أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ليلى فريد - عبد الرحمن الأبنودى يقدم لأستاذه توفيق حنا














المزيد.....

عبد الرحمن الأبنودى يقدم لأستاذه توفيق حنا


ليلى فريد

الحوار المتمدن-العدد: 3150 - 2010 / 10 / 10 - 21:55
المحور: الادب والفن
    





أخيرا، وبعد انتظار طويل جدا زاد عن النصف قرن، قدر لمجموعة مقالات كتبها الأستاذ توفيق حنا، أن تجمعوتنشر فى كتاب، لتكون باكورة إصدارات دار النشر الجديدة "نون".
وخرج الكتاب بعنوان بليغ: " الصمت والكلمات"، وبغلاف جميل من أعمال الفنان حامد عويس، وبمقدمة رائعة كتبها الشاعر الشهير عبد الرحمن الأبنودى.
والأستاذ توفيق حنا من الشخصيات المتميزة التى- للأسف - متوارية، لايعرفها إلا الخاصة، بعد أن أصبحت الشهرة- فى أغلب الأحوال- من نصيب الأقزام الواصلين عن طريق المال والشللية، واختفى أصحاب المواهب الحقيقية والقيم المثالية تحت أكوام الزيف وادعاء العلم والثقافة.
توفيق حنا هو أساسا معلم من النوعية المنقرضة من المعلمين. النوعية التى تركت بصماتها الرائعة القوية على الأجيال. وهو كاتب وناقد وأستاذ مثقف متعدد الاهتمامات. وفوق كل هذا، فهو إنسان يتحلى بصفات نادرة. رغم هجرته إلى الولايات المتحدة منذ سنوات طويلة، فهو مازال يعيش فى مصر بكل جوارحه. أخذ على عاتقه، فى كل مراحل حياته، أن يأخذ بيد الصغير إلى أن يكبر، يساند كل من يرى فيه موهبة، ويشجع كل عمل جيد.
وبرغم تقدمه فى العمر بحساب السنوات، فهو يذهلك بعقله الثاقب، وذاكرته المدهشة، واطلاعه الواسع على الأحداث الجارية، وفى مقدمة هذا كله بآرائه التقدمية، وانفتاحه على العصر، وتطور أفكاره لتواكب المتغيرات العالمية، مع فهم للطبيعة البشرية وتسامح مع أخطاء البشر. هذا مع رقة وتواضع ومجاملة وحساسية بالغة فى تعامله مع جميع الناس.
وفى هذا الكتاب يتحدث توفيق حنا عن مبدعين جسدوا عبقرية مصر فى مختلف المجالات؛ من أمثال سلامة موسى، العقاد، طه حسين، توفيق الحكيم، يحيى حقى، يوسف إدريس، إدوار الخراط، صلاح جاهين، غالى شكرى، بهاء طاهر، جمال الغيطانى، عبد الرحمن الأبنودى، عبد الحميد يونس، روز اليوسف، أم كلثوم، زكريا أحمد وسيد درويش. وطبعا احتل نجيب محفوظ مساحة كبيرة من الكتاب، تتناسب مع مكانته المتميزة لدى المؤلف.
ويمتعنا توفيق حنا بذكرياته الحلوة مع أصدقائه من ضمن هذه النخبة، ويعرفنا بأصول تعبيرات شعبية وحكايات فولكلورية مثل "ياليل ياعين"، ويروى لنا مأساة الشاعر نجيب سرور، ويقدم لنا أعمال مبدعين من أمثال الكتاب عبد الحكيم قاسم وبدر الديب ، والشاعرة ملك عبد العزيز، والفنانين التشكيليين صبرى راغب وحامد عويس.
أما المقدمة التى كتبها الشاعرعبد الرحمن الأبنودى فهى تستحق وقفة. نقل الأستاذ توفيق حنا إلى مدينة قنا فى صعيد مصر، ليدرس فى مدرستها الثانوية. وكان من ضمن تلاميذه هناك أمل دنقل والأبنودى. ويحدثنا الأخير عى المعلم الجديد فيقول: " ما هى إلا أيام حتى اكتشفنا أن مدرسنا ليس مدرسا وإنما هو عاشق رومانسى لا يرى فى الحياة سوى خيرها... كنا فى الجنوب المصرى نعانى فقرا حياتيا وثقافيا... إذ لم يكن يصلنا من الكتب سوى ما يفرط فيه أصحابه... كان الأستاذ توفيق حنا هو الكتاب الأهم الذى قرأناه فى هذه الفترة... هبط بيننا كالمبشر الذى قرر أن يهدى شعب الغابة إلى النور... كنا مجموعة من موهوبين فقيرى الثقافة... فجأة اكتشفنا ذلك الأستاذ المختلف... ليلتقطنا كلا على حدة، فتتحقق أخوة ما سعى إليها معلم من قبل فى حياتنا الدراسية... أشبه بقطع الحلوى راح يخرج من جيوبه مواويل وأغنيات وكلمات نور... لنكتشف أننا نملك كنوزا حقيقية... لا أبالغ أن أستاذ المدرسة الثانوية هو الذى دفع بى لجمع " السيرة الهلالية"... هو الذى تسبب فى بداية شهرتنا، هو الذى أطلق الشرارة الأولى... هو أول من اعترف بنا ... ورأى أننا نستحق أن نسمع فى القاهرة... قدمنا الأستاذ إلى حضور كثيف لأدباء ومثقفى مصر... كان لابد أن أبهج قلب من علمنا البهجة أستاذنا توفيق حنا... حارس مفتاح النيل وعاشق القرية المصرية الكبير توفبق حنا... ها قد تجرأت وكتبت عن أستاذنا الذى عشنا ننتظر كتاباته عنا، ربما لأن الزمن الذى نعيشه مقلوب اختلت موازينه، إنها الفرصة الوحيدة التى أستطيع بها رد الدين لدائن... يظل مهما حاولنا الحديث عنه من العسير الوصول إلى أعماقه المضيئة".
كلمات بديعة تعرفنا بقدر المعلم الذى كاد أن يكون رسولا فى نظر التلميذ الوفى المخلص الذى لم تجعله الشهرة والتألق ينسى فضل أستاذه الأول.
شكرا للأستاذ توفيق حنا على هذا الكتاب الممتع، بأسلوبه البسيط الصادق؛ ولعله يصل إلى الأجيال الجديدة لكى لا تنسى هؤلاء المبدعين الذين جسدوا عبقرية مصر؛ وهو ما أتصور أنه كان هدف الكاتب، فكما جاء على لسانه: "وحتى لايقال ما قاله نجيب محفوظ : ".



#ليلى_فريد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صعيد مصر: مذبحة وضيقات وسيول... ولكن أيضا إحياء للتراث الخال ...
- الكاتراز بين الواقع والأسطورة
- أكبر ضحية
- سياحة مصرية
- سياحة العشوائيات وفيلم المليونير....
- عزازيل وغضبة الرعاع
- نافدْة على الشرق من خلال عيون غربية
- خطى رؤوف عباس...سيرة ذاتية أم وصية أخيرة
- أسقف كانتينبرى و الشريعة
- غلوش... يغلوش ... رسالة لمحاورى قداسة البابا
- لماذا لا يعودون من حيث جاءوا ؟!
- إن كان هذا هو ما يمكن لأعمالكم الفنية تقديمه للأقباط... فسعي ...
- السياحة الدينية كما يجب أن تكون
- مرحى...مرحى...أطباء وقتلة
- الجميلة ليست قادمة
- شهر العسل المر
- الأيقونة التي احتجبت
- المسيحية في بريطانيا تعلن الثورة على الغبن
- إنهم يقولون .. ماذا يقولون؟ دعهم يقولون!
- لست وحدك


المزيد.....




- -نظرة إلى المستقبل-.. مشاركة روسية لافتة في مهرجان -بكين- ال ...
- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...
- حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال ...
- الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول
- الأسبوع المقبل.. الجامعة العربية تستضيف الجلسة الافتتاحية لم ...
- الأربعاء الأحمر -عودة الروح وبث الحياة
- أرقامًا قياسية.. فيلم شباب البومب يحقق أقوى إفتتاحية لـ فيلم ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ليلى فريد - عبد الرحمن الأبنودى يقدم لأستاذه توفيق حنا