أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - عصام عبدالله - من أين لنا كل هذا اليقين ؟














المزيد.....

من أين لنا كل هذا اليقين ؟


عصام عبدالله

الحوار المتمدن-العدد: 3157 - 2010 / 10 / 17 - 23:46
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


" دانيال سيبوني " أحد أبرز علماء النفس المعاصرين، الذين عالجوا الأحداث والظّواهر (الإنسانية والطبيعية) الّتي تفاجئنا كل يوم (بجدّتها)، أو بعودتها في أشكال جديدة . سيبوني أجمل رؤيته في كتاب ضخم، ثلاثة أجزاء، عنونه بـ"أحداث".. والحدث برأيه هو : الاصطدام الّذي يحدث مع الواقع، أو هو هذا اللّقاء الصّادم مع الواقع.

إنّ الأحداث الّتي لا نتعجّب من وقوعها وإنّما من عدم تنبّؤنا بوقوعها، تخفي في حقيقة الأمر ميلنا إلي أن نتوقّع حدوث "كلّ شيء" حتّي لا يحدث "شيء غير متوقع".

بين عامي 1870 - 1925، بدأت الموجة الثانية من موجات العولمة (بعد الكشوف الجغرافية في عصر النهضة)، وضبط "التوقع" واستشراف " الأحداث " و" التنبؤ بالمستقبل " وهي بداية ما يعرف بالحكمة الجماعية والتأكيد علي المشترك الإنساني للأفكار.

ففي نهاية القرن التاسع عشر تم التوصل رسميا إلي مستجدات بشرية جغرافية، في إطار ضبط النطاق الزمني للعالم، وإنشاء خط للمواعيد الدولية، والتبني العالمي للتقويم الجريجوري، وتأسيس شفرات تلغرافية وإشارية دولية، ومن هنا انتشر الوعي بالكونية بسرعة، الذي تسارع واكتمل مع بداية الألفية الثالثة، أو الموجة الثالثة للعولمة.

لكن.. بركان أيسلندا في إبريل الماضي 2010، الذي تسبب في إلغاء رحلات الطيران لمدة خمسة أيام، من وإلي أوروبا، وخسائر في مجال الصناعة بلغت بليون دولار، نبه البشرية إلي أمر أساسي، يتم تغافله أو تناسيه غالبا، لخصه " راي سواريز " كبير مراسلي برنامج (نيوز أور) الإخباري الأمريكي بقوله: "في اللحظة الراهنة، فإن الطبيعة تذكّر البشر بأن الخطط والنظم والجداول ينبغي عليها في بعض الأحيان أن تفسح المجال لكوكب يسير حسب التوقيت الخاص به".

صحيح أن الفيزياء الكوانتية أثبتت أن العقل الإنساني لا يستطيع أن يلم بجميع الأمور الكونية، لأن الطبيعة ذاتها محكومة بمبدأ اللايقين - Uncertainly Principle ، وهو ما ساهم حسب فيلسوف العلم "فريتيوف كابرا" في النقلة النموذجية - Paradigm Shift في القرن العشرين، فإن الأهم هو التقارب بين النظرية العلمية والنظرة الصوفية.

وفي كتابه المعنون بـ "شبكة الحياة" The web of Life، وأيضًا كتابه "The Tao of Physics، يلح "كابرا" علي "أن الفيزياء اليوم تتاخم الميتافيزيقا.

هكذا وصل المشروع الفلسفي الحداثي للغرب، الذي تأسس كمشروع يملك الإجابة علي كل الأسئلة انطلاقًا من معطيات أساسية محددة، كالرياضيات انطلاقًا من بعض المسلمات، أو من الفيزياء انطلاقًا من بعض القوانين النهائية .. وصل إلي نهايته .

علي أن ما يهمنا في هذا الصدد، هو أن الثورة العلمية أثبتت أن الواقع لا يوجد بحد ذاته، وبأن الكون ليس (آلة) وبدلاً من النظر إلي الشيء في ذاته، لا بد أن نلتفت إلي شبكة العلاقات التي تربط الأشياء بعضها ببعض. فالشيء لا يوجد بحد ذاته، وإنما يوجد في علاقة، والعلم مطالب بأن ينظر إلي هذه العلاقة من الآن فصاعدًا، لذلك سارع العلماء إلي إضفاء النسبية علي نظرياتهم، حيث إن النظريات مجرد تخمينات لمقاربة حقيقة ما.

الأمر الثاني أن أي فعل في الطبيعة أو الكون، هو بمثابة تجربة تستتبع عددًا محددًا من النتائج، ولا يقع الوعي الإنساني إلا علي نتيجة واحدة منها فقط، فالعقل الإنساني نشأ وتطور علي مصادرة )السبب - النتيجة(، تلك المصادرة التي لا تتيح للعقل إلا أن يتعامل مع نتيجة واحدة للتجربة في لحظة معينة، حيث ينتقي العقل عادة الأقل احتمالاً، دون الالتفات إلي النتائج الأخري، وهو ما كشفت عنه العلوم المعرفية الحديثة.



#عصام_عبدالله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التفكير في بلد التكفير
- حفلات الشاي ... القادم أسوأ
- «رحلة» توني بلير .. 11 سبتمبر والحرب الجديدة
- الأصولية والدين وحقوق الإنسان
- دين ( ما بعد ) العلمانية
- الإفلات من قبضة هيجل
- الأسس الفلسفية لليبرالية الدينية «2»
- الأسس الفلسفية لليبرالية الدينية (1)
- منظمة «الفيفا» والأمم المتحدة
- مفارقة: العلمانية ضرورية وليست كافية
- القلق الأمريكي والخروج إلي العالم
- كلينتون وسوفوكليس وصراع الديوك
- لماذا المواطنة الآن ؟
- الحصانة الذاتية
- دروس صينية في القمع والثورة
- جلوكل .. وأشياء أخري ..
- شباب إيران بروكسي
- فؤاد زكريا‏..‏ هذا الذي بدأ
- المخلص والمنقذ والمنتظر
- علي أبواب الحرب بالصدفة !


المزيد.....




- ماذا قال الجيش الأمريكي والتحالف الدولي عن -الانفجار- في قاع ...
- هل يؤيد الإسرائيليون الرد على هجوم إيران الأسبوع الماضي؟
- كوريا الشمالية تختبر -رأسا حربيا كبيرا جدا-
- مصدر إسرائيلي يعلق لـCNN على -الانفجار- في قاعدة عسكرية عراق ...
- بيان من هيئة الحشد الشعبي بعد انفجار ضخم استهدف مقرا لها بقا ...
- الحكومة المصرية توضح موقف التغيير الوزاري وحركة المحافظين
- -وفا-: إسرائيل تفجر مخزنا وسط مخيم نور شمس شرق مدينة طولكرم ...
- بوريل يدين عنف المستوطنين المتطرفين في إسرائيل ويدعو إلى محا ...
- عبد اللهيان: ما حدث الليلة الماضية لم يكن هجوما.. ونحن لن نر ...
- خبير عسكري مصري: اقتحام إسرائيل لرفح بات أمرا حتميا


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - عصام عبدالله - من أين لنا كل هذا اليقين ؟