أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية - خسرو حميد عثمان - حميد عثمان فى كتابات المناضل جاسم الحلوائى 5بعد التصحيح














المزيد.....

حميد عثمان فى كتابات المناضل جاسم الحلوائى 5بعد التصحيح


خسرو حميد عثمان
كاتب

(Khasrow Hamid Othman)


الحوار المتمدن-العدد: 3150 - 2010 / 10 / 10 - 18:19
المحور: التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية
    


غرائب من "مملكة العجائب " 1
مهندس يابانى أمضى سنوات طويلة فى العراق يعقد، فى جلسة خاصة، مقارنة حكيمة، بين مملكتى اليابان و " مملكة العجائب " ويقول : فى مملكة اليابان تتحكم أقلية ذكية بمصائر أكثرية غير ذكية أما فى "مملكة العجائب" تتحكم أقلية غير ذكية بمصائر أكثرية ذكية.
جرى التحقيق السريع والمحاكمة القرقوشية والنطق بالحكم والأستعداد لتنفيذ الحكم القرقوشى من قبل شخص واحد، أعطى لنفسه صلاحيات مطلقة من دون محاسبة أو رقيب أو حتى حق تقديم استرحام ، بحق المتهم حميد عثمان فى أن واحد وفى ميدان مكشوف خال من المتفرجين. وخلال لحظات وبسرعة استطاع المتهم حميد عثمان، باعصاب باردة وبحنكة فريدة، أن يُحول هذا الميدان، الذى كاد "قابيلا" أن يقتُل على أرضه أخاه "هابيلا"، الى ميدان للمبارزة بين مبارزين مدججين بسلاحين مختلفين، مبارزة بين رجل مدجج بأسلحة نارية محشوة بطلقات عمياء يخترق من الخارج نحو الداخل لتترك ورائه جثة هامدة باردة مضرجة بالدماء وأخر مسلح بصواريخ ذكية (كلمات مختصرة وبسيطة من حيث الشكل وعميقة من حيث المضمون ومهلكة من حيث التأثير) تنفجر فى الأعماق ويتبين أثرها على السطح لتترك جسدا مرتعشا يحترق فى سيل متأجج من المشاعر والأحاسيس والشعور بالذنب. هكذا تمكن حميد، باعصاب باردة، من (خصمه) ويُحوله، ولو لبرهة، من حاكم قرقوشى الى انسان ينهمل الدموع من عينيه. بهذا انتصرت الكلمة الذكية على الطلقة الغبية. فى الوقت الذى كان المبارز حميد عثمان ضليعا فى التمييز بين القشىرة واللُب كان المبارز الأخر، والحق يُقال، خبيرا ماهرا فى التميز بين الذهب الخالى من الشوائب، وان كان مغمورا فى تنكة من النجاسة، وبين معادن لامعة فى المظهر ولكنها رديئة فى الجوهر.
لم يبقى نور للأمل عند حميد عثمان، و خصوصا بعد المحادثة المقتظبة والسريعة بينه وبين" زائر ملثم" زاره خلسة بعد منتصف أحد الليالى وهو فى زنزانة كانت أرضيتها تبلل بالماء بأمر من ناكر للجميل، وبقية أفراد اسرته من نساء وأطفال، باستثناء كاتب هذه الأسطر، أسرى أو لربما كانوا رهائن لضمان عدم هروبه من السجن قبل الأنتهاء منه بطريقة سريعة أو بأخرى بطيئة. لقد كشف " الزائر الملثم " ل حميد سرا خطيرا ومؤلما!
بعد أن رُفع القيود عن أسرانا، من نساء وأطفال، وعادوا الى بيتنا فى بغداد أولا من ثم أُطلق سراح حميد عثمان من السجن وأوصله شخصان من البطانة الى باب البيت دون أن يكترث حميد نفسه عناء، اظهار أى مظهر من مظاهر الأحترام لهما أو توديعهما أو أى تكليف أخر، وكنت حاضرا أترقب المشهد الذى كان فيه صمت حميد عثمان تعبيرا بليغا.
عندما كان عام 1970 على وشك الأنتهاء توصل حميد عثمان، فى قرارة نفسه و بحكم تجاربه المريرة للروح والجسد، الى حقيقة مفادها: بان العراق، بقبضه وقبيضه، أصبح محصورا بين الأصابع الطويلة، كأذرع الأخطبوط، لشخصين لا ثالث بينهما : جاسوس بدأ بالبروز والهيمنة عن طريق البلطجة و"رجل كان كبيرا" بعد أن أُُستلب منه جميع مقوماته باستثناء جلبابه المهلهل ليلعب من خلفه بطانة،غامضة، أدوارا خفية ومريبة، كان "الرجل الكبير" أكثر الضحايا تضررا من الناحية المعنوية. هكذا تكررت تجربة بيتهوفن عندما اضطر أن يُعدل سمفونيته الخامسة ليقدمها الى رجل كان عظيما .
(ما بعث الله من نبي ولا استخلف من خليفة إلا كانت له بطانتان: بطانة تأمره بالمعروف وتحضه عليه، وبطانة تأمره بالشر وتحضه عليه ....) البخارى ح 7198.
قد يبرز تساؤل جدى عن الأسباب التى حدت با طلاق سراح حميد عثمان من السجن و أفراد عائلته من الأسر. أود أن أوضح بايجازبانها نتجت عن كلام وجهه كاتب هذه الأسطر الى عبدالخالق السامرائى وجها الى وجه. لم يكن رجاء أو كلاما من موقف ضعيف وانما كان كلاما قويا فيه من الصراحة والجرأة لدرجة لم يستحمله عبدالخالق السامرائى مما حدى به الى اتخاذ اجراء رجولى فى غاية الجرأة والغرابة والثقة بالنفس عندما بلغ وزيرا عن طريق الهاتف مباشرة بدون الدخول فى أدنى مجاملة : أبلغك باسم أبوهيثم أن ...بغداد هذه الليلة..........
اندهشت لهذا القرار الصارم والأنى الذى كان فيه الكثير من الأذلال والأهانة للطرف المقابل، وتوجست فى قرارة نفسى من رد فعل عكسى تجاه والدى من الطرف المقابل، عاتبته بصراحة لرفعه سقف التوتر الى حد القطيعة ......وبالمقابل شكرنى، لدفعه اتخاذ اجراء تأخر كثيرا فى الأقدام عليه....... هكذا بدأت الخطوة الأولى وكانت مساء يوم 26من أكتوبر 1970 ...



#خسرو_حميد_عثمان (هاشتاغ)       Khasrow_Hamid_Othman#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حميد عثمان فى كتابات المناضل جاسم الحلوائى 4
- حميد عثمان فى كتابات المناضل جاسم الحلوائى3
- حميد عثمان فى كتابات المناضل جاسم الحلوائى(2 )
- حميد عثمان فى كتابات المناضل جاسم الحلوائى
- فرمان من فرمانات خال السيد الرئيس 5
- فرمان من فرمانات خال السيد الرئيس 4
- فرمان من فرمانات خال السيد الرئيس 3
- فرمان من فرمانات خال السيد الرئيس 2
- فرمان من فرمانات خال السيد الرئيس 1
- دعوة عامة للتأمل قليلا
- عندما كان أمنه غفور غاضبة 2
- عندما كانت أمنه غفور غاضبة 1
- ليلتان فى حُضن تأريخ شائك وبعدها 3
- ليلتان فى حُضن تأريخ شائك وبعدها 2
- ليلتان فى حُضن تأريخ شائك وبعدها
- الرجل الذى وهب نفسه لحلم كبير2/2
- الرجل الذى وهب نفسه لحلم كبير2/1
- البحث عن طريقة للهروب
- عندما يعادل البلوك الواحدعشرة دفاتر بعينها
- الى رجل أصبح.....


المزيد.....




- الشرطة الأمريكية تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة ...
- مناضل من مكناس// إما فسادهم والعبودية وإما فسادهم والطرد.
- بلاغ القطاع الطلابي لحزب للتقدم و الاشتراكية
- الجامعة الوطنية للقطاع الفلاحي (الإتحاد المغربي للشغل) تدعو ...
- الرفيق جمال براجع يهنئ الرفيق فهد سليمان أميناً عاماً للجبهة ...
- الجبهة الديمقراطية: تثمن الثورة الطلابية في الجامعات الاميرك ...
- شاهد.. الشرطة تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة إيم ...
- الشرطة الإسرائيلية تعتقل متظاهرين خلال احتجاج في القدس للمطا ...
- الفصائل الفلسطينية بغزة تحذر من انفجار المنطقة إذا ما اجتاح ...
- تحت حراسة مشددة.. بن غفير يغادر الكنيس الكبير فى القدس وسط ه ...


المزيد.....

- هل يمكن الوثوق في المتطلعين؟... / محمد الحنفي
- عندما نراهن على إقناع المقتنع..... / محمد الحنفي
- في نَظَرِيَّة الدَّوْلَة / عبد الرحمان النوضة
- هل أنجزت 8 ماي كل مهامها؟... / محمد الحنفي
- حزب العمال الشيوعى المصرى والصراع الحزبى الداخلى ( المخطوط ك ... / سعيد العليمى
- نَقْد أَحْزاب اليَسار بالمغرب / عبد الرحمان النوضة
- حزب العمال الشيوعى المصرى فى التأريخ الكورييلى - ضد رفعت الس ... / سعيد العليمى
- نَقد تَعامل الأَحْزاب مَع الجَبْهَة / عبد الرحمان النوضة
- حزب العمال الشيوعى المصرى وقواعد العمل السرى فى ظل الدولة ال ... / سعيد العليمى
- نِقَاش وَثِيقة اليَسار الإلِكْتْرُونِي / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية - خسرو حميد عثمان - حميد عثمان فى كتابات المناضل جاسم الحلوائى 5بعد التصحيح