الاطار النظري للتنمية الاقتصادية الزراعية وأهدافها

هاشم كوجر

الحوار المتمدن-العدد: 3156 - 2010 / 10 / 16 - 15:59
المحور: الادارة و الاقتصاد
    

الاطار النظري للتنمية الاقتصادية الزراعية وأهدافها
اولا :التنمية الاقتصادية الزراعية :-
هناك العديد من التعاريف التي تسهم في تحليل التنمية الاقتصادية،ويشير (مير بالدوين)الى ان تحليل التنمية الاقتصادية يدور حولة الزيادة العامة حولة الدخل الحقيقي والتغيرات الخاصة التي تصاحب هذه الزيادة العامة في الدخل،ويؤكد(ميلتون اسمان) بأن التنمية تحولا حضاريا في الدول الاقل تصنيعا والتي تعكس تحولات اجتماعية وتغيرا في التنظيم الريفي الزراعي الرعوي الى التنظيم صناعي بما يتضمنه هذا التحول من استعاب التغيراالتكنولوجية، بينما يعتقد(فريد ويكس)ان في التنمية تنوعا هيكليا وارتفاعا في مستوى الاداء الاجتماعي.
ويبدو ان التعريف الاخير تناول عملية التنمية بشمولية من خلال ابعادها المختلفة حيث ربط بين الظواهر الاجتماعية والمؤشرات الدالةعلى أدائها الوظيفي وما يحيط بكل ذلك من التغيرات السيكولوجية.
أما(محمد مبارك حجير) فيعرف التنميةالاقتصادية بأنها عملية البعث واطلاق لقوى معينة خلال فترة زمنية طويلة نسبيا،ممايؤدي معه الى احداث التغيات المتزايدة في الدخل القومي وذلك من خلال التغيرات الهيكل الانتاجي والاطار التنظيمي وعرض المواد الانتاجية وطلبها.
وقد عرفت التنمية الاقتصادية كل من(جيرالد مايرو روبرت بولدوين)بأنها عملية يرتفع فيها الدخل القومي الحقيقي خلال فترة من الزمن،وهناك العديد من التعاريف تدور حول مفهوم التنمية الى ان معظمها يشير بصورة أو اخرى الى اختلال العلاقات الموردية وانخفاض متوسط الدخل الفردي كما في مجموعة التعريفات المشاراليها انفا،ولم نأخذ في الاعتبارالاطار الاجتماعي بقدر اهتمامها الكبير بالجوانب الاقتصادية للتنمية ويعتبر ذلك الوصول الى تعريف الشامل يتسم بالعمق ويعطي عملية التنمية مدلولهاالصحيح. ولذا فان التعريف الشامل الذي يمكن الاعتماد عليه في التعريف على التنميية الاقتصادية يجب ان يأخذ في الاعتبار الجوانب الاقتصادية بنفس الاهمية للجوانب الاجتماعية، خصوصا أن احداهما مؤثرة في الاخرى،وان نتيجة اختلال العلاقات البنية الاجتماعية خلال تاريخ الدولة النامية أدت الى اختلال البنية الاقتصادية مما يقتضي اعادة الهيكل الاقتصادي الى وضعه الصحيح من خلال التحقيق التوليفة موردية مثلى تهدف الى تصحيح العلاقات الانتاجية بحيث يتحقق فيها العدالة الاجتماعية،
ومن هنا يمكن تعريف التنمية الاقتصادية وفق مفهوم الدولة النامية بأنها العملية التي يتم من خلالهاأقصى ناتج اجمالي ممكن وتعيد بناءالعلاقات الانتاجية المؤدية لتحقيق العدالة الاجتماعية.
وقد يكون التعريف الاخير اكثر تعبيرا عن الواقع الدولة النامية واكثر شمولا لأهدافهاخاصة، وان هذا التعريف يولي الجانب الاقتصادي نفس الاهتمام بالجانب الاجتماعي،حيث ماتعاني
منه الدولة النامية ليس فقط العلاقات الاقتصادية والموردية،بل كذلك طبيعة العلاقات الانتاجية خصوصاان احداهما مؤدية الى التأثير في الأخرى.
ولذا فأن على برامج التنمية معالجة الجانبين في آن واحد،حيث معالجةأحدهما دون الاخرانما يعني معالجةاحد وجهي العملية دون وجهة الثاني مما يترتب عليه تصورسوف يسود تلك البرامج وسوف لاتحقق أهدافهاالمحددة،وكماسبقت الاشارة اليه،فان المسألة التنموية عملية شاملة،ولايمكن معالجةاحد جوانبها دون الاخر،ومن هنا نرى ان معظم التجارب التنموية للدول النامية لم تحقق أهدافها بصورة مؤكدة لانها لم تعالج المسألة بجوانبها المختلفة واهتمت بالجانب الاقتصادي والعلاقات الموردية،واهملت الجوانب الاساسية الاخرى وخاصة الطبيعة العلاقات الاجتماعيةالسائدة،ممايترتب علية زيادة الناتج الاجمالي بنسبة مستهدفة بينما لم تحقق العدالة في التوزيع ذلك الناتج المتحقق من اعادة تركيب ربط العلاقات الموردية المتاحة والممكن استخدامها.كما يشير التعريف المذكور الى ناحية ذات اهمية قصوى اهملتها معظم التعريفات التي اهتمت بدراسة الموضوع،وهي اعادة ربط الموارد الاقتصادية بحيث يتحقق اقصى ناتج الزراعي ممكن،مما يعني ضمنا اعادة ترتيب العلاقات الاقتصادية الدولية وفقا لمصالحها التنموية.
حيث ان المتعارف عليه ان معظم البرامج التنمية الاقتصاديةالزراعية قد تم تخطيطهاوتنفيذا وفقا لمتطلبات الانشطة الاقتصادية للدول المتقدمة. بحيث تصبح مخرجات القطاعات الاقتصادية في الدول النامية،مدخلات للنشاطات الاقتصادية في الدول المتقدمة و بقيت الاهتمامات التنموية في بعض الدول المحصورة في مجال الصناعات الاستخراجية وانتاج المحاصيل الزراعية،برغم قدرة مواردها على النمو في مجالات الاخرى.
الا ان احتياجات الدول المتقدمةالى ذالك النوع من السلعة الاولية ادى الى تنظيم البرامج التنموية وفقا لمتطلبات مما ترتب عليه من الناحية الاقتصادية للتنمية تشكيل بنية دولية تضمنت من خلالها بعض الدول المتقدمة كمركز يدور في فلكهاالعديد من الدول النامية كاطراف تعمل على تغذيتها،ومنوبعد ذلك تدور في ملكها اقتصاديا، وهذا يتجلى في علاقات التبعية ين الاقتصادالنامي والاحتكارات العالمية للدول المتقدمة وهو مانراه بوضوح في بعض الدول الاخرباقية والى السنوات قليلة ماضية في بعض الدول الاسيوية.وعندما اشارة التعريف التنمية الى تحقيق اقصى ناتج اجمالي فقد عنى بذلك ان طبيعة البرامج التنمويةالسائدة سواء في القطاع الزراعي أو القطاعات الاخرى لاتحقق اقصى ناتج ممكن من الموارد المتاحة نتيجة لتلك العلاقات الاقتصادية الدولية.
وفي هذا صدد يجب التفرقة بين مفهومين احدهما(النمو الاقتصادي)والاخر(التنمية الاقتصادي) حيث يشيرالأول زيادة الكمية في بعض المؤشرات الاقتصادية التي تحددها برامج التنمية
الاقتصادية كأن تقول أن السياسة الزراعية قد حددت نموا مقداره9% في انتاج محاصيل الحبوب،ومن هنا يفهم البرامج التنمية الزراعية وقد حددت مؤشرا كميا لنمو ناتج من المحاصيل الحبوب أو قد تحدد السياسة الاقتصادية نموا في الناتج الاجمالي بمقدار 7،5% سنويا.
بينما تشير التنمية الاقتصادية الى مفهوم اوسع وأكثر شمولا،اذ تعني كافة التغيرات الهيكلية في البنية الاجتماعية والعلاقات الانتاجية التي ترافق النمو الكمي، وبمعنى اخر فانه يشارالى التنمية الاقتصادية كحركة تستهدف قمة النظام الاجتماعي باسره وبذلك لاتعني بالانتاج واسلوب توزيعه فقط،وبمعنى اخرفان النموالاقتصادي يعتبر جزءا من التنمية الاقتصادية،اذ ان المصطلح الاخيريعتبر أكثر شمولا من المصطلح الاول.
وغالبا ماتهتم النظريات الاقتصادية بعملية النموللناتج القومي كاحدى التغيرات الكمية حيث يمكن تحديدهاوقياسها،بينما تستهدف التنمية تغيرات النوعيةاشمل واوسع من تلك التي استهدفت النمو الاقتصادي،ومن هنا يصبح من الصعب اعتماد اسلوب موضوعي لتقدير الكمي للتنمية الا ان هناك بعض المعايير يمكن اعتبارها كمؤشرات وفي هذه الحالة يجب ان لايؤخذ كل معيار على انفراد بل كافة المعايير مشتركة كمستوى ناتج اجمالي وانتاج القطاعات السلعية المختلفة ومدى اسهامها في الناتج القومي وكذلك استهلاك الفئات المختلفة والمستوى العام للاسعارو الاجور الصادرات والواردات،خصوصا اذا كانت هذه المؤشرات قد حددت تحديدا صحيحا ودقيقا في التعبير عن مدلول التنمية الاقتصادية.
ثانيا: اهداف التنمية الاقتصادية الزراعية:-
تتضمن معظم سياسات التنمية الاقتصادية القوميةالعديد من الاهداف الاساسية والفرعية ويمكن توضيح الاهداف الرئيسية لها كالآتي:-
أولا:- توفيرظروف العامة المواتية للتنمية الاقتصاديةاذ يقتضى توفير قدرمن الاستقرار والطمأنينة لدفع رؤس الاموال للدخول في المجالات الاستثمارية،كما يقتضي الابتعادعن السياسات المالية والنقدية المؤدية الى حالات الاقتصادية الغير مرغوبة كالانكماش او التضخم، وخصوصا ان الاخيريعرض البيان الاقتصادي الى الحالات من اللايقين وعدم الثقة وعدم الدقة القرارات الاقتصادية المتعلقة بالاستثمارات القومية،فضلا عن المساوى التي تؤثر في مجالات تقلبات في اسعارالصرف العملات المحلية التي تؤدي في مجملها الى تعريف تنفيذ البرامج التنموية.كماتستهدف تلك الظروف تحقيق قدرمن العدالةالاجتماعية والحد من الامساوات في التوزيع الدخول،كما يتطلب أيضاالتوسع في تنفيذ البرامج التعليمية والتدريبية لتحقيق أجواءمن المهارة والسلوك الوظيفي يساعد على تنفيذ برامج التنمية الزراعية.
ثانيا:-حصرامكانيات التنمية والعوائدالمتوقعة من استخدامها،اذ يتطالب قبل وضع البرامج التنمية حصر تلك الممكنات التي يمكن تحقيقها بواسطةالبرامج التنموية والتعرف على تركيب البنيان الاقتصادي والاهمية النسبية للقطاعات الاقتصادية المختلفة ومدى استجابتها للانشطة التنموية.
ثالثا:-قيام السياسة الاقتصادية بتنفيذ برامج استثمارية في النشاطات الاقتصادية المختلفة. بحيث يشمل كافة آفاق الطاقة الانتاجية للاقتصادالقومي وبمعنى آخر توظيف كافة الموارد الاقتصادية في مجال استخدام الكامل.
رابعا:-خلق الاساليب والسبل الممكنة لتسريع النشاط الخاص في مجال التنمية الاقتصادية.
ولتحديدأهداف التنمية الاقتصادية الزراعية في الدول النامية لابد من التعرف على طبيعةالموارد الاقتصاديةالمتاحة.اذ غالبا ماترتبط عملية التنمية الاقتصادية الزراعية في الدول المذكورة بأهداف طموحة تبتعد عن حدودالمواردالاقتصاديةالمتوفرة وامكاناتها،واياكانت الاساليب التنموية المستخدمة سواء بالاعتماد على قوة السوق أومن خلال النماذج التخطيطية فانها سوف تحقق الاهداف غير الواقعية.ولذا فانه يقتضي ان تتسم برامج التنمية الاقتصادية الزراعية قد يحصل تعارض او عدم توافق بين الاهداف الرئيسية او بين اهداف الرئيسية والثانوية وهذا التضارب مايكون غالبامعوقا لبلوغ اهداف التنمية، ومن هنا انه يجب على واضعي السياسة الزراعية دراسة اهداف التنمية الزراعية والتنميةالاقتصادية القومية وتوفير الموارد والمتطلبات لتحقيقها وعدم التعارض بين اهداف التنمية الزراعية وبين اهداف التنمية الاقتصادية القومية بكافة نشاطاتها الانتاجية،كمايجب ان يشترك في وضع الاهداف وتحديدها كل من الفنيين والاقتصاديين فضلا عن الاداريين من ذوي الخبرة والدراية وممالاشك فيه ان خطط التنمية الزراعية الرشيدة هي التي تحدد اهدافها بوضوح وبساطة، سواء كان الاهداف لبرامج التنميةالاقتصادية الشاملة والتنمية الزراعية، فان تلك الاهداف سوف تؤدي الوظائف الآتية:-
1. تحديد المتطلبات ذات الاولوية في التنفيذ
2. تعبئةالطاقات الموردية وتحفيز الاستخدام الموردى
3. استخدام الاهداف في تقدير مستوى الجهود المطلوبة لاغراض تحقيق البرامج التنمية.
4. كمايستخدم الاهداف كمعاييرلتحديداوقياس مدى التقدم الذي تحققه برامج التنميةالاقتصادية الزراعية.
وبذلك فان تحديد اهداف التنميةالاقتصادية يساعد على تنفيذ وفق وسائل مبرمجة وواضحة بينما يخلق غموض الاهداف وعدم تحديدها أرباكا في عملية التنفيذ ويطيل الزمن المحدد للعملية المذكورة. وكما سبق ذكره فان تحديدالاهداف يتطلب وضعا وفق امكانات الموردية المتاحة والممكنة استخدامها،ثم تحديدأهداف لتنمية الزراعية وفق برامج زمني،فاذ الم يتوافرذلك القدرالمناسب لاستخدامه كمدخلات لعملية الانتاجية الزراعية للوصول الى الهدف لسبب او آخر،فانه يقتضى تغير الهدف بما يتناسب ويتوافق والموارد المتاحة أو الابقاء على الهدف المحدد في برامج التنمية الزراعية، ولاكن العمل على توفير الموارد الانتاجية من خلال التمويل الخارجي خاصة اذاكان النقص حاصلا في الموارد التكنيكية،اذ من الملاحظ في العديد من الخطط التنمية الزراعية ان تضع هدفا اساسيا للتنمية ثم اهدافا بديلة، ففي حالة حدوث مايعوق تحقيق هدف اساسي فانه يستبدل بهدف آخريكون البرامج قد استكملة دراسته بصورة دقيقة،ومن هنا فان المشكلة الاساسية في تحديد الاهداف هو:-
أولا:-التعرف على الموارد المتاحة وتحديد اهداف النمو الاقتصادي الزراعي وفق الموارد المتاحة والممكن استخدامها.
ثانيا:-التحوط من المتغيرات المتوقعة في حجم الموارد المتوقع استخدامها بتوفير اهداف بديلة سواء من حيث التحقيق الكمي للناتج او من حيث طبيعة الاستخدام الموردي وبدائله الممكنة. وبذلك تصبح برامج التنمية الاقتصادية الزراعية اسلوبا رشيدا لتحقيق اهداف السياسية الزراعية اذ احتسبت كافة الاحتمالات والتغيرات الممكن حدوثها سواء قبل بدء البرنامج او خلال فترة التنفيذ.
امامن حيث فتر التنفيذ او المدى الزمني لبرامج التنمية الاقتصادية الزراعية فقد ظهر العديد من الدراسات للتجارب التنموية ان اطالة فترة البرنامج اكثر من خمسة سنوات قد يصبح من الصعب تحديد التوقعات والمتغرات الاقتصادية القومية يصعب التعرف عليهااو تقديرها كميا او كيفيا هذا من ناحية.ان اطالة فترة برنامج التنميةاكثر من المدة المحددة قد يفقد اهتمام الافراد بالاهداف المحددة من ناحية اخرى.
ويجب الاشارة الى ان نوعية الاهداف تختلف من بلد الى آخر في ضوء العديد من المتغيرات كطبيعة الموارد المتاحة ونوعية النشاط الاقتصادي الذي يغلب في اهميته النسبة على الاقتصاد القومي وطبيعة المرحلة الاقتصاديةالتي تمر بها الدولة وكذلك طبيعة الظروف الاجتماعية والمهيأة لعملية النمو الاقتصادي.وبصورة عامة فان معظم البرامج التنموية للزراعة تستهدف المتغيرات:-
أولا:- زيادة اجمالي الناتج الزراعي بصورة عامة وفقا لطبيعة الطلب على المحاصيل الزراعية المختلفة ومتطلبات التجارة الخارجية للحاصلات الزراعية.سواء من خلال التوسع في رقعة زراعية قائمةاو تطوير انتاجية المشروعات القائمة.
ثانيا:- الارتفاع بمستوى الدخل الفردي في القطاع الزراعي سواء من خلال التوسع في المشاريع القائمة أو تنوعها من الناحية الانتاجية كانشاء مزارع العائلة التي تضم حقلا للدواجن وآخر لتربية الاغنام وكذلك لزراعة بعض المحاصيل التي تتطلبها التنمية.
ثالثا:- أتاحة الفرصة للوصول الى التشغيل الكامل للعمل الزراعي والقضاء على الظاهرة البطالة بأشكالهاالمختلفة.وذلك من خلال توسع الاستثمارفي مجالات المختلفة كاستصلاح الاراضي واقامة المشاريع الري والتوسع في زراعة المحاصيل كما تؤدي المتغيرات المذكورة الى تقليل من هجرة القوة العاملة من القطاع الزراعي الى القطاعات الانتاجية الاخرى.
رابعا:-العمل على زيادة انتاجية الموارد الاقتصادية الزراعية المستخدمة وخاصة كفاءة العمل الزراعي.اذ غالبا مايتسم العمل الزراعي في الدولةالنامية بأنخفاض كفائته بمثيلة في الدول المتقدمة ويتأتى ذلك من خلال التدريب المهني ومتابعة الاساليب العلمية في العمليات المزروعة.
خامسا:-الاهتمام بالبيئة الريفية وذلك من خلال التوسع في انشاء مراكز الصحية والثقافية وكذلك مراكز المحوة الامية ومراكز ارشاد المراة الريفية ومراكز الارشاد الزراعي، وتعمل هذه الوحدات مجتمعة على تطوير وتقدم المجتمعات الريفية،وتقارب بينهماالمجتمع الحضري،وذلك للتقليل من الفوارق الحضارية بينهما من ناحية والارتفاع بمستوى الفرد الصحي والثقافي في الريف من ناحية اخرى.
سادسا:- تطوير الثروة الحيوانية وزيادة منتجاتها وتطوير تصنيع المنتجات الحيوانية والنهوض بأساليب تسويقها اذ يعتبر متوسط نصيب الفرد من المنتجات المذكورة كالحليب مقياسا أو دليلا على تقدم الصحة الفرد وكفائته.
سابعا:- وتعد حماية البيئة من التلوث من الاهداف الاساسية في السياسات التنمية الاقتصادية اذ غالبا ماتؤدي صناعة الزراعة وخصوصامشاريع تربية الدواجن أو تسمين حيوانات اللحوم والصناعات التعليبية الى تأثير على البيئة وتلوثها بالفضلات الناتجة عن تلك المشاريع مماتتطلب اقامتها شروطا خاصة تبعدها عن تلوث البيئة وحمايتها من الآثار المتوقعة عن ذلك التلوث.
كما تستهدف سياسة التنمية الزراعية معالجة تضارب الاهداف عن طريق الاولويات، حيث ان التوسع في زراعة المحاصيل الصناعية مثلا يكون على حساب الرقعة الزراعية للحبوب أومحاصيل الخضر،وربما ان التوسع في زراعة الفاكهة سيكون على حساب الرقعة الزراعية للخضر وهكذا،أو ان التوسع في تربية الاغنام سيكون على حساب تربية الابقار في ضوء محدوديةالمصادر العلفية.
ويجب ان لايغيب عن الذهن ان التحقيق الاهداف المذكورة يتطلب العديد من الشروط اهمها ان تكون المشاريع المقترحة في البرامج التنمية ذات مواصفات اقتصادية وتقيمها وفق المعايير تقويم المشاريع الزراعية وكذلك توفير المتطلبات التكميلية لها كالمواصلات والموانئ.
كما يجب ان تطبق الشروط العلمية من خلال البحوث التطبيقية ووسائل الزراعة المتقدمة وتوفيرالمستلزمات المالية اللازمة لتنفيذ المشاريع التي افترضتها خطة التنمية الزراعية.هذا فضلا عن توافر الشروط التنظيمية وتنمية مقدرتها والتنسيق بين الاجهزة المختلفة المشاركة في تنفيذ برامج التنمية الزراعية للوصول الى تحقيق أهدافها سواء من الناحية الكيفية أو الكمية فضلا عن دقة التحديد الزمني لتحقيق تلك الاهداف.

#هاشم_كوجر (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات