أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - زياد العجيلي - اعلان مسؤولية














المزيد.....

اعلان مسؤولية


زياد العجيلي

الحوار المتمدن-العدد: 3158 - 2010 / 10 / 18 - 01:20
المحور: الصحافة والاعلام
    



حدثني صديقي الصحفي الاميركي جيري كامير وهو مراسل لوكالة (Copley New Service) كيف أدت تحقيقاته الاستقصائية إلى كشف حالات فساد عالية المستوى أبرزها فضيحة رشاوى تتعلق بالنائب عن ولاية كاليفورنيا راندي ديوك كوننغهام، حيث كشفت تحقيقاته الصحفية عن تورط كوننغهام في منح عقود دفاع مقابل ملايين الدولارات وغيرها من الهدايا الثمينة. قدم النائب استقالته من منصبه بعد نشر القصة وأقر بالذنب وتم الحكم عليه بالسجن ثمانية أعوام. ونال الصحفي كامير اربعة جوائز مهمة، تقديراً لكشفه هذه القضية، ابرزها جائزة بولتيزر للصحافة. تخيل لو كان كامير في العراق ما الذي سيحدث له؟
نعم ففي العراق نعمل كصحفيين على ملاحقة قضايا مهمة في ممارسة لدورنا الحقيقي كسلطة رابعة رقابية، ونلاحق قضايا تنهك جسد الدولة ونحاول من خلال مصادرنا الصحفية والعمل الميداني تشخيص الاخفاقات وكشف حالات التلكؤ الاداري والمالي في مؤسسات عدة. لكن الامور لدينا تسير بطريقة مختلفة.
لقد نشرت شهر تموز (يوليو) الماضي قصة صحفية عن مشروع بناء المدينة الرياضية في البصرة التي تكلف نحو نصف مليار دولار، وقمت باستعراض تفاصيل تقرير هندسي، حصلت على نسخة منه من احد مصادري. التقرير أعده فريق هندسي وهو يتحدث عن "تجاوزات وهدر في مشروع المدينة الرياضية في البصرة، على مستوى تنفيذ التصاميم المعدة والمواد الانشائية المستخدمة، ربما تقود الى كارثة، في حال انجزت اعمال المشروع من دون مراجعة دقيقة".
التقرير نشرته صحيفة "العالم" العراقية ولم يحمل اسمي لأسباب عدة، ولكنني اليوم أعلن مسؤوليتي الكاملة عن نشره. وفي كل الاحوال ستبقى مصادر معلوماتي سرية، وستصمد أمام أي ضغوط.
التقرير الذي اعده مهندسون لصالح جهة رقابية، اتفقنا انا وزملائي في صحيفة "العالم" على ان ينشر بما حمل من معلومات مكتوبة بلغة علمية. وكنا في انتظار رد علمي هندسي من الجهات المسؤولة عن المشروع الرياضي وهو الاضخم في العراق، لخلق قنوات حوار مهمة معها، وبالتأكد من ان حق الرد مكفول. لكن الرد جاء من المحكمة المختصة بقضايا الاعلام وجرى ابلاغ الصحيفة بوجود دعوى قضائية مقامة ضدها من قبل وزارة الشباب والرياضة تطالب فيها ان تدفع الصحيفة تعويضا للوزارة مقداره مليار دينار عراقي (نحو مليون دولار) بسبب نشر التقرير.
لم يكن ممكنا تجاهل التقرير الهندسي وعدم نشر فحواه. لأن الامر يتعلق بمدرجات ملاعب عليها ان تتحمل شغف 65 الف متفرج، ولا بد من اثارة الموضوع لدفع المسؤولين الى التأكد على الاقل من صحة ما جاء فيه، او رده بطريقة علمية وطمأنة الرأي العام.
ان كشف النواقص مهمة كبيرة على عاتق الجميع، يجب ان تحظى بتعاون من قبل جميع مؤسسات الدولة. فنحن كصحفيين لن ننجح في كشف المشاكل بمفردنا، وسط هذه الضغوطات، بل نحتاج الى أن نكون جزءا من منظومة تشمل الصحافة وهيئة النزاهة ومجلس القضاء والادعاء العام ومجلس النواب. وكما أبلغني صديقي كامير "فعندما تعمل جميع هذه الجهات مع بعضها تظهر بيئة مثالية لمحاربة الفساد".
الصحافة العراقية بدأت تتطور وتلفت نظر الاعلام الغربي نفسه. الاسبوع الماضي شدني عنوان صحيفة نيويورك تايمز التي قال مراسلها ستيفن لي مايرز ان "هيئة النزاهة ووسائل الإعلام ينجحان في شجب الفساد" وذلك بعد اختفاء شحنة الحواسيب المخصصة للتلاميذ في بابل والتي وصلت ميناء ام قصر وتم حجزها بالحيل البيروقراطية أو بواسطة الرشوة ثم طرحت للبيع في المزاد. مصير الحواسيب كاد ينتهي الى مجرد اجراءات حكومية مألوفة، وليس فضيحة مقلقة. لكن الصحافة وهيئة النزاهة حالا دون ذلك. ان عنوان صحيفة نيويورك تايمز يكفى لرسم خارطة جديدة للعمل المشترك بين الصحافة وكل الجهات المعنية.
لن انسحب من هذه القضية وأعلن مرة اخرى مسؤوليتي الكاملة عن التقرير المنشور في صحيفة "العالم" وأنا مستعد للمثول امام القضاء، وله الحكم ان قضى بأن ادفع المليار دينار عراقي (لا اعلم من اين أتي بها)، او ان حكم بالتحقيق في القضية.
في النهاية نسيتُ ان اذكر ان الصحفي كامير نال جوائز أخرى لجهوده في كشف قضايا فساد منها جائزة العنوان الوطني للصحافة الاستقصائية، وجائزة لصحافة الأعمال والاقتصاد، وجائزة دون بول للصحافة الاستقصائية من نادي الصحافة في ولاية أريزونا. تُرى كم يبلغ الفرق في درجات الحرارة بين أريزونا والبصرة!؟



#زياد_العجيلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انهيارالجبل الآمن
- مساعي لاحكام القبضة على الاعلام
- نزاهة الانتخابات
- الثالث عشر (وريقة قانون حماية الصحفيين )
- امريكا عندما تخاف (الكاميرا) تخالف مبادئها


المزيد.....




- شاهد.. رجل يشعل النار في نفسه خارج قاعة محاكمة ترامب في نيوي ...
- العراق يُعلق على الهجوم الإسرائيلي على أصفهان في إيران: لا ي ...
- مظاهرة شبابية من أجل المناخ في روما تدعو لوقف إطلاق النار في ...
- استهداف أصفهان - ما دلالة المكان وما الرسائل الموجهة لإيران؟ ...
- سياسي فرنسي: سرقة الأصول الروسية ستكلف الاتحاد الأوروبي غالي ...
- بعد تعليقاته على الهجوم على إيران.. انتقادات واسعة لبن غفير ...
- ليبرمان: نتنياهو مهتم بدولة فلسطينية وبرنامج نووي سعودي للته ...
- لماذا تجنبت إسرائيل تبني الهجوم على مواقع عسكرية إيرانية؟
- خبير بريطاني: الجيش الروسي يقترب من تطويق لواء نخبة أوكراني ...
- لافروف: تسليح النازيين بكييف يهدد أمننا


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - زياد العجيلي - اعلان مسؤولية