أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - سعيد هادف - مناطق للسلام وأخرى للفوضى : من يصمم خارطة المستقبل المغاربي؟














المزيد.....

مناطق للسلام وأخرى للفوضى : من يصمم خارطة المستقبل المغاربي؟


سعيد هادف
(Said Hadef)


الحوار المتمدن-العدد: 3143 - 2010 / 10 / 3 - 20:41
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


بعد انتهاء الحرب الباردة قسّم بعض العلماء الأمريكيين العالم إلى جزئين: "مناطق السلام" و "مناطق الفوضى"؛ فأما السلام سيكون من نصيب الغرب بينما الفوضى ستكون من حظ ما تبقى من العالم؛ هذا ما ورد في كتاب "صدام الحضارات" لصموييل هنتنغتون.

ومنذ عقدين من الزمن أكدت الأحداث وجاهة هذه القراءة الاستشرافية؛ فبمجرد أن بدأ الاتحاد السوفياتي في التفكك بدأت الفوضى تنتشر بانتظام فائق في عدد من البلدان.

ومظاهر الفوضى عديدة،يؤكد الكتاب: تلاشي السلطة الحكومية، تمزق الدولة، تفاقم النزاعات القبلية والعرقية والدينية، ظهور المافيا العالمية السفاحة، تضاعف اللاجئين إلى عشرات الملايين،، تكاثر الأسلحة النووية، وأسلحة الدمار الشامل، انتشار الإرهاب وارتكاب المجازر والتطهير العرقي..... هذه الصور، يقول المؤلف، لعالم في حالة فوضى كانت محل استشراف كتابين واسعي الانتشار صدرا سنة 1993، وهما كتاب " خارج النظام" لـ" زبغنيو بريجنسكي" و "عاصمة الجحيم" لـ" دانييل باترك".

أما المجال الحيوي للفوضى، حسب هؤلاء الخبراء، قد يفوق ثمانين بالمائة من جغرافيا المعمورة، وشيئا فشيئا أصبحت الفوضى تزحف على أجزاء من العالم العربي والإسلامي، كما لو أن الأقدار شاءت أن تكون الفوضى من نصيبه بعد أن نال كل شعب حظه من النعمة أو من اللعنة.

الفساد تجل من تجليات هذه الفوضى، بل أخطر تجلياتها وأكثرها فتكا، وكلما تمادت الدولة والمجتمع في الصمت عنه ازداد استفحالا كمرض ماكر ، وازداد جسد الدولة وهنا وهزالا.

عندما يجد المسؤول الفاسد والفاشل وعديم الكفاءة مجتمعا يرحب به ويعلي من شأنه فهذا قد يعني إما أن هذا المجتمع لا يعرف المعنى الحقيقي للفساد، ولا يرى في هذا الفساد فسادا؛ أو أنه لا يعرف كيف يحارب الفساد أو أن أفراده يطمحون في أن يحظوا ذات يوم بشيء من هذا الامتياز في ممارسة الفساد.

وليس هناك من يجرؤ على القول أننا أمة صالحة، فلسان حال هذه الأمة ينطق بكل أنواع الموبقات، ففي الوقت الذي انخرطت أوروبا في سياسة التقشف وازدادت حرصا على الشفافية وترشيد المال العام، تزداد مجتمعاتنا غرقا في وحل الفساد.

المغرب والجزائر الشقيقان المتنابذان طيلة الاستقلال، وإذا ما استثنينا المحاولات المغربية والملكية بالتحديد، فلا نجدهما يتعبان كثيرا لتجاوز جمود العلاقة بينهما، والسبب واضح، فالانشغال الذي يسيطر على أغلب المسؤولين هو كيفية الاستفادة الشخصية من المنصب بكل الطرق المشروعة وغير المشروعة، والممكنة والمستحيلة؛ وأكاد أجزم أن هؤلاء من كلا البلدين يتبادلون الخبرات في أساليب الفساد ويطورون العلاقات في ما بينهم دون أن يأبهوا للعلاقة بين الشعبين ولا حتى بين الدولتين.

ومن بين عشرات التقارير المحلية والعالمية التي تفضح الدينامية المعادية للدموقراطية في البلدين : من فساد وبيروقراطية وتضييق على الحريات و..... يكفي أن نشير إلى تقرير "هيئة السلامة المالية العالمية"، حيث صنّف الجزائر والمغرب من بين خمسة بلدان أفريقية هي الأنشط في تهريب الأموال. وتضم هذه الأموال مداخيل من الرشوة ونهب المال العام وتهريب البشر والمخدرات. ويكشف الواقع كما تكشف عدة تقارير التعاون بين أفراد شبكة الفساد بين البلدين؛ وإن كانت هذه الشبكة أكثر نجاحا وفاعلية في الجزائر، فإنها في المغرب تجابهها دينامية مضادة وإرادة قوية في محاربة الفساد. وتحتاج هذه الدينامية المعادية للفساد والمدافعة عن الحريات وحقوق الإنسان؛ تحتاج إلى تعبئة كل طاقاتها حتى تجعل من المغرب قلعة دموقراطية متقدمة ومؤهلة للخروج بالمنطقة من الفوضى التي باتت تناور على التخوم وتستعرض عضلاتها على أكثر من صعيد.



#سعيد_هادف (هاشتاغ)       Said_Hadef#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العلاقة الأمريكية بالعالم الإسلامي: أي آفاق؟
- حمى المونديال : الجزائر صيف 2010
- محمد لبجاوي:صوت الشجاعة والأمل
- الشعر، السياسة، التاريخ....
- الحريات في الجزائر ملف معقد وستكون له تبعات على مستقبل النظا ...
- على هامش أربعينية وفاة عائشة مختاري:متى تخضع كل القوانين إلى ...
- محمود درويش/ شهادة
- أفريقيا كفضاء أيكوثقافي: العلاقة المغربية الجزائرية نموذجا
- الشرط الغائب في مشروع الاتحاد من أجل المتوسط*الجزائر في أفق ...
- التعديل الدستوري الجزائري
- في صميم الجدل الدائر حول تصريحات أدونيس
- الجزائر في أفق 2012، الذكرى الخمسينية لاتفاقيات إيفيان (الحل ...
- الجزائر في أفق 2012، الذكرى الخمسينية لاتفاقيات إيفيان (الحل ...
- الجزائر في أفق 2012، الذكرى الخمسينية لاتفاقيات إيفيان (الحل ...
- الجزائر في أفق 2012، الذكرى الخمسينية لاتفاقيات إيفيان (الحل ...
- الجزائر في أفق 2012، الذكرى الخمسينية لاتفاقيات إيفيان (الحل ...
- الجزائر في أفق 2012، الذكرى الخمسينية لاتفاقيات إيفيان (الحل ...
- نصف قرن على مؤتمر طنجة: الشرط الغائب في مسألة الاتحاد المغار ...


المزيد.....




- الصفدي لنظيره الإيراني: لن نسمح بخرق إيران أو إسرائيل للأجوا ...
- عميلة 24 قيراط.. ما هي تفاصيل أكبر سرقة ذهب في كندا؟
- إيران: ماذا نعرف عن الانفجارات بالقرب من قاعدة عسكرية في أصف ...
- ثالث وفاة في المصاعد في مصر بسبب قطع الكهرباء.. كيف تتصرف إذ ...
- مقتل التيكتوكر العراقية فيروز آزاد
- الجزائر والمغرب.. تصريحات حول الزليج تعيد -المعركة- حول التر ...
- إسرائيل وإيران، لماذا يهاجم كل منهما الآخر؟
- ماذا نعرف حتى الآن عن الهجوم الأخير على إيران؟
- هولندا تتبرع بـ 100 ألف زهرة توليب لمدينة لفيف الأوكرانية
- مشاركة وزير الخارجية الأمريكي بلينكن في اجتماع مجموعة السبع ...


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - سعيد هادف - مناطق للسلام وأخرى للفوضى : من يصمم خارطة المستقبل المغاربي؟