أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نزار عبدالله - مهزلة تشكيل الحكومة ومهزلة الانسحاب الامريكي














المزيد.....

مهزلة تشكيل الحكومة ومهزلة الانسحاب الامريكي


نزار عبدالله

الحوار المتمدن-العدد: 3156 - 2010 / 10 / 16 - 12:38
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يعيش العراق في الظرف الراهن بين مهزلتين هما الاكثر تأثيرا في تاريخه الحالي: تتمثل الاولى في مهزلة تشكيل الحكومة العراقية بين الفرقاء والتي سجلت رقما قياسيا جديدا في عجز بلد ما في تأخر تشكيل الحكومة، والثانية مهزلة الانسحاب الامريكي المزعوم من العراق!
مهزلة المهازل التي نعيشها اليوم بدأت عقب انتهاء الانتخابات النيابية في آذار المنصرم، دخلنا في الشهر الثامن ولاتزال القوائم الفائزة تردد نفس الكلمات والعبارات والشعارات! باسم الشعب العراقي ومصالحه وغيرها من المزايدات يتفق الفرقاء على ان لايتفقوا، والمشهد يتكرر في الهواء الطلق وعلى خشبة المسرح، اغلب المشاهدين تنتابهم الكآبة والقصة مملة ومضجرة بدون ابطال! ممثلوها موتى، ومشاهدها تشمئز لها النفوس، في الخارج نسمع دوي انفجارات وصيحات وقتل وتعذيب وآلام ومعاناة، وفي الخشبة يمارس السياسيون الطائفيون والفئويين مهنة كسب المال والشهرة كأن شيئا لايحدث، اصواتهم لاتخرج من حنجراتهم، حركاتهم تصنعية وهزلية، تارة يمثلون باقنعة وتارة بدونها، ومن كثرة الممثلين بالكاد نعرف وجوههم، ونتعرف على شخصياتهم، فهم يتقمصون شخصيات عدة، يتوقف المشهد لبرهة ويتدخل المخرجون لاجراء بعض التصحيحات، يتم توزيع الادوار من جديد ونعود الى المربع الاول، ثم يبدأ العرض على الهواء مرة اخرى، ولكن هذه المرة اسوء من ذي قبل!
يقف المخرج الامريكي واعوانه ومستشاريه في المقدمة والمخرجين الاقليمين كايران وسوريا والسعودية وغيرها وراء الكواليس منشغلين بادارة اللعبة وتحريك الدمى وكتابة السيناريوهات المتعبة.
ولاتخلوا القصة من كوميديا على شاكلة كوميديا دانتي، الا ان القصة غريبة ليست لها نهاية، ليست حزينة ولاسعيدة، وبما انها مقسومة على صفر منذ البداية فانها، شأنها شأن الارقام الحسابية، فانها تستمر الى مالانهاية. يخرج احيانا وجه بارز من وجوهها وتنقطع اخباره ويصبح في حالة اللاوجود السياسي، اما الآخرون يواصلون المسيرة ويتشبثون بالادوار، ينافس بعضهم البعض على القوة والسلطة والدور والشهرة، دون الخروج بالطبع من طاعة المخرجين وسوطهم.
والمشهد الهزلي الثاني هو قصة الانسحاب الامريكي ومغادرة الكتائب القتالية لقوات الاحتلال، يزعمون بانه ينبغي الاسراع بتشكيل الحكومة حتى تتم عملية الانسحاب في موعدها المحدد، تخرج عدة كتائب قتالية من المسرح امام عدسات الكاميرا والشاشات التلفزيونية في بهرجة اعلامية بينما تتخندق البقية يقدر بـ 50 الف جندي امريكي في قلاعها التي تم بنتها بمليارات من الدولارات، فيما يتم ادخال قوات امنية اخرى باسماء ومسميات جديدة.
ولكن الحقيقة المرة هي ان القوات العسكرية الامريكية لم تخرج من اي من البلدان التي دخلتها ومنذ الحرب العالمية الثانية، فكل مافي الامر هو تخفيض عديد القوات العسكرية طالما تتحكم هي بالمشهد السياسي والعسكري العراقي، وتستطيع ادارته باقل الجهد والتكاليف، وطالما تحتفظ بقوات اخرى في قواعدها العسكرية الثابتة والتي تلعب دور المطرقة العسكرية في الحسابات السياسية والعسكرية المحتملة على شاكلة مطرقة كوريا الجنوبية عقب الحرب الكورية..
يضحكون على الذقون ويقولون بان الشارع العراقي يتطلع الى تشكيل الحكومة وتحقيق الانسحاب الامريكي في موعده المحدد بغية استرداد السيادة، وكأن الشارع العراقي لا هم له سوى توزيع المناصب واتفاق هؤلاء مع المحتل الامريكي ومخططاته، فبماذا ننتظر من مجموعات يتفقون مع المحتل في كل شيء فيما يتصارعون فيما بينهم على كل شيء يتعلق بتوزيع المناصب والمغانم والادوار، وحتى في حال انتهاء الخلاف اليوم وبناء حكومة شراكة فيما بينهم فستنقل صراعاتهم تلك الى مؤسسات الدولة ودوائرها واجهزتها، مما قد يصيبها الشلل والعجز في كافة مفاصلها.
لذلك لايمكن ان نتوقع من هؤلاء بناء حكومة قادرة على ان تخدم اطياف الشعب العراقي وتتصدى لمعاناة المواطنين وعلى تقديم الخدمات الاجتماعية الاساسية لهم. اما الاعتراض على تأخر تشكيل الحكومة التي تنظم هنا وهناك من قبل منظمات المجتمع المدني والاعتصامات التي تحدث فهي عديمة الجدوى ان لم ترتقي الى المطالب الاجتماعية والاقتصادية والخدمية، الاجور، الخدمات الاجتماعية، الكهرباء والماء والسكن، اصلاح نظام الضمان الاجتماعي وتوفير الحريات السياسية والفردية والاجتماعية مثل حرية العقيدة والبيان حرية التعبير وحرية المرأة والشباب وغيرها، حل مشكلة الفساد وتوفير العدالة الاجتماعية.
وبما ان تلك القوى عاجزة بالفعل عن تحقيق المطالب الاجتماعية و وغرقت في وحل الطائفية والمصالح الحزبية والفئوية والقومية والاعتبارات الشخصية، فان الحل يكمن في تشكيل قوة اجتماعية اخرى تمارس دورها وتنظم نفسها وتفرض سلطانها على المفاصل الاجتماعية الاساسية، هذه القوة هي قوة المنتجين المباشرين في المجتمع، العمال، قوة الفلاحين والزراع والكسبة والمحرومين والموظفين المخلصين، ينبغي تنظيم هذه القوة الاجتماعية التي تشكل اغلبية المجتمع وباستطاعتها وقف المهزلة واعادة الامور الى مسارها اي ضرورة تنظيم المجتمع باسره من القاعدة الى القمة بشكل يوفر الاحتياجات الاساسية للانسان من الغذاء والسكن والماء والملبس والضمان الاجتماعي وتوفير الحريات والمساواة الاجتماعية وغيرها.
على الطبقة العاملة وكافة المحرومين تصعيد النضال المطلبي والعمل على تشكيل النقابات والاتحادات والتنظيمات النقابية المستقلة من الاحزاب الحاكمة والمتنفذة بغية تحسين وضعها المعاشي والخدمي وتحريك نضالاتها بهذا الاتجاه..
-------------



#نزار_عبدالله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماركس والماركسية
- حوار مع الرفيق نزار عبدالله بصدد الاوضاع السياسية في الشرق ا ...
- مغزى ومدلولات تراجع مستويات العنف في العراق
- عمال شركة نفط الجنوب –تأريخ كفاحي و تجربة للتعلم *
- في الطائفية
- التحديات والاولويات الاساسية للحركة اليسارية والماركسية في ا ...
- حوار فضائية الحزب الشيوعي الايراني (كومةلة تى في) مع الرفيق ...
- حوار مع الرفيق نزار عبدالله بصدد انتخابات كانون اول 2005 ونت ...
- الركائز الاساسية للحركات الاسلامية
- حركة انبثاق حزب العمال الشيوعيين-العراق: الـضرورة والهدف
- ملاحظات على قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1483 الخاص برفع العقو ...


المزيد.....




- جملة قالها أبو عبيدة متحدث القسام تشعل تفاعلا والجيش الإسرائ ...
- الإمارات.. صور فضائية من فيضانات دبي وأبوظبي قبل وبعد
- وحدة SLIM القمرية تخرج من وضعية السكون
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /25.04.2024/ ...
- غالانت: إسرائيل تنفذ -عملية هجومية- على جنوب لبنان
- رئيس وزراء إسبانيا يدرس -الاستقالة- بعد التحقيق مع زوجته
- أكسيوس: قطر سلمت تسجيل الأسير غولدبيرغ لواشنطن قبل بثه
- شهيد برصاص الاحتلال في رام الله واقتحامات بنابلس وقلقيلية
- ما هو -الدوكسنغ-؟ وكيف تحمي نفسك من مخاطره؟
- بلومبرغ: قطر تستضيف اجتماعا لبحث وجهة النظر الأوكرانية لإنها ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نزار عبدالله - مهزلة تشكيل الحكومة ومهزلة الانسحاب الامريكي