أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حسن مدبولى - هل مصر فرعونية ام قبطية ام اسلامية ؟ هذا هو السؤال














المزيد.....

هل مصر فرعونية ام قبطية ام اسلامية ؟ هذا هو السؤال


حسن مدبولى

الحوار المتمدن-العدد: 3149 - 2010 / 10 / 9 - 18:53
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


بعض الذين لا يعرفون مصر يتحدثون باستفاضة مريبة عنها ,لا مانع من ان يهتم البعض بمصر شعبا ووطنا وثقافة وسياسة وتراث واجتماع ,لكن يلزم ان يكون المهتم او الباحث على قدر المسئولية ,ولديه حد ادنى من المعرفة بالاحوال ,لا يجوز ان يستقى هؤلاء معلوماتهم من برنامج فضائى هنا او هناك ,او حتى من اعلامى لديه اجندة مشبوهة ,او من اناس تأخذهم وتأكل قلوبهم احقاد التاريخ ,ولا يعترفون بالواقع ,ويعيشون فى اتون ومحرقة البغض الطائفى دون مسوغ او بينة تعتمد على الحقائق .

الاعلاميون الحقيقيون فى مصر والذين يريدون لشعبها التقدم والحرية ,مطاردون ويكادون لا يجدون منبرا واحدا يحتويهم ليأخذوا بأيدى شعب مصر,ولعل ما حدث للاستاذ ابراهيم عيسى خير مثال ,وقبله الاستاذ حمدى قنديل ,والدكتور عبد الحليم قنديل ,والسيدة المحترمة سكينة فؤاد ,هؤلاء يعملون من اجل مصر ,ومصر فقط,ولهذا فهم مطاردون منبوذون ,تكالبت عليهم ايدى الهبش والفساد التى احتوت الاعلام الجديد المسيطر على الساحة حاليا ,لذا فان المشكلة ليست فى قنوات دينية نؤكد ان لا احد يشاهدها ,ولكن المشكلة الاعلامية فى مصر والفعلية هى فى قنوات رجال الاعمال والصحف المستقلة الجديدة التى يمتلكونها,فهؤلاء -رجال الاعمال-لا تهمهم مصر ولا مستقبلها ولا شعبها ,المهم لديهم هو كم الاعلانات وحجم المدخول الايرادى , وبالتالى فلن يعمل لديهم سوى المرضى عنه ,والذى لا يجلب لهم المتاعب او وجع الدماغ الاقتصادى , بل ان بعض رجال الاعمال يهمه ايضا- بالاضافة الى الاموال -ان يعيد تشكيل وتحويل المنظومة القينية فى مصر على هواه ورغباته المشبوهة والتى تعادى صراحة قلب ووجدان وتراث الشعب المصرى .

الاعلام المسيطر حاليا فى مصر ليس هو اعلام الزبيبة او اعلام الجلباب القصير ولا اعلام المساجد ولا اعلام العلاج بالاعشاب, بل هو اعلام التسطيح والضحالة الفكرية والنهم والسعارا الجنسى والتفاهة الكليباتية, والمنافسات الكروية المشبوبة , المناقشات كانت فى رمضان حول الازواج الخمسة لاحدى الممثلات ,والمناقشات الساخنة حاليا تدور حول اهمية ما حدث فى مدرجات مباراة الاهلى المصرى والترجى التونسى , انتهى تماما دور مسرح الطليعة ,ودور المسرح القومى ودور هيئة السينما ,فخرجت لنا افلام ومسرحيات العشوائيات التى تبرز قاذورات لا وجود لها فى الطبيعة الانسانية المصرية بهذا التصوير البشع الذى تبديه لنا افلام من عينة حين ميسرة واحنا اولاد البلد , لا وجود فى الواقع المصرى ولا حتى فى عشوائياته ما يسمى بزنى المحارم ولا البلبطة الجنسية التى تضخ من اجل ابرازها ملايين الاموال فى افلام المقاولات, كما لا تباع على ارصفة مصر اعشاب او علاجات طبية ,سوى بعض من مكنون تاريخى يعتز بذلك النوع من العلاج ,وهى مكونات لا يزعم تجارها انها علاجات نبوية او اسلامية ,ولكنها علاجات عطارين -بائعى العطارة فى مصر- اى تجار الاعشاب الطبية وغير الطبية.

كل ما حدث من تغيير فى مصر هو فى ملابس السيدات ,او فلنقل ارتداء الحجاب ,حتى هذا الحجاب المصرى مختلف عن احجبة دول الخليج او براقعها, ولا علاقة له بوهابية او اموال بترول ,كل ما الامر انه شكل من اشكال الدفاع الذاتى عن الهوية بعد هذا التكالب الاستئصالى المسعور ضد الهوية الاسلامية فى مصر ,وبعيد تلك الرعاية المشبوهة التى تتلقاها الاطراف الاخرى بلغة بعض رجال الدين عند حديثهم عن الاخر المسلم فى مصر ,اما الشباب فلا جلباب ولا بنطلونات قصيرة ولا دياولوا ,بل ان بعض الدعاة يرتدون احدث انواع الجينز,او الازياء المودرن الافرنجية.

ليس مطلوبا من مصر او من المصريين او من الاغلبية التى خلقت فوجدت انتمائها عربى اسلامى ,ان تتخلى عن هذا الانتماء لكى يستريح البعض ,كما انه ليس مطلوبا من اطراف اخرى ان تنهى تجهم رجالات دينها والتزامهم بارتداء الزى الاسود حدادا على فتح مصر ,مصر الواقعية الان هى مصر ذات الانتماء العربى الاسلامى -بحكم انتماء غالبية سكانها ,ولها ايضا جذور رومانية وقبطية, لا يزال يعتنقها عدد كبير من سكانها , ولها بالتأكيد اصول فرعونية ونوبية وكذلك بدوية ,,وللجميع الاحترام ,فمصر كل هؤلاء,لا سلطة لاحد فى نفى اى منها ولكل خصوصيته ,ومع ذلك فان المشكلة ليست فى قراءة المصاحف التى تزيد وتظهر فى رمضان فقط ,ولا فى بعض القنوات التى لايشاهدها ولا يتأثر بها سوى اعداد لا قيمة لها لا على المستوى الاسلامى ولا على المستوى المسيحى -حيث توجد قنوات دينية مسيحية ايضا-لكن المشكلة تعود الى تسليم مصر تسليم مفتاح الى هبيشة رجال الاعمال الذين قاموا بدورهم بتسليمها الى الاستعمار الغربى عبر اليات الاستثمار المشبوه الذى لم يكتفى بعمليات النهب والاستحواذ الاقتصادى بل يعمل ايضا بجدية من اجل خلق هوية جديدة فى مصر ممالئة له ,وفرض ثقافته الشاذة على مقومات الثقافة الجمعية للشعب المصرى ,من خلال ابواق اعلامية سادت الان على الساحة المصرية والغريب ان تلك الابواق تدعى الاستنارة والتمدن والرقى والشجاعة بينما كل واحد منهم -وبدون اسماء - له دور لا يتخطاه يضعه له رجال الاعمال المدعومين من الخارج وفق خطة هنرى كيسنغر.

المستنير الفعلى فى مصر حاليا هو من يحارب التسطيح والتفاهة ونشر قيم الدعارة بين ارجاء ارض الكنانة ,والمتمدن الحقيقى هو من يقول لا للفساد والنهب وبيع مصر , من يحب مصر فلا عدو امامه سوى من ينزع عنها حقها فى الديموقراطية السياسية ,الحرية للمصريين ,اهم كثيرا من محاولات نزع ملابس فتياتها التى تزعج بعض المرضى الاحاديين .



#حسن_مدبولى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السودان وفلسطين ,الفتنة الطائفية اكثر جاذبية
- ديموقراطية رجال الاعمال ,,,بمناسبة اقالة ابراهيم عيسى مرتين
- فى التضامن مع بولس رمزى,على مشعلى الحرائق الصمت.
- العلمانية فوق االجميع
- الدولة المدنية المأمولة والمأمونة ,بسيطة خالص
- احراق القرآن الكريم ,,واحراق الانجيل المقدس
- هاجم وانتقد الاسلام فهو الارهاب
- دولة اسرائيل فى العالم ,كالنادى الأهلى فى مصر
- رسالة موحدة الى اخى بطرس بيو والى اخى عدلى جندى
- المزيفاتية
- اليسار فى مصر, الى اليمين در
- فى نقد ما يخص الاسلام والمسلمين
- من هم الهمج , وما هو الارهاب ؟
- منع النقاب ,, وسحل الحرية ,,وبيع الاوطان
- صكوك الغفران ,, وفرمانات الحرمان
- خرف الفكر , وتداعى المتفيكرين
- الارهاب المسيحى الغربى ,والدولة المدنية
- النكش والنخربة والخلط المتعمد ,,لارضاء اولياء النعم
- حقوق المرأة المصرية المنسحقة
- هيلين توماس,, وفضيحة حرية التعبير,, وحرية المرأة


المزيد.....




- عالم أزهري: الجنة ليست حكرا على ديانة أو طائفة..انشغلوا بأنف ...
- يهود متطرفون من الحريديم يرفضون إنهاء إعفائهم من الخدمة العس ...
- الحشاشين والإخوان.. كيف أصبح القتل عقيدة؟
- -أعلام نازية وخطاب معاد لليهود-.. بايدن يوجه اتهامات خطيرة ل ...
- ما هي أبرز الأحداث التي أدت للتوتر في باحات المسجد الأقصى؟
- توماس فريدمان: نتنياهو أسوأ زعيم في التاريخ اليهودي
- مسلسل الست وهيبة.. ضجة في العراق ومطالب بوقفه بسبب-الإساءة ل ...
- إذا كان لطف الله يشمل جميع مخلوقاته.. فأين اللطف بأهل غزة؟ ش ...
- -بيحاولوا يزنقوك بأسئلة جانبية-.. باسم يوسف يتحدث عن تفاصيل ...
- عضو بمجلس الفتوى ببريطانيا يدعو مسلمي الغرب للتمسك بدينهم وب ...


المزيد.....

- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد
- التجليات الأخلاقية في الفلسفة الكانطية: الواجب بوصفه قانونا ... / علي أسعد وطفة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حسن مدبولى - هل مصر فرعونية ام قبطية ام اسلامية ؟ هذا هو السؤال