أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - صاحب الربيعي - القانون والسياسة














المزيد.....

القانون والسياسة


صاحب الربيعي

الحوار المتمدن-العدد: 3146 - 2010 / 10 / 6 - 14:29
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


لا يضاهي ارتكاب مئات الجرائم والجنح يومياً في المجتمع، انتهاكاً صارخاً للقانون يرتكبه سياسي معتوه في السلطة. لأن دوافع الأولى غالباً تكون غير مباشرة تشجع المجرمين على مخالفة القانون بعدّها دوافعاً غير قصدية على نحو عام في الدول المتخلفة وعدد المتضررين منها ليس كبيراً، لكن دوافع الثانية قصدية ترتكب مع سبق الإصرار وبوعي كامل لتحقيق مصلحة أو هدف ما فيتضرر المجتمع بالكامل منها.
حين يتخذ سياسي معتوه في السلطة قرار الحرب يدفع ثمنها الباهض المجتمع وتستنزف موارد الدولة بالكامل من دون أن يخسر شيئاً، ومحاكمته على سوء استخدامه السلطة لا تجدي نفعاً خاصة حين تؤدي السلطة القضائية دور العاهرة المرتمية في أحضان السلطة التنفيذية فيتحمل كلاهما قرار الحرب وانتهاك القانون لأن القاضي غير النزيه لا يقل سوءاً عن السياسي المعتوه.
يقول (( رادها بينود )) : " إنه حين يجري المقارنة بين ممارسات السلطة غير القانونية وإجمالي الجرائم المرتكبة في المجتمع يخسر القانون سمعته، فالقتل العشوائي للمدنيين في الحروب يعدَ انتهاكاً للقانون الدولي لكن قرار استخدام القنبلة الذرية ضد اليابان لا يعدّ خرقاً للقانون وحسب، بل سلوكاً همجياً للسياسي لا يقل شراً عن سلوك النازيين في أبادة الشعوب ".
إن السياسي المعتوه المنتهك للقانون لا يقتصر خطره على نفسه أو سلطته وإنما يؤثر سلباً على المجتمع بكامله ولأجيال قادمة، فحجم الانتهاك القانوني يقاس بنفوذ الفرد في السلطة والمجتمع. وكلما زاد نفوذ السياسي في السلطة زاد خرقه للقانون، وبزيادة نفوذ الفرد المالي في المجتمع يزيد انتهاكه للقانون.
متنفذو السلطة السياسية والمالية مستعدون لارتكاب جرائم كبرى تنتهك القانون على نحو صارخ إن كانت تحقق مصالحهم الشخصية بعدّهم منفذين لأجندة سياسية خارجية تنتهك الثوابت الوطنية لضمان بقاءهم في السلطة أطول فترة ممكنة أو لتحقيق مصلحة مالية عن طريق كسب غير مشروع لتحقيق أرباحاً فاحشة على حساب مصالح الدولة والمجتمع، فكلما كسب المتنفذ السياسي والمالي أكثر زاد جشعه على نحو أكبر ليتضاعف حجم ضرره على مستوى الوطن بكامله.
إن خرق الفرد للقانون يسبب ضرراً لنفسه والمحيطين به لكن ضرر السياسي لا يقتصر على المجتمع بالكامل وحسب، بل يضر دول ومجتمعات أخرى لأنه عديم الضمير ولا يقر بالقيم الاجتماعية والدينية وإن تستر خلفها لكسب سمعة حسنة لذلك يكون خطره مضاعف.
يعتقد (( كوفي عنّان )) " أنه حين تقوض الدولة حكم القانون بخرقها حقوق مواطنيها كأفراد لا تشكل تهديداً خطيراً لشعبها وحسب، بل إلى جيرانها وبالطبع إلى العالم بأسره ".
يعود الفضل الكبير إلى الرواد الأوائل في صياغة المبادئ القانونية لبناء مؤسسات الدولة بعدّها صيغة للتعاقدات بين الدولة والمجتمع خلالها تضمن الدولة حقوق الأفراد والجماعات وتؤمن الحماية لهم مقابل تعهدهم الالتزام بالواجبات.
لذلك لا يمكن تصور دولة من دون تشريع قانوني ينظم شؤونها الخاصة والعامة، فحتى المجتمعات البدائية غير الخاضعة لسلطة الدولة وقوانينها تحكمها تقاليد وأعراف تعدّ بمثابة مبادئ قانونية غير مدونة تنظم شؤونها العامة. إن حصانة السياسي أو المستبد المنتهك للقانون قد تعفيه المساءلة القانونية، لكن ذلك لا يسقط حق القانون في مقاضاته مهما طال الزمن، بدليل خضوع الكثير من الحكام المستبدين للمحاكمة على جرئم ارتكبوها لسوء استخدمهم السلطة. وفي المقابل هناك الكثير من السياسيين لم يطالهم القانون لقدرتهم إخفاء الأدلة المادية التي تثبت إدانتهم وخرقهم للقانون.
يعتقد (( توماس فرديدمان )) " أن الميراث العظيم للنظام الديمقراطي والمؤسساتي والقانوني الأمريكي صممه عباقرة، لكن منّ يديره مجموعة من الأغبياء ".
حين تضعف السلطة القضائية يصبح القاضي حارساً غير أمين على القانون وشريك السلطة التنفيذية لانتهاك القانون، فيؤدي دور القواد إلى السياسي في انتهاك ستر القانون. وفي معظم الدول المتخلفة أغلب القضاة وسلطتهم القضائية ليسوا أكثر من قوادين مهذبين إلى السلطة التنفيذية لانتهاك ستر القانون، لأنهم يكسبون مالاً وجاهاً يضاهي بنظرهم احترام الذات والسمعة الحسنة للحفاظ على سمعة القضاء واحترام القانون. ومع ذلك على المجتمع التمسك بالقانون لأنه سلاحهم الوحيد لمقاضاة السياسي وإن كان بعد حين.
الموقع الشخصي للكاتب : http://www.watersexpert.se/



#صاحب_الربيعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القانون والمجتمع
- القانون والعدالة
- مفهوم العدالة
- التاريخ والحضارة
- أهمية الإرث التاريخي للمجتمع
- ماهية التاريخ
- الدين والسلطة
- فصل الدين عن الدولة
- الدين ومنظومة العقائد
- القيم الدينية والثقافية في المجتمع
- اللغة والأمة
- ماهية الكلام ( الوظيفية والمدلول )
- ماهية اللغة
- التفكير الخلاق لإنتاج الفكرة
- التفكير والزمن
- إنتاج الفكرة والنسق الفكري
- الفكر والمعتقد
- الذاكرة والاستيعاب
- الذاكرة وآلية الإدراك والوعي
- الذاكرة والإرادة العمياء


المزيد.....




- سلمان رشدي لـCNN: المهاجم لم يقرأ -آيات شيطانية-.. وكان كافي ...
- مصر: قتل واعتداء جنسي على رضيعة سودانية -جريمة عابرة للجنسي ...
- بهذه السيارة الكهربائية تريد فولكس فاغن كسب الشباب الصيني!
- النرويج بصدد الاعتراف بدولة فلسطين
- نجمة داوود الحمراء تجدد نداءها للتبرع بالدم
- الخارجية الروسية تنفي نيتها وقف إصدار الوثائق للروس في الخار ...
- ماكرون: قواعد اللعبة تغيرت وأوروبا قد تموت
- بالفيديو.. غارة إسرائيلية تستهدف منزلا في بلدة عيتا الشعب جن ...
- روسيا تختبر غواصة صاروخية جديدة
- أطعمة تضر المفاصل


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - صاحب الربيعي - القانون والسياسة