|
( عجيب أمور غريب قضيه )
حامد كعيد الجبوري
الحوار المتمدن-العدد: 3146 - 2010 / 10 / 6 - 01:33
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
من هو بعمرنا نحن المشرفون على الشيخوخة ، يحاول أن يملأ عينيه من متع الدنيا ، وأعني بها ما يستطيع إنجازه ليحقق أحلاما مبخرة ومبعثرة ، ومن المؤكد أننا نحاول جاهدون الحفاظ على علاقاتنا الحميمية مع أصدقاء عمرنا الذين يطالهم يد المنون واحدا بعد الآخر ، قبل يومين أتصل بي أحد الأصدقاء ليقول لي أن صديقنا المشترك فلان بوعكة صحية قد لا ينجو منها ، وأعرف أن ذلك الصديق رحيله لا سامح الله خسارة كبيرة لا تعوض ، فهو الصامد أبدا بوجه الرياح العاتية سابقا ولا حقا ، ولأنه لم يمدح طاغوتا ولم يتزلف لسلطة جائرة ، لذا فهو الحديث والقاسم المشترك لهؤلاء الذين مدحوا وطبلو ومجدوا لطاغية كارتوني ، وصاحبنا هذا يعمل بصفحة الأدب الشعبي بجريدة الصباح ، اتصلت بصديقي وقلت له سأكون عندك في جريدة الصباح صباحا لعيادة الصديق المريض ، نهضت مبكرا الساعة الخامسة والنصف صباحا وحزمت أمري وخرجت من داري الساعة السادسة صباحا ، ركبت من الحلة الى بغداد فوصلتها الساعة التاسعة والنصف وحمدت الله على سلامة الوصول ، علما أن الطريق من الحلة لبغداد لا يستغرق أكثر من ساعة على أسوء الظروف سابقا ، ركبت سيارات الأجرة التي توصلني لباب المعظم وأستغرق وصولي له ساعة ونصف ، لأن جسر مدينة الطب مغلق ومنذ سنة تقريبا ، إذن علينا إيجاد البديل ، والبديل عبر جسر الصرافية مرورا بمنطقة العطيفية ، ثلاثة أرباع الساعة بعبور الجسر لأن نصفه مغلق ، والنصف الآخر يستخدم للذهاب والإياب ، الجميع تركنا السيارة واستخدمنا أقدامنا لإكمال المشوار ، علما بأن الجيش والشرطة يحيطون المكان لأمر نجهله ، حوالي الساعة الثانية عشر وصلت الى أكاديمية الفنون الجميلة ومنها ركبت سيارة الأجرة صوب مدينة الشعب ، وقريبا من جامع النداء نزلت من السيارة لأجد نفسي قريبا من جريدة الصباح حوالي الساعة الثانية عشر والنصف ، استقبلني صاحبي وعلى عجالة خرجنا من جريدة الصباح لنركب السيارات التي توصلنا للمرحلة الأولى ومنها المرحلة الثانية لمدينة الثورة سابقا ومدينة الصدر حاليا ، الساعة الثانية والنصف وصلنا لدار صديقنا المريض والذي زدنا مرضه بوصولنا له بهذه الساعة ، وعليه تأدية واجب الضيافة لضيف قادم له من الحلة الفيحاء وضيف مرافق له آخر ، في الخامسة مساءا خرجت من دار صديقي المتمارض واستأجرت سيارة للأجرة لتصلني الى علاوي الحلة لقاء عشرون ألف دينار مع تسامح السائق بهذا المبلغ ، حوالي الساعة السادسة إلا ربعا وصلت الى مرآب علاوي الحلة ومنها ركبت عائدا الى الحلة ، ولكي نقارن بين أجرة التكسي وأجرة سيارات الحلة خمسة آلاف دينار ، الساعة الثامنة مساءا دخلت الى داري بعد هذه الرحلة المضنية ، لو قيض لي أن أعد رقميا عدد السيطرات التي مررنا بها فعلي استخدام الحاسوب لذلك . إستدراك ----------- 1 : جذب انتباهي لوحة خط عليها ، ( نقطة تفتيش رسمية الرقم () أسست بأمر دولة رئيس الوزراء ) ، قلت بداخلي إذن هناك نقاط تفتيش غير رسمية أسست بأمر دبر بليل من الأحزاب الفاعلة والمليشيا المقرة ، وربما هناك سيطرة للسادة المقاومون للجيش العراقي وللمحتل الذي غادرنا لمقراته . 2 : وجدت أكثر من لوحة بمختلف ساحات بغداد معلنة عن فرصة للحج التجاري وخارج ضوابط القرعة ، لله درك أيها الفقير حتى حج بيت الله أصبح تجاريا بالعهد الديمقراطي ، عهد الوقفان الطائفيان الشيعي والسني . 3 : في العام 1969 م كنت عسكريا ووحدتي في معسكر التاجي والذي يبعد عن بغداد العاصمة بحوالي 30 كم ، في الرابعة فجرا أركب من الحلة الى معسكر التاجي مباشرة مع عسكريون آخرون ونصل الخامسة فجرا ، نصل لوحدتنا القريبة ونخرج لساحة العرضات الخامسة والنصف صباحا ، بنهاية الدوام نعود حيث أتينا ونصل لبيوتنا الثالثة والنصف عصرا ، ذلك بعهد الدكتاتورية البغيضة أما الآن ونحن بعهد الديمقراطية المسلفنة المستوردة ، فذلك السفر والتنقل والأمان لا يمكن أن يتحقق بظل أجندات طائفية وعرقية ، وصراعات دولية وعربية طالما أن العراق يمتلك 500 مليار برميل من النفط الاحتياطي ، عجيب أمور غريب قضية ، للإضاءة ....... فقط .
#حامد_كعيد_الجبوري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مدهشٌ ما قيل في ( المدهش )
-
الوفاء بالعهود
-
ظاهرة الهروب الجماعية من السجون العراقية
-
الهروب عن اليسار الى اليسار في ( عرس الماي )
-
( رجعنا بخفي حنين )
-
البرلمان العراقي ومجالس المحافظات و الحاجة منهما
-
هل يخسر مظفر النواب العراق أم يخسر العراق مظفر
-
هموم وحلم جذاب
-
مراسيل الكلب*
-
إضاءة الشاعر فالح حسون الدراجي ومتابعة جادة
-
( أشلون باجه وينذكر تاريخها) وللقصائد قصصها أيضاً
-
سلام الله
-
يمه يا يمه
-
حبيت الوطن
-
رسائل متأخرة لبوش الإبن
-
عامر مضيف الحزب
-
الشهيد أحمد عيد
-
البرلمان العراقي ومجالس المحافظات و الدور التشريعي
-
(عرب وين طنبوره وين)
-
هل تسرق الثورات ؟
المزيد.....
-
ماذا قالت إسرائيل و-حماس-عن الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين ف
...
-
صنع في روسيا.. منتدى تحتضنه دبي
-
-الاتحاد الأوروبي وسيادة القانون-.. 7 مرشحين يتنافسون في انت
...
-
روسيا: تقديم المساعدات الإنسانية لقطاع غزة مستحيل في ظل استم
...
-
-بوليتيكو-: البيت الأبيض يشكك بعد تسلم حزمة المساعدات في قدر
...
-
-حزب الله- يعرض مشاهد من رمايات صاروخية ضد أهداف إسرائيلية م
...
-
تونس.. سجن نائب سابق وآخر نقابي أمني معزول
-
البيت الأبيض يزعم أن روسيا تطور قمرا صناعيا قادرا على حمل رأ
...
-
-بلومبرغ-: فرنسا تطلب من الاتحاد الأوروبي فرض عقوبات جديدة ض
...
-
علماء: 25% من المصابين بعدم انتظام ضربات القلب أعمارهم تقل ع
...
المزيد.....
-
الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة
...
/ ماري سيغارا
-
الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي
/ رسلان جادالله عامر
-
7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة
/ زهير الصباغ
-
العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني
/ حميد الكفائي
-
جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية
/ جدو جبريل
المزيد.....
|