أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - داود السلمان - شروع القتل في الإسلام













المزيد.....

شروع القتل في الإسلام


داود السلمان

الحوار المتمدن-العدد: 3152 - 2010 / 10 / 12 - 13:07
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


منذ اليوم الأول الذي أعلن فيه محمد بن عبد الله دعوته في الجزيرة العربية قبل 1431 سنة، وتبعه على دعوته أناس كثيرون، ولاسيما الفئة المستضعفة من العبيد والفقراء والمعدمين، بدأت عمليات القتل بصفوف هؤلاء من قبل المعارضين لهذه الدعوة الجديدة، وكان المعارضون أصحاب نفوذ ورؤوس أموال ضخمة، وهم تجار ويمتلكون كل صغيرة وكبيرة وتحترمهم الناس وتخشى سطوتهم.وبعد فترة وجيزة من الزمن تقوت هذه الفئة المستضعفة وزاد عددها وصارت لا تخشى الأعداء ولا تهاب الخصوم، وحدثت بينها وبين خصومها معارك طاحنة، اتسعت فيها شرارة القتل تحت مسمى الجهاد وأصبح القتل تحت مبرر.
(واعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم).
وفي فتح مكة أعطي الأمان لمن يغمد سيفه ويدخل داره ويعلن الاستسلام ،(من دخل داره فهو آمن ومن دخل دار أبو سفيان فهو آمن). وعفي عن بعض الناس، والبعض الآخر لم يعف عنهم، وصدرت الأوامر، بان يقتلهم المسلمون حتى وان وجدوهم متعلقين بأستار الكعبة، فقتل من قتل وفر من فر الى بلاد نائية. وجاءوا بهند بنت عتبة إلى النبي ، وحين رآها قال لها: (هنود آكالة الكبود) ـ إذ إن هند هذه عندما قتل حمزة عمه مزقت كبده ولاكته ـ فأجابته بعنجهية: (أنبي وحقود) ومن يومها لم تنقطع سلسلة القتل. وحينما مات محمد ،وتولى السلطة بعده الخلفاء الأربعة: أبو بكر وعمر وعثمان وعلي، اشتدت الصراعات وقامت الحروب على قدم وساق، البعض يكفر البعض، والآخر يشك بإسلام الآخر، وكلها من اجل السلطة والنفوذ ونيل المناصب وأخذ الأموال. فالحروب التي حدثت بعد رحيل النبي كادت أن تحرق الأخضر واليابس، وقضت على مئات الناس، تحت ذريعة الخروج عن الإسلام او الردة أو غير ذلك، وصار القاتل يرتكب القتل بحجة انه هو الذي على النهج الصحيح وخصمه على الباطل، والكل منهم يخرج نصاً ويؤوله على حسب أهواءه. وبنهاية الخلفاء الأربعة وتولي الدولة الأموية بزعامة معاوية بن أبي سفيان، وأبو سفيان والد معاوية كان من اشد خصوم محمد أمثال أبو جهل وأبو لهب. فقد قتل معاوية معظم خصومه وقضى عليهم، وكان لمعاوية دهاء وحيلة وسياسة خاصة به، حتى انه كان يغري خصومه ويبعث لهم الأموال ليشري ضمائرهم وألسنتهم معاً. فمنهم من انصاع لهذا، ومنهم من أبى ورفض، فالذي انصاع ودخل صفوف معاوية وأيد رأيه ودعم موقفه، فقد عصم دمه وضمن حياته. أما الذي رفض مغرياته وراح يشهر به، فقد كان نصيبه السيف ومصيره الموت او النفي او السجن، كما حصل لحجر بن عدي، فقد ذكر المؤرخون، ومنهم الطبري وابن الأثير والمسعودي انه قتل أبشع قتله. وهكذا قتل المسلمون بعضهم بعضاً، او بالأحرى استطاع معاوية أن يصفي خصومه بهذا الطريقة، ثم حدثت فاجعة الحسين في كربلاء، حيث قتل فيها حتى الطفل البريء والمرأة والشيخ الكبير، وكل هؤلاء يدعون أنهم على شريعة محمد ،القاتل والمقتول.
وقد استعملت الدولة الأموية سياسة الإرهاب والقوة، ولم تتوان عن القتل، وكأنه شعارها، والقتل كان مقروناً بالكفر او الخروج عن الإسلام، ومخالفة الخليفة والوالي والأمير، وهؤلاء منصبون من الله ـ كما يدعون ـ والذي يخالف أوامر الله ولم يتعبد بها فأن القتل مصيره، وفقاً للنصوص التي يتذرعون بها.
ولم تسقط الدولة الأموية إلا بانقلاب عسكري قام به العباسيون، بعد مناورات ومعارك طاحنة بين القوتين، العباسية والأموية، أسفرت عن انتصار بني العباس على الأمويين وسقوط عرشهم، وتنفست الناس الصعداء، وحسبوا أن الأوضاع سوف تعود الى نصابها، وتنتهي حملات الإرهاب وسياسة التخويف. ولكن الأمر قد صار بعكس ما كانوا يتوقون، حتى قال قاتلهم: (يا ليت ظلم بني أمية دام لنا)، فقد انتقم بنو العباس من خصومهم الأمويين اشد الانتقام، وإذا قوهم مر العذاب وراحوا يقتلونهم أينما وجدوهم. وهكذا تستمر عمليات القتل، مع العلم أن الكل يصيح الله أكبر ويدعي الانتماء إلى الإسلام وإتباع محمد .
وقد انقسم المسلمون إلى طوائف ومذاهب ونحل وفرق، طائفة تكفر طائفة، ومذهب يخطئ مذهب، ونحلة تخالف نحلة، وفرقة تدعي هي الناجية وبقية الفرق هي الهالكة لا محالة، بحسب الحديث المنسوب للنبي والذي يقول: إن أمتي ستفترق إلى اثنين وسبعين فرقة كلها في النار إلا فرقة واحدة. وهذه قد اتخذها الجميع ذريعة لقتل ما يخالفه بالرأي والقول ولا يتوانى في ذلك، فالذي يتصفح تاريخ المسلمين يجده مشحوناً بالقتل والموت، وقد أصبح اليوم شعار المسلمين ... كون قتل بعضهم بعضاً جهاد ودفاع عن الإسلام، فما بالك بمن لا ينتمي إلى الإسلام ولا يدين به كالمسيحيين واليهود وبقية الأديان الأخرى. ولعل اشد فرق الإسلام دموية قاطبة هم الوهابيون، أتباع محمد عبد الوهاب النجدي السعودي، وهذا المذهب هو مذهب السعودية الرسمي، والوهابية اشد تطرفاً. وقد انبثق من الوهابية، جماعة أسامة بن لادن رأس الإرهاب والمثل الأعلى لجماعة (القاعدة) الذين كفروا جميع الأديان والملل والمذاهب، إلا من كان على شاكلتهم ويرى رأيهم.
وهناك رأي يقول: كل إرهابي مسلم وليس كل مسلم إرهابي، ومن هذا الكلام نستدل على أن جميع من يمارس الإرهاب هم إسلاميون، فالمسلم كما ذكرنا آنفاً يقتل المسلم بذريعة الجهاد او مروق الشخص الذي يروم قتله عن الإسلام كما يدعي، لكن بالمقابل، إن الذين هم كفرة برأي المسلمين لا يقتل بعضهم بعضاً، كما يفعل المسلمون اليوم وقبل اليوم، وبهذه الطريقة البشعة، فالهندوس والسيخ مثلاً لم يفعلوا بما يفعله المسلمون، كذلك اليهود والمسلمين بأنهم يعبدون الشيطان (إن الشيطان لكم دعواً فاتخذوه عدواً). بل إن هؤلاء الذي تحدثنا عنهم، هم اشد مسامحة لبعضهم بعضاً وأكثر حميمية ومسالمة وتآخي. إن الذي تقوم به (القاعدة) من قتل مروع للأبرياء والعزل في العراق وأفغانستان وبعض الدول التي نالتها نيران (القاعدة) وجرائمها. والانكى من كل هذا إن في المسلمين من لا يجرّم هؤلاء الإرهابيين ولا يكفرهم، بل أن منهم من يبرر أعمالهم وأفعالهم، ويعدها جهاداً في سبيل الله ودفاعاً عن الإسلام ضد (الكفر) ومن يقف في صفوفه ويسانده، فهم يستحلون دماء كل هؤلاء.



#داود_السلمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القراءة واسرارها
- اهمية الدولة
- هل للاعلانات التلفازية تأثير على المشاهد ؟
- مكتوب بالكرنال
- الجابري ومايكل جاكسون
- اختيار العنوان
- إقصاء المبدع
- الغجر في العراق/ مقدمة...توطئة
- درع الابداع
- القاعدة
- الأردن: القرار بحق الضاري كان متأخرا
- الشبك
- نبيل شعيل والساهر
- مرارة اليتم
- قانون صيد الطيور
- رفض الشعراء
- انتخابات نقابة المحامين
- المرأة الواعية تقهر خرافات المجتمع
- فلم هندي
- المثقف والانتخابات


المزيد.....




- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...
- مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى تحت حراسة إسرائيلية مش ...
- سيبدأ تطبيقه اليوم.. الإفتاء المصرية تحسم الجدل حول التوقيت ...
- مئات المستوطنين يقتحمون باحات الأقصى في ثالث أيام عيد الفصح ...
- أوكرانيا: السلطات تتهم رجل دين رفيع المستوى بالتجسس لصالح مو ...
- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - داود السلمان - شروع القتل في الإسلام