أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عصام الياسري - العدسة تبتكر مواصفات المكان














المزيد.....

العدسة تبتكر مواصفات المكان


عصام الياسري

الحوار المتمدن-العدد: 3156 - 2010 / 10 / 16 - 18:09
المحور: الادب والفن
    


الخفي يكشف عن نفسه في سياق معرض مرئي في برلين
ثقة عمياء.. العدسة تبتكر مواصفات المكان

في أواسط سبتمبر 2010 أفتتح في برلين ـ قاعة "جمعية الفنون في تيرغارتن" Kunstverein Tiergartenمعرض صور فوتوغراف فريد من نوعه، تحت عنوان " ثقة عمياء" Blindes Vertrauen والمعرض الذي سيستمر إلى نهاية أكتوبر وقام بتنظيمه الفنانة الألمانية مونيكا آنزلمينت والفنان الألماني رالف هارتمان والإسبانية ماجدلا بربينيه، يتضمن صور متميزة، تبحث في سياقاتها الفنية والمرئية عن الخفي في ما يعرف بـ "البقع العمياء" أي المساحات المبهمة غير المرصودة التي تواجه المجتمعات الحديثة، كالحروب والهجرة والعنف والإرهاب. ويشارك فيه أحد عشر، فنانة وفنان، من إسبانيا وألمانيا وفلسطين وفرنسا وسويسرا. مثل فرانسيس أباد، جمانة اميل عبود، مونيكا آنزلمينت، رينود أوغست دورموييه، أنطونيا بيزك، بيب دردانيا، توني جيرو، ميرا برنابيو، سيميون سايث رويز، كيم تاريدا، آنا سيمون فالنجر. ويعمل بعض هؤلاء الفنانين إلى جانب مهنته في مجال التصوير والصحافة والإعلام، في علوم الأرشفة وتفكيك "هيروغليف" رموز الصورة وألغازها من الناحية الفنية والسياسية أو الاقتباس والتزوير.

والمعرض معيار آخر، يمزج بين الإتجاه الفني في "علم البصريات" وتبيان الموقف في إطاره السياسي والبحثي لكسر حاجز الصمت والغموض. يضم أفلاماً ورسوم تشكيلية وقطع نحتية وصور تحمل إثارة فيزيولوجية تدعو للتأمل والإنتقال إلى فضاء بالغ الخيال. لكنه يسجل من حيث البنية وقراءة الواقع أيضاً، أسلوباً جديداً يجمع بين "خاصية النظرية ومسألة التطبيق". إذ قام على هامش المعرض بعض المشاركين خلال عرض الأعمال في الصالة بإلقاء محاضرات تنظيرية وحرفية محورية إتجهت نحو نقل مفهوم الصورة إلى الواجهة. وبالتالي وضعنا أمام اكتساب تجربة جديدة تقود نحو بواعث الاتصال البصري والنظري لإكتشاف دلالات الصورة، مقوماتها وأهدافها. قام بدعم المعرض مجموعة مؤسسات منها: معهد رامون يول ووزارة الثقافة والخارجية الاسبانية ومؤسسة لسوسيداد الحكومية وسفارة إسبانيا في برلين، كذلك المعهد الفرنسي ومكتب دي لا الفرنسي للفنون التشكيلية والثقافة.

إثنان من المشاركين سيميون سايث رويز Simeón Saiz Ruiz وآنجل كانتانا Àngel Quintana هما خبيران يعملان كنقاد في وسائل الصحافة والإعلام بالإضافة إلى ممارستهما الفنون في إسبانيا، قاما بتنظيم ندوة تنظيرية هامة في قاعة المعرض حضرها نخبة من المهتمين والمتخصصين والإعلاميين، تناولا فيها مجموعة قضايا محددة كالمفاهيم الجمالية للصورة والمناهج العاملة على التفاعل بين التوثيق والتحليل من زاوية التمييز بين القصد والنتيجة، أو النشاط الترابطي الذي يفسر المعاني والخواطر، على أن الصور تمثل عادة رؤى ذات مغزى قد يتجانس فنياً ورمزياً، لكنه وبسبب دواعٍ مقصودة كالتمويه والخداع لا يتطابق إلى حدٍ كبير مع الواقع. وإلى أن الصورة والصورة المتحركة كنتاج فني يفترض أن تقوم على بحث علمي يدرك النتائج الاجتماعية ليتم تحويلها إجرائياً إلى نتائج ملموسة عن طريق الحاسة البصرية. ولعل من بين اهم المسائل التي تناولها المحاضرون على هامش المعرض الكشف الزلزالي لأساليب "الدول العظمي" في العلاقات الدولية والتحكم بوعي الناس من خلال آليات الضبط الإعلامي وإستعمال "الصور" سياسياً كواحدة من الإستراتيجيات لتحقيق مآربها وبعث الخوف والريبة لتبرير إستخدام القوة وإتخاذ قرار التصادم العسكري وشرعنة الحرب كما حدث ويحدث في فلسطين والعراق وأفغانستان، إذ لعبت الصورة دوراً هاماً في كشف الحقائق مثلما أستعملت للتزييف والإفتراء. بهذا المعنى، فإن أعمال المعرض من الناحية الفنية هو محاولة لإلتقاط رؤية جديدة لقراءة اللغة الفنية والشكلية للصورة من منظور متعدد التخصصات ووجهات نظر بحثية تهدف إلى تفكيك أسرار الكثير من القضايا المتعلقة بالشرعية الجماعية لبلوغ مواجهة الإعتقاد الساذج "الثقة العمياء" التي تسوقُها العديد من المؤسسات المتخصصة في إنتاج "الصور" لأغراض شيطانية مركبة وإثارة حرب نفسية تحت تأثير السوسيولوجيا البصرية، دون تشخيص الواقع الاجتماعي الذي يبدو من أكثر الأعراض إضطراباً.

أحد عشر فناناً وناقد، جاءوا برلين ليس لعرض نتاجهم الفتوغرافي وما يمتاز به هذا الفن في بعده الخفي والمتجلي من سحر ومهارات جمالية وحرفية وحسب، إنما ذهبوا إلى أبعد الحدود في الكشف عن دور "لغة" الصورة ومنها الصور ثلاثية الأبعاد أو المتحركة "الفيلم" لفضح ما هو خفي من مشاكل غير ملائمة تقوم الدولة بإنمائها داخل المجتمع، تساعد على إثارة الأزمات النفسية والفكرية. أيضاً تسخير الصورة لأدوار عسكرية على الصعيد الدولي وتعريض بشكل درامي مجتمعات للخوف وإبادة جماعية بأسلحة الدمار الشامل.. لقد برع المشاركون في توظيف التناوب بين صور ثنائية متكررة تفسر معنى "الحياة والموت" أو ثنائية "البصري واللغوي" الذي يمتلك بواعث الإتصال وإكتساب أدوات لفهم العالم ومحيطه الإجتماعي. كما برعوا في سياق الإحتكام المشروع للصورة، ليس كونها نتاج ذو إيضاءات فنية، إنما كوسيلة تعبير لها خبرتها الهامة في توضيح الرؤية من زاوية إعلامية على نحو متزايد. تضعنا أمام معنى " الدلالة" في تفسير "النظرية والتطبيق" في إطار صناعة الصور الذي تمارسه الشركات التجارية لحسابات سياسية وعسكرية بهدف بث الرعب والتمويه.

عصام الياسري
برلين



#عصام_الياسري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جدل متصاعد في دراسات عن لغة السينما - الحلم يصنع برقائق دوار ...
- معرض الفنان التشكيلي العراقي منير العبيدي
- فلسطيني مضرب عن الطعام منذ شهر
- سعدي يوسف يغني للعراق من برلين
- إثارة إبداعية وبوابة عشتار تتحدى الزمن في معرض ألماني
- حملة جمع تواقيع للتضامن
- حملة تضامن
- مهرجان برلين السينمائي 2010
- الإنتخابات العراقية والكتل المتنافسة
- مهرجان برلين السينمائي العالمي
- مهرجان برلين للافلام القصيرة
- الفيلم الألماني -الشريط الأبيض- متعة سينمائية في إطار جديد
- الابن الغائب يتمسك بحبال القصيدة
- كتاب العالم بين التحدي الثقافي ومواجهة السياسة
- مهرجان الأدب العالمي برلين
- سنان أنطون يقاضي
- قيثارة مدين رواية لإدانة القوم
- رحم الله ذاكَ الزمان
- المقام العراقي فن ذو جذور تاريخية تمتد إلى السومريين
- متى يتوقف نزيف الدم وينتهي قتل الصحافيين والاستهتار بحياتهم ...


المزيد.....




- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- مصر.. الفنان بيومي فؤاد يدخل في نوبة بكاء ويوجه رسالة للفنان ...
- الذكاء الاصطناعي يعيد إحياء صورة فنان راحل شهير في أحد الأفل ...
- فعالية بمشاركة أوباما وكلينتون تجمع 25 مليون دولار لصالح حمل ...
- -سينما من أجل غزة- تنظم مزادا لجمع المساعدات الطبية للشعب ال ...
- مشهور سعودي يوضح سبب رفضه التصوير مع الفنانة ياسمين صبري.. م ...
- NOW.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 154 مترجمة عبر فيديو لاروزا
- لماذا تجعلنا بعض أنواع الموسيقى نرغب في الرقص؟
- فنان سعودي شهير يعلق على مشهد قديم له في مسلسل باللهجة المصر ...
- هاجس البقاء.. المؤسسة العلمية الإسرائيلية تئن من المقاطعة وا ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عصام الياسري - العدسة تبتكر مواصفات المكان