أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حسن الهاشمي - هل ممارسات الوهابية تدل على إيغالهم في الدين برفق؟!















المزيد.....

هل ممارسات الوهابية تدل على إيغالهم في الدين برفق؟!


حسن الهاشمي

الحوار المتمدن-العدد: 3154 - 2010 / 10 / 14 - 16:46
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : « إنّ هذا الدين متين فأوغلوا فيه برفق، ولا تُكرِّهوا عبادة الله إلى عباد الله فتكونوا كالراكب المُنْبَتِّ الذي لا سفراً قطع ولا ظهراً أبقى». ( كنز العمال : خبر 5350).
نعم إنّ هذا الدين متين، لاَنّه دين لكلِّ زمان ولكلِّ مكان، وكتابه تبيان لكلِّ شيء.. فمن لم يدخل إلى حريمه برفق، وفق منهجية حكيمة، ينبهر بجماله، أو يصطدم بجلاله، ومن يتكلّف العبادة دفعة واحدة دون التدرج المرحلي المناسب للداخل في هذا الدين يصعب عليه تحمل هذا الدين، فيتركه، وبتركه والعياذ بالله يترك سعادته الدنيوية والأخروية، وعلى المسلم الرسالي أن يتصرف بحكمة متناهية في الدقة مع من يكسبه إلى الإسلام، ولا يحمله ما لا يطيق فيكره الإسلام والدين وعبادة ربِّ العالمين والله يقبل اليسير.
وعن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: « إنَّ النفس ملولة وإنّ أحدكم لا يدري ما قدر المدة ، فلينظر من العبادة ما يطيق ، ثم ليداوم عليه ، فإنّ أحبَّ الأعمال إلى الله ما دِيم عليه وإن قلّ ». (كنز العمال : خبر 5312).
فالنبي الأكرم في هذا الحديث وغيره يؤكد لنا حقيقة أنّ النفوس تملُّ، وعلينا أن نرفق بها في أن لا نكلفها ما لا تطيق، وأن نستديم على اليسير من المسنونات التي لا تنفر منها نفوسنا، وذاك أحبّ عند الله.
عن أبي عبد الله الصادق عليه السلام قال: « اجتهدت في العبادة وأنا شاب فقال لي أبي: يا بني دون ما أراك تصنع، فأنّ الله عزّ وجلّ إذا أحب عبداً رضي عنه باليسير».( الكافي 2 : 87 | 5 باب الاقتصاد في العبادة).
ومما ينقل عن الإمام الصادق عليه السلام إنه قال: كان لرجل مسلم جار كافر، فكانا يتحدثان حول الإسلام أحيانا، ولم يزل المسلم يزين الإسلام في نظر جاره الكافر حتى أسلم، كان الوقت سحرا حينما سمع النصراني الحديث الإسلام قرعا على الباب، فتساءل: من الطارق؟
أنا فلان، وعرف نفسه ، فكان جاره المسلم.
قال: ما حاجتك في وقت كهذا؟
فناداه أن توضأ بسرعة وارتد ثيابك حتى نذهب إلى المسجد لأداء الصلاة، توضأ الرجل النصراني الذي دخل الإسلام حديثا وخرج مع رفيقه المسلم، ولأول مرة في حياته ذهب إلى المسجد، كان الوقت يقترب من الفجر فصليا كثيرا حتى حان وقت صلاة الصبح فأديا الفريضة وانشغلا بالدعاء حتى أضاء الصباح العالم بنوره، فأراد المسلم الجديد أن يذهب إلى منزله فقال له رفيقه المسلم:
إلى أين؟
أريد أن أعود إلى منزلي، لقد أدينا فريضة الصلاة ولم يعد لنا من عمل.
فيم العجلة، لنقرأ تعقيبات الصلاة حتى بزوغ الشمس.
فاستجاب المسلم الجديد ومكث مكانه وانشغل بذكر الله حتى بزغت الشمس، فنهض ليذهب فطلب صاحبه منه أن يقرأ القرآن حتى يرتفع النهار وأوصاه أن ينوي نية الصوم لذلك اليوم وقال له، أنت تعلم كم هو ثواب الصوم وفضيلته؟!
ولما حان وقت الظهر قال المسلم: أصبر قليلا، إذ لم يبق بينك وبين الظهر إلا قليل، ثم أدى فريضة الظهر بعد دخول وقتها، وبعد أن أنهيا صلاة الظهر قال المسلم لرفيقه إن صلاة العصر على وشك أن يحين وقتها وفضيلتها أن تؤدى على وقتها.
وبعد صلاة العصر قال المسلم: لم يبق من النهار شيء فأجبر رفيقه على البقاء حتى صلاة المغرب أراد المسلم الجديد لأن يغادر المسجد إلى بيته فلم يوافق رفيقه المسلم حيث قال له: لم يبق أمامنا غير فريضة واحدة وهي فريضة العشاء فصلاها وذهب إلى منزله.
وفي سحر الليلة الثانية سمع بابه تقرع فسأل: من الطارق؟
أنا جارك فلان، توظأ بسرعة والبس ثيابك حتى نذهب معا إلى المسجد.
أنا من دينك هذا قد استغنيت، اذهب وفتش عن شخص أكثر بطالة مني، يستطيع أن يقضي وقته في المسجد، أنا إنسان فقير وصاحب عيال ويجب أن أعمل طلبا للرزق.
بعد أن نقل الإمام الصادق عليه السلام هذه الحكاية إلى أصحابه قال: وهكذا فإن هذا العابد الذي أدخل هذا المسكين في الإسلام هو الذي أخرجه منه.
فلتكن لكم في ذلك عبرة فلا تضيعوا على الناس، فللناس طاقات وقابليات متفاوتة فيجب معاملتهم على ضوئها، أما علمتم إن إمارة بني أمية قامت بالسيف والعسف، وإن إمامتنا تقوم بالرفق والألفة والوقار وحسن الخلطة والورع والاجتهاد، فرغبوا الناس في دينكم وما أنتم فيه.
إمارة الوهابية الأموية في زماننا الحاضر قامت على الذبح والتقتيل والإجرام والتطهير العرقي كما حدث بالعراق بعيد سقوط الصنم من قبل القاعدة وأزلام البعث المباد، نعم إنهم يمارسون الإرهاب في أية بقعة يدنسوها وينفرون الناس من العبادات والطقوس الدينية في الديار المقدسة وبالأخص في مكة المكرمة والمدينة المنورة، عندما تجوب دوريات ما يسمى بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في الأسواق والشوارع والأزقة تجبر الباعة لغلق محلاتهم وفي خمسة أوقات بذريعة إقامة صلاة الصبح والظهر والعصر والمغرب والعشاء جماعة، وتقوم باعتقال كل من لم يمتثل أوامرهم بعدم إغلاق محله في أوقات الصلاة، وحال الكثير من الباعة ولاسيما الوافدين يرثى له، وباستطاعتك مشاهدة علامات التذمر البادية على وجوههم بسهولة ولكنها مكتومة خوفا من بطش الهيئة وخوفا من إلغاء الإقامة والطرد أو السجن والغرامة!!، وهل إن هذه التصرفات تشوق الإنسان المؤمن للعبادات أم تذمره منها، والحال إن القرآن يؤكد (لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي).
ثمة فوارق شاسعة بين من يقابل المؤمنين في الديار المقدسة بحزمة من الممنوعات واصفا ممارسيها بالشرك والبدعة والكفر والزندقة وبين من يقابلهم في بقية المزارات خارج الجزيرة العربية بالبشر والترحاب والمودة بغض النظر عن نوعية وكيفية العبادة التي يؤديها، والعاقل الحصيف والمراقب المنصف هو الذي يميز أيهما على باطل وأيهما على حق، أيهما في خانة الإكراه على عبادة الله وما يتبعها من نفور الخلق من الدين وطقوسه، وأيهما في خانة الوغول في الدين بكل رفق وقناعة وإرادة وما يتبعها من تفاعل المؤمن مع شعائر الله التي هي من تقوى القلوب، وأيهما الأقرب إلى روح الإسلام، الإكراه في ممارسة العبادات والعسر فيها أم ممارستها بشغف وانشراح من دون إكراه وبكل يسر وسهولة ووداعة...



#حسن_الهاشمي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أخلاقيات الطبيب أولا
- تأهيل السجون للمغرر بهم لا للمجرمين
- الديمقراطية بين سندان الأحرار ومطرقة الأشرار
- أيها السادة... لقد طفح الكيل وبلغ السيل الزبى
- التصدي للحكم.. شروطه وانعكاساته
- المطلوب قضاء عادل ومستقل
- أخلقة الدوائر
- الفساد آفة الديمقراطية
- أزمة الكهرباء مسؤولية من؟!
- التكافل مسؤولية الجميع
- استغاثة مرضى
- قوانين بحاجة إلى تغيير
- حق الفرد في النظام الديمقراطي
- أدلة الانتخاب بين الضرورة وسيرة العقلاء
- نريدها ديمقراطية ويريدونها ديكتاتورية
- حقوق المرأة بين الفتاوى الظلامية والعدالة الإنسانية
- أين نحن من القضاء العادل؟!
- عولمة الديكتاتورية!!
- ديمقراطية بلا حقوق... الإنسان ضحية
- ديمقراطية انتقائية


المزيد.....




- الشرطة الأسترالية تعتبر هجوم الكنيسة -عملا إرهابيا-  
- إيهود باراك: وزراء يدفعون نتنياهو لتصعيد الصراع بغية تعجيل ظ ...
- الشرطة الأسترالية: هجوم الكنيسة في سيدني إرهابي
- مصر.. عالم أزهري يعلق على حديث أمين الفتوى عن -وزن الروح-
- شاهد: هكذا بدت كاتدرائية نوتردام في باريس بعد خمس سنوات على ...
- موندويس: الجالية اليهودية الليبرالية بأميركا بدأت في التشقق ...
- إيهود أولمرت: إيران -هُزمت- ولا حاجة للرد عليها
- يهود أفريقيا وإعادة تشكيل المواقف نحو إسرائيل
- إيهود باراك يعلق على الهجوم الإيراني على إسرائيل وتوقيت الرد ...
- الراهب المسيحي كعدي يكشف عن سر محبة المسيحيين لآل البيت(ع) ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حسن الهاشمي - هل ممارسات الوهابية تدل على إيغالهم في الدين برفق؟!