أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - عبد السلام أديب - في اليوم الدولي للنضال ضد الفقر أزمة الرأسمالية تجر الإنسانية نحو المزيد من الفقر















المزيد.....

في اليوم الدولي للنضال ضد الفقر أزمة الرأسمالية تجر الإنسانية نحو المزيد من الفقر


عبد السلام أديب

الحوار المتمدن-العدد: 3157 - 2010 / 10 / 17 - 09:27
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


لا زالت القوى الاصلاحية من أحزاب سياية يسارية ومركزيات نقابية تعمل على ايهام الطبقة العاملة بامكانيات الاصلاح وأنسنة النظام الرأسمالي، وبالتالي القضاء على الفقر الذي أصبحت تجلياته صارخة رغم مختلف المساحيق التي تدرها مراكز الاحصاء. فجل الحكومات تحاول فبركة احصائيات تؤكد من خلالها تقلص نسب الفقر والبطالة وأنه بمجرد اعتماد برامج شبيهة بالمبادرة الوطنية للتنمية البشرية سيتم القضاء على الفقر. لكن الحقيقة السوسيولوجية تؤكد أنه مع استمرارية نمط الانتاج الرأسمالي وانقسام المجتمع الى برجوازيين مالكين لوسائل الانتاج وكادحين لا يملكون سوى قوتهم العضلية والتناقض الصارخ بين قوى الانتاج المتقدمة جدا وعلاقات الانتاج المتخلفة مما يعمق من حدة الاستغلال وانتاج الملايين من الفقراء.

فالفقر ليس ظاهرة طبيعية كالمرض والموت بل هي حالة مكتسبة تصيب الكادحين وأبنائهم نتيجة الفصل العنيف الذي أحدثته البرجوازية بين الانسان والطبيعة، فسيطرت بموجب الملكية الخاصة على الطبيعة وخيراتها، بينما ساومت الكادحين الذين حرمتهم من أي نوع من الملكية على بيع قوة عملهم مقابل أجور زهيدة، وهذا بالذات هو موجب الفقر المكتسب.

جميع الحكومات في العالم، سواء منها المنتمية لأقصى اليمين، أو لليمين، أو لليسار أو لأقصى اليسار، ومن بينها حكومة بلادنا، تقود اليوم نفس الهجوم على شروط حياة وعمل الكادحين، ففي كل مكان هناك نفس موجات التسريحات، نفس التقشف المالي للميزانية العامة في ما يخص النفقات الاجتماعية مع رفع الضرائب على ذوي الدخل المحدود وخفضها على رأس المال وتشديدها على نفقات الاستهلاك كالضريبة على القيمة المضافة والتي سنشاهدها في مشروع ميزانية المغرب لسنة 2011 ... النتيجة، هي أنه في جميع الدول، ستجد الجماهير الشعبية نفسها أمام الاجراءات الحكومية تسبح في بحر من الفقر.

فحسب آخر "وثيقة مرجعية" لصندوق النقد الدولي والمنظمة الدولية للعمل صادرة في 13 شتنبر 2010، هناك اعتراف بأن الأزمة المالية العالمية ألهبت بشكل خطير وضعية البطالة في العالم. فالعدد الرسمي للعاطلين في العالم انتقل من 30 مليون نسمة سنة 2007 الى أكثر من 210 مليون نسمة اليوم. وفي اسبانيا، قاربت الزيادة في البطالة نسبة 10 في المائة. وفي ايرلندا، عرفت البطالة زيادة بنسبة 7 في المائة. وفي الولايات المتحدة الأمريكية، بلغت نسبة الفقر رقما قياسيا تاريخيا جديدا. فالتقرير السنوي الأخير للمكتب الأمريكي للإحصاء أعلن أنه في أواسط شهر شتنبر 2010 بلغ عدد الأشخاص الذين يوجدون تحت عتبة الفقر 43,6 مليون من الأشخاص. وعمليا، فهناك أمريكي واحد على سبعة يعيش بدخل يقل عن 902 دولار في الشهر. ومعلوم أنه خلال سنتي 2008 و2009 التحق 6,3 مليون أمريكي بصفوف "الفقراء الجدد" !.

وبطبيعة الحال أنه في مواجهة هذا "الوباء الاقتصادي"، لم تبق برجوازية القوة العالمية الأولى مكتوفة الأيدي، لا تتحرك. ففي لاس فيكاس، مثلا، قامت ببناء سور ... من أجل إخفاء الحي الأكثر "حرمانا" في المدينة أمام عيون السياح ! فأولئك الأشخاص الذين يعيشون، أو يحاولون العيش، في الأكواخ القصديرية الجديدة أصبح عليهم قطع عدة كلومترات من أجل الالتفاف على سور العار الذي تم بنائه، للذهاب للعمل، أو للدراسة أو للعلاج. فالمستعجلات أو سيارات الإسعاف أو الوقاية المدنية قد تفقد هي أيضا دقائق ثمينة قد ينجم عنها ضحايا سكتة قلبية أو حادثة سير ... لكن كل ذلك لا يهم الطبقة المهيمنة، فإذا كانت عاجزة عن إيقاف موجة التفقير، فستضل طبقة ساخرة: "نفضل إخفاء البؤس الذي لا نطيق رؤيته".

وكبعد كوني للأزمة، وعلى بعد بضعة كيلومترات من السواحل الأمريكية، في جزيرة كوبا، أعلن نظام كاسترو عن إلغاء نصف مليون منصب شغل عمومي في ظرف ستة أشهر فقط ! كما يتعرض الموظفون بروسيا لنفس الممارسة حيث تم الغاء 100.000 منصب شغل في ظرف ثلاث سنوات.

كل هذه الأرقام ليست أرقاما خيالية، بل تعيشها يوميا بشكل درامي الملايين من عائلات العمال والفلاحين في العالم. ومن بين آلاف الأمثلة، حسب المقياس الجديد لدائرة المساعدة الصحية في أوروبا فإن "الربع من البولونيين، والفرنسيين والأمريكيين يمتنعون عن علاج أنفسهم بسبب الأزمة الإقتصادية" (أنظر مجلة لاتربيون الصادر في 21 شتنبر 2010). كما أن فرنسا المشهورة بتوفرها على أحد الأنظمة العلاجية الأكثر صلاحية ومساواة في العالم، ومع ذلك، وعلى "أرض حقوق الإنسان"، فإن حصة الأشخاص "الذين فضلوا تأجيل علاجهم بسبب الأزمة" قفز من 11 % الى نحو 23 % في سنة واحدة فقط.

الأمر قد يشكل قريبا كارثة إنسانية للكادحين

إن الأزمة الاقتصادية ليست "مجرد لحظة عابرة سيتم تجاوزها"، فجميع المدراء، والسياسيين، ودكاترة العلوم المختلفة الذين يأتون للجلوس في الموائد التلفزية المستديرة لشرح كيف أن تضحية اليوم ستمكننا غدا من "الخروج من النفق" يعتبرون من كبار الكذابين.

فمنذ سنة 1967، ضلت فترات الركود تتوالى الواحدة تلوى الأخرى، دافعة دائما الإنسانية نحو الأسفل. وها هي الوثيرة تتسارع اليوم، فبعد سنتين فقط من الزلزال المالي لسنة 2008، ها هي السحب السوداء تتلبد وتهدد وتتراكم من جديد فوق الاقتصاد العالمي. فجميع لأبناك توجد في حالة مديونية مفرطة. وهناك حوالي 120 مؤسسة قد أفلست في الولايات المتحدة الأمريكية. وفي ايرلندا، قام البنك المؤمم الانجليزي الايرلندي مؤخرا بالإعلان عن خسارته ل 8,2 مليار أورو في ستة أشهر، وهو رقم قياسي تاريخي وطني.

كما أن الجماعات المحلية توجد في نفس الوضعية. وهاهي هاريسبورغ عاصمة بنسلفانيا، توجد على عتبة الإفلاس. فهذه المدينة ذات ال 47.000 نسمة انهارت تحت ثقل ديونها؛ فهي لم تتمكن حتى من سداد ديونها في شهر شتنبر الماضي. وقد أعلنت السلطات المحلية عن "مخطط آخر فرصة": عبر تخفيض جذري في أجور الموظفين، ورفع جميع الضرائب وبيع الممتلكات الجماعية كمواقف السيارات والخزانات العمومية. ولا يتعلق الأمر هنا بحالة معزولة. لأن الأغلبية الكبرى للعواصم الأمريكية تعاني من عجوزات مماثلة.

كما أن الولايات الأمريكية هي نفسها مهددة بالإفلاس؛ فمنذ عدة شهور تقوم ولاية كالفورنيا بسداد أجور موظفيها (أي أولائك الذين لم تقم بعد بتسريحهم) ليس بالدولار بل بوحدة نقد محلية IOU ، والتي تعني أنني مدين لك بصفة غير محدودة(1). ثم ان ميزانيات جميع الدول تسير في نفس الطريق. وحسب رأي الخبراء الاقتصاديين الأكثر جدية (روبيني، ستيكليز، جوريو ...)، فإن انقاذ اليونان الذي يوجد على حافة الموت، ستكون له عواقب كبيرة. ومن المرجح أن توجد قريبا كل من ارلندا، البرتغال، اسبانيا، ايطاليا في قلب العاصفة. كما ان "الاقتصاديات الأساسية":الشغل والبطالة، والمديونية البنكية والدولتية، والعقار ... في الولايات المتحدة الأمريكية تسير في طريق التدهور بشكل سريع.


يصعب تخمين أي قطاع اقتصادي عالمي سيتعرض أولا للأزمة؟ وفي أية لحظة؟. لكن الشيء الأكيد، هو أن الأزمة ستتعمق لا محالة وأن العواصف ستكون أكثر فأكثر عنفا. ولا يجب أن يكون لدي المستغلين أي وهم بخصوص أن الرأسمال سينتصب في لمواجهتهم بشكل أكثر فأكثر عنفا. بل ستستعمل البرجوازية ارستقراطية الأحزاب اليسارية واليمينية وأرستقراطية المركزيات النقابية من أجل استمرار خداع الكادحين وتحملهم لموجات الإفقار القادمة. تعتبر الصورة جد قاتمة، فما العمل؟ إنها عبارة واحدة عبر عنها كارل ماركس وفردريك انجلس في البيان الشيوعي وهي يا عمال العالم انتفضوا، وقد أضاف لينين الى هذه العبارة يا عمال العالم ويا شعوبه المضطهدة انتفضوا.



1) I Owe Unto – Je dois sur une période indéterminée – contracté en langage courant en I Owe You – Je vous dois.



#عبد_السلام_أديب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدخول الاجتماعي وتصفية القوت اليومي للكادحين
- خصائص الصراع الطبقي في المغرب
- أزمة تدبير الأزمة العامة للنظام الرأسمالي
- في ذكرى تأسيس تنسيقيات مناهضة الغلاء وتدهور الخدمات العمومية
- تعمق الفقر في زمن الامبريالية
- ذبحتونا .. ذبحتونا
- التطهير الاداري والبنيات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية ال ...
- أوضاع السجناء والمؤسسات السجنية بالمغرب
- مجرد دردشة
- هل يتحمل القاموس السياسي مفهوم -التقاعد السياسي-
- الموجة الاشتراكية الأولى ورهانات تفكيك الرأسمالية
- السياسات الاقتصادية والاجتماعية في ظل الأزمة العالمية وانعكا ...
- أزمة الفكر البرجوازي وإرهاصات العواصف الثورية
- لتتضامن البروليتاريا العالمية ضد الهجوم البرجوازي على الطبقة ...
- الدور الانتهازي للبرجوازية الصغرى
- معالجة إفلاس الدولة البرجوازية على حساب الطبقة العاملة
- ثورة نسائية جذرية جديدة في مؤتمر عالمي بفنزويلا سنة 2011
- وزارة الاقتصاد والمالية تسترق موظفيها
- قراءات في النظرية الاقتصادية الماركسية
- وحدة الطبقة العاملة في مواجهة البرجوازية المتعفنة


المزيد.....




- غايات الدولة في تعديل مدونة الاسرة بالمغرب
- الرفيق حنا غريب الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني في حوار ...
- يونس سراج ضيف برنامج “شباب في الواجهة” – حلقة 16 أبريل 2024 ...
- مسيرة وطنية للمتصرفين، صباح السبت 20 أبريل 2024 انطلاقا من ب ...
- فاتح ماي 2024 تحت شعار: “تحصين المكتسبات والحقوق والتصدي للم ...
- بلاغ الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع إثر اجتماع ...
- صدور أسبوعية المناضل-ة عدد 18 أبريل 2024
- الحوار الاجتماعي آلية برجوازية لتدبير المسألة العمالية
- الهجمة الإسرائيلية القادمة على إيران
- بلاغ صحفي حول اجتماع المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية ...


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - عبد السلام أديب - في اليوم الدولي للنضال ضد الفقر أزمة الرأسمالية تجر الإنسانية نحو المزيد من الفقر