين على أمر الأكراد في أربيل بقوات الحرس الجمهوري لضرب أخوتهم القائمين على أمر الأكراد في السليمانية عام 1995 وقبلها وبعدها الحرب الطاحنة بين أتباع مسعود وأتباع جلال وحملات التهجير ألقسري لأتباع الأخر من أماكن سيطرة كل منهما وكذلك عمليات التهريب التي كانت تتم من كردستان للسلع والمواد وبالتعاون مع رموز النظام السابق
لقد استعمل قادة الطرفين الكرديين الحزب الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني نفس أساليب صدام مع الشعب الكردي من اعتقال واغتيال وتهجير وانتهاك حرمات وقصف مدفعي ولو كانوا يملكون الطائرات والأسلحة الكيمياويه لما ترددوا في استخدامها
ثم هل إن صدام حسين الوحيد في المنطقه الذي أضطهد الأكراد وماذا كان يفعل مايسمون أنفسهم بقادة الأكراد في العواصم المجاورة التي تضطهد أشقائهم غير ما فعلوه يوم كانوا في بغداد ولماذا سمح حكام وأنظمة العدالة والحرية والديمقراطية في أمريكا وأوربا بإبادة الأكراد في كل دول المنطقه خلال القرن العشرين
أنا لاأبرر لصدام ما قام به ولكن أتسائل هل تكلم أحد أو شجب جريمة حلبجه في حينها ألم يكن في كل الأعراف وسيكون الساكت عن الجريمة والمجرم ومن يبرر أفعال المجرمين مجرم أيضاً
أن مايعيشه إقليم كردستان الآن من هدوء لالحكمة القادة الأكراد وإنما لانبهار الطالباني بكرسي الرئاسة في بغداد وإلا في اليوم الأول لتركه منصب الرئاسة في بغداد سيطالب بالرئاسة للإقليم لتعود موجة التناحر بين الأكراد لأن السيد مسعود البارزاني سوف لن يسمح بذلك والدليل هو الانشقاق الواضح بين السليمانيه وأربيل ألذي تغطي عليه المشاكل في بغداد ومع بغداد
خاتمـــــــــــــــــــه
لقد قتل صدام حسين بالأسلحة الكيمياويه من العرب أكثر من الأكراد ومن البعثيين والسنه أكثر من الأكراد في معامل التصنيع والتعبئة البدائية للأعتده الكيمياويه وكذلك أباد قرى الأهوار وجفف الأهوار
وأباد المعارضين السياسيين له من العرب دون تمييز وكان ذلك بأيادي كرديه في بعض الحالات وفي أماكن كان العرب فيها متواجدين في جبال كردستان للدفاع عن الشعب الكردي ونصرة مطالبه ألمشروعه وغدر بهم بعض قادة الأكراد في حاله بعيده جداً عن صفات الأكراد في ألأمانه وحماية الضيف ولإخلاص للصديق والحليف وكان صدام يقول دائماً أن أهم صفات الكرد هو الصدق ولأمانه والإخلاص ويقول لتأييد كلامه أن الكردي إذا قال(نــــا) يعني(نــا)
أما مايخص ألشيعه فصدام قتل منهم في الحرب مع إيران أكثر مما قتل من الأكراد منذ عام 1968حتى2003بمئات الأضعاف ولم يتكلم العالم وإن صدام حسين أعدم واغتال من أقاربه والمحسوبين عليه أكثر مما أغتال من الأكراد وكل ذلك كان تحت بصر العالم الذي يسمي نفسه حر وبمساعدة كل دول الإقليم
من الجرائم الكبرى التي أرتكبت بحق العراق هي اتهام صدام حسين بقتله الأكراد لأنهم أكراد والشيعة لأنهم شيعه وهذا الذي أوصل الأمور إلى تقسيم البلد حالياً وما أتت به أمريكا من نموذج لتفتيت العراق وتقسيمه
إن صدام حسين مجرم سياسي وليس طائفي أوعرقي كما يحصل الآن وأن من ينظر للنتائج فقط دون الجذور الحقيقيه والأسباب التي أوجدت النتائج هذا(بعيد عن السياسة)
وحتى لاتختلط الأمور وتفسر بعيد عن الموضوعية فليعلم القاري الكريم أن طاغية البعث صدام حسين أعدم أخي وله من العمر تسعة عشر عاماً عام 1982 لأنه شيوعي والشيعة اغتالوا أخي في إيران عام1986 والتكفيريين اغتالوا أخي الثالث في العراق/بغداد عام2006 لأنه شيعي
ألرحمه لكل من مات أوقتل أوأعدم من العراقيين خلال كل تاريخه ولايشمل ذلك الطغاة من حكام وأزلامهم سواء حكام دوله اوحزب أوطائفه أوقوميه أودين فهم مجرمون وسيكون مصيرهم مزبلة التاريخ دون استثناء إلا من أتى وجه شعبه بحب عظيم
عبد الرضا حمد جاسم



#عبد_الرضا_حمد_جاسم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأمام المخضرم .النسخه الثانيه
- أمس...أنا والقس
- أبن رشداً الجائزه والتمدن
- الأبتسامه والضحك
- الإمام المخضرم...ما يشّور
- باكراً كعادتي أغادر أسمال فراشي
- من بعد طول غياب
- خريف العمر
- إذا كان الخنزير حرام /ج6..أسمي
- رد على مقال السيد يعقوب ابراهامي/من يخاف من دوله يهوديه ديمق ...
- إذا كان لحم الخنزير حرام/ج5..ألسراط المستقيم
- منسيون في عيد اللومانتيه
- عمر وعبر
- أذا كان الخنزير حرام/ج4 الصيام
- أذا كان الخنزير حرام/ج3
- أذا كان لحم الخنزير حرام/ج2
- العيد مَرْ(مرْ)
- في عيد اللومانتييه..أفتقدكتم
- مرتزق....بعثي..صدامي
- أحنه والفرح والحزن


المزيد.....




- جريمة غامضة والشرطة تبحث عن الجناة.. العثور على سيارة محترقة ...
- صواريخ إيران تتحدى.. قوة جيش إسرائيل تهتز
- الدنمارك تعلن إغلاق سفارتها في العراق
- وكالة الطاقة الذرية تعرب عن قلقها من احتمال استهداف إسرائيل ...
- معلومات سرية وحساسة.. مواقع إسرائيلية رسمية تتعرض للقرصنة
- الفيضانات في تنزانيا تخلف 58 قتيلا وسط تحذيرات من استمرار هط ...
- بطائرة مسيرة.. الجيش الإسرائيلي يزعم اغتيال قيادي في حزب ال ...
- هجمات جديدة متبادلة بين إسرائيل وحزب الله ومقتل قيادي في الح ...
- مؤتمر باريس .. بصيص أمل في دوامة الأزمة السودانية؟
- إعلام: السعودية والإمارات رفضتا فتح مجالهما الجوي للطيران ال ...


المزيد.....

- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الرضا حمد جاسم - ليس دفاعاً عن صدام حسين..الشيعه والأكراد وصدام حسين