أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - باقر الفضلي - العراق: المشهد السياسي في مراحله ما قبل الأخيرة..!















المزيد.....

العراق: المشهد السياسي في مراحله ما قبل الأخيرة..!


باقر الفضلي

الحوار المتمدن-العدد: 3143 - 2010 / 10 / 3 - 19:26
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لا أظننا في الحديث، نبتعد كثيراً عن المسار الذي تسلكه القوى المتصارعة على السلطة في العراق، إذا ما أشرنا الى التاكتيك الذي سارت فيه تلك القوى، والذي أتينا عليه في آخر مقالة لنا بعنوان: (العراق: الصمود المتواصل في المواقف..)(1) ، ذلك التكتيك الذي إنتهى اليوم ليستكمل خطوته الثالثة وما قبل الأخيرة، لتثبيت وتأكيد ما أشرنا اليه فيما سبق من مقالات أخرى سابقة، حول الخروج في النهاية بصفة "الكتلة الأكبر"، وبالتالي تكليف مرشحها في البرلمان، بتأليف الوزارة الجديدة بإعتباره الرئيس الجديد لمجلس الوزراء..!


فبعد تشكيل كتلة (التحالف الوطني) من شقيها دولة القانون والإئتلاف الوطني بقيادة السيد الحكيم، تمكنت كتلة دولة القانون في 1/10/2010، من تمرير مرشحها السيد نوري المالكي من خلال عملية توافق بينها وبين كتلة الصدريين بإعتباره مرشحاً للتحالف الوطني، رغم عدم حضور العناصر المهمة من الطرف الثاني في (التحالف الوطني) وفي مقدمتهم المجلس الأعلى الذي يقوده السيد عمار الحكيم، وحزب الفضيلة، ومرشح الإئتلاف الوطني السيد عادل عبد المهدي، والإعلان في مؤتمر صحفي عن هذا الترشيح رغم غياب الأطراف المذكورة، وتحفظها الذي أبدته على آلية الترشيح، ومع ذلك فأنه ما زال أمام هذا الترشيح، الكثير من الصعوبات والمعوقات الجدية..!


كل هذا يبدو على الصعيد الظاهري، وكأنه نتيجة منطقية لطبيعة التوازنات القائمة بين الكتل السياسية، ولكن الأمر على المستوى السياسي، له من الأبعاد والمؤثرات والإمتدادات ما يذهب بعيداً عن ظاهر الحال؛ فأزمة تشكيل الحكومة الجديدة وكما إشرت في مقالة سابقة : هو تعبير عن صراع حقيقي بين مواقف تعكس أجندات مختلفة متغايرة، لها دوافعها وأهدافها الخاصة، التي تصب جميعها في هدف مشترك واحد لا يذهب بعيداً عن التمسك بالسلطة من خلال منصب رئاسة الوزراء بصلاحياته المركزة، وهو أمر لم ينكره أحد، وبالتالي الهيمنة على كامل زمام الدولة وبناء مؤسساتها طبقاً لمنظور هذه الجهة أو تلك، وما عليه أهدافها القريبة والبعيدة في بناء الدولة، وقد لا تكون هناك ولمدى بعيد، من صلة لما يسمى عادة ب "خيار الديمقراطية"..!؟(2)


فالإستقطاب الذي أخذ يتبلور على سبيل المثال، في كتل ((الطائفة الواحدة))، والذي كان من أحدى نتائجه، هذا التقارب غير المتوقع بين كتلة دولة القانون، وبين الكتلة الصدرية، الذي إنتهى بإعلانهما ترشيح السيد نوري المالكي كمرشح للتحالف الوطني، رغم شقة الخلافات الواسعة بينهما وردود الفعل الشديدة التي كان يبديها التيار الصدري من هذا الترشيح، يأتي عاكساً لحالة التأثيرات الخارجية والتدخل والضغط الذي تتعرض له الكتل السياسية العراقية، من جهات خارجية لم تعد مخفية على النطاق المحلي والإقليمي والدولي..!


فما أعلنه السيد مقتدى الصدر رئيس التيار الصدري، عن طبيعة الضغوط التي تعرضت لها قيادة التيار، وما عبر عنه بقوله أن "السياسة لا قلب لها"، له دلالاته الواضحة في هذا الشأن، وإرتباطاً بهذا، ما دفعه الى تغيير مواقفه السابقة من ترشيح السيد المالكي، الأمر نفسه الذي دفع كتلة دولة القانون، أن تفتح الطريق أمام التيار الصدري المعروف بتطرفه، الى التقارب معها بعد تقديم التنازلات المطلوبة، والتي في جملتها وطبقاً لما يشاع في الإعلام، تتعلق بالمناصب الحكومية وإطلاق سراح المعتقلين من أنصار التيار ولا علاقة لها بالمصلحة العامة..!


المهم من كل ما تقدم، أنه في حقيقته يعبر، عن حالة الصراع بين الكتل السياسية ومنها الكتل المتنفذة في السلطة وخاصة كتل "الطائفة الواحدة"، وما يوضحه من طبيعة حرب التكتيكات الجارية فيما بينها؛ فبعد عملية ترشيح السيد نوري المالكي، تعرضت الآن، ما تسمى ب "الكتلة الأكبر" المتمثلة ب"التحالف الوطني"، الى شرخ كبير في مكوناتها المؤسسة، والى إهتزاز في روابط تلاحمها؛ لتتخذ تلك "الكتلة الأكبر"، طابعاً هلامياً غير واضح المعالم، من حيث العدد وطبيعة ماهية المكونات، لما يميزها من مصالح متباينة، وإفتقار لبرنامج موحد وواضح المعالم، ومع ذلك، فإن هذا الترشيح لم يحض بالإجماع المنشود على صعيد "التحالف الوطني" نفسه، وهو الممثل الشكلي ل"للطائفة الواحدة"..!


فالذي وَحَّدَ أطراف "الكتلة الأكبر"، إضافة الى رابط "الطائفة الواحدة"، هو هدف السعي الى السلطة من جهة، وقوة الضغوط الخارجية، المقترنة بالتحذير من [[ "حدوث تداعيات أمنية وتنفيذية على الساحة العراقية في حال تأخر تشكيل الحكومة".]](3) من جهة أخرى، وبالتالي فإنه من السابق لأوانه، القول والتنبؤ بإمكانية تشكيل حكومة "الشراكة الوطنية" التي تدعو لها جميع هذه الأطراف، خلال وقت منظور للمراقب، طالما ظلت أسباب الصراع قائمة على مستوياتها المختلفة؛ فإن تمكنت، وعلى سبيل الإفتراض، قوى الضغط المختلفة، والمتمثل بعضها ب"التوافق الأمريكي _ الإيراني" من تسويتها جزئياً، ونسبياً على مستوى "الطائفة الواحدة"، وهذا قد أخذ من الوقت ما جاوز السبعة أشهر، فليس من اليسير الوصول الى الهدف النهائي مع التكتلات السياسية الأخرى على إختلاف تكويناتها في فترة وجيزة، لما يلزمه الأمر، من تعهدات وشروط، ومن تدخلات وتنازلات ومساومات أوسع وأعمق في إمتداداتها وتأثيراتها الداخلية والخارجية..!


هذا في الوقت الذي إنتهت اليه إجتماعات "التحالف الوطني" ممثل "الطائفة الواحدة" بترشيح السيد المالكي، فأنها والى حد ما، قد حركت بعضاً من حلحلة شكلية لجمود المشهد السياسي، وكثفته إستقطاباً أكثر مما كان عليه، ولكنها ورغم ذلك، لم تبشر بمتغيرات ملحوظة، على صعيد المشروع الوطني وبناء الدولة المدنية الديمقراطية، طالما ظل فيه المشهد المذكور، غارقاً في أجواء التكتيكات السياسية الحالية، والتدخلات والضغوط الأجنبية، وهيمنة الطائفية السياسية..!؟


وعلى الضد من ذلك، فما زال المواطن العراقي يعد الإيام، بإنتظار "اليوم الموعود" الذي تتحمل فيه الكتل الفائزة مسؤوليتها وتتمكن من خرق شرنقة الجمود السياسي والفراغ الدستوري، وتخرج حكومتها المنتظرة الى الفضاء الطلق..!
3/10/2010





#باقر_الفضلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- منظمة التحرير: رمز وحدة الشعب الفلسطيني..!
- العراق: الصمود المتواصل في المواقف..!
- نتنياهو:السلام خيار صعب..!
- نتنياهو: مواقف متناقضة..!
- العراق: للباحثين عن حل في ضباب -التفضيل-..!!
- فلسطين : حمى التطرف في المواقف العصيبة..!
- العراق: المشهد السياسي والحالة الزئبقية..!
- فلسطين: ايران وشكل الدعم والمساندة..!
- فلسطين: من الذي يضمن النجاح..؟!
- فلسطين: المفاوضات المباشرة غاية أم وسيلة..؟!
- نتنياهو: هل سيحقق السلام..؟!
- فلسطين: المفاوضات المباشرة وضرورة الموقف الموحد..!
- العراق: تشكيل الحكومة الى أين..؟!
- العراق: مجلس النواب يوصد الأبواب..!
- العراق : تشكيل الحكومة والقرار/ 1936 ..!
- العراق: الحلول الصعبة..!
- صورعراقية معبرة تحاكي الواقع السياسي..!
- شهداء الإعلام والصحافة جنود مجهولون..!
- العراق :الفشل والصراع..!
- لبنان: المحكمة الدولية الخاصة من جديد..! (*)


المزيد.....




- روسيا تعلن احتجاز نائب وزير الدفاع تيمور ايفانوف وتكشف السبب ...
- مظهر أبو عبيدة وما قاله عن ضربة إيران لإسرائيل بآخر فيديو يث ...
- -نوفوستي-: عميلة الأمن الأوكراني زارت بريطانيا قبيل تفجير سي ...
- إصابة 9 أوكرانيين بينهم 4 أطفال في قصف روسي على مدينة أوديسا ...
- ما تفاصيل خطة بريطانيا لترحيل طالبي لجوء إلى رواندا؟
- هدية أردنية -رفيعة- لأمير الكويت
- واشنطن تفرض عقوبات جديدة على أفراد وكيانات مرتبطة بالحرس الث ...
- شقيقة الزعيم الكوري الشمالي تنتقد التدريبات المشتركة بين كور ...
- الصين تدعو الولايات المتحدة إلى وقف تسليح تايوان
- هل يؤثر الفيتو الأميركي على مساعي إسبانيا للاعتراف بفلسطين؟ ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - باقر الفضلي - العراق: المشهد السياسي في مراحله ما قبل الأخيرة..!