أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - مكارم ابراهيم - هل نعتذر عن حرية التعبير!














المزيد.....

هل نعتذر عن حرية التعبير!


مكارم ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 3154 - 2010 / 10 / 14 - 22:30
المحور: الصحافة والاعلام
    


هل نعتذر عن حرية التعبير!


في 30 سبتمبر 2005 نشرت الصحيفة الدنماركية يولاند بوستن 12 رسما كاريكاتوريا عن نبي الاسلام محمد وحسب القرآن لايجوز الاستهزاء بنبي الاسلام وحينها قام وفد من الائمة المسلمين في الدنمارك بزيارة عدد من الدول العربية والاسلامية والافتراء على الدنمارك برسوم اخرى غير حقيقية عن نبي الاسلام محمد وافتراء قصص عن المعاملة السيئة التي يتلقاها المسلمون في الدنمارك مما اثار غضب المسلمين في العالم العربي والاسلامي فحرقت السفارة الدنماركية في دمشق واحرق العلم الدنماركي وقوطعت البضائع الدنماركية وتم تهديد الرسام الدنماركي كورت فيستركو بالقتل عدة مرات.
وانفجرت حورات عديدة في الاعلام الدنماركي حول مبدا حرية التعبير والاسلام وتعتبرهذه الازمة اول ازمة دولية تمرفيها الدنمارك منذ نهاية الحرب العالمية الثانية. والكارثة في هذه الازمة ان الكتاب الدنماركيين المثقفين الذين يعيشون على حرية التعبير لم يدافعوا عن حرية التعبير حينها بل دافع عنها الفئة الاخرى المضادة وهي الحكومة وصحيفة اليولاند بوستن التي نتشرت الرسوم وهي صحيفة معروفة في الدنمارك بتطرفها المعادي للاجانب وكذلك كان من ضمن المدافعين عن حرية التعبيرهوالحزب العنصري الكاره للاجانب وهو الحزب الدنماركي الشعبي اما نخبة الكتاب فانهم لم يدافعوا حينها عن حرية التعبير وذلك بسبب كرههم الشديد لهؤلاء الثلاثة بالذات.

إن الدول الاسلامية والاسلامين يطالبون الدنمارك بالاعتذارعن حرية التعبير وعن الديمقراطية التي تنعم بها ويطالبون الدنمارك ان تتجاهل مبدا الحرية تقربا من دول تحكمها انظمة ديكتاتورية. الا يكفي ان هؤلاء الشيوخ يضطهدون شعوبهم في دولهم العربية والاسلامية يريدون ان يضطهدوا الشعوب هنا في الغرب في دول العلمانية والديمقراطية والليبرالية يريدون تهديم حضارة اسسسها الاحرار بنضال طويل .
لقد نشرت الصحف العربية في القاهرة خبراعتذار وزيرة خارجية الدنمارك السيدة لينا اسبيرسن عن الرسوم الكاريكاتورية المسيئة لنبي المسلمين محمد حيث ذكرت الصحف بانها صرحت "إنني أقدم اعتذاري للعالم الإسلامي من مشيخة الأزهر على الرسوم المسيئة للنبي محمد والدين الإسلامي, وإن الرسوم المسيئة عمل فردي لا يعبر عن حكومة الدنمارك، ولا شعبها الذي يقدر الحضارة الإسلامية عبر كل العصور وأضافت إن الحكومة في بلدها لن تسمح بتكرار هذا العمل أو مثل هذه الرسومات، أو الإساءة للدين الإسلامي في المستقبل، من خلال سلسلة إجراءات سوف تتخذها".
ولكن الحقيقة هي ان السيدة لينا اسبيرسن وزيرة خارجية الدنمارك إكدت بانها لم تعتذر للمسلمين عن الرسوم المسيئة لنبي المسلمين وقد اكدت للصحف الدنماركية بانها تؤمن ان من حق كل موطن في الدنمارك بالتعبير عن رايه مهما كان. بل ان شيخ الازهر احمد الطيب الذي التقت هي فيه بالقاهرة لفق هذه الكذبة حيث انه صرح للصحف العربية في القاهرة بانها اعتذرت للمسلمين عن الرسوم.

يقول احد كتاب الدنمارك بان هناك ثلاثة فئات يجدون صعوبة مع مبدأ حرية التعبير. وهم السياسيون والاشتراكيون ورجال الدين المتطرفون. فهؤلاء لايمكنهم تحمل ان يكون هناك اراء ووجهات نظر تختلف عن وجهات نظرهم فالحياة بالنسبة لهم تكون اسهل لو كان الجميع يتفق معهم في الراي ولايوجد من يخالفهم. انهم يعتبرون الانتقاد والاستهزاء باقوالهم هو اساءة شخصية لهم. وانتقاد الاخر لهم يؤثر على احلامهم وتصوراتهم. اهم لايستطيعون فهم مخلوق الديمقراطية. لكن هؤلاء يؤمنون بحرية التعبير عندما تخدم مصلحهم وارائهم وعندما يدافعون عن معتقداتهم حتى لو كانوا يدافعون عن مجرمين.
هناك مثل دنمركي يقول حتى الدجاج الاعمى يستطيع ان يصل الى حبوب الذرة.

إن حرية التعبير لايمكن ان تكون لها درجة انحناء او التواء معينة فاما ان يكون هناك حرية تعبير او لايكون.
والدنمارك ملتزمة بمعاهدة دولية مع منظمة الامم المتحدة في احترام حقوق الانسان ويعتبراحترام مبدا حرية التعبير هو احترام لحقوق الانسان الموقع عليه في البند 19ا والتي تتضمن حرية التعبير عن وجهة النظر للفرد مهما كانت وعلى من كان بدون تحديد حود جغرافية للحرية هذه وبدون ملاحقته وهذا الحق مصدق عليه في الدستور الدنماركي. وبالتالي فيمكن للمواطن الدنماركي ان يستهزا ببلده او اي شخصية مهما كانت فلايوجد شئ مقدس لايجب لمسه او انتقاده .

ان حرية التعبير هي من اهم وسائل الحوار بين الافراد الاحرار غير المستعبدين. وتعتبر حرية التعبير في الاعلام والصحافة من اهم قواعد بناء الديمقراطية .وحرية التعبير هي انعكاس لحضارة مدنية متطورة ومجتمع يتطبع بالرخاء والرفاهية. و بدون حرية التعبير يكون المجتمع مظلم ويفتقر لعامل الحث التنبيهي والتحفيز.
حرية التعبير هو مبدا مميز وفريد من نوعه لايوجد له شبيه او مقارن. والهدف هو الانتقاد للاخرين في كل الجوانب بدون تحفظ والاستهزاء وحتى سب الذات الالهية وكل الاديان. وحرية التعبيرهذه بالتاكيد سوف تؤذي مشاعر بعض الفئات المنتخبة وبعض المؤسسات الحساسة في المجتمع. وهي تخلق ايضا قوى المعارضة وتستفز تلك المبادئ التي ذكرتها آنفا ومن خلال حرية التعبير فاننا نخلق حكومات ليست سلطوية مستبدة ورجال سلطة لديهم سلطة استبدادية على الشعب حيث بالامكان من خلال حرية التعبيرحجب الثقة عن هؤلاء وعدم احترامهم والاستهزاء بهم. فبدون حرية التعبير لاتوجد حرية ولاتوجد ديمقراطية.
مكارم ابراهيم

http://www.alarabiya.net/articles/2010/10/13/122060.html
http://www.dr.dk/Nyheder/Politik/2010/10/14/141219.htm?rss=true



#مكارم_ابراهيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حوار عن اصل الوجود الانساني والحياة الابدية!
- هل النظام الاشتراكي محصن من الازمات الاقتصادية؟
- اسباب الازمة الاقتصادية العالمية
- سؤال الى الكاتب مصطفى حقي؟
- الطغاة يصنعون البغاء
- مواجهة عامة مع الكاتبة نوال السعداوي
- البغاء والمواد الإباحية انعكاس للعنف الجنسي
- ردا على مقالة عبد الباري عطوان...........بقلم مكارم ابراهيم
- الحقيقة في كيفية تنمية الحافز
- هل يمكن امتلاك العبيد والإماء في حرب افغانستان؟
- اصل الكون بين نظرية بيغ بانغ والنظرية المكية
- انخفاض الولادات بشكل ملحوظ في البلدان النامية بهدف مكافحة ال ...
- دمتم متخلفين............
- المرأة بين المطرقة والسندان
- اخر الاكتشافات العلمية العربية والاسلامية........
- المواقع الاباحية وتاثيرها على انحطاط اخلاق المسلمين
- هل النفط هو سبب حرب امريكا على العراق؟
- الاغنية السياسية الى أين؟
- أغيثونا!
- المظاهرات بداية الثورة على الفساد


المزيد.....




- -إسرائيل تنتهك قوانينا.. وإدارة بايدن لديها حسابات-.. مسؤولة ...
- الجيش الإسرائيلي يواصل عملياته في محيط مستشفى الشفاء بغزة لل ...
- موسكو تدمر عددا من الدبابات الأوكرانية وكييف تؤكد صدّ عشرات ...
- مفتي روسيا يمنح وسام الاستحقاق لفتى أنقذ 100 شخص أثناء هجوم ...
- مصر.. السفيرة الأمريكية تثير حفيظة مصريين في الصعيد
- بايدن يسمي دولا عربية -مستعدة للاعتراف بإسرائيل-
- مسؤول تركي يكشف موعد لقاء أردوغان وبايدن
- الجيش الاسرائيلي ينشر فيديو استهدافه -قائد وحدة الصواريخ- في ...
- مشاهد خراب ودمار بمسجد سعد بن أبي وقاص بمخيم جباليا جراء قصف ...
- قتيل بغارة إسرائيلية على جنوب لبنان والمقاومة تقصف شبعا


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - مكارم ابراهيم - هل نعتذر عن حرية التعبير!