أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بنعيسى احسينات - التقاعد.. / للشاعر الفرنسي لامرتين / ترجمة: بنعيسى احسينات - المغرب














المزيد.....

التقاعد.. / للشاعر الفرنسي لامرتين / ترجمة: بنعيسى احسينات - المغرب


بنعيسى احسينات

الحوار المتمدن-العدد: 3152 - 2010 / 10 / 12 - 13:44
المحور: الادب والفن
    


التقاعد
La retraite

للشاعر الفرنسي: أ. دو لامرتين
ترجمة: الشاعر بنعيسى احسينات - المغرب




في شواطئ بحيرتك المبتهجة،
بعيدا عن أخطاء حماقات الأحكام المقدسة،
مدثر بدروع فلسفتك؛
لم يأخذ الزمان شيئا من غبطتك،
متوهج، وشاب عاشق..
زرقة السماء الهادئة،
تمنح الجمال لمساء حياتك.

ما نطلق عليه أجمل أيامنا،
ليس إلا برقا لامعا في ليلة هوجاء،
وليس شيئا آخر غير حبك..
يستحق الأسف من الحكماء:
لكن ماذا أقول؟ نحب في كل الأعمار،
هذه النار المستدامة اللطيفة في الروح السجينة؛
تمنح حرارة عندما نرمي لها قليلا من اللهب،
إنها نفحة إلهية، منها خلق كل إنسان،
لا تنطفئ إلا مع انطفاء روحه.

امتداد روحه تضييق لرغباته،
هناك يكمن هذا السر المجهول من المألوف،
تعرفه، صديقي؛ هذا الركن السعيد من الأرض،
يضم من تحب وأذواقك ورغباتك،
تمنياتك لا تتجاوز أبدا مجالك الوجودي لفضائك.
لكن روحك امتداد أوسع لأفقه،
وللعالم المعانق للمشهد،
مشعل الوميض المعلوم منطقك.

ترى عند حافة " تيبر 1" و" النيل 2" و" غونج 3 "،
قي كل مكان، في كل زمان، تحت أقنعة مختلفة،
فالإنسان حيث كان إنسان، في هذا الكون،
في نظام لا متناه،
الكل يمضي ولا شيء يتغير؛
ترى الأمم تضمحل تباعا،
كالكواكب في الفضاء،
من يد إلى يد ينتقل الصولجان،
لكل شعب زمانه، ولكل إنسان يومه؛
موضوع لهذا القانون الأعلى،
قوة، مجد، حرية،
الكل يذهب الزمان به،
فالزمان يمضي حتى بالآلهة،
من سذاجة العصور القديمة،
وهل الأموات في كبريائهم المتعالية،
قادرة على ذكر الحقيقة؟

في منتصف هذا السحاب الكبير،
أجبني: ماذا يفعل الحكيم؟
دائما بين الشك والخطأ يحارب؟
يفرح بقليل من الأيام التي يلتقطها عند المرور،
يتعجل لاستخدامها،
من أجل السعادة والفضيلة.

رأيت هذا الحكيم مسرورا؛ في مساكنه الجميلة،
تذوقت من ثمار الكرم.
وفي ظل البستان الذي غرسه بيديه،
على أنغام قيثارته العذبة، ينام ساعات،
وهو يغني بهجته.
كن متأثرا أيها الإله الكبير ، من اعترافه.
لا يتعب أبدا من أمنية عديمة الجدوى أو غير نافعة،
أحتفظ له فقط بثروته الطبيعية،
أعط الكل لمن يطلب منك القليل.
أشيائه الحلوة لحنانه،
إذا مرقده الضحوك دائما مكتنف،
زوجته وأبناءه يتوجون شيخوخته،
كشجرة متوجة بثمارها.
إذا اصفرت هضابه تحت ذهب السنابل؛
إذا كانت بحيرته صافية دائما عند أسفل الصخرة؛
إذا الظلال المكثف بياسميناته الجميلة؛
إذا كانت شمسه حلوة، إذا كانت سماؤه زرقاء،
وإذا بالنسبة للغريب يطيب عنب الكرم دائما.

بالنسبة لي، بعيد عن هذا الميناء،
وحسرتاه ! من الشباب والأمل الضائع،
سأحاول مرة أخرى مع الأمواج والعواصف؛
لكن، مرتج من الموج و متعب من الرياح،
عند قدم صخرك المتوحش،
صديقي، سأعود في الغالب،
رابطا، عند المساء، قاربي بشاطئك.

-----------------------------------
1- تيبر Tibre : نهر بإيطاليا
2- النيل Nile : نهر بمصر
3- غونج Gange : نهر عظيم بالهند


----------------------------------------
الشاعر الفرنسي أ. دو لامرتين الفرنسي
ترجمة الشاعر بنعيسى احسينات - المغرب



#بنعيسى_احسينات (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- منتدى الحوار المتمدن في ذكرى تأسيسه وفوزه بجائزة بن رشد للفك ...
- لنحب دائما!! لنحب أكثر!.. / بنعيسى احسينات
- ذكريات.. / للشاعر الفرنسي أ. لامرتين
- سفينة الحرية.. / بنعيسى احسينات
- الغريب.. / لبودلير /
- مرات .. ومرات.. ومرات..
- غدا، مع مطلع الفجر../ لفيكتور هيجو
- سألت.. وسألت..
- حواء..!!
- صرخة شوقي
- بناتي..
- سفينة نوح جديدة../ بنعيسى احسينات – المغرب
- كم كنا نتمنى أن نصدقهم يوما.. / بنعيسى احسينات - المغرب
- من نحن؟؟ من نكون؟؟
- أرحل حقا محمود درويش؟؟ / بنعيسى احسينات من المغرب
- صغيرتي.. آخر العنقود..
- - باحسين - أو ظاهرة الفرجة الما قبل المسرح (الحلقة نموذجا )
- حوار خاص: جديد الباحث المغربي الدكتور علال بوتجنكوت ( في مجا ...
- تأملات نقدية في المسار السياسي في المغرب
- قراءات في نتائج الانتخابات الجماعية 2009 في المغرب (مدينة ال ...


المزيد.....




- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...
- -الضربة المصرية لداعش في ليبيا-.. الإعلان عن موعد عرض فيلم - ...
- أردوغان يشكك بالروايات الإسرائيلية والإيرانية والأمريكية لهج ...
- الموت يغيب الفنان المصري صلاح السعدني


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بنعيسى احسينات - التقاعد.. / للشاعر الفرنسي لامرتين / ترجمة: بنعيسى احسينات - المغرب