أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد عبد القادر احمد - يعقوب ابراهيمي نتنياهو صغير:















المزيد.....

يعقوب ابراهيمي نتنياهو صغير:


خالد عبد القادر احمد

الحوار المتمدن-العدد: 3145 - 2010 / 10 / 5 - 17:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يعقوب ابراهيمي نتنياهو صغير:
[email protected]
مشكلة لاحدهم ان يكون مريضا وهو لا يعلم, فهذا سيزيد في حالته المرضية ويؤخر علاجه, لكنها مشكلة اكبر ان يكابر احدهم فيدعي الصحة وهو يعلم انه مريض, فهذا قاتل. ولست ادري اي من هؤلاء هو يعقوب ابراهيمي, فهل هو لا يعلم مرضه او انه يكابر ويرفض الاعتراف به, على الصعيد الانساني ندعوا الله له بالشفاء, وعلى الصعيد النظري السياسي ندعوا الله ان يسترد عافيته الثقافية. فلم يعد امامنا معه سوى ان ندعوا له الله.
هناك حقائق علمية لم تعد بحاجة لبرهان, ومن هذه الحقائق ان البيئة تصيغ مستوطنها, فابن الجبل له سمات تختلف عن سمات ابن المنطقة السهلية, بل لا يقتصر الامر على سمات الفرد بل وعلى سمات وعادات وتقاليد وسلوك الجماعة ايضا. فابناء الجبل يختلفون نسبيا في سماتهم عن ابناء المناطق السهلية, بل ويختلف سكان الصحراء في سماتهم عن سمات ابناء المناطق الجبلية وعن ابناء المناطق السهلية,
كذلك الحقيقة العلمية التي تقول ان المهنة والمهمة تصيغ ممتهنها وصاحبها, فنجد شخصية الفنان تتباين عن شخصية المحاسب المالي, وشخصية رجل العلاقات العامة تختلف عن شخصية الرجل العسكري....الخ.
وايضا فان لكل جماعة مكون ثقافي معين, سمات فكرية ونفسية وسلوكية تتباين عن السمات الفكرية والنفسية والسلوكية لجماعة مكون ثقافي اخر, فالسمات الفكرية والنفسية والسلوكية للشيوعي تختلف عن سمات رجل الدين او الرجل الليبرالي, لكنها السمات تتشابه بين ابناء الطائفة الثقافية الواحدة, وحتى على صعيد الثقافة الروحية نجد ان الشخصية اليهودية وسمت بحب المال في حين ان الشخصية المسيحية وسمت بالتسامح والشخصية المسلمة وسمت بالصرامة.
الشخصية الثقافية الصهيونية ايضا لها سماتها الخاصة التي يتشارك بها كل الصهاينة, ومثالها ( الان ) هي شخصية نتنياهو رئيس الوزراء الاسرائيلي, وهي شخصية سياسية فلسفية اخلاقية سلوكية ميكافيللة ذات طراز خاص, صاغها الفكر السياسي الصهيوني اخلاقيا ونفسيا لتكتسب سلوكيا القدرة على انجاز المهمة الصهيونية. انها الشخصية التي تقول ان العالم على خطأ وانا على صواب, وان العالم في خدمتي لانهم ولدوا ليكونوا في خدمتي, وان كل شيء مباح لي, وهو حرام على غيري.
هذه شخصية نتنياهو السياسية الثقافية وهي بالضبط شخصية يعقوب ابراهيمي الثقافية السياسية, وكلاهما مفاوض في الحوار او محاور في التفاوض. ففي حين ان نتنياهو محاور في التفاوض نجد ان يعقوب ابراهيمي مفاوض في التحاور, لكنهما جميعا محاورا ومفاوضا ينطلقان من حالة المنتصر الذي يعطي لنفسه سياسيا حق تحديد شروط التفاوض محرما هذا الحق على الطرف الاخر, ويعطي لنفسه ثقافيا حق تحديد الزاوية التي على الطرف الاخر ان يرى من خلالها.
واذا كان نتنياهو يضرب لنا سلوكه السياسي التفاوضي مثالا على ذلك فان يعقوب ابراهيمي هو ايضا يضرب لنا في حواره الثقافي مثالا على ذلك فليست شخصية نتنياهو السياسية او شخصية يعقوب ابراهيمي الثقافية سوى وجهان لنفس لصهيونية الواحدة, وقد كنت مصيبا حين قلت ان لون يسارية يعقوب ايراهيمي ليست في الحقيقة الا درجة من درجات صفار اليمينية الصهيونية ذاته,
ففي مقالته (حول لصهيونية والدولة اليهودية الديموقراطية ) نجد ان يعقوب ابراهيمي ليس اكثر من مفاوض في حواره مع المعلقين, وهو يقدم لهم عرضا ثقافيا يظنه مغريا, مفاده ان اعتمدوا رؤيتي الفكرية وتخلوا عن رؤيتكم واريحوا انفسكم واقبلوا الواقع كما تريه لكم الصهيونية, فانا كيساري اخطأ مثلكم نتنياهو السياسي ولكن ما رايكم لو قبلتم مني وبي نتنياهو الثقافي, مخفيا تحت عبائته الثقافية صورته السياسية التي يبرزها بكل وضوح نتنياهو الوزير, وكاننا لا نعرف ان من معاني حالة التجلي السياسي انها انعكاس لمكتسب ثقافي معرفي, وان حالة التجلي الثقافي تعكس جوهرا سياسيا, وان اصل وجوهر بنية يعقوب ابراهيمي الثقافية هو خياره السياسي الميكافيللي الصهيوني لا خيار الثقافة العلمية الثوري, وفي هذا وبصورة مختصرة احسن في الرد عليه المعلق الذي اظهر تناقض منطقه في الاستشهاد حيث احل لنفسه الاستشهاد بوثيقة اعلان استقلال اسرائيل على تقادمها الزمني وخطا الاستشهاد بموقف الرفيق فهد, لتقادم الزمن عليه وان يكن بنفس المقدار, وكل الفارق بينهما ان هذا مقاوم لتاثير عامل الزمن لانه صهيوني, اما الاخر فهو غير مقاوم لتاثير عامل الزمن عليه لانه شيوعي غير صهيوني, ليسقط في ستالينية الاستاذ النمري والسيد قوجمان. بل ان ستالينيتهما لا تزال اكثر قبولا فهما يدافعان في ستالين عن خدمته للنظرية والتطبيق الاشتراكي, فعن ماذا يدافع يعقوب ابراهيمي؟
وفي الحين الذي يعتمد به عامل الزمن ناقدا التعبير الثقافي الذي ينتقد مقاله فانه يرفض اعتماد دور عامل الزمن في بنية التعبير الثقافي, الذي يتعارض مع مقولته عن الظاهرة القومية ودوره في نفي شرعية الادعاء بها, لان مقولته الثقافية عن مشروعه ( القومي ) الصهيوني يفتقد لخاصية التكون التاريخي الطبيعي على ارض واحدة هي ارض فلسطين, فهو مشروع يخلو من وجود عامل استمرار وحدة الظاهرة الديموغرافية زمنيا وماديا اي بصورة تاريخية, فكيف ستوجد في ظل غياب عاملي الارض والزمن ( الستالينيين) ولا ادري لماذا يصر على ان شروط المقولة الماركسية في الظاهرة القومية هي اختراع ستاليني؟ رغم انها كمقولة فلسفية لم تبدأ بالفكر الماركسي اصلا, بل كان لها معالجتها التاريخية الماقبل الماركسية وكل ما عملته الماركسية ان اظهرت بجلاء ووضوح الطبيعة التاريخية و شروط تكون الظاهرة القومية ومرحلية تكونها, ودورها الحضاري في تاريخ الانسانية, فحتى قد اشير اليها في القران الكريم كمعطى تاريخي متطور, وقد نبهته لذلك حين حرف عن قصد الاية الكريمة التي تقول ( يا ايها الناس انا خلقناكم من ذكر وانثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ان اكرمكم عند الله اتقاكم) وهي الاية التي توضح ان تباين مراحل التطور هو عامل من عوامل قراءة التنوع والتباين القومي, وحتى في تحريفه لهذه الاية وهو تحريف مقصود فانه حاول تابيد وسرمدة الظاهرة القومية وحاول نفي انها معطى تطور حضاري تاريخي يشترط وجود الاساس الموضوعي فحرف الاية وقال (( و خلقناكم) شعوبا وقبائل....) وهناك فرق بين الخلق والجعل,
وهو يصر على ان نقبل ثقافيا ادعاءه ان الهوية القومية هي ( خيار انساني ) فهذا سيمكنه من توسيع هامش مناورته في التفاوض الفكري واعطاء الظاهرة القومية تعريفا مطاطا, حيث تصبح لها استثنائية خاصة باليهودية التي يلتغي عندها الهامش بين الفكري والمادي, فعنده وباستثنائية خاصة جائز لليهود ما لا يجوز لغيرهم فهم قومية بروحانيتهم لا بماديتهم, لكن روحانيتهم هذه وبصورة خاصة باليهود و( بخلق ) خاص من الله تتحول الى مادية, فهل يعني ذلك ان الشيوعيين من اي بلد اذا اختاروا ان يتجمعوا في نطاق جغرافي معين واختاروا ان يكونوا شعبا فانهم يصبحون قومية, ويحق لهم تبعا لذلك ادعاء حق تقرير المصير واقامة دولة شيوعية خاصة بهم, وماذا عن الشواذ جنسيا فهل يمنحهم يعقوب ابراهيمي حق التجمع في بقعة جغرافية معينة وان يختارو ان يكونوا قومية عاملها الوحيد الشذوذ الجنسي؟ وماذا عن النساء في المجتمع هل اذا اخترن ان ينفصلن عن الرجال وان يدعين انهن مكون مشروع قومي خاص مستقل فحينها يحق لهن تقرير المصير واقامة دولة النساء المستقلة,
اما قبول او رفض الواقع على علاته فهناك تمايز في الحقوق بين اليهودي وغير اليهودي, في رؤية العدالة الصهيونية, فاليهودي يحق له رفض واقع اغترابه عن فلسطين منذ السبي الروماني, وحتى وعد بلفور وهذا يعطي اليهودي بصورة خاصة حق العمل على ( تغيير الواقع والنضال من اجل التحرر واقامة الدولة القومية اليهودية في فلسطين), اما الفلسطيني المعترب ( جزئيا ) عن وطنه لمدة ستين عاما فقط فان عليه الخضوع لمطلب يعقوب ابراهيمي وقبول الواقع وعدم السعي لتغييره واستعادة حقوقه.
ان التداخل الثقافي السياسي في الفكر الصهيوني هو تداخل يستجيب لعملية ترقيع الحاجة الميكافيللية الصهيونية العدوانية والتفاوضية, ولايستجيب لحاجة تطوير الرؤية الحضارية الانسانية, وفي هذا لا تختلف عند يعقوب ابراهيمي عن بيبي نتنياهو الا في مجال تخصص كل منهما في الصراع فنتنياهو ادارة سياسية مباشرة في حين ان ابراهيمي ادارة ثقافية مباشرة وكلاهما له نفس درجة الاصفرار الصهيوني.
وحتى في عتاب الابراهيمي لادارة موقع الحوار المتمدن ورغم محاولته تخفيف عتابه لهم حيث لا ينسى ان هذا الموقع يقدم له فرصة دعاوية اعلامية ثمينة يهمه الحفاظ عليها وإلا لكانه كاد ان يقول لهم هل نسيتم انني الصهيوني المنتصر في الصراع فمن اين لكم حق معاقبتي؟ ومنعي من الرد مباشرة على التعليقات؟ انه يرى فقط ما له ويانف من تحمل مسئولية اخطاءه او حتى مجرد الاعتراف بها او الاعتذار عنها, فهل رايتم نتنياهو يعترف بخطأ او يعتذر عنه,



#خالد_عبد_القادر_احمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مؤشر ا حتمال التراجع الاسرائيلي عن موقف عدم تمديد قرار تجميد ...
- الولاء للشيقل الصورة الجديدة للصهيونية:
- خير الكلام ما قل ودل/ ردا على الكاتب ابراهيم الحمود:
- تالا قرش, دعوة الى الكفر:
- مرة اخرى الدكتور عبد الستار قاسم؟
- حول تصريحات ليبرمان:
- من بحاجة اكثر الى المفاوضات ؟:
- من يحمل محبة اكثر؟ قلم يتحلل من الالتزام ام قلم ملتزم:
- رد على التعليقات التي وردت على مقال (الصهيونية تقود اليسار ا ...
- الصهيونية تقود اليسار الليبرالي الاقليمي تحت ادعاء ثقافة الس ...
- اذا مت لا اريد ان يصلي علي كاذب؟
- رعد الحافظ ودعوة الى المحبة بين الكف والمخرز؟
- كل عام وانتم مناضلون:
- شجرة ابو مازن...حيرتنا:
- السيد احمدي نجاد واللياقة الدبلوماسية:
- الشيخ رشدي عضو حزب التحرير:
- هدرالحقوق وقلة احترام القيادةالفلسطينة لشعبها:
- العقد السياسي الفلسطيني بين المصلحة القومية والمصلحة المجتمع ...
- عملية حماس في الخليل عملية ارهابية رجعية مشبوهة ومرفوضة:
- ليس لمنظمة التحرير الفلسطينية برنامج سياسي وطني فلسطيني مستق ...


المزيد.....




- السعودية.. ظهور معتمر -عملاق- في الحرم المكي يشعل تفاعلا
- على الخريطة.. دول ستصوم 30 يوما في رمضان وأخرى 29 قبل عيد ال ...
- -آخر نكتة-.. علاء مبارك يعلق على تبني وقف إطلاق النار بغزة ف ...
- مقتل وإصابة مدنيين وعسكريين بقصف إسرائيلي على ريف حلب شمال غ ...
- ما هي الآثار الجانبية للموز؟
- عارض مفاجئ قد يكون علامة مبكرة على الإصابة بالخرف
- ما الذي يمكن أن تفعله درجة واحدة من الاحترار؟
- باحث سياسي يوضح موقف موسكو من الحوار مع الولايات المتحدة بشأ ...
- محتجون يقاطعون بايدن: -يداك ملطختان بالدماء- (فيديو)
- الجيش البريطاني يطلق لحى عسكرييه بعد قرن من حظرها


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد عبد القادر احمد - يعقوب ابراهيمي نتنياهو صغير: