أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - نبيل عودة - انتفاضه في عين ماهل














المزيد.....

انتفاضه في عين ماهل


نبيل عودة
كاتب وباحث

(Nabeel Oudeh)


الحوار المتمدن-العدد: 3148 - 2010 / 10 / 8 - 09:51
المحور: المجتمع المدني
    




حرب شوارع في عين ماهل بين الشرطة والأهالي. والموضوع تعيين مديرة جديدة لمدرسة في عين ماهل.
لا اعرف ما هي الملابسات التي رافقت اختيار المديرة الجديدة، وكن ما وصل إلى حد علمي من صديق من عين ماهل نفسها، غاضب هو الأخر من اختيار مديرة "غريبة عن البلد" وليس مديرا من أهل البلد، جعلني اشعر بغصة وحزن على المستوى الذي ننحدر إليه ونحن منفوخون فخرا بتحجرنا.
قلت جاسا رد فعله: ما الضمانة ان مديرا من عين ماهل سيدير المدرسه ويطورها فضل من المديرة التي وقع الاختيار عليها؟
وكأني ألقيت إصبع ديناميت في بطنه.
ما استطعت فهمه من ألاف الكلمات التي رطبها زبد فمه، أن مدارس عين ماهل يجب أن تدار من مربين من عين ماهل نفسها- التفسيرات التي أوردها تنفع لقصة ساخرة وليس لمقال صحفي.
أي بكلمات أخرى، نحن أمام مشهد انغلاق قروي. نحن من هذا البلد (اعني القرية) إلى هنا ننتمي وكل من لم يولد في عين ماهل فهو دخيل يجب لفظه.
حتى اليوم عانينا من العائلية، وقتلتنا الطائفية، وفسخت صفوفنا الصهيونية، ولكني لم احلم في أكثر ليالي سواداً، أن نصل إلى وضع نطرح فيه انعزالنا على أساس جغرافي ضيق، لا يتجاوز حدود الحارة أو القرية.
تحاملت على غضب محدثي وقلت آني افهم أن تجند الجماهير العربية في إسرائيل, ضد هدم منزل في النقب مثلا أو في عين ماهل لا ضرورة له، لانها ليست معركة المواطنين العرب كلهم ، بل معركة أهل البلدة التي يجري فيها الهدم..؟! هل تريدون تحويلنا إلى انتماءات حسب البلدات أيضا، وهموم سياسية حسب المساحة الضيقة التي لا تتجاوز حدود قرية؟!
وأضيف ما لم اقله له: السلطة تقسمنا حسب طوائفنا حتى لا تعترف بنا كأقلية قومية،وللأسف حققت نجاحات هامة لسياستها.. وانتكاسات مقلقة على تواصلنا الوطني، وتصرفاتنا تثبت أننا نقسم أنفسنا إلى أجزاء أو أدنى كثيرا من تقسيم السلطة لنا، اليوم نحن طوائف متصارعة ومجتمع متصدع!!
العائلية السياسية التي قضينا عليها، كما توهمنا في نهاية السبعينات من القرن الماضي، أضحت هي القوة السياسية المحركة في البلدات العربية، والمؤسف أن الأحزاب المفروض أنها مؤسسات تدير المجتمع المدني، وتشرف على تطوره في اتجاهات مدنيه ديمقراطية علمية متنورة، تندمج في السياسات العائلية،وبعضها في السياسات الطائفية أيضا، مما يعمق أزمتنا كمجتمع مدني حضاري متنور ودمقراطي.
ليس سرا أن رئاسة السلطة المحلية في معظم بلداتنا العربية، أصبحت من نصيب مرشح العائلة الأكبر، وهذه التقسيمة قائمة في عين ماهل أيضا.
لست ضد مرشح عائله، وقد يكون انسانا قديرا،ولكني ضد الفكرة المريضة التي تقف وراء هذا النهج ، الذي لا يمكن وصفه الا بتعابير سلبيه!!
عين ماهل تستحق إن تسجل لنفسها لقب السبق في طرح منهج جديد. لا وظيفة إداريه في مدرسة أو غيرها.. الا لإبن البلد.
وبذلك يصبح لدينا، أحزابا سياسية وعائلية سياسية وطائفية سياسية وقروية سياسية هذا عدا تقسيمنا مسلمين وبدو ودروز ومسيحيين.
فهمت من صديقي المهلاوي، أن ما ذهبت إليه هو صحيح تماما، رئاسة المجلس هي حصة، وإدارة المدرسة هي حصة أخرى .
لم أسمع أي انتقاد حول قدرات المديرة التي عينت، لو كان من مشكلة في قدراتها لفهمت غضب أهالي عين ماهل.
لا أشكك بقدرات الإداريين من أهلنا في عين ماهل ولكني اشكك في الأسلوب الذي تجري فيه التوزيعات للمناصب، أشكك في الفكر الذي يجزئ الجزء إلى أجزاء متناهية الصغر، تحولها إلى قضية مبدئية، ومواقف إستراتيجية.
إن إدخال مديرة لمدرستها بحراسة الشرطة، وباستعمال وسائل قمع لا يمكن أن نقبلها، وتجعلنا نقول بصوت مرتفع وبألم كبير، هذا الدرس سينعكس سلباً على أبنائكم الطلاب، ولن يربح منه إلا أعداء شعبنا ومصادري حقوقه.

[email protected]



#نبيل_عودة (هاشتاغ)       Nabeel_Oudeh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إسرائيل بعد 26 أيلول .. دولة يحكمها رسميا المستوطنون!!
- ثرثرة عربية في مواجهة النووي الإسرائيلي
- ملاحظات حول قرار لجنة المتابعة إعلان الإضراب بذكرى انتفاضة أ ...
- مقياس تدريج الجامعات، مقياس للتطور العلمي، الثقافي والاجتماع ...
- ما يقبله الفلسطينيون اليوم ليس شرطا ان يقبلوه غداً
- حتى يظل السلاح طاهرا...!!
- دراسة قانونية اسرائيلية تدعي: لا حق قانوني للاجئين بالعودة
- بورغ يعود للسياسة برؤية سياسية مثيرة
- مرتعبون من سجلاتهم!!
- الثقافة والعولمة
- القصة كمادة فكرية
- انصرف من امامي ايها المغفل *
- ما هو الرنين من تصفيق يد واحدة ؟
- حوار مع الكاتب نبيل عودة
- عسر الفهم والرؤية المغلقة المسبقة في نقاش غطاس ابو عيطة
- متشائم ، متفائل وواقعي
- الكرامة...
- العجرفة والغطرسة حين تصير سياسة دولة !!
- رجل السياسة
- رسالة ليست شخصية فقط


المزيد.....




- اليونيسف تعلن استشهاد أكثر من 14 ألف طفل فلسطيني في العدوان ...
- اعتقالات في حرم جامعة كولومبيا خلال احتجاج طلابي مؤيد للفلسط ...
- الأمم المتحدة تستنكر -تعمد- تحطيم الأجهزة الطبية المعقدة بمس ...
- يديعوت أحرونوت: حكومة إسرائيل رفضت صفقة لتبادل الأسرى مرتين ...
- اعتقال رجل في القنصلية الإيرانية في باريس بعد بلاغ عن وجود ق ...
- ميقاتي يدعو ماكرون لتبني إعلان مناطق آمنة في سوريا لتسهيل إع ...
- شركات الشحن العالمية تحث الأمم المتحدة على حماية السفن
- اعتقال رجل هدد بتفجير نفسه في القنصلية الإيرانية بباريس
- طهران تدين الفيتو الأمريکي ضد عضوية فلسطين بالأمم المتحدة
- عشية اتفاق جديد مع إيطاليا.. السلطات التونسية تفكك مخيما للم ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - نبيل عودة - انتفاضه في عين ماهل