أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - علي فردان - إلى المتميّزين من الشيعة في السعودية: موتوا كمداً















المزيد.....

إلى المتميّزين من الشيعة في السعودية: موتوا كمداً


علي فردان

الحوار المتمدن-العدد: 952 - 2004 / 9 / 10 - 10:38
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية
    


من أنتم حتى تتميّزوا؟ من أنتم حتى تكونوا مواطنون؟ يجب نفيكم وأمثالكم إلى خارج الوطن، أو إلى دولة "الرافضة" إيران فليس لكم مكان هنا في بلاد "الإسلام". كيف تجرئون على أن تتحدثوا وتشتكوا يا عبدة القبور؟ كيف لكم أن تشتكوا دون إذن ولي الأمر؟ إذن أنتم مجرمون تستحقون العقاب.
كيف تتميّزوا في دراستكم حتى مع كل ما نحاول من ضغط نفسي واقتصادي على كل مناطقكم "الرافضية" المليئة بالشركيات والبدع؟ كيف تتميّزوا في أعمالكم حتى مع كل الضغوط التي نمارسها عليكم في أماكن العمل من منع ترقياتكم ومنع تولّيكم مناصب عليا والحط من قدركم؟ كيف تتميزوا ونحن قد منعنا إنشاء أي مؤسسة تعليمية في مناطقكم ومنعنا إنشاء أي مؤسسة حكومية خدمية حتى لا تمتلئ بالحثالات أمثالكم؟ كيف تتميزّوا ونحن قد منعنا توظيفكم في معظم قطاعات الحكومة من جيش وحرس، من تعليم عالي وسفارات، من داخلية وأمن؟ كيف تتميّزوا ونحن قد منعنا طلاّبكم وطالباتكم من القبول في معظم التخصّصات الجامعية؟ كيف لكم أن تتميّزوا ونحن لم نوفر لكم المدارس المناسبة للتعليم ولا الماء للشرب ولا البيوت للسكن لأنكم لا تستحقون ذلك يا زنادقة؟ كيف تتميّزوا ونحن لم نبني ولا جامعة أو معهد أو حتى مستشفى كبير في مناطقكم؟ كيف تتميّزوا ونحن لازلنا مستمرين في إفقار مناطقكم وجعلكم تتسولون في الطرقات؟ الأدهى والأمر كيف تتكاثروا ونحن لم نوفرّ لكم الرعاية الصحية المناسبة؟ كان الأفضل لكم أن تموتوا كما نريد. كيف تتميّزوا ونحن أخذنا عهداً من ولي الأمر وأتباع السلف الصالح إلاّ أن نحاربكم في كل مكان حتى لا تنتشر ضلالاتكم على الأرض؟
ماذكرت أعلاه لا يعدو سياسة تمارسها الحكومة السعودية منذ تأسيسها، فلا يجب أن يؤخذ ما حدث من تمييّز طائفي ضد الشيعة على أنه منفصل عن سياسة الحكومة المستمرة، وما نشرته راصد نقلاً عن صحيفة اليوم من أن السيدة مارية حسين البشرواي بعد قبولها للعمل في المعهد الفكري بالدمام تم استبعادها دون سبب، مع أنها متخرجة بتقدير ممتاز مع مرتبة الشرف ، مما سبب له صدمة تم نقلها إلى المستشفى، ، هذا لا يعدو حالة من آلاف الحالات التي يعيشها الشيعة في بلادهم. طبعاً كعادتها، صحيفة اليوم "التعيسة" لم تدخل في تفاصيل الخبر، فقط ذكرت الخبر وأن ما حصل هو نتيجة "خطأ موظفي فرع وزارة الخدمة المدنية بالشرقية".
أحد الخريجين من كلية الطب تم رفضه في أغلب مستشفيات الرياض، التخصصي، الحرس الوطني، قوى الأمن وغيرهم. المسؤول عن التوظيف في مستشفى الملك فيصل التخصصي قال له: لماذا تأتي للعمل في الرياض لتأخذ وظيفة أهل الرياض؟ لما لا تعمل في منطقتك؟ وله الحق في ذلك، فالبلاد ليست للجميع، وهي فقط لأتباع السلف الصالح فقط. مستشفى الملك فيصل يعاني من تدني الخدمات بسبب النقص الحاد في الأطباء والممرضات كنتيجة لمغادرة الأجانب خوفاً حياتهم بعد عمليات القتل والذبح والتفجير التي حصلت؛ فما كان من المستشفى إلاّ أن قلّص خدماته ورفع رواتب الأجانب بشكل كبير ورفع أيضاً مراتبهم الوظيفية في محاولة لإبقائهم فيه، في الوقت الذي يحاربون فيه عمل السعوديين والسعوديات والعمل على تقليص رواتبهم والتي لا تُقارب نصف رواتب الأجانب في نفس المجال.
مشكلة الشيعة الرئيسية هي أنهم شيعة وهذه لوحدها جريمة، فالمفترض أن يتحولوا إلى وهابية حتى ترضى عنهم الحكومة والتيار الوهابي ويتم التعامل معهم على أنهم مواطنون، وحتى لو فعلوا فلن يشفع لهم ذلك، لأنهم سيعتبرون ذلك تقية، وسيزداد الحط منهم والتنكيل بهم. مشكلة الشيعة هي أنهم مجدّون ويحبون وطنهم ويريدون الخير له، ولهذا فالطلبة والطالبات من الشيعة هم أكثر اجتهاداً وتحصيلاً، وموظفيهم الأكثر نشاطاً وإنتاجاً من أتباع السلف الصالح. لكن الوظيفة والمقعد الجامعي ليس للمتميز، بل لمن ينتمي للسلف الصالح، لمن لا يكون ميلاده منطقة القطيف، ولا يكون اسمه يوحي بأنه شيعي، فالمقاعد الجامعية مقسّمة مسبقاً. مشكلة الشيعة بأنهم أكثر كفاءةً في أداء أعمالهم وهذه مصيبة لأن ذلك يعني "حرمان أهل السلف" من حقوقهم الشرعية في المقاعد والوظائف، وربما يتبين بأن أهل السلف لا يجيدون العمل وهذا غير مقبول أن يتميّز الشيعي "المشرك" على "أهل الإيمان والشعب المختار من لهم الجنة من أتباع السلف الصالح".
عندما قرأت خبر الأخت مارية حسين البشرواي تألمت كثيراً، وتذكّرت قضية رفض الطالبات الشيعيات في كلية العلوم الصحية في الدمام قبل مدة، وكذلك موضوع 45 مشرف تربوي تم تعيينهم في المنطقة لم يكن من بينهم شيعي واحد، وتذكرت قضية استدعاء مسؤولي مواكب العزاء في القطيف لإبلاغهم بأن ذلك ممنوع وهددتهم المباحث السعودية بالمعاقبة، ومعاقبة باعة الأشرطة الإسلامية في الأحساء ومعاناة الشيعة في ينبع، وقصة البحث المدرسي الذي يكفّر الشيعة ويدعو لقتلهم، وقضية الافتراء على المواطن الشيعي على أحمد بن حسن بن حسين أبو عبدالله الموظف في شركة سابك.
هل تمّت معاقبة المسؤول عن رفض الطالبات الشيعيات في الكليات الصحية بالدمام أحمد الشهري والدكتور خالد بن عبدالمحسن الرشود؟ هل تمّت معاقبة المعلم الذي أشرف على بحث تكفير الشيعة؟ هل تمّت معاقبة آخرين قاموا بتكفير الشيعة والفتوى بقتلهم؟ هل اعترفت الحكومة السعودية أصلاً بوجود الشيعة وأنهم مواطنون مثل بقية المواطنين؟ بالطبع لا، فهذه ليست جرائم في حق الوطن، بل أعمال ضد فئة ضالة مشركة مبتدعة رافضية تستحق القتل، وما حدث هو نوع من الاجتهاد، والمجتهد له أجران إن أصاب وأجر واحد إن أخطأ.
في الوقت الذي تناقلت صحفنا المحلية اليوم ما قاله وزير التربة والتعليم الدكتور محمد الرشيد "لن نسمح لأي فكر متطرف بإفساد عقول أبنائنا وبناتنا"، وفي الوقت الذي تناقلت صحفنا يوم أمس كلام الأمير عبدالله عن حب الوطن وعدم قبول خدمة الإرهاب والمبادئ الخارجية، هذه الصحف نفسها لم تذكر وفاة العالم الشيعي الجليل الشيخ محمد بن سلمان الهاجر، قاضي المحكمة الجعفرية للأوقاف والمواريث بمحافظة الأحساء الذي اختاره الله تعالى يوم أمس الاثنين، ولو من باب الإنصاف فقد كان يتبوأ منصب حكومي كبير وخبر وفاته ذكرته وكالات أنباء عالمية، وشيخنا الجليل شيّعت جثمانه الطاهر الآلاف من البشر من أبناء الأحساء والقطيف، ولكن لو ناديت لأسمعت حياً. هكذا هو حب الوطن ومكافحة الإرهاب، فالشيعة ليسوا جزءاً من هذا الوطن. أختم هذه المقالة بجملة واحدة للشيعة: لا تتميّزوا تُحبطوا، هذه الجملة ربما تلخّص ما تريده الحكومة السعودية وأتباعها المتميّزين من "أهل الجنة" من أتباع السلف الصالح.



#علي_فردان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مشايخ الإرهاب والإرهابيون: سياسة فن الممكن
- السلام على المذبوحين في العرق
- لا تخذلوا الشعب العراقي ولا العراق
- التسامح واحترام الآخر: لا يشمل المواطنون الشيعة
- لنا الكوارث ولهم الخيرات
- الحكومة والوطن والمواطن: رأيٌ آخر
- أين مصلحة الوطن العليا؟
- مهزلة القضاء السعودي: إذا بُليتم فاستتروا
- قبول الطالبات الشيعيات في الكليات الصحية: الخطوة التالية الم ...
- قناة الجزيرة: لماذا في بغداد وليس دارفور؟
- القيد للمجرمين والحرية لأستاذنا الدميني
- شهيد الواجب في الرياض، وقتيلٌ في بغداد !!
- السنافي يسأل عن حقوق الإنسان وعاداتنا وخصوصية غرف النوم
- الإصلاح في السعودية: لا تتفاءلوا - - تُحبَطوا!!
- نكافح الفقر أم التسوّل؟
- الأقباط في مصر والشيعة في السعودية: تشابه في الاضطهاد
- كيف لا يشعر الشيعة بالاضطهاد في وطنهم؟
- من يضحي بحياته ليعيش آل سعود؟
- المرأة في عصر الإسلام وفي عصر آل سعود
- خذوني إلى أرض الأمل


المزيد.....




- فيديو صادم التقط في شوارع نيويورك.. شاهد تعرض نساء للكم والص ...
- حرب غزة: أكثر من 34 ألف قتيل فلسطيني و77 ألف جريح ومسؤول في ...
- سموتريتش يرد على المقترح المصري: استسلام كامل لإسرائيل
- مُحاكمة -مليئة بالتساؤلات-، وخيارات متاحة بشأن حصانة ترامب ف ...
- والدا رهينة إسرائيلي-أمريكي يناشدان للتوصل لصفقة إطلاق سراح ...
- بكين تستدعي السفيرة الألمانية لديها بسبب اتهامات للصين بالتج ...
- صور: -غريندايزر- يلتقي بعشاقه في باريس
- خوفا من -السلوك الإدماني-.. تيك توك تعلق ميزة المكافآت في تط ...
- لبيد: إسرائيل ليس لديها ما يكفي من الجنود وعلى نتنياهو الاست ...
- اختبار صعب للإعلام.. محاكمات ستنطلق ضد إسرائيل في كل مكان با ...


المزيد.....

- واقع الصحافة الملتزمة، و مصير الإعلام الجاد ... !!! / محمد الحنفي
- احداث نوفمبر محرم 1979 في السعودية / منشورات الحزب الشيوعي في السعودية
- محنة اليسار البحريني / حميد خنجي
- شيئ من تاريخ الحركة الشيوعية واليسارية في البحرين والخليج ال ... / فاضل الحليبي
- الاسلاميين في اليمن ... براغماتية سياسية وجمود ايدولوجي ..؟ / فؤاد الصلاحي
- مراجعات في أزمة اليسار في البحرين / كمال الذيب
- اليسار الجديد وثورات الربيع العربي ..مقاربة منهجية..؟ / فؤاد الصلاحي
- الشباب البحريني وأفق المشاركة السياسية / خليل بوهزّاع
- إعادة بناء منظومة الفضيلة في المجتمع السعودي(1) / حمزه القزاز
- أنصار الله من هم ,,وماهي أهدافه وعقيدتهم / محمد النعماني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - علي فردان - إلى المتميّزين من الشيعة في السعودية: موتوا كمداً