شامل عبد العزيز
الحوار المتمدن-العدد: 3158 - 2010 / 10 / 18 - 14:39
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
( على صفحات الحوار المتمدن الرئيسية والفرعية تظهر أمام القارئ العزيز وتحديدا في يوتيوب التمدن – العلمانية - سفينة نوح – القصة الحقيقية 1 – 5 من إعداد الأستاذ ضياء حميو وتصميم السيد جمال أحمد – مركز الدراسات والأبحاث العَلمانية في العالم العربي – في ظني أن الكثيرين لم يشاهدوا الأجزاء الخمسة وحتى لو شاهدها غالبية المؤمنين بقصة نوح لم تخطر على بالهم الأسئلة المطروحة والتي وردت في الجزء الأول والذي يستغرق 9 دقائق و 59 ثانية .. من أجل ذلك وبمجهودات بسيطة سوف نعرض ما جاء في هذه الأجزاء الخمسة وعلى شكل مقالات متسلسلة من أجل الفائدة للجميع ومن أجل أن يكون هناك تبادلاً للآراء وهذا ما نتمناه .. مصدر الأفلام الخمسة قناة آل بي بي سي العربية , غايتي هو الحوار الهادئ – على حد علمي لم أجد مبادرة من أحد لطرح الموضوع للنقاش لذلك بادرتُ بجهود متواضعة من أجل أن يكون هناك آراء يستفيد منها الجميع , كما أتمنى على المتدينين أن تتسع صدورهم للحوار بدلاً من التشنيع وذلك لكون قصة نوح مذكورة في الكتب المقدسة مع وجود سورة كاملة باسم نوح في القرآن وإذا ما استطاع العلم تفنيد هذه القصة فبذلك تكون النتيجة تفنيداً للكتب المقدسة , وكذلك على أهل الإعجاز العلمي لجميع الديانات وأهل القرآن أن يبحثوا عن طريقة جديدة لحفظ ماء الوجه ) ؟
في تعليقي على الزميل سامي لبيب ذكرتُ له أنني سوف أقوم بنشر قصة الطوفان ..
( بدأ الجزء الأول كما يلي ) :
قصة بناء نوح للسفينة من أجل إنقاذ عائلته , وإنقاذ آلاف الحيوانات من خطر الطوفان الذي دَمر كل الحياة على الأرض ,, هي ملحمة سمعها الكثيرون في طفولتهم ..
إنها قصة رائعة وردت في الإنجيل .. والقرآن .. والتوراة ...
لكن هل هي قصة حقيقية ؟
كيف يتطابق النص التالي مع قصة الطوفان ؟
"كُلُّ الْكِتَابِ هُوَ مُوحًى بِهِ مِنَ اللهِ" (2تي16:3) .
الآن على صفحات الحوار توجد تعليقات متشنجة على قسم من المقالات التي تتناول موضوعات تتعلق بالكتب المقدسة , يدافعون بهذه التعليقات عن صحة الآراء التي يتبنونها والآراء بالنسبة لهؤلاء قطعية لا نقاش و لا جدال .
( الكتاب المقدس الذي بدأ موسى النبي في كتابة أسفاره الأولى من 1500 سنة قبل الميلاد تحوي الكثير من النظريات العلمية في خباياه و لا زال العلم يبحث عنها ويكتشفها تبعاً ورغم أنه ليس كتاباً علمياً بل كتاباً روحياً إلهياً إلا أنه الصخرة القوية التي تحطمت عليها كل النظريات العلمية الباطلة والخاطئة لذلك فهو المقياس الحقيقي لصدق أية نظرية علمية ) ؟
ما هذا الهراء , هل نحنُ مجانين حتى نعتبر الكتاب المقدس هو المعيار الحقيقي لكل النظريات العلمية , أو أي كتاب ديني آخر ؟
حدث العاقل بما لا يُعقل فإن صدقك فلا عقل له .
( من خلال الفيلم يتم طرح ومناقشة قصة نوح ) :
الآن تتوفر لدينا التكنولوجيا اللازمة لفحص هذه الملحمة الشهيرة بعيون – العلم –
سنقوم بوزن البراهين الموجودة في الحفريات الأثرية في العراق ( طبعاً كل ذلك تم تصويره وتصوير هذا الكلام حيث تظهر بعض الآثار وطريقة الفحص ) ..
سنفحص الأدلة على حدوث طوفان غطى سائر الأرض وكذلك سوف تتشكل صورة تاريخية دقيقة عن شخص نوح الحقيقي ؟ من كان ؟ وأين عاش ؟ وماذا كان يشبه ؟
قصة نوح مذكورة في سفر – التكوين – في الإنجيل والتوراة ...
في مكان ما في الشرق الأوسط منذ 5000 عام تقريباً ...
تتكون أسرة نوح من زوجته وأولاده الثلاثة – سام – حام – يافث - وزوجاتهم ..
بَرز نوح للعيان كرجل صالح – الرجل الفاضل الوحيد المتبقي في عالم أصبح ممتلئاً بالعنف والفساد ؟
يوصف بأنه صانع نبيذ .. وهو إدعاء له ما يؤيده ؟ لأن النبيذ كان يصنع في الشرق الأوسط ,, ما يعود إلى ثلاثة الأف عام قبل الميلاد .. ( وحسب سيناريو الفيلم الذي يقول ) : وهذه الإشارة أيضاً تُبصرنا بشيء خاص في شخصية نوح ..
يذكر الكتاب المقدس أنه بعد الطوفان قام نوح بزرع أول شجرة كروم ؟
ولكنه أيضاً يذكر أن نوحاً كانت له نقطة ضعف ..
بعد أن صنع أول خمر .. تقول القصة .. أن نوحاً أكثر من الشرب وفي ذات ليلة سقط – الرجل المقدس – عارياً وسكراناً ..
قام الأولاد المرعوبون – حام وسام – بتغطية والدهم ..
كان نوح محرجاً في صباح اليوم التالي ,, وكان يعاني ربما من أول حالة سكر له ..
قام بلعن الأولاد الذين شاهدوه عارياً ؟ ويبدو من هذا أنه رجل معقد .. غير أن هذا ربما هو الشأن لكل العظماء ( أنا مش معقد , أي لستُ عظيماً والحمد لصديقة سيمون خوري أفروديتي ) ؟
أوكل الله لنوح مهمة كبيرة جداً ,, تقول القصة : أن الله حَذر نوحاً في حلمه من أنه سيعاقب الإنسانية جميعاً بسبب أخطائها بطوفان سيغطي الأرض بكاملها ؟ ( لماذا لا يعاقبها الآن ؟ يبدو أن الخطايا أقل بكثير من خطايا قوم نوح ؟ ) ..
من أجل إنقاذ نوح وأسرته فقد أمره الله بناء سفينة من الخشب وأن يطليها بالقار أو القطران من الداخل والخارج .. أمر الله نوحاً أيضاً أن يصنع للسفينة ثلاثة طوابق وباباً وسقفاً واحداً ...
أكثر أوامر الله غرابة كان في حجم السفينة المذهل .. والذي يذكره الكتاب المقدس بالأذرع .
عادة يقصد بالذراع – طول ساعد الرجل – ( لماذا لا يكون طول ساعد المرأة يبدو أن ساعدها قصير ؟ مسكينة ) ؟
الذراع ما يقارب القدم ونصف القدم .. يقول الكتاب المقدس أن نوحاً بنى سفينة بطول 300 قدم وعرض 50 قدم وارتفاع 30 قدم ...
هذا تقريباً هو حجم ناقلات البترول حالياً أو باخرات النقل – تايتنك مثالاً –
بدون شك هي أكبر سفينة بُنيت في العصر القديم وهي حقاً إنجاز عظيم لشخص عادي ..
يزعم الكتاب المقدس أنه كان بالإمكان بناء هذا المركب العملاق باستعمال الخشب فقط ؟
ولكنه افتراض كبير حقاً ؟ هي سفينة خشبية كبيرة حسب الصورة المألوفة لدينا والحيوانات التي تدخل فيها مثنى - مثنى .. يقول سيناريو الفيلم : لكن هذه الصورة تعود للقرن التاسع عشر أي بمعنى أخر أنها تتناقض تماماً مع ما يمكن أن يُبنى في العصور القديمة ؟
حسب / توم فوسمر / خبير في السفن القديمة .. لا يمكن حتى لمهندسي القرن التاسع عشر بناء سفينة بهذا الطول من الخشب وحده ؟ يجب عليهم استعمال هياكل من الصلب داخل السفينة الخشبية الأقل حجماً من أجل إبقائها عائمة ..
المشكلة مع سفينة خشبية بهذا الطول هي " أن الخشب كمادة للبناء لا يستطيع أن يدعم بنية السفينة " وسيبدأ المركب في التفكك ومن ثم تتقطع أوصاله ويغرق .
إنه رهان آمن أن المركب ستنشأ فيه مئات الثقوب على جوانب هيكله العملاق ومن ثم سيغرق كالحجر ..
لا يعني هذا أن نوحاً ( وحسب سيناريو الفيلم ) لم يبنِ السفينة ؟ إنما يعني أنها كانت أقل حجماً ؟
هناك مشكلة أخرى ؟
كيف تمكن نوح من حشر زوجين من كل جنس في السفينة ؟
( هل تعلمون كم عدد الأجناس ) ؟ بأقل تقدير 30 مليون جنس على الأرض ..
حتى باستعمال أسطول من السفن كان نوح سيصارع من أجل أن يضعهم في السفينة ؟ ثم كيف استطاع وضعهم هناك ؟
هل قام هو بنفسه بجلبهم إلى السفينة ؟ أم أنهم هم الذين أتوا إليه ؟
إنه أمر كان على نوح أن يضعه في حسبانه .. خصوصاً أنه كانت لديه مهمة ملحة جداً ؟
كان عند نوح سبعة أيام فقط لإيجاد جميع الحيوانات ووضعها داخل السفينة ..
( المعادلة 30 مليون نوع في سبعة أيام ) ؟ كان نوح سيحتاج أن يحملهم بمعدل 50 زوجاً في الثانية ؟؟ لكن لو اعتمدنا معدلاً أكثر واقعية فسيتطلب الأمر من نوح أكثر من 30 عاماً ؟
يبدو أن لدينا خياراً صعباً ؟ اعتبار القصة أسطورة ؟ أو التماس تدخل ألهي ؟
غير أنه قد يكون هناك حل أخر ؟ الأمر الآلهي بحمل جميع الحيوانات قد يكون المقصود به جميع الحيوانات الموجودة في منطقة نوح من العالم ؟
سفر التكوين يحدد الحيوانات التي كان على نوح حملها ويتضمن السفر كذلك مجموعة أخرى من الأوامر إلا أنها تمثل سيناريو أكثر واقعية.
أمر نوح أن يأخذ معه 7 أزواج من البهائم الطاهرة التي تصلح للاستخدام كقرابين لله في المناسبات الدينية ..
سفر اللاويين والتثنية يحددان عشرة أصناف تتضمن أنواع جديدة من الضأن والظبي مع الماشية – الغنم - الآيل ..
سبعة أزواج من عشرة أصناف هذا يساوي 140 حيواناً ..
بعد ذلك أمر نوح أن يأخذ أزواجاً من كل نوع من البهائم غير الطاهرة ..
اللاويين والتثنية يحددان 30 نوعاً أو أكثر بما فيها الخنازير والأرنب البري .. والعظايا والحلزون الخ .. هذا يساوي 60 حيواناً ..
أخيراً أمر نوح أن يأخذ سبعة أزواج من الطيور الطاهرة مثل الحمام والبط والديكة ..
إذا جمعنا كل هذا فإن نوحاً لديه 260 حيواناً ...
( ماذا تُسمون 260 حيواناً مقابل 30 مليون ) ؟
إنه لعب أطفال خصوصاً إذا أهملنا الفيلة – الكنغر – الجِمال – العصية على التطويع ؟
إذا سفينة أصغر وعدد أقل من الحيوانات .. فجأة تبدو قصة نوح أكثر واقعية ؟؟
لكن الجزء الثاني / يبدو بعيد المنال أكثر من كل شيء / ..
ولحين الجزء الثاني ..
/ ألقاكم على خير / ..
#شامل_عبد_العزيز (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
اليوتيوب
لينكدإن
تيلكرام
تمبلر
بلوكر
الموبايل
