أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - موريس رمسيس - غزو مصر و سقوط ارض الفراعنة في أيدي البدو العرب (الجزء الرابع)















المزيد.....


غزو مصر و سقوط ارض الفراعنة في أيدي البدو العرب (الجزء الرابع)


موريس رمسيس

الحوار المتمدن-العدد: 3145 - 2010 / 10 / 5 - 08:36
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


««( حـــــــــريـــق مكتبـــــــــــة الإسكندريــــــــــة )»»

«( رأى الخليفة عمر بن الخطاب و عمر بن العاص في العلوم و المعرفة )»

وكان قد بلغ مسامع أحد علماء الإسكندر يه ان (عمرو) مزمع حرق المكتبة ، و يعتقد المؤرخين إن أسمه (يوحنا فيلوبومس) فذهب إليه ورجاه ألا يتصرف في هذا الكنز ولا يدمر محتوياته بل إذا كان لا يهتم به فليضعه تحت تصرفه ، وقيل أن (عمرو) استصغر هذا العالم وقد كان يحتقر المصرين وقال في وصفه عنهم أمه محتقره ، (يحفرون بطن الأرض) – أي كان يسخر من زراعة الأرض - فظن إن (يوحنا) (مجنونا) لكي يهتم بهذه » الرقوق العتيقة والجلود العفنة «، مضيعا حياته في عملا غير مفيد ، لأنه أي (عمرو) كان يعتقد ان سمو منزله الإنسان بعمله ، فالعرب هم أعلى درجه يعملون (بالتجارة والحرب) فقط أما باقي الأعمال إنما هي (أعمال محتقره) عندهم.

إذ من المعروف إن العربي كان وما زال ينفر من (العمل اليدوي) وكانوا يسمونه (مهنة) كذلك والمهنة بالفتح ، (أى الخدمه) ، والماهن (الخادم )، وقد مهن القوم أي خدمهم وأصل الكلمة من (الامتهان) ، ولذلك يوصف الحقير والضعيف والقليل بـ (المهني) وما دام يعمل في هذه الأعمال الحقيرة فهو( إنسان حقير)، ولكن العالم المصري أصر على رأيه لينقذ (حضارة مصر) ،

فقال له : إن بعض الكتب يساوى كل الإسكندرية وما فيها من ثروات وأموال.

« قال (القاضي جمال الدين أبو الحسن) في كتابه (« تراجم الحكماء ) » و
« كما في (تاريخ التمدن الإسلامي لجرجي زيدان 3/42) » ،

بعد أن فتح (عمرو بن العاص) مصر والإسكندرية ، دخل (يحي النحوي) على عمرو بن العاص وقد عرف ابن العاص
موضع الرجل من العلم فأكرمه (عمرو).
و دار هذا الحديث .....
قال (يحي) يوما لعمرو بن العاص،
انك قد أحطت بحواصل ( بكل شئ عن) الإسكندرية وختمت على كل الأجناس الموصوفة الموجودة بها، فإما ما لك به
انتفاع فلا أعارضك فيه، وإما ما لا نفع لكم به فنحن أولى به ، أمر بالإفراج عنه.

فقال له (عمرو) وما الذي تحتاج إليه؟.

رد (يحي النحوي) و قال،
(كتب الحكمة في الخزائن الملوكية) وقد أوقعت الحوطة عليها ونحن محتجون إليها ولا نفع لكم بها.

فقال له (عمرو) .....ومن جمع ( قام بتجميع ) هذه الكتب.

رد عليه (يحي) ثم قص عليه هذا الحوار الذي دار بين بطولوماس و زميرة ،

»-- بداية الحوار
(بطولوماس قيلادلفوس) من ملوك الإسكندرية لما ملك حبب إليه العلم والعلماء والتفتيش عن كتب العلم
وأمر بجمعها وافرد لها خزائن فجمعت وولى أمرها رجل يعرف (بابن زميرة) وتقدم إليه بالاجتهاد في
جمعها وتحصيلها والمبالغة في أثمانها وترغيب تجارها ففعل واجتمع من ذلك في مدة
(خمسون آلف كتابا ومائة وعشرون كتابا) ولما علم الملك باجتماعها وتحقق عدتها
قال بطولوماس ( لزميرة)،
أترى بقى في الأرض من كتب العلم ما لم يكن عندنا.
فقال له (زميرة) ،
قد بقى في الدنيا شيئا في « الهند والسند وفارس وجر جان والأرمن وبابل والموصل وعند الروم »
فعجب الملك من ذلك وقال له،
داوم على التحصيل (أي إحضار الكتب)، فلم يزل على ذلك إلى أن مات، وهذه الكتب ما تزال محروسة محفوظة
يراعها كل من يلي الأمر من الملوك وأتباعهم إلى وقتنا هذا.
»-- انتهى الحوار

فاستكثر (عمرو) ما ذكره (يحي) وعجب منه وقال له ،
لا يمكنني أن آمر بأمر إلا بعد استئذان أمير المؤمنين عمر بن الخطاب ، وكتب (عمرو) ل
(عمر بن الخطاب) وذكر له ما ذكره (يحي) وأستأذنه ما الذي يصنعه بها ...؟؟
فأجابه (عمرو)،
نظرا لأهمية هذه المكتبة كما ذكرت ، فليس في وسعى البت في أمرها كما لا يمكن أن أعطيها
لك كما طلبت منى ، ثم رفع الأمر للخليفة (عمر بن الخطاب).

و« هذه القصة أيضاً يؤكدها المؤرخ العربي (أبو الفرج المالطى) في كتابه (مختصر الدول ص 18 ) »
قال (يحى النحوى) لعمرو،
لقد رأيت المدينة كلها وختمت على ما فيها من التحف ولست أطلب إليك شيئاً مما تنتفع به بل ...
لا نفع له عندك وهو عندنا نافع.

فقال له (عمرو) ماذا تعنى بقولك .

قال (يحى) أعنى ... بقولي ما في خزائن الروم من كتب الحكمة.

فقال له (عمرو) ،
إن ذلك أمر ليس لي أن أقتطع فيه رأياً دون إذن (الخليفة) ، ثم أرسل كتاباً إلى
(عمر بن الخطاب) يسأله في الأمر.

فأجابه (عمر بن الخطاب) قائلاً،
وأما ما ذكرت من أمر الكتب فإذا كان ما جاء بها ...
(يوافق كتاب الله فلا حاجة لنا به) ، وإذا خالفه فلا إرب لنا فيه ،« فأحرقها ».

فلما جاء هذا الكتاب إلى (عمرو بن العاص) أمر
بالكتب فوزعت على حمامات الإسكندرية لتوقد بها، فمازالوا يوقدون بها (ستة أشهر).

«( أدلة أخرى على امر عمر بن الخطاب بحرق مكتبة الإسكندرية )»

« 1- المواعظ والاعتبار فى ذكر الخطط والآثار للمقريزى ، طبع بولاق 1272هجريه جزئ ، ص 159 »
فكتب الخليفه عمر بن الخطاب كتابا إليه قائل .... إذا كانت هذه الكتب لا تحتوى على شئ غير السطور في القرآن فهي كعادمها، وإذا كانت هذه الكتب تنافى ما جاء بالقرآن فهي ضاره ومؤذيه لا يجب حفظها...إذا فعلى كلتا الحالتين يجب حرقها وإبادتها من الوجود ، وأمر (عمرو بن العاص) باستعمال هذه الذخائر والنفائس كوقود في حمامات الإسكندرية.

« 2- راجع الغدير 6/3،1-3،2 والفهرس لابن النديم ص 334 »
وظلت الحمامات تستخدمها كوقود لمدة ( 6 أشهر) كاملة فكتب (عمر) بن الخطاب الى (عمرو) بن العاص يقول له ،
واما الكتب التي ذكرتها « فان كان فيها ما يوافق كتاب الله ففي كتاب الله عنه غنى ، وان كان فيها ما يخالف كتاب الله فلا حاجة أليها فتقدم (بإعدامها) ».

فشرع (عمرو بن العاص) في تفريقها على حمامات الإسكندرية واحرقها في مواقدها فذكروا أنها استنفذت في (ستة اشهر)

«( اكتشافات أثرية... )»
حمام عام من حمامات الاسكندر يه الشهيرة بنى فى القرن الثالث الميلادي وظل يستعمل بعد إحلال العرب مصر الدور الثالث منه حمام الماء البارد والأسفل حمام دافئ والحفريات وجدت أعمده للتسخين تعمل بطريقه معقده عن طريق مواد تحترق ويخرج الهواء الساخن من بين جدران طوب الحمام.

« قال ابن خلدون في تاريخه 1/32 »
أورد ابن خلدون الخطابات السابقة في مقدمته، ولم يطلع عمر بن الخطاب على ما تحتويه المكتبات لهذا استندت هذه الخطابات على أسس خاطئة فكانت النتائج مدمره للعالم كله، لأن (مكتبه الإسكندرية) كانت تحوى تسجيلا كاملا ودقيقا لأساسيات حضارة العالم ومقوماته الفكرية والثقافية و العلمية وعند تدمير الأساس ( السجل الحضاري ) انهارت العلوم ورجعت البشرية قرونا من التخلف الحضاري.

ثم يعرض لنا أيضاً المؤرخ المسلم العربي الشهير « ( المقريزى ) »
فى كتابه ( المواعظ والاعتبار فى ذكر الخطط والآثار ) فى حديثه عن (عمود السواري) (في الإسكندرية) في ص 159 فكتب يقول
إن هذا العمود من جملة أعمدة كانت تحمل رواق أرسطاطاليس الذي كان يدرس به الحكمة وانه
كان دار علم وفيه خزانة كتب (أحرقها) عمرو بن العاص بإشارة من عمر بن الخطاب رضى الله عنه .

« لقد ذكر المستشرق جيبون »
إن عدد الحمامات التي تغذت على مكتبة الإسكندرية طيلة (ستة أشهر) كان أربعة آلاف حمام ، فلك أن تتخيل الكم الهائل من الكتب آلتي تظل تتغذى عليها أربعة آلاف حمام طيلة (ستة أشهر) ، كم يكون ؟.

«( عمر بن الخطاب يفعل نفس الشيء في بلاد الفرس )»
ولم تكن مكتبه الإسكندرية هي الوحيدة التي حرقها العرب ولم يكن أيضا هو الخطاب (الجواب) الوحيد الذي أرسله عمر بن الخطاب لحرق مكتبه ، فقد بعث بخطاب آخر إلى (سعد بن أبى وقاص) الذي غزا بلاد الفرس خاص أيضا (بمكتبه الفرس) قائلا .... ( إن يكن ما فيها هدى فقد هدانا الله بأهدى منه وإن يكن ضلالا فقد كفانا الله )

« قال صاحب كتاب كشف الظنون1/446 »
أن المسلمين لما فتحوا بلاد فارس وأصابوا من كتبهم، كتب سعد بن أبى وقاص إلى عمر بن الخطاب يستأذنه في شانها وتقيلها للمسلمين فكتب أليه (عمر بن الخطاب) ،
أن اطرحوها في الماء، فان يكن ما فيها هدى ؟ فقد هدانا الله تعالى بأهدى منه، وان يكن ضلال ؟ فقد كفانا الله تعالى، فطرحوها في الماء وفي النار فذهبت علوم الفرس فيها.
وقال (صاحب كتاب كشف الظنون) في 1/25 في أثناء كلامه عن آهل الإسلام وعلومهم ، انهم احرقوا ما وجدوا من كتب في فتوحات البلاد.

(عن الكاتب):
بخصوص حرق (عمر بن الخطاب) و (سعد بن آبي وقاص) المكتبة في بلاد فارس أو في بلاد الرافدين ... لا اعلم الكثير عن هذا الموضوع ... و لكن ما أردت قوله ... انه ومن الناحية المنطقية (فقط) ، أجد أن هذه المنطقة و هي متعددة الأعراق و العقائد و ذات حضارة ضاربة في التاريخ ، و الاحتمال (القوى) ، انه كان يوجد مكتبات (صغيرة الحجم) في اكثر من منطقة (إقليم) ، و لكنى اترك هذا الموضوع إلى أبناءه فهم الأجدر بهذا البحث.

«( حريق مكتبة الإسكندرية الأول ، (غير متعمد) )»
وقعت الكارثة الأولى للمكتبة في (عام ٤٨ قبل الميلاد ) ، وتبدأ القصة عندما دخل « يوليوس قيصر» مصر وكانت هناك حرب على السلطة بين كل من (كليوباترة) ، وأخيها (بطليموس الثالث عشر) ، فوقف (يوليوس قيصر) إلى جانب (كليوباترة) وانتصر على (بطليموس) ، الأمر الذي أدى إلى (ثورة المصريين) بثورة عارمة ضد يوليوس قيصر لأنه ناصر كليوباترة ، وهكذا وجد يوليوس قيصر نفسه محاصراً في البر من المصريين ، وفى البحر من أسطول بطليموس ، حيث قطعت إمدادات المياه عن قواته التي كادت أن تهلك عطشاً ، ولكي يخرج من هذا المأزق ، قام بإشعال النيران في كل السفن الراسية على الميناء ، ولقد كان هذا الحريق هائلاً لدرجة أن امتدت ألسنة اللهب إلى الكثير من المباني المحيطة بالميناء ، وكان من ضمنها مخزن المكتبة فى المبنى الواقع على الميناء فى القسم الغربي من المدينة وهو المعروف باسم « الحي الشعبي » ، آي أن الذي أحترق فى هذه المرة هو المبنى الخاص بتخزين الكتب و ليس المكتبة نفسها أي المكتبة آلام.
ويكذّب كثير من المؤرخين هذه الرواية على أساس أن المصادر التاريخية عن هذا الحريق ذكرت بعد هذا الحريق ( بزمان) لا يقل عن (تسعين سنة) بينه وبين الأحداث، وهناك زعم أن "أنطونيوس" عوّض المكتبة بعد ذلك ، ويقول بعض المؤرخين أنه قد حرقها خصيصاً.

«(الغلق لمكتبة الإسكندرية )»
فقام الإمبراطور (كاراكاللا) (حكم بين 211-217م) بإغلاق المكتبة وطرد العاملين والباحثين ، وقد عانت المكتبة منه ، لأن جانب من المكتبة (معبد وثني) – وهو السرابيوم ،

«( حريق مكتبة الإسكندرية الثاني ، (غير متعمد) )»
كان في عهد (الإمبراطور أورليانوس) 273م ، حيث دمر جانبًا كبيرًا من المدينة بعد اضطرابات من جانب المسيحيين ، وتكرر الأمر
في عام 296م.
وقال بعض المؤرخين كانت في عصر « الإمبراطور المسيحي ثيؤديسيوس الكبير» ( 378 – 395 م) ، وكان لهذا الإمبراطور دوراً كبيراً في نشر المسيحية وإرساء قواعدها ، حيث أصدر هذا الإمبراطور عام 381 م ، مرسوماً بجعل المسيحية هي الديانة الرسمية للبلاد ، وتم تحويل أكثر من أربعة من المعابد الوثنية إلى كنائس ، وكان معبد السرابيوم (معبد الإلهة سيرابيس) أحد هذا المعابد،
وتبدأ هذه القصة عندما رأى الوثنيين أن معابدهم تتحول إلى كنائس ، شعروا بالحقد والضغينة على المسيحيين ، فقاموا بإشعال الحرائق داخل المعبد حتى لا يستولي المسيحيين على تراثهم ولا يتسنى لهم الاستفادة بشيء من محتوياته ، وكان ضمن محتويات هذا المعبد
المكتبة الصغرى فأطالها الحريق.
ولقد كانت هذه المكتبة تضم نسخ من المجلدات الموجودة في المكتبة الأم ولم تكن هى نسخ أصلية.
وربما هذا ما يدعيه بعضاً من الكتاب غير المدققين ، بأن المسيحيين وعلى رأسهم « البابا ثاؤفيلس البطرك الـ 23 » من باباوات الإسكندرية فى عام 391 م ، وبأمر من (الإمبراطور ثيؤديسيوس المسيحي) ، هم الذين أحرقوا المكتبة ، إلا أن المسيحيين أعادوا المكتبة إلى سابق عهدها (مكتبة السيرابيوم) بالإسكندرية و معهم (البابا ثاؤفيلس).

«( حريق مكتبة الإسكندرية الثالث ، ( متعمد) )»
وأمر عمر بن الخطاب ( أول محتل عربي ) بحرق حضارة مصر وأساس تقدم العالم والمتمثل في كنوز المعرفة الموجودة في مكتبة الإسكندرية ، ولكن فى ظل الحكم الروماني استطاع (المصريين الأقباط) أن يجددوا هذه المكتبة فنقلوا (مكتبه برغاموس) لكي تكون نواه للمكتبة الجديدة ثم أضافوا إليها ، و بمضي السنين صارت أكبر من الأولى وفاقت شهرتها الأفاق واحتلت مركز الصدارة فى العالم وأصبحت الإسكندرية هدفا لكل طالب علم و(مركزا لحضارة العالم الى أن أحرقها العرب) ، وصارت مكتبه الإسكندرية خبرا فى كتب التاريخ واحترقت معها حضارة مصر.

ولم يستطع ( الأقباط ) ان يعيدوا مكتبه الإسكندرية الى سابق مجدها وهم تحت الحكم العربي، لأن العلم والحضارة لم يكونوا من أهداف العرب، وحاول بعض الباحثين وكتاب التاريخ العرب المحدثين من التنصل من هذه الحقيقة وإنكارها إلا آن (المستشرق جاستون فييت) قال (إن عبد اللطيف البغدادي المتوفى سنه 629هجرية 1230م) كتب يصف عمود السواري ، فقال عنه انه الأثر الوحيد الباقي من ذلك البناء الفخم الذي علم فيه (أرسطاطليس وتلاميذه من بعده) ثم أضاف هذا الطبيب البغدادي ( وهناك كانت تقوم المكتبة آلتي حرقها عمرو بن العاص بأمر عمر بن الخطاب).

« مما يذكر أن ابن خلدون فى (مقدمه بن خلدون) »
(أن العرب قد ألقوا فى الماء والنار جميع كتب الفرس) التي يؤيد الواقع زوالها من الوجود بحيث لم يبق لها أثر، وعلى ذلك يكون حرق مكتبه الإسكندرية حادثا محتملا وقوعه من جنود العرب كما يكون متفقا مع المنطق بحيث يتسنى لنا إن نؤيده دون أن نمس الحقيقة الراهنة)

«( وجود مكتبة الإسكندرية حتى الغزو العربي الإسلامي بقيادة عمرة بن العاص )»
أما عن وجود مكتبه الإسكندرية قبل الغزو العربي فقد ذكر المؤرخين (بسوزومين وثيئودوريت وروفينوس) انهم شاهدوا المكتبة فى القرن الرابع.

(افتونيوس المؤرخ قال)،
(وهذه مكتبه السيرابيوم المفتوحة للجمهور نهارا هي لكل المدينة ، دعوه مستمرة للاستقاء من مناهل الحكمة) ، اما (الانبا كيرلس مقار) ذكر ان شابا اسمه (بول أوروز) أسباني رأى مكتبه السيرابيوم ( بالاسكندر يه) وذكر أيضا ان (امونيوس الفيلسوف الإسكندري) الذي كتب مؤلفات فى السنوات ألا خيره من القرن السادس وصف مكتبه الاسكندر يه وذكر أنها تحوى فى هذا الوقت على 4، نسخه من « التحاليل الفلسفية » - ونسختين من « المصنفات » وهما من تأليف الفيلسوف المشهور (أرسطاطليس) ، وكان (أمونيوس) هذا معلما ل(يوحنا الغراماطيقى) الملقب (بفيليبون) الذى يروى عنه المؤرخين العرب انه حاول مع (عمرو بن العاص) لينقذ المكتبة من الدمار.

«( الرد على محدثي المسلمين الذين يحاولون التنصل من حرق مكتبة الإسكندرية )»

(عن المؤرخ عزت اندراوس):
لقد سجل المؤرخون العرب المسلمين حادثة حرق مكتبة الإسكندرية استشهدوا بنصوص من (أبو الفرج الملطى) ، (عبد اللطيف البغدادى) و (صاحب الخطط للمقريزى) ، ولكن اوثقهم هو (جمال الدين ابو الحسن ابراهيم القفطى) وزير حلب المعروف (بالقاضى الأكرم ) صاحب كتاب ( تراجم الحكماء) وهو عالم بالفقة والحديث وعلوم القرآن واللغة والأصول والتاريخ والجرح والتعديل.

وقد حاول المسلمين التملص من حادثة حرق عمرو مكتبة الإسكندرية فقالوا أنها حرقت قبل ذلك ولكن هذا لا يعنى أن (عمرو بن العاص) لم يحرقها أيضاً كما أوضحنا سابقاً ، وأوردوا المسلمين سبباً للتشكيك فقالوا أن زمن تسجيلها كان متأخراً ؟

ونرد ونقول أن الذي سجل لنا هذه المعلومات كانوا من المؤرخين المسلمين أنفسهم ، كما أن المؤرخين المسلمين أنفسهم ذكروا أن كتب الأحاديث النبوية عند آهل السنة قد دونت بعد عدة قرون بعد موت محمد صاحب الشريعة الإسلامية مثل صحيح البخاري (858م) ، صحيح مسلم (875م) سنن ابى داود (888م) ، سنن الترمزى (895م) سنن النسائى (915م) سنن ابى ماجة (886م).

« العلامة ابن خلدون » فى كتابه (مقدمة ابن خلدون) حيث يقول فى ص 194 كاشفاً الستار عن بعض خصال العرب ،
العرب إذا تغلبوا على الأوطان أسرع إليها الخراب والسبب فى ذلك إنهم ( أمة وحشية ) باستكمال عوائد التوحش وأسبابه فيهم فصار لهم خلقا وجبلة ثم يقول لنا في موضع أخر من نفس الكتاب عن خصال العربى انه لا يطيق أن يرى حضارة مزدهرة وانه يميل إلى تخريبها كلما سنحت له الفرصة ، وكان الجنود الذين صحبهم عمرو بن العاص فى فتوحاته فى مصر من البدو القح الذين لم تهذبهم الحضارة والمدنية بعد ومن ثم فإنهم لم يقدروا الكتب والمكتبات حق قدرها كما أنه يكشف لنا عن سابقة للعرب في حرق الكتب فيقول
أن للعرب سابقة حرق جميع كتب الفرس بإلقائها فى الماء والنار الأمر الذى يؤكد وصمة العاص في حرق مكتبة الإسكندرية.

«الدكتورة سناء المصرى» تقول في كتابها (هوامش الفتح العربي لمصر ص 12، ) ، ربما كان الحريق أو التهديد بالحريق أكثر وسائل (عمرو بن العاص) الموجهة ضد مقاومة العزل من سكان المدن.

« الدكتور شعبان خليفة » في كتابه ( مكتبة الإسكندرية الحريق والإحياء ص 1،7 ) فيقول،
وأنظر إلى (صلاح الدين الأيوبي) نفسه عندما أمر بتدمير (المكتبات الفاطمية فى مصر) سواء بيت العلم أو مكتبات القصور ، وكيف أن جنوده كانوا ينزعون جلود الكتب ليصنعوا منها نعال وأحذية لهم ، ونفس ( صلاح الدين الأيوبى) فعل بمكتبات الشام نفس ما فعله بمكتبات مصر ، حتى قيل أن المجموعات آلتي دمرها قد بلغت في مصر والشام نحو أربعة ملايين مجلد.

« يقول المؤرخ بتلر »
ابو الغرج (1226- 1286م) ويسمى كذلك (بأبن العبرى) نظراً لأنه من (أصل إسرائيلي) ، وقد ولد فى ملطية بأرمينيا وهو معروف بكتابه تاريخ الدول الذى نشره (بو كوك) مع ترجمة لاتينية ، وهذا التاريخ مكتوب باللغة العربية ، وقد أختصره أبو الفرج نفسه من كتاب أكبر منه باللغة السريانية وقد جاء فيه أول ذكر مفصل إحراق مكتبة الإسكندرية [راجع ألفرد بتلر ( فتح العرب لمصر ترجمة محمد فريد أبو حديد ) ص 38 ]


(عن الكاتب):
حتى لا تتداخل الأحداث و المواضيع فقد تعمدت عدم ذكر أي شئ عما كتب عن مكتبة الإسكندرية قبل حرقها و دور هذه المكتبة في نشر العلوم و المعرفة على العالم و أيضا الاكتشافات الأثرية الحديثة آلتي تتعلق بذلك .... هذا بحث آخر.

اشكر القارئ ........ و إلى الجزء القادم

موريس رمسيس

« (المراجع )»

(1) المواعظ والاعتبار في ذكر الخطط والآثار للمقريزى ، طبع بولاق 1272هجريه ج1ص159
(2) ابن خلدون فى « مقدمه بن خلدون » طبعها ورثه المرحوم الشيخ محمد عبد الخالق المهدى بالقاهره 193،

1- موسوعة تــــــــاريخ أقبـــــاط مصـــــر بقلم (عزت اندراوس)
2- عبد الطيف البغدادى ( الإفادة والإعتبار فى الأمور المشاهدة والحوادث المعاينة فى مصر ).
3 - أبو الحسن على بن القفطى ( أخبار العلماء فى أخيار العلماء ).
4 - أبى الفرج المالطى ( مختصر تاريخ الدول ).
5 - المقريزى ( المواعظ والاعتبار فى ذكر الخطط والآثار ).
6 - ابن خلدون ( مقدمة ابن خلدون ).
7 - د، حسن إبراهيم ( عمرو بن العاص ).
8 - د، شعبان عبد العزيز خليفة ( مكتبة الإسكندرية الحريق والإحياء ).
9 - عبد الخالق سيد أبو رابية ، ( عمرو بن العاص بين يدى التاريخ ).
8 - سناء المصرى ( هوامش الفتح العربى لمصر ).
9 - د، إبراهيم نصحى ( تاريخ مصر فى عصر البطالمة ).
10 - حاجى خليفة ( كشف الظنون فى أسامى الكتب والفنون ).
11 - جورجى زيدان ( التمدن الإسلامى ).
12 - د، كمال فريد اسحق ( مكتبة الإسكندرية لم نحرق المكتبة ).
13 - عادل فرج ( الإسكندرية منارة الشرق والغرب ).
14 - ألفرد ،ج ، بتلر ( فتح العرب لمصر ، ترجمة محمد فريد أبو حديد ).
15 - جيبون ، ( اضمحلال وسقوط الدولة الرومانية ).
16 - جوستاف لوبون ( حضارة الشرق ).
17 - سيريو ( تاريخ العرب ).
18- لويزا بوتشر ( تاريخ الكنيسة المصرية ، ترجمة د، ميخائيل ميكسى اسكندر ).
19 - الأنبا ديسقورس ( موجز تاريخ المسيحية ).
20 - القمص أنطونيوس الأنطونى ( وطنية الكنيسة القبطية وتاريخها ).
21 - مقالة بعنوان ، الأقباط أبرياء من تهمة حرق مكتبة الأسكندرية ، بقلم شنودة ميخائيل - الجريدة الإلكترونية دراسات مصرية).
22 - القس منسى يوحنا ( تاريخ الكنيسة القبطية ).



#موريس_رمسيس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- غزو مصر و سقوط ارض الفراعنة في أيدي البدو العرب (الجزء الثال ...
- غزو مصر و سقوط ارض الفراعنة في أيدي البدو العرب (الجزء الثان ...
- غزو مصر و سقوط ارض الفراعنة في أيدي البدو العرب (الجزء الأول ...
- من يحكم مصر و من يحكم أبناء الفراعنة؟ (الجزء السادس)
- من يحكم مصر و من يحكم أبناء الفراعنة؟ (الجزء الخامس)
- قناة الجزيرة ... تلهيك و تبليك و اليى فيها تجيبه فيك !
- من يحكم مصر و من يحكم ابناء الفراعنه؟ (الجزء الرابع)
- من يحكم مصر و من يحكم ابناء الفراعنه؟ (الجزء الثالث)
- من يحكم مصر و من يحكم ابناء الفراعنه؟ (الجزء الثانى)
- من يحكم مصر و من يحكم ابناء الفراعنه؟ (الجزء الاول)


المزيد.....




- الصفدي لنظيره الإيراني: لن نسمح بخرق إيران أو إسرائيل للأجوا ...
- عميلة 24 قيراط.. ما هي تفاصيل أكبر سرقة ذهب في كندا؟
- إيران: ماذا نعرف عن الانفجارات بالقرب من قاعدة عسكرية في أصف ...
- ثالث وفاة في المصاعد في مصر بسبب قطع الكهرباء.. كيف تتصرف إذ ...
- مقتل التيكتوكر العراقية فيروز آزاد
- الجزائر والمغرب.. تصريحات حول الزليج تعيد -المعركة- حول التر ...
- إسرائيل وإيران، لماذا يهاجم كل منهما الآخر؟
- ماذا نعرف حتى الآن عن الهجوم الأخير على إيران؟
- هولندا تتبرع بـ 100 ألف زهرة توليب لمدينة لفيف الأوكرانية
- مشاركة وزير الخارجية الأمريكي بلينكن في اجتماع مجموعة السبع ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - موريس رمسيس - غزو مصر و سقوط ارض الفراعنة في أيدي البدو العرب (الجزء الرابع)