أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ماجد القوني - حوار مع المغني السوداني سيف عثمان















المزيد.....

حوار مع المغني السوداني سيف عثمان


ماجد القوني

الحوار المتمدن-العدد: 3152 - 2010 / 10 / 12 - 13:08
المحور: الادب والفن
    




المغني سيف عثمان:
لست صفويا.. لكن البعض يحتكر مساحات التحرك وسط الجماهير..
*الواقع الاجتماعي والتعليمي المتردي.. ساهم في ظهور مغنيي الهلوسة و ( البيقولو أيّ كلام)
* الفترة التي يمر بها السودان الان فترة عصيبة.. وتحد من تطور الفنون..
* الأغنية السودانية تمر بمرحلة (ارتجاج)..
* الخارج هو الجحيم، ومحاولة الانتماء لغير هذا الوطن مجرد تظاهر وتمثيل.
حوار: ماجد القوني
خارج للتو في سبيل مشروع فني – كما أسماه – يستهدف قضايا عصره وواقعه وقضايا متلقيه. متجاوزاً مفردات الغياب عن الواقع، والتسيب اللحني والهرجلة الموسيقية.. عبّر عن معاناة هذا الشعب وآلامه وهمومه.. يبحث عن فضاءات لا يختارها أحد سواه، ويضعك حيث ينبغي أن تكون قريبا من عشقك لهذا التراب.. وقمة الوطنية لديه أن تبقى وتساهم مع الآخرين لصياغة احلام الغد.. ولا يعتبر نفسه أكثر من مساهم في صياغة هذا المشروع مع من سبقوه امثال محمد وردي، محمد الأمين، مصطفى سيد أحمد وعقد الجلاد وآخرين..
سيف عثمان من المغنيين الشباب، قد لا تتعرف عليه من فرط بساطته، تأثرك لغته (السمحة) البسيطة المتعالية أحياناً على نصوص الواقع الغنائي الذي يمارسه البعض اليوم..طرح الكثير من الرؤى والآراء حول قضايا (الغنا) في السودان، والتحولات على مستوى الساحة الفنية، ونظرته لمعايير اختيار المغني..
***************************************************************************
* من هو سيف عثمان؟
- من مواليد مدينة كسلا، تتقاسم مدن ثلاث مراحلي الدراسية( كسلا، بورتسودان والخرطوم) خريج كلية الموسيقى والدراما في العام 2000م.
* المستمع السوداني يكاد لا يعرف سيف عثمان؟
- إلى حد ما ظهرت عبر برامج في التلفزيون والاذاعة.. وهي مساحات لا تسهم كثيرا في ظهور المغني، اغنياتي إلى حد ما لاتطرحنى عبر الحفلات الجماهيرية..
*كيف ترى التحولات على مستوى الأغنية السودانية؟
- طبعاً.. هنالك تحولات - اذا اتفقنا على تسميتها كذلك- واضحة وفارقة على مستوى الأغنية السودانية. هذه التحولات هنالك السلبي منها والأيجابي. فالأغنية السودانية تمر بمرحلة (ارتجاج)ومن ناحية هنالك تجارب ايجابية لمغنيين شباب، تمتاز بالجدية والجدة والبحث عن الجديد، والمواءمة بين انماط عالمية ومحلية، وأشكال اخرى تتكئ على التراث الفني السوداني..
* كيف نرى السالب من هذه التجارب؟
- بالتأكيد هنالك جانب سلبي.. واستسهال البعض لفكرة الغناء والتي من رأيي وصلت لحد غير محتمل، وظهور اشكال غير مسؤولة من الغناء الذي يعتبر دخيلاً على المجتمع السوداني، ولا يعبر عن احتياجاته الآنية و...
* عفوا.. لكن هنالك تجارب لفنانين شباب ملتزمون، على حسب رؤية الكثير من النقاد...
- ليس الألتزام في رايي مجرد أجترار تجارب ماضية، وللأسف تتم دون وعي أو اضافة افكار جديدة.. حقيقة ما يحدث عبارة عن (جوطة) كبيرة..
* إلى أيّ درجة تعتبر ما يحدث مقلقا؟
- لست قلقاً تجاه ما يحدث خاصة فيما يخص جانبنا السوداني.. تاريخ الفن في السودان والعالم بصورة عامة، اوضح أن هنالك اشكال مسؤولة، تظل موجودة بالرغم من الفساد الذي يحدث، واشكال اخرى تمارس الفن فقط من اجل الارتزاق..
* اذا يمكن الحديث عن احتمالات للأرتقاء بالأغنية السودانية..
- بالتأكيد .. يمكن ذلك، فمازال البعض يبحث ويتطلع لتجارب مسؤولة.. ويجب أن نعترف ان الفترة التي يمر بها السودان الان هي فترة عصيبة، وهنالك تحولات كبيرة على مستوى بنية المجتمع. وسيطرة رأسمالية على كل مفاصل الحياة، وحتى الفن لم يسلم من سطوة الرأسمال. اضافة لقمع اعلامي يحد من اذدهار الفنون بصورة عامة.. لذلك لا نشهد الآن تجارب جديدة ومؤثرة على مستوى المسرح، السينما، الغناء وكل اشكال الفنون الأخرى..
* .....
- كل هذا لا يمنع من وجود متنفس للخروج من هذه الأزمات، ويوما ما سيتحسن هذا الوضع وتجد هذه الفنون موضعها الصحيح في وجدان المستمع السوداني..
* إلى أين يتجه الغناء في السودان؟
- إلى واقع لا يشبه المجتمع والذوق السوداني..
* هل هو هبوط على مستوى الأغنية أم ذوق المستمع؟
- هي ليست مسألة أغنية تعاقد البعض على تسميتها ونعتها بالهبوط، وتم فرضها على المستمع ووجدت رواجها.. الواضح ان أيّ اغنية اذا لم تنتشر في وسط المجتمع يعني ذلك انه غير مرغوب فيها.. وأفتكر انه حدث تغيير كبير على مستوى الشخصية السودانية، التي امتازت بمقاييسها الصارمة في تقييم الأغنية السودانية وتمييز الجيد منها والفاسد.. لكن في الآونة الأخيرة حدثت تبدلات كبيرة وخطيرة على مستوى هذا الفهم.
* في رأيك.. ما الذي ساهم في احداث هذه التغيرات؟
- نتيجة لمؤثرات لها علاقة بالجانب التعليمي والتربوي، وحركة المجتمع، خلال أكثر من عقدين من الزمان. حيث اصبح هنالك قطاع كبير جدا من المستمعين، لديه القابلية لأستقبال أشكال وممارسات غير مسؤولة في تناول الفن، نتيجة للتاثر بمشاهدات فنية عبر (الانترنت) والفضائيات. لذلك ظهر مغنيي الهلوسة و ( البيقولو أيّ كلام)..
* لكن بالرغم من ذلك وجودهم اصبح واقعاً لابد منه ..
- للأسف هذا الواقع المتردي أوجد مغنيين لتلبية حاجات هذا المجتمع، ووجد قبولاً.. وحتى وسائل الاعلام تبث مثل هذه الاغاني وتسلط الأضواء عليهم.. يعني ببساطة اصبح ما يطرح الآن يمثل الشكل الفني المطلوب، لذلك لم نعد نسمع بفنان غنى اغنية رديئة وغير مسؤولة (الناس فلقوه بالحجار)..
* الكثير من الاجراءات التي قامت بها لجان المصنفات واتحاد الفنانين والملكية الفكرية، لضبط معايير تناول الغناء.. كيف ترى ذلك؟
- انا حقيقة غير مطلع على مثل هذه القوانين، ولم يقع في يدي نص يعبر عن تلك القوانين، وأعتقد أنهم لم يكلفوا انفسهم جهداً لتوصيلها للمهتمين بالأمر.. وحقيقة أنا اعترض على فكرة ان يتم وضع معايير أو سلطة في أيّ بلد عبر ستة أو سبعة اشخاص لتحديد ومنح الحق في ان يغني هذا ولا يغني آخر، أو هذا صوت جيد وآخر غير جيد. في امريكا مثلا هناك أصوات (دستورشن) – أصوات غير منتظمة بصورة مفتعلة- بمقاييسنا هنا تعتبر أصوات (خربانة). هذه الطريقة يعتمدها المغني تعبيراً عن نفسه وغنائه. مغنيين اصبحوا نجوما عبر هذه الاصوات. اعتقد ان المقياس الوحيد لأختيار المغني أن يكون لديه معجبين يسمعونه حتى وان كان معجباً واحداً، من حق الفنان ان يغني له.
* اذا لا معايير لأختيار المغني؟
- نعم.. المعايير في الفن عموماً خاطئة، وأضر ذلك بالأغنية، واصبح كل مغنيي السودان يغنون بطريقة واحدة.. قبول الناس للفن هو الهدف في حد ذاته، ومثلما قلت لك المعيار الوحيد أن يكون هناك مغني يسمعوه الناس ( ويقولو يا سلام فنان والله) ولتحترق المؤسسات بعد ذلك..
* لابد للمغني ان يجيز صوته قبل ممارسة الغناء.. هل يفكر سيف في اجازة صوته؟
- من اجل ماذا؟ من أجل أن أغني في الاجهزة الرسمية؟ ليس لدى ادني فكرة لأجازة صوتي، ولا اريد ان اظهر من خلال هذه الجهزة قبل ان تصبح اجهزة فنية محترمة
* يرى البعض ان مثل هذه الاجراءات يمكن أن تخرج الاغنية السودانية من مثل هذا المأذق؟
- لا اعتقد ان هذه الاجراءات يمكن ان تحل المشكلة التي نعاني منها الآن، وتخرجنا من هذا المأذق.. لكن من الناحية القيمية اتفق على ضرورة ان لا يتكسب احدهم من جهد آخر، لكن الشكل الظاهر للصراع الذي يدور الآن بين المغنيين الكبار والشباب، يدور حول المسائل المادية.. لكن من حقي كفنان أن اغني بأغنيات المغني الذي أُعجب به.. القضية اذا قضية اعادة انتاج.. ويجب أن تحدد اللوائح والقوانين، أن لا يتم اعادة انتاج عمل فني دون الرجوع لصاحبه واطلاعه على الشكل الجديد للعمل.. ولفترة طويلة جداً تغنى معظم الذين يجلسون على كراسي هذه اللجان بأغنيات الغير، ولم يحاسبهم أحد..
* كيف ترى صراعات المغنيين التي تتصدر الصحف الاجتماعية والفنية؟
- أعتقد أن هنالك (زنقة) اقتصادية، لوقت قريب لم تكن مثل هذه الصراعات موجودة. الغنا الآن (دخل السوق) واراقب الصراعات والقضايا المرفوعة في المحاكم.. أتوقع أن يحدث المزيد .. قبل 30 سنة قد يعد أمراً غريبا ً ان يتلاسن مغني كبير مع آخر شاب وجوده في الساحة الفنية لا يتعدى ثلاث سنوات.
* الغناء انعكاس للواقع الاجتماعي..
- نعم .. وغير مستغرب ما نشاهده ونسمعه في الساحة الثقافية، الذي يعتبر انعكاس لما يحدث في قيمنا الفوقية، اخلاقنا وتعاملنا ونظرتنا للأمور. التي شهدت تراجعاً كبيراً.. والغنا احد هذه الاشكال..
هذا الواقع مزعج جداً، ولا اعتقد ان هناك جهة منتبهة لما يحدث.. رموز الغناء السوداني غير موجودة على مستوى اجهزة الاعلام، الغياب الكامل لهذه الرموز، والحضور الطاغي للفنانين الشباب، يضع تاريخ الغناء السوداني في واجهة النسيان.. وسنجد بعد سنوات أجيال لا تعرف ولم تسمع الفلاتية ومحمد وردي والكاشف .. فقط لأن له اذن اعتادت على سماع ما لا يمت لثقافته وارضه وشعبه.. ويتطلع لمشاهدة نماذج محلية مقاربة لما يشاهده عبر القنوات.. اقترح وضع خطة مشتركة بين وزارتي الثقافة والتربية، والدخول للمنهج. وفرض الغناء السوداني على التلاميذ في الروضة والمدرسة والشارع والبيت.
* اين يمكن أن نجد سيف عثمان؟
- اتحرك عبر هامش ضيق في اوساط المثقفين والجمعيات الثقافية، ومبادرات شخصية من الاصدقاء، أو عبر (الانترنت) بارغم من ضيق مساحته، إلا أنه يساهم في انتشارك خارج السودان.
* هنالك اتهام بأن سيف عثمان مغني صفوي..
- غير صحيح .. مسألة تواجد الفنان لا تكون بأختياره، وحيث تكون الأبواب مشرعة، يكون الفنان. الأمكنة الشعبية تمسك الدولة بمفاتيحها ولا تتيحها للجميع.. وليس فقط لتوجهات المغنى أو الفنان السياسية والأيدولوجية. أنا أغني وأقول ما لا شبه أو تعتقده لجان النصوص واجازة الأصوات، وشيوخ الازاعة والتلفزيون والصحف.. ولمجرد انني أقول ما لا يفهمونه، ولا يتوافق مع افكارهم.. لذا لا يمكنني الدخول عبر بواباتهم هذه.. أين يمكن اذاً أن يتواجد سيف عثمان. وحيث لا يمكن أن اجلس في (بيتنا)!! اخترت الأمكنة التي يُرحب بي فيها.. وهي فعلاً مؤسسات صفوية، لكنها تهتم برعاية الفنون وتتيح لهم فرص للظهور.. أعتقد لذلك تم تصنيفي بانني صفوي.
* هذا عن حضورك الجماهيري بإعتبارك مغني.. ماذا عن صفوية اغنياتك؟
- لا اتفق معك .. هناك مغنيين تناولو ذات التجربة، أمثال محمد وردي، مصطفى سيد احمد، ابو عركي البخيت، عقد الجلاد. جميعهم لم يغنوا السائد والمألوف، ولا يمكن القول بانهم غير موجودين في الساحة الفنية. المغني عادة لا يسأل المستمع عما يريد الاستماع له، لكن الواقع أن المغني هو الذي يقود المستمع ويوجه ذوقه الفني...
* ألا تُعتبر هذه الوجهة مغامرة في الواقع السوداني؟
- من شروط الأغنية ان تحرك شيئاً ما في وجدان المستمع.. ومن المدهش أن الكثير من البسطاء يرددون أغاني يعتقد البعض انها تعني طبقة المثقفين. من رأيي أن لا يكبل المغني نفسه بقيود تعيق مسيرة الفنان أكثر من أن تطلق العنان لقدراته وابداعاته.. ويوماً ما سيصل هذا الغناء للناس.
* هل تعتبر نفسك امتدادا لمدرسة الاستاذ مصطفى سيد أحمد؟
- نعم .. اذا كانت هذه هي المفردة التي يجب أن تستخدم في هذه الحالة، أنا أدلو بدلوي مع آخرين للمساهمة في بناء هذا المشروع الكبير..
* ما هي أهم ملامح هذا المشروع؟
- مشروع الفن الملتزم، بقضايا عصره وواقعه وقضايا متلقيه. ولا معنى لمفردات الأماسي ، والألق.. وكلنا يدري ما يحدث. يجب ان اعبّر عن معاناة هذا الشعب وآلامه وهمومه.. وإلا سيكون مجرد فيلم هندي!!
* من يكتب الشعر لسيف عثمان؟
- ليس هناك من يكتب لي الشعر.. وهذا الاتجاه احد متطلبات المشروع الذي ذكرته، هناك من يشاركني هموم بناء هذا المشروع من الشباب، وهم الذين اغني لهم دون تواطؤات نصية مسبقة، وليس من المنطقي أن ابحث في شعر الستينات والخمسينات لأقوم بغنائه الآن. لأن الفن واقع ومعاصرة.. بالرغم من أن الاعلام مكرس الآن لتوجيه الفن لحقب مضت، عبر تجارب مكررة ومفرغة من المعنى.
* اذا من يشاركك من الشعراء الشباب في بناء هذا المشروع؟
- لكل مسؤوليته تجاه هذا المشروع، المشترك بيننا الأيمان بضرورة تحقيق هذا المشروع، هناك من يكتب الشعر، ومسؤوليتي أن اغني.. تعاونت مع عدد من الشعراء مثل الاستاذ محمد الحسن سالم حميّد، الصادق الرضي، خالد حسن ومحمد مدني الذي عرفته فقط من خلال اغنياته، وأنا ايضا اكتب الشعر..
* هل تنطبق هذه الرؤية على المساهمة اللحنية ايضاً؟
- قمت بتلحين كل الأغاني التي اقوم بأداءها، وصياغة اللحن الخاص بي أحد متطلبات المشروع السابق، ومعظم رواد هذا المشروع، لم يعتمدوا على ملحنين.. ربما لعدم أو صعوبة وجود ملحن له القدرة اللحنية لمجاراة كل هذا الجنون والتمرد. الملحنين مؤسسة يمكن أن تسحب المغني وتسجنه في صيغة لحنية واحدة لا يمكنه الخروج منها بعد ذلك.. المغامرة لابد أن تكون كاملة.. مع ذلك لا اعترض على فكرة ان اغني لملحن، شرط ان ينتمي لهذا المشروع.
* أين أنت من الأذاعة والتلفزيون والقنوات الفضائية؟
- عدم ظهور المغني من خلال الاذاعة والتلفزيون لا يعني انه غير موجود، ومنذ زمن طويل تجاوزت الاذاعة فكرة ان تقوم بتسجيل اغنيات لفنانين.. ضيق مساحة الحرية بشكل عام في البلاد،ضيّق من فرص ظهور المغنيين. وكل من يحمل افكار مسؤولة وجريئة ومختلفة يُنظر له بريبة، ويستحسن أن لا يجد له مكاناً.. أو يقوم بمصالحة السلطة والنظام ليجد حظه من الظهور.
* هل يمكن أن يساهم الجيل الحالي في تطوير الأغنية السودانية؟
- بعضهم يمكنه ذلك، اذا توفرت لهم بعض المساعدة، وأقصد اتاحة الفرص للبث. وان كانت مساهمة الغالبية منهم ضارة بالمجتمع..
* مازال الغناء والذوق السوداني اسيراً لغناء الحقيبة ..
- المستمع السوداني لم (يقولب) ذاته وحبسها في اغنيات الحقيبة، لكن هناك ذهنية متحجرة يروجون لفكرة أن الحقيبة تجربة لن تتكرر. الحقيبة فن (قال قولو ومشى).. بعد الحقيبة ظهر الكثير من المغنيين فيما يعرف بالعصر الذهبي، مثلاً لماذا لا تكون بداية الشباب بهذا العصر؟ وجاء بعد ذلك العصر الاكثر ذهبية، وقادوا الفن للتعبير عن الراهن السياسي والاجتماعي. تكريس ذهنية الشباب بأن البداية لابد أن تكون من الحقيبة، مسألة يجب تجاوزها والتخلص منها. لأن الحقيبة ليست هي المقياس من الناحية الفنية.. الحقيبة اصبحت تراث فني، وما قبل الحقيبة اكثر ثراءً وجمالاً، محاولات الاستحداث لأغاني الحقيبة جهد ضائع..
* هل يعني هذا ان لسيف موقف تجاه اغاني الحقيبة؟
- أنا لا اعتمد على اغاني الحقيبة لتوصيل رسالتي الفنية.. ويمكن أن اسميه موقف رافض ومستاء جداً من حالة التكريس الاعلامي للحقيبة.. وأحاول أن اقنع الآخرين بأنه ليس شرطاً أن تكون البداية هي الحقيبة، وهذا تحدي يجب أن انجح فيه. ويجب أن لا يُفهم موقفي هذا بإعتباره تحقير للحقيبة، بل هو موقف تجاه حالة التكريس، ولا أقبل فكرة أن يغني شخص اغنيات شخص آخر وهو مازال على قيد الحياة.
* لمن يغني الفنان سيف عثمان؟
- لهذا الوطن الجميل، ومشاركا المواطن السوداني معاناته وآلامه..
* متى يكون الوطن جحيماً؟
- لست من النوع الذي يتحدث عن الوطن العذاب .. ولا احب ذلك .. أحيانا قد تحدث مضايقات من قبل بعض الجهات، لكن ليس لدرجة أن يكون جحيماً، الخارج هو الجحيم، ومحاولة الانتماء لغير هذا الوطن مجرد تظاهر وتمثيل.
* يشير البعض إلى انتماء سيف عثمان إلى ايديولوجيا معينة..
- ليس لي في الايديولوجيا، وغير مؤمن بأن التغيير يمكن أن يحدثه السياسيون، طوال تاريخ السودان قمنا بتغيير الكثير من الانظمة السياسية، مع ذلك ليس هناك تقدم يُذكر.. اتطلع لتغيير على مستوى المفاهيم.. عبر اشخاص ليس همهم الحصول على الكراسي.. بل خدمة المواطن السوداني، وتحقيق التنمية المطلوبة.
* هل هنالك ثمة احتمالات لهجرة مرتقبة؟
- لم اهاجر .. ولا افكر في ذلك، بلادنا جميلة ولا مثيل لها، بالرغم من المشاكل التي نعيشها والفساد المستشري. كل الذي نشتكي منه مسألة ادارة وانظمة سياسية، وهي امور يمكن تغييرها.. ممارسة الهجرة لا يعتبر حلاً.. لذلك سأبقى هنا.. وأمارس مسؤولياتي تجاه الوطن..
* ما شكل المسؤولية التي ترى أن يضطلع بها المغني تجاه الوطن وقضاياه؟
- مسؤوليتي أن اعمل وأغني وادرس بشكل جيد، ومؤمن تماماً ان كل شخص في مجاله يمكن ان يساهم في تغيير الواقع نحو الافضل..
* كلمة أخيرة؟
- اشكركم جداً على هذه الفرصة، وعلى هذا الحوار، واتمنى أن يكون ما قلته جديراً بالقراءة..



#ماجد_القوني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الانقاذ.. ومأزق السياسة السودانية
- سيناريوهات الوحدة والانفصال
- حقل زنجبيل إلى -سامية-


المزيد.....




- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...
- قيامة عثمان حلقة 157 مترجمة: تردد قناة الفجر الجزائرية الجدي ...
- رسميًا.. جدول امتحانات الدبلومات الفنية 2024 لجميع التخصصات ...
- بعد إصابتها بمرض عصبي نادر.. سيلين ديون: لا أعرف متى سأعود إ ...
- مصر.. الفنان أحمد عبد العزيز يفاجئ شابا بعد فيديو مثير للجدل ...
- الأطفال هتستمتع.. تردد قناة تنة ورنة 2024 على نايل سات وتابع ...
- ثبتها الآن تردد قناة تنة ورنة الفضائية للأطفال وشاهدوا أروع ...
- في شهر الاحتفاء بثقافة الضاد.. الكتاب العربي يزهر في كندا


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ماجد القوني - حوار مع المغني السوداني سيف عثمان