أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - رياض الأسدي - ماريو فارغاس يوسا المهتم بالكيوات العراقية














المزيد.....

ماريو فارغاس يوسا المهتم بالكيوات العراقية


رياض الأسدي

الحوار المتمدن-العدد: 3149 - 2010 / 10 / 9 - 15:48
المحور: كتابات ساخرة
    


الكاتب البيروني ماريو فارغاس يوسا الحائز على جائزة نوبل للآداب لهذا العام 2010، كما أعلنت ذلك الأكاديمية السويدية، يكون يوسا الحاصل على رقم(107) في سلسلة الحاصلين على هذه الجائزة العالمية. يعتقد بعضهم أنها جائزة مسيسة. لم لا فعالمنا كلّ مسيس من هامته إلى أخمص قدميه. يوسا المتياسر ويوسا المتيمن، ويوسا اللاعب على الحبلين، الانتقالي من هذا الطرف إلى ذاك بكلّ بساطة وكلما اقتضت الظروف: شوهد في بغداد في عام 2003 وهو يفاصل بائعا لل(كيوات)؛ الروائي والصحفي والباحث عن كرسي الرئاسة عدة مرات، ربما خمس؛ الفاشل في ذلك، والناجح في محاولاته الفاشلة كلها أيضا. ولعلّ هذه المواقف المتحولة هي التي أشعلت النيران الخلافية بينه وبين مجايله جابريل غارسيا ماركيز الذي حاز على جائزة نوبل في وقت سابق.
ليوسا تاريخ حافل في رفض كل أشكال الديكتاتورية، ومن أي إناء نضحت، ولسنا بصدد تقييم إبداعه الأدبي، فهذا أمر يقوم به متخصصون، وذوو ذائقة عالية، وقراء نهمون في الوقت نفسه. ما يهمنا هو دأب هذا الكاتب على المحافظة على وجوده في الشأن العام بغض النظر عن تحولاته. لا ينبع ذلك من روحية الصحفي الوثابة التي تربع عليها ماريو فارغاس يوسا فحسب، بل لجعل ذلك جزءا من إبداعه الأدبي. كان يوسا يرى في إن الأدب على علاقة وطيدة بالمجتمع، ولا يمكن عزله عن معاناة الناس، فالأدب والفن غير الملتزمين لا يوجدان إلا في أذهان أصحابهما، وهما ملتزمان طبعا بالتمويه على الناس وتزييف الحقيقة. وهذا لا يعني بأية حال أن يكون الأدب والفن انعكاسا للدولة او الإيديولوجيا أو الجغرافيا بمقدار ما هو كشف حيوي للإنسان ورؤاه وعالمه القادم. لا يمكن ان يرى الكاتب شعبه وأمته تغرق في الظلام والبؤس وهو يجلس في بيته يستعرض تجاربه الذاتية المحضة. يمكن أن يدع تجاربه تلك إلى مذكراته وليس إلى ذاكرتنا، وأن لا يجترها اجترارا : هذا ما حاول ان يعلمنا إياه السيد ماريو فارغاس يوسا.
هذا التوجه بلاشك جعل من الكاتب غزير الإنتاج متعدده. يكتب في هذا الموضوع ثم يكتب في ذاك؛ يحض على هذا الرأي ثم يلعنه بعد عام. هوسه. غزارة إنتاج يوسا، وتنوعه، ليس مثلبة مادام صادقا، فكتب عن البسطاء والمعدمين والمهمشين كيساري كما كتب عن محاسن اليمين وبلاهاته ودكتاتوريته، وعن غيرهم، ثم انصب اهتمامه على قضايا الحرية ليس في البيرو وأميركا اللاتينية ولكن في عموم بلدان العالم. صبّ جام غضبه على صدام بقوله : لم أسمع عراقيا إلا وشتمه، على طريقة (زينب السويج)! وكتب كذلك في قضايا حقوق الإنسان التي تعد بحق قضايا روح العصر الآن، وغيرها من القيم والمثل التى أثرت أدبه وقدمته للمجتمع الإنساني بوصفه أديبا مدافعا ومتحدثا عن سلسلة من القيم النبيلة الكبرى التي تواجه البشرية عموما.
وفي صيف 2003 زار ماريو بارغاس يوسّا بغداد بصحبة ابنته المصوّرة الفوتوغرافية ليكتب ما يشبه التحقيق والانطباعات عن العراقيين ووطنهم المستباح وأحوالهم الإنسانية المتفاقمة. قدم يوساصورة مفجعة عما كانت عليه البلاد وقتذاك بسبب الاحتلال الأميركي الغاشم. ولو قيض للكاتب البقاء في العراق طويلا لمشاهدة عمق الهولوكوست لأصيب بالذعر او الجنون حتما. وربما لكتب عشرات الكتب عن هذا البلد المعمد بالدم المجاني يوميا. والزيارة هذه كانت بدافع من صحيفة «إل بابيس» الإسبانية و «لوموند» الفرنسية، وعندما كتب يوسا تلك الانطباعات بدت أشبه بنص إبداعي جميل، حظي بترحاب كبير في العالم وقتذاك وألقى ظلاله المبكرة على القضية العراقية. ومما كتب يوسا في هذا النص: "عادت بي ذاكرتي إلى عراق القرون الوسطى عندما وطئت قدماي بغداد. سنحت لي الفرصة بزيارة كلية اللغات التي تضم (5000) طالبا يدرس فيها نحو(80) طالبا اللغة الإسبانية بأساتذة أكفاء" لكن ما لم يكتبه فارغاس الآن هو هذه الهبة النارية الكبرى التي طالت الجامعات العراقية بعد ان تحولت بقدرة الولايات المتحدة والقوى الظلامية ساحات لمرابط خيل الأحزاب والعناصر المتشددة وما مذبحة باب الجامعة المستنصرية ببعيدة.
وإذا كان فارغاس قد شاهد السراق واللصوص وهم يحملون الكراسي والوثائق والقطع الاثرية من المتاحف المنهوبة، من الذين أطلقت لهم قوات الاحتلال العنان في عام 2003 ليقدموا أبشع صورة عن المجتمع العراقي (علي بابا) فإنه لم يكتب كما أظن عن علي بابا الكبار الذين سرقوا 300 مليار دولار عراقي حتى الآن أيضا. كان على يوسا الحائز على جائزة نوبل ان يعيد الكرة لزيارة العراق للكتابة عن اولئك اللصوص المعمدين بأربطة ومناصب وسيارات دفع رباعي وبدلات مصممة على أقيستهم من أرقى المناشيء العالمية وأحذية ايطالية ثمينة بدلا عن (كيوات) أيام زمان.



#رياض_الأسدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراقيون مسجلون في منظمة الشعوب المنقرضة؟
- مصفوفة يسار قادم (1-1)
- إعترافات الشيخ احمد الكبيسي
- هل يُناط بطارق عزيز دورا (ما) جديدا؟
- راشيل كوري/ مركريت حسن
- حسن العلوي: قلق ولاء قديم/ قلق الحاضر
- لحظات فانية
- بقعة الأرجوان
- أرض الريشوله(*)
- جراد أصفر
- خيول بيض
- رائحة بول غريب
- من أين تبدأ الديمقراطية؟ قراءة في تجربة حزب الوفد المصري
- حسن العلوي : الحصان الشيخ الراكض
- الأرجواني المزرق
- درس علي شريعتي/ مفكر الثورة الإيرانية
- (الدريع)(*)
- (لم يعد الصمت ممكنا) إجابات سريعة في اليسار العراقي الجبان
- بخفة الورقة او أقل
- سعال ديكي


المزيد.....




- فنانون يتدربون لحفل إيقاد شعلة أولمبياد باريس 2024
- الحبس 18 شهرا للمشرفة على الأسلحة في فيلم أليك بالدوين -راست ...
- من هي إيتيل عدنان التي يحتفل بها محرك البحث غوغل؟
- شاهد: فنانون أميركيون يرسمون لوحة في بوتشا الأوكرانية تخليدً ...
- حضور فلسطيني وسوداني في مهرجان أسوان لسينما المرأة
- مهرجان كان: اختيار الفيلم المصري -رفعت عيني للسماء- ضمن مساب ...
- -الوعد الصادق:-بين -المسرحية- والفيلم الأميركي الرديء
- لماذا يحب كثير من الألمان ثقافة الجسد الحر؟
- بينهم فنانة وابنة مليونير شهير.. تعرف على ضحايا هجوم سيدني ا ...
- تركيز أقل على أوروبا وانفتاح على أفريقيا.. رهان متحف -متروبو ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - رياض الأسدي - ماريو فارغاس يوسا المهتم بالكيوات العراقية