أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد عبد المنعم - دور المسرح السياسى ووظيفته














المزيد.....

دور المسرح السياسى ووظيفته


محمد عبد المنعم

الحوار المتمدن-العدد: 3148 - 2010 / 10 / 8 - 20:34
المحور: الادب والفن
    


من خلال التعريفات والآراء العديدة التى طُرحت حول مصطلح المسرح السياسى، يستطيع الباحث أن يقف على وظيفة هذا المسرح، فهو يلعب دوراً فعالاً ورئيسياً فى تغيي ما هو كائن. وهذا ما يؤكده (مايرهولد) بقوله عن المسرح السياسى إنه " يلعب دوراً ضخماً فى تغيير كل ما هو موجود، فمن الممكن أن يلعب الفنان دور السياسى وليس العكس ". فانطلاقاً من وعية بحقيقة الصراعات الدائرة يتمحور دوره فى أن يفضح طبيعية تلك الصراعات ويكشفها، فيستفز الجمهور ويعلمه، وهو يعرض عليه أوضاعه بكثير من التحليل من أجل تنويره، وبالأحرى تثويره، وتحفيزه على العمل والفعل لتغيير قدره.

لذلك يطرح المسرح السياسى – بوصفه فناً ثورياً – المشكلة المعالجة بشكل مكثف ومباشر وفى فترة زمنية محددة، باعتباره أداة اتصال حميمة مع المتلقى تفوق غيرها من أدوات الإعلام؛ إذ لا تقتصر وظيفته على تصوير الواقع الحياتى الحالى فى المجتمع فحسب، وإنما يتجاوز ذلك إلى توجيه المجتمع ومحاولة تغييره، فهو بحق أداة من أدوات الثورة الاجتماعية، يتناول الواقع باعتباره نقطة بداية، متخذاً منه أداة اتهام لمتناقضات المجتمع،
داعياً إلى الثورة والتغيير .

ولما كان المسرح السياسى يهدف إلى إيقاظ وعى المتلقى فإنه يعمل على حضور الناس باعتبارهم مشاهدين، حضوراً واعياً دائماً ومنظماً، هذا الحضور الواعى المنظم الذى يمارسه هذا المسرح ضرورة؛ لأنه يتحرك مع حركة الحياة ومعركة التاريخ، ويصبح منبراً للدعوة ومنطلقاً للعمل الثورى الذى يحبذ التغيير نحو الأفضل، فوظيفة المسرح السياسى " ليست الوظيفة الأرسطية (التطهير) بمعنى إثارة عاطفة، بل هى تواصل عقلى بين ما يقدمه المؤلف وبين الجمهور " ، لذلك فكل ما يهمه هو كسر حاجز الإيهام بينه وبين الجمهور؛ إذ يحاول أن يشركه معه فيما هو مطروح أمامه من أحداث، ومن ثمَّ فإن المسرح السياسى يُعتبر مسرح القلق، مسرح الغضب، مسرحاً لا مجال فيه للراحة والانفراج، وإنما يسعى للتصعيد. " وكم هو دقيق وشفاف الخيط الفاصل بين خاتمة تشحن وأخرى تفرغ " ، وهو
ما يحدد اختيار الفنان المسرحى، وتوجهه نحو سياسة تكرس الوضع القائم على القمع والقهر والمصادرة والتسلط، أو سياسة تدفع باتجاه التبديل والتغيير نحو الأفضل.

لذلك يردد (أحمد صقر) قائلاً إن " رسالة المسرح السياسى ليست فقط الإمتاع الحسى، ولكنها تتخطى ذلك إلى الإمتاع الفكرى ليصبح المشاهد قادراً فى أعقاب المشاهدة على مناقشة الأفكار والتحرك بشكل إيجابى؛ حيث أنه أصبح مُستَفَزاً تحركه الأفكار نحو الثورة على الأخطاء التى تحكم الفكر السياسى لهذا العصر ".
ويشير (سمير سرحان ) إلى دور آخر للمسرح السياسى، حيث يرى أن وظيفته لا تكمن فقط فى التعبير عن الثورة المكبوتة وعن الرغبة فى التغيير فحسب، وإنما هى أيضاً وظيفة فنية إلى أبعد الحدود، إنه تجسيد لِمَا يجب أن يكون عليه الفن الجيد، مضمون كبير وفن مسرحى كبير يلائم ضخامة المضمون وخطورته، لذلك تبلورت حقيقة مهمة تمثلت فى أن المضمون الجيد لا يمكن أن ينفصل فى المسرح السياسى عن الفن الجيد. إن وظيفة المسرح السياسى الحقيقية تكمن فى طرح الأسئلة التى ينبغى أن يسألها المجتمع فى لحظات القهر، ولا ينتظر منه أن يجيب على هذه الأسئلة، وإنما عليه فحسب أن يسألها حتى تتخذ شكلاً محدداً، وما هذا الشكل إلا الرؤيا العميقة الواضحة الى تصاحب ميلاد فجر جديد.

ولا يمكن أن نغفل أن المسرح السياسى يسهم بشكل كبير فى توجيه الرأى العام باتجاه معين فى فترة محدودة " ولكنه لايساهم فى ترسيخ قيم فى تفكير الإنسان وسلوكه بشكل ثابت وأصيل . ويعلل (أحمد العشرى ) ذلك فيقول " لأن القيم التى يثيرها المسرح السياسى المباشر ويحرض عليها ، تكون ذات تأثير وقتى، قد تزول بزوال السبب، وهذا فى حد ذاته ليس عيباً، فقد أدى الفن الجيد إحدى وظائفه، ولكن الذى نعول عليه أن تبقى القيمة مطلقة وخالدة ".
دور المسرح السياسى ووظيفته



#محمد_عبد_المنعم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المسرح الغنائى
- مسرح القهوة فى مصر


المزيد.....




- أزمة الفن والثقافة على الشاشة وتأثيرها على الوعي المواطني ال ...
- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- مصر.. الفنان بيومي فؤاد يدخل في نوبة بكاء ويوجه رسالة للفنان ...
- الذكاء الاصطناعي يعيد إحياء صورة فنان راحل شهير في أحد الأفل ...
- فعالية بمشاركة أوباما وكلينتون تجمع 25 مليون دولار لصالح حمل ...
- -سينما من أجل غزة- تنظم مزادا لجمع المساعدات الطبية للشعب ال ...
- مشهور سعودي يوضح سبب رفضه التصوير مع الفنانة ياسمين صبري.. م ...
- NOW.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 154 مترجمة عبر فيديو لاروزا
- لماذا تجعلنا بعض أنواع الموسيقى نرغب في الرقص؟
- فنان سعودي شهير يعلق على مشهد قديم له في مسلسل باللهجة المصر ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد عبد المنعم - دور المسرح السياسى ووظيفته