أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سعدون محسن ضمد - اربعة مقالات في الإيمان (1)















المزيد.....

اربعة مقالات في الإيمان (1)


سعدون محسن ضمد

الحوار المتمدن-العدد: 3155 - 2010 / 10 / 15 - 02:46
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


فخ الذاكرة
تمهيد
عندما يخوض وعي ما تجربة انقلاب حاد على إيمان سابق كان قد اعتنقه، فلا بد له من الوقوف طويلاً عند هذه التجربة والتأمل في جدوى سنوات (الضياع) التي استغرقها مخدوعاً بذلك الإيمان. سيسأل نفسه حتماً:
هل كان مجدياً أنْ أنفقت كل هذا الزمن في رحلة أجدها الآن أشبه شيئاً بالمتاهة؟ وكيف يمكن أن ينفق الإنسان أهم سنوات حياته بحثاً عن الحقيقة، ثم ينتهي به المطاف عند أوثانها فقط.
عندما تحيط بالباحث عن الحقيقة هواجس صدمة بهذا الحجم سيدرك كم أن الذهاب بعيداً خلف سراب الوعي مكلف وتعيس. وكم أن خيال الإنسان جامح إلى درجة يمكن عندها أن يهدده بالجنون.
هذه هي الأسئلة التي يتوقف عندها الباحث وهو يوصد وراءه آخر أبواب إيمان ما ليشرع برحلة إيمان مضاد.. وهذه هي الأسئلة التي يجب أن يكون التوقف عندها منصفاً وحاذقاً جداً. الأسئلة التي تقف بالباحث عند محراب وعيه، لا ليتأمل الأوثان التي يتفنن هذا الوعي في صناعتها، بل ليفهم كيف تحدث الاختلالات التي تنحرف بالوعي المتقن وتجعله مفتوناً بصناعة التماثيل وعبادتها؟
بعبارة أكثر وضوحاً، كيف يحدث الإيمان، وكيف تتجمع خيوطه؟ مم تتكون العقيدة؟ ولماذا تتكون بشكل معين؟، ثم كيف تتحول إلى وثن يتمركز في الوعي ويحوله إلى مملكة من الأوهام والخرافات. ثم في مرحلة لاحقة، كيف يتأتى لهذا الوعي أن ينقلب على إيمان كان قد أنفق عليه أهم سنوات حياته؟
ستكون هذه الأسئلة محوراً تدور عليه هذه المحاولة التي تهدف إلى فهم الكيفية التي تتم خلالها صناعة العقيدة داخل الوعي البشري، وفهم الأسباب التي تؤدي إلى تجمع مجموعة من الأفكار والرؤى التي تصنع إيماناً ما وتجعله راسخاً إلى درجة يهدد عندها بتحويل المؤمنين به إلى قنابل واعية وساعية إلى تفجير نفسها وسط أي تجمع يتكون من مجموعة من حملة الإيمان المضاد أو حتى المختلف.

فخ الذاكرة
ليست هناك حقيقة ثابتة إلا داخل وعي يمكن أن ينخدع بوجود حقيقة ثابتة. أما في داخل الوعي غير القابل للانخداع، أو الوعي المتحرك بالأحرى، فلا توجد حقائق ثابتة؛ لأن المعارف داخل هذا الوعي ستكون متحركة باستمرار ولن تأخذ وقتاً كافياً لتثبت فيه متحولة إلى حقائق ثابتة ومن ثم (مقدسة). المعرفة داخل الوعي المتحرك لا تثبت لأنها انعكاس لواقع غير ثابت.
الوعي الإنساني يتعامل مع واقع يتحرك بتسارع غريب. فليس هناك ـ فيما يحيط بالإنسان ـ أشياء ثابتة، وإذا كان في المحيط الطبيعي الذي يعيش داخله الإنسان ما يمكن أن يكون ثابتاً، فإن في محيطه الاجتماعي والمفاهيمي واللغوي والرمزي ما لا يمكن أن يثبت على حال. المحيط الاجتماعي يتغير باستمرار، منظومات الأخلاق تتغير باستمرار إذا لم تكن تتبدل، وهكذا بالنسبة إلى اللغة والمفاهيم والرموز.
تتشكل الحقيقة الثابتة بسبب وهم تعاني منه منظومة الوعي البشري؛ فهذه المنظومة تحتفظ في ذاكرتها بصور ومفاهيم (قديمة نسبياً) أو غير دقيقة عن الواقع لكنها مع ذلك تتخذ من هذه الذاكرة ومن المفردات المثبتة فيها مرجعية خلال حكمها على ذلك الواقع.
هذه المشكلة تتعقد أكثر عندما نتذكر أن منظومة الوعي لا تصوغ مفاهيمها بنفسها، بل عن طريق استعارة هذه المفاهيم من الآخرين، أي عن طريق التنشئة الاجتماعية، الأمر الذي يجعلها عرضة لتلقي حتى المفاهيم التي تم صياغتها وتثبيتها قبل آلاف السنين، وهو ما يحدث عند تلقي المفاهيم الخاصة بالعقائد والأديان عموماً.
مفهوم الله، مثلاً، الذي يتم تلقينه للناشئة في أغلب المجتمعات هو المفهوم المصاغ على وفق رؤية قديمة أو متخلفة، مفهوم الدين كذلك، مفهوم النبوة والوحي والشريعة.. وهكذا. فهذه المفاهيم ليست ثابتة بل متحركة بشكل سريع.
يمكن تشبيه عملية الوعي البشري بما يحدث في جهاز الكومبيوتر، ففي هذا الجهاز هناك دائماً ثلاثة معطيات الأول يأتي من الخارج؛ أي من أدوات الإدخال، والثاني يأتي من الداخل من أدوات الخزن (الذاكرة)، والثالث يأتي من المعالج الذي يقوم بعملية معالجة معطيات الخارج والحكم عليها بالاستناد الى المخزون في ذاكرته. ولذلك فجهاز الكومبيوتر تكون به حاجة إلى التحديث دائماً، ليواكب التحرك السريع في المواضيع التي يتعامل معها.
هناك تعقيدات مستمرة تطرأ على المواضيع التي نريد من الكومبيوتر معالجتها، وهو ما يستدعي بناء برامج تواكب هذا التعقيد، الأمر الذي يجب أن يؤدي إلى رفد الكومبيوترات الخاصة بنا بهذه البرامج الجديدة، أو لأقل تحديث برامجه القديمة، وإلا فإن البرامج القديمة ستعجز عن الوفاء بما نريد منها الوفاء به من حاجات. وهذا يعني أن عجز الكومبيوتر عن تلبية حاجتنا إليه سيكبر بصورة طردية كلما زادت فترة عدم تحديث برامجه من قبلنا(1).
في العقل البشري هناك معطيات تأتي من المحيط عن طريق الحواس، وهذه المعطيات تتم معالجتها في العقل من خلال الرجوع إلى خزين الذاكرة. وهذه الآلية تنطوي على خلل لا يتم الالتفات إليه؛ لأن آثاره غير واضحة بشكل مباشر. وهذا الخلل ناجم عن كون الخزين المعرفي الثابت في الذاكرة الذي يتم استعماله للحكم على الوقائع هو خزين لمعلومات قديمة نسبياً ولا يجوز استعمالها في محاكمة واقع متحرك وغير قابل للثبات..
لكن كيف؟
يميز الإنسان الوجوه المألوفة من غير المألوفة خلال تواجده بين الآخرين عن طريق مقارنة صور الوجوه الكثيرة التي ترد عقله مع صور الوجوه المعرَّفة لديه(2) والمخزونة في ذاكرته، ولا يتوقف إلا عند الوجوه التي تعدها الذاكرة مألوفة، وهذه العملية تحدث بشكل سريع جداً، خاصة عندما يتجول الإنسان في محيط مكتظ بالناس.
لكن ماذا يحدث لو أن ملامح وجوه البشر تتغير بشكل جذري وسريع؟ بالتأكيد سيعجز العقل عن التعرف على أي وجه؛ لأن الذاكرة لن تستطيع الحكم على أي وجه بأنه مألوف لأن ملامح الناس ستكون قد تغيرت عن تلك المثبتة في صورهم داخل الذاكرة. وفي هذه الحالة ستقع منظومة الوعي في كثير من الحرج والأحكام الخاطئة، عندما تقوم بتجاهل الأشخاص المعروفين أو تحكم عليهم بأنهم غرباء.
هذا ما يحدث خلال معظم عمليات التفكير، حيث يعمد العقل إلى استعمال مفاهيم ثابتة أو قديمة نسبياً خلال تعاطيه مع مواضيع متحركة. كما هو الحال مع أغلب وأهم المفاهيم التي نتعامل معها يومياً، كالمفاهيم السياسية والدينية والاجتماعية. لكن هناك فرقاً جوهرياً بين التغير في الوجوه والتغير في المفاهيم، إذ الوجوه تتكون من ملامح محددة وواضحة، ولذلك يتوقف الإنسان عند الوجه الذي تغيرت ملامحه بسبب تقدمه في السن، مثلاً، لأنه سيشاهد صورة مختلفة قليلاً عن تلك المخزونة في ذاكرته، وسيشك أول وهلة في ما إذا كان يعرف هذا الإنسان، ثم يتدارك هذا الشك عندما تنجح ذاكرته في تحديد الهوية الحقيقية له. لكن مع المفاهيم يكون الموضوع مختلفاً، فهنا منظومة الوعي لا تكون في مواجهة صورة بملامح مميزة أو تفصيلية، لتنجح بعد ذلك في اكتشاف التغيرات التي طرأت عليها، بل في مواجهة مفهوم، والمفهوم يتعلق بتفاصيل لا يستطيع الوعي البشري اكتشاف تغيراتها التي غالباً ما تكون طفيفة لكن مؤثرة.
المسلمون من ذوي التوجهات الفكرية الأصولية يعانون من نـحو هذه المشكلة، فمفهوم الإسلام لديهم غير محدث بما يناسب واقع الإسلام الآن الذي تغير عن صورته التي كان عليها في بداياته, ما يعني أنهم يريدون أن يسحبوا مفهوم الإسلام الذي تشكل أيام النبي محمد ويتعاملوا من خلاله مع واقع إسلام الألفية الثالثة بعد الميلاد، ولذلك تراهم يقعون في ازدواج مضحك، فهم يلبسون الملابس نفسها التي يعتقدون أن محمداً كان يرتديها مع أنهم مضطرون لاستعمال الموبايل الذي لم يستعمله محمدً. سبب هذا الازدواج أنهم يتعاملون مع واقع متحرك من خلال مفهوم ثابت، والواقع المتحرك ليس فقط الواقع المحيط بهؤلاء الأصوليين، بل واقع الإسلام أيضاً تحرك، فمفهوم الإسلام يتبدل باستمرار حاله حال جميع المفاهيم التي يستعملها البشر.
هناك جانب أكثر تعقيداً لهذه المشكلة وهذا الجانب يتعلق بعجز الوعي عن أن يجري تحديثات شهرية أو سنوية على المفاهيم المخزونة في ذاكرته، لأن الإنسان لا يستطيع أن يتفرغ لعملية التحديث ويترك باقي مشاغل حياته. ومن هنا تحدث الفجوة بين المفاهيم المخزونة في الذاكرة وبين تفاصيل الواقع التي تعبِّر عنها.
الديمقراطية مثل جيد على ما أريد الوصول إليه، فعندما يريد العقل أن يحكم على سلوك ما بأنه ديمقراطي أو لاديمقراطي، فإنه سيعتمد على مفهوم الديمقراطية المخزون في ذاكرته؛ أي المعنى المثبت عن الديمقراطية، وهذا المعنى قد يكون قديماً نسبياً، فقد يكون الوعي قد تعرف على مفهوم الديمقراطية أيام الطفولة أو المراهقة في المدرسة. وصورة المفهموم المستقبلة في هذه المراحل أولية وغير دقيقة. لكن مفهوم الديمقراطية متحرك لأن التجارب الديمقراطية تزداد وهي بالتأكيد لا تتشابه فيما بينها، بالنتيجة سيكون الواقع المحكوم عليه، الذي هو واقع متحرك، غير ملزم بالثابت من المفاهيم والصور في (ألواح) ذاكرة الوعي الذي يُجْري عملية الحكم.
نشأت الديمقراطية الحديثة في بريطانيا، وهي منذ نشوئها والى اليوم في حالة تغير مستمر. ثم طُبقت في فرنسا، وكانت تجربتها تختلف عن التجربة البريطانية، ثم تغيرت في فرنسا منذ نشوئها وإلى الآن، والأمر نفسه ينطبق على الديمقراطية في أميركا، وهناك,غير التغير المستمر, انعطافات حدثت وتحدث بالنسبة للديمقراطية، فالديمقراطية بعد أحداث الحادي عشر من أيلول غيرها قبل هذه الأحداث.
من هنا فإن الأميركي ذا الأصول الإسلامية الذي يرى أن التضييق على حرياته الشخصية بخلاف بقية الأميركان مخالف لضرورات الحريات المدنية ومخالف لأصول الحياة الديمقراطية، هذا الأميركي سيكون مخطئاً في حكمه هذا لأنه يفعل ذلك مستنداً إلى مفهوم الديمقراطية المخزون في ذاكرته، لكن المفهوم تغير على أرض الواقع بعد ضرب برجي مبنى التجارة العالمي، والمجتمع الأميركي اضطر لتحديث المفهوم بصورة تلقائية، لأن الأحداث مسته في الصميم. بالنتيجة على الأميركي من أصول إسلامية أن يُحدِّث مفهوم الديمقراطية داخل وعيه، أو يعيش داخل سجن من الأحكام الذاتية. وحتى نـحن الذين نعيش خارج أميركا سنختلف فيما بيننا، فالذين يتعاملون مع موضوع التمييز بين الأميركان المسلمين وغير المسلمين منطلقين من مفهوم الديمقراطية السابق على أحداث 11/9 سيختلفون مع من ينطلقون من المفهوم المحدَّث على هامش تلك الأحداث.
لمثل هذه الأسباب يسهل الاختلاف على أكثر المفاهيم التي نستعملها ويصعب الاتفاق عليها. يصعب مثلاً الوقوع على تعريف محدد لمفهوم (الليبرالية)، والسبب أن هذا المفهوم يتحرك بسرعة لا يستطيع عقل الإنسان المعرِّف مجاراتها، وعندما يقوم أحد المهتمين بمفهوم الليبرالية بعملية تعريفه، فأن هذا المفهوم سرعان ما يتحرك مغادراً منطقة التعريف إلى مناطق أكثر اتساعاً. مفهوم الليبرالية ـ كما أكثر المفاهيم ـ يبدو زلقاً إلى درجة تشك عندها أحياناً في ما إذا كنت تعرف معناه كاملاً، فربما تسأل نفسك في كثير من الأحيان هل أن الليبرالية آيديولوجيا أم لا؟ وعندما تحاول أن تجيب لا تتيسر لك الإجابة لأنك ستستشهد بالكثير من الأحداث التي تقع في الديمقراطيات العريقة، التي كنا نعتقد بأن الفكر الليبرالي يحكم تقلباتها، وستجد أن هذه الأحداث لا تنسجم مع مخرجات هذا المفهوم. ستسأل نفسك مثلاً إن كان منع بعض الدول مواطنيها من ارتداء الحجاب الإسلامي ينسجم مع الثقافة التي بنتها فكرة الليبرالية؟ أو ربما تسأل نفسك هل يحق للإسلاميين أن يقترحوا إسلاماً ليبرالياً، كما حدث في العراق مؤخراً؟ الجدل نفسه ينسحب على العلمانية التي فُتحت عينها مرة لتصبح (عَلمانية) وكُسرت مرة أخرى لتصبح (عِلمانية) تبعاً لاختلاف الحاجة من المفهوم ومن ثم طبيعة فهمه، الأمر الذي يجعله ينزلق بخفة من بين الأيدي التي تسعى إلى تعريفه بشكل حدّي وثابت.
مفهوم الدين يختلف أيضاً، فعندما عُرِّف المفهوم من قبل بعض المهتمين به ممن كانوا يستحضرون خلال عملية التعريف تجربة الأديان (السماوية) الثلاثة المعروفة، أصبح المفهوم يتحرك خلال جدل ينحصر في إطار ضيق يقتصر على نمط محدد من الأديان. لكن بعد أن تلاقحت الحضارات فيما بينها ووصلت سفن المستكشفين إلى المناطق النائية أو غير المكتشفة ظهرت أنماط أخرى من الدين لم تكن معروفة، الأمر الذي أدى الى أن تتسع التعريفات أو حتى تختلف وتتعارض فيما بينها، وهكذا تجد أن مفهوم الدين يتحرك كلما تحركت الأبحاث التي تعالج القضايا المتصلة به. هناك من يحاول أن يعرف ما إذا كان الدين يستوعب أفكار المتطرفين وسلوكهم، وبالتالي فهو مطالب بوضع تعريفات للدين تناسب النتائج التي يخرج بها. هناك من يحاول أن يعرف الحدود الحقيقية لمفهوم الدين فهل هي ضيقة إلى درجة تكون عندها مناسبة فقط للأديان السماوية، أم إنها مفتوحة لتستوعب الأديان جميعها، ولو سلمنا بأنها تستوعب الأديان جميعها، فكيف سنميز بين الأديان وبين غيرها من الأفكار المرتبطة ببعض السلوكيات؟
يقول جيمس فريزر في الغصن الذهبي عن الدين أنه: «عملية استرضاء وطلب عون قوى أعلى من الإنسان، يعتقد أنها تتحكم بالطبيعة والحياة الإنسانية. وهذه العملية تنطوي على عنصرين؛ واحد نظري والآخر تطبيقي وعملي. فهناك أولاً الاعتقاد بقوى عليا، يتلوه محاولات لاسترضاء هذه القوى. ولا يصح الدين بغير توفر هذين العنصرين، ذلك أن الاعتقاد الذي لا تتلوه ممارسة هو مجرد لاهوت فكري، أما الممارسة المجردة عن أي اعتقاد فليست من الدين في شيء»(3). بحسب هذا التعريف لفريزر نجد أن جميع العقائد الدينية التي لا ترتبط بسلوك ما خارجة عن الدين، بينما تدخل فيه الممارسات السحرية كلها.
فهل أن جميع أنواع السحر داخلة في مفهوم الدين؟ أعتقد أن ترك هذا السؤال بلا جواب أولى من الإجابة عليه لأن عملية الإجابة لن تنتهي، كما هو الحال مع جميع العمليات التي تستهدف وضع أطر واضحة ودقيقة للمفاهيم التي نتعامل معها، فهي كلها عمليات لا تتوقف عند حد. وهذه المشكلة لا تتوقف عند مواضيع العلوم الإنسانية أو الاجتماعية، بل قد تكون أكثر تعقيداً مع مواضيع العلوم الطبيعية، فالمفاهيم المتعلقة بالأجزاء الدقيقة المكونة للمادة تتغير باستمرار، وتتغير معها الأطر النظرية التي تحاول تفسير الظواهر الفيزيائية. الأمر نفسه ينطبق على مواضيع علم الفلك وغير ذلك من مواضيع العلوم الأخرى.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 حدث مرة أن شكا بعض أصدقائي من عدم نجاحهم بفتح ملفاتي النصية المكتوبة على برنامج (الأوفس 2010) والمرسلة عبر البريد الألكتروني، ما دفعني إلى البحث عن المشكلة، واكتشفت فيما بعد أن برنامج (الأوفس 2010) يحفظ الملفات المكتوبة خلاله بامتداد (docx) وهذا الامتداد لا تقرؤه جميع برامج الأوفس غير المحدثة، أي النسخ من (2007) فما دون التي تحفظ ملفاتها بامتداد (doc)، وهذا مثال بسيط يوضح أن الكومبيوتر غير محدث البرامج لا يستطيع أن يلبي حاجات مستعمله بكفاءة عالية.
2 المقصود صور العائلة والأصدقاء والزملاء والمشاهير وما إلى ذلك.
3 السواح، فراس، دين الإنسان، دار علاء الدين، ط4، 2002، ص25.



#سعدون_محسن_ضمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الوعي الانقلابي
- بغداد مهددة
- رصاصة المثقف
- ذنبكم لا يُغتفر
- بائعو ذمم
- ابو سفيان ومعاوية
- ثقافة التراضي
- حفلة تنكرية
- ميزوبوتاميا
- الفاسدون الكبار
- مفوضية حقوق الإنسان
- كرامات
- الاخلاق
- حكاية عن لص واعمى
- مسرحية الزعيم
- لماذا يا سيدي الكريم؟
- اعترافات آخر متصوفة بغداد (14)
- اعترافات آخر متصوفة بغداد (12-13)
- بمن نؤمن؟*
- يا إلهي.. ما أرخصكم


المزيد.....




- أول رد من سيف الإسلام القذافي على بيان الزنتان حول ترشحه لرئ ...
- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- صالة رياضية -وفق الشريعة- في بريطانيا.. القصة الحقيقية
- تمهيدا لبناء الهيكل المزعوم.. خطة إسرائيلية لتغيير الواقع با ...
- السلطات الفرنسية تتعهد بالتصدي للحروب الدينية في المدارس
- -الإسلام انتشر في روسيا بجهود الصحابة-.. معرض روسي مصري في د ...
- منظمة يهودية تستخدم تصنيف -معاداة السامية- للضغط على الجامعا ...
- بسبب التحيز لإسرائيل.. محرر يهودي يستقيل من عمله في الإذاعة ...
- بسبب التحيز لإسرائيل.. محرر يهودي يستقيل من عمله في الإذاعة ...
- لوموند: المسلمون الفرنسيون وإكراهات الرحيل عن الوطن


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سعدون محسن ضمد - اربعة مقالات في الإيمان (1)