أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - موريس رمسيس - غزو مصر و سقوط ارض الفراعنة في أيدي البدو العرب (الجزء الثاني)















المزيد.....


غزو مصر و سقوط ارض الفراعنة في أيدي البدو العرب (الجزء الثاني)


موريس رمسيس

الحوار المتمدن-العدد: 3143 - 2010 / 10 / 3 - 17:52
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


عذرا ... عزيرى القارئ فقد أردت آن ألخص الجزء الأول لك في البداية و لكنني و جدته من الصعب فقد كان « مختصر المختصر! » ... فعذرا على ذلك.

«13 مايو 641 م - استيلاء العرب على «نقيوس» وما حولها »
مدينة «نقيوس» ، كائنة على فرع رشيد فى الشمال الغربي من « منوف» ( قرية أبشادى وزاوية رزين الآن) وكانت مدينة عظيمة حصينة حافلة بالآثار المصرية ، وكانت مركز لأسقفية كبيرة ، وأشهر أساقفتها (« يوحنا النقيوسى ») ، الذي عاصر الغزو العربي وكتب تاريخه المشهور ( كامل صالح نخلة ص 87).

استطاع العرب أن يقتحموا الحصن والمدينة ، بعد هروب قائد حاميتها الرومانى (دومنتياس) الذي لاذ بالفرار إلى الإسكندرية ، ودخلوا المدينة وأوقعوا بأهلها وقعة عظيمة ، وقال (« يوحنا النقيوسى ») انهم قد قتلوا كل من كان في الطريق من أهلها ، ولم ينج حتى من دخل الكنائس محتمياً ، ولم يدعوا رجلاً ولا امرأة ولا طفلاً الا و قتلوه ، ثم انتشروا فيما حول « نقيوس » من البلاد فنهبوا فيها وقتلوا كل من وجدوه بها ، فلما دخلوا (مدينة صوونا) ، وجدوا بها (أسكوتاوس) وعائلته ، وكان يمت بالقرابة إلى القائد ( تيودور) وكان مختبئاً فى حائط كرم مع أهله ، فوضعوا السيف فيهم فلم يبقوا منهم أحد .

ولكن يجدر بنا أن نسدل الستار على ما كان ، وحيث لا يتيسر لنا أن نسرد كل ما كان من المسلمين من « مظالم » بعد أن أخذوا جزيرة «نقيوس» في يوم الأحد وهو 13 من مايو 641 م ويقول بتلر (ص 311 و 312 ) وقد أثبتنا هنا نص قول (الأسقف القبطي) لأنه يدل على ما كان عليه (القبط) من « قلة حب للعرب الفاتحين » ، و ما كان لهم أن يحبوهم وقد كان منهم ما كان ، وقد كانت «نقيوس» معقلاً من معاقل الدين القبطي ولا شك أن الناس كانوا بالرغم من الاضطهاد لا يزالون على عقيدتهم يضمرونها فى قلوبهم ، ولو أظهروا الخروج منها (أي عقيدتهم) تقية لما أنالهم مثلما حدث فى « نقيوس » ، وكان العرب فى عراكهم لم يفرقوا بين قبطي ورومي ، وليس فيما وصلنا من أخبار .. مر العرب بمدينة قديمة معروفة باسم (طرنوتى) ، أو كما يسميها العرب (الطرانة) ، وحدثت هناك موقعة وأنهزم فيها الروم وواصل (عمرو) سيره إلى « نقيوس » ( كتاب فتح مصر للمؤرخ / ألفريد بتلر ص 310 )

«خربة وردان»
وفى مواصلة العرب طريقهم إلى «نقيوس»، مروا بقرية صغيرة على الجانب الغربي للنيل تعرف اليوم بـ (خربة وردان) ، ويذكر(بتلر) فى هامش ص 309 نقلاً عن (المقريزى) قصة هذه القرية فيقول :
كان (عمرو) حين توجه إلى الإسكندرية خرب القرية التي تعرف اليوم (بخربة وردان) وأختلف علينا السبب آلتي خربت لأجله ، فحدثنا (سعيد بن عفير) أن (عمرو) لما توجه إلى « نقيوس » عاد الى (وردان) لقضاء حاجته فأختطفه أهل (الخربة) فغيبوه ، فتفقده (عمرو) وسأل عنه وقفا أثره (باحثا عنه) فوجده فى بعض دورهم فأمر بخرابها وإخراجهم منها ، وتوجه إلي (وردان) فقتلهم وخربها ، فهي خراب إلى هذا اليوم .

«معركة كوم شريك»
أرسل عمرو بن العاص أحد قواده ويدعى (شريك بن سمى بن عبد يغوت بن جزء المرادى) وهو من صحابة رسول الإسلام (صلعم) - ليقضى على فلول الجيش الروماني المهزوم فأدركه الروم عند قرية تقع فى شمال (الطيرية) فقاتلهم فاعتصم بمنطقة تسمى (الكوم) حتى أدركته الإمدادات التي أرسلها له عمرو مع أحد قواده ويدعى (مالك بن ناعمة الصدفى) الذى انقض على الروم بفرسه من أعلى الكوم و أوقعهم فلم يستطيعوا تضييق الخناق على القائد المسلم فسميت تلك المنطقة باسم (كوم شريك) نسبة الى (شريك) الفارس العربي المسلم ثم سار (عمر بن العاص) بعد ذلك بمحاذاة الترعة التي تلي الصحراء في اتجاه الشمال الغربي حتى وصل آلي (الدلنجات) ومضى في طريقه حتى اعترضت حامية الروم عند (سنطيس) وهى فى جنوب دمنهور بسبعة كيلو مترات وهناك دارت المعركة وانتصر المسلمون ولاذ الروم بالفرار.

«معركة كريون»
وبعد مذبحة «نقيوس» والاستيلاء عليها ، اتجه الى «الإسكندرية» وقطع مسافة عشرين ميلا حتى بلغ حصن « كريون» ، والكريون مدينة بالقرب من قرية معمل الزجاج (بكفرالدوار) ، واصل العرب سيرهم إلى مدينة « كريون» وهى آخر سلسلة من الحصون بين حصن (بابليون) و«الإسكندرية» ، وكان لها شأن عظيم فى تجارة القمح ... و كانت مركز تجميع محصول القمح من سائر بلاد مصر وبها كانت صوامع ضخمة لتخزينه (كان بهتا الكثير من ألاديرة الغنية) واستعدادا لنقلها إلى الإسكندرية فى طريقها إلى القسطنطينية أو العالم الغربي للتجارة عن طريق البحر الأبيض المتوسط )... ما كان لها «اى كريون» من خطر عظيم فى الحرب ، إذ كانت تشرف على الترعة التى عليها كل اعتماد الإسكندرية فى طعامها وشرابها ، ولكن حصونها لم تكن من المنعة على مثل ما كان عليه حصن « بابليون (مصر القديمة حاليا)» ولا حصن «نقيوس» ، وحدث هناك قتال عنيف ، ولم يكن القتال فى تلك الواقعة مثلما حدث فى «نقيوس» ، بل كان قتالاً شديداً أستمر (بضعة عشر يوما).

ويظهر لنا أن تلك الواقعة لم تكن نصراً لإحدى الطائفتين بل تساوت الكفتان تقريبا ، ولكن مؤرخي العرب يقولون أنها كانت نصراً عظيماً للمسلمين ، وبفتح العرب « لكريون» ، خلا أمامهم الطريق إلى الإسكندرية ، وكان عند جيش « عمرو » 20 ألفاً غير الحاميات آلتي تركها في « بابليون » و« نقيوس » وغيرها... ( كتاب فتح مصر للمؤرخ / ألفريد بتلر ص 316 و 317 ) ... ولكن فيما يبدوا أنه انكشف لهم الطريق إلى « الإسكندرية ».

« 25 مايو 641 م - موت الإمبراطور قسطنطين أبن هرقل الشرعي»
بعد موت هرقل فى 11 فبراير 641 م كان قد تولى الملك بعده ولداه وهما : (قسطنطين) أبنه من زوجته (أدوقية) ، و (هرقلوناس) أبنه من زوجته الغير شرعية (مرتينة) ... كان قسطنطين قد قام بإعداد العدة لجيش و تم تجهيزه لإرجاع ما فقدته الإمبراطورية من أراضى ، وأعد سفن لإرسالها إلى مصر ، وما كاد يعد كل ذلك ، حتى مرض ومات فى 25 مايو 641 م بعد أن حكم مائة يوم فقط ( وردد المؤرخين أنه كانت هناك مؤامرة بين (مرتينة) وقواد الجيش حتى يجلس أبنها (هرقلوناس) على كرسيي العرش البيزنطي ، فقد خافت أن ينتصر البيزنطيين على العرب فيقوى قسطنطين ويصبح إمبراطورا قوياً مثل أبيه خاصة أن هرقل كان يدربه على إمساك زمام الحكم بعد وفاته ) وعندما جلس (هرقلوناس) على كرسيي العرش البيزنطي سار على خطة مخالفة لخطة (قسطنطين) فأطلق سراح الخائن (المقوقس) وأرجعه إلى مصر على أن يصالح العرب فى « الإسكندرية ».

«آخر يونيو 641 م الهجوم على الإسكندرية»
سار (عمرو بن العاص) بجيشه متجهاً إلى الإسكندرية من ناحية الجنوب الشرقي للمدينة ، وكانت الإسكندرية (كما وصفها بتلر ص 17) ذات عظمة بارعة نادرة تتجلى لمن يسيرون بين الحدائق وحوائط الكروم والأديرة الكثيرة بأراضيها و كان يرى من بعد مسلاتها و منارتها الشهيرة ، فقد كانت الإسكندرية حتى القرن السابع من أجمل مدائن العالم وأبهاها ، فلم تبدع يد البناء قبلها ولا بعدها شيئاً يعدلها ، إلا روما وقرطاجية القديمتين.

وكانت الأسوار منيعة تحميها (أي الإسكندرية) من ضربات المنجنيق القوية ، ولم تكن للعرب خبرة في فنون الحصار وحربه ، وعندما هاجم (عمرو بن العاص) بجيشه في أول هجومه على أسوار المدينة ، كانت هجمته طائشة غير موفقة ، فرمت منجنيق الروم من فوق الأسوار على جنده وابلاً من الحجارة العظيمة ، فارتدوا أبعدوه و جيشه عن مدى رميها ، ولم يجرؤا بعد ذلك على أن يتعرض لقذائفها ، واقتنع المسلمون أن يجعلوا عساكرهم بعيداً عن منالها ، و انتظروا أن يتجرأ عدوهم ويحمله التهور على الخروج إليهم.

ولم يكن حصار الإسكندرية بالمعنى الصحيح ، فقد كان البحر مفتوح لهم يحمى المدينة من جهة الشمال ، وكانت الترعة وبحيرة (مريوط) تحميانها من الجنوب ، وكان إلى الغرب ترعة (الثعبان) فلم يبق من فرج إلا شرقها وجنوبها الشرقي ، ولم يستطع المحاصرون أن يقتربوا من الأسوار من ذلك الفرج ، وقد تأكد (عمرو) انه لن يستطيع غزوها بالهجوم .

وكان الروم قد هاجروا من المناطق حول الإسكندرية (أي من خارج محيطها) ، فصارت قصورهم البديعة ومنازلهم الجليلة فيما وراء الأسوار فيئاً للعرب ( أي غنيمة)، فغنموا منها غنيمة عظيمة ، وهدموا كثيراً منها ليأخذوا خشبها وما فيها من حديد ، وأرسلوا ذلك في سفن بالنيل إلى حصن بابليون كي يقيموا به جسراً ليعبروا عليه إلى مدينة لم يستطيعوا من قبل أن يعبروا إليها ( كتاب فتح مصر للمؤرخ / ألفريد بتلر ص321 )

مضى على ذلك إلى ما بعد شهر يونيو ، ولم يكن (عمرو) بالرجل الذي يخادع نفسه أو يعلل لنفسه بأنه باستطاعة فتحها (أي الإسكندرية) عنوة ، فقد علم حق العلم أنه لن يستطيع أخذها بالهجوم ، وإنه كان واثقاً من شئ واحد ، وهو أن أصحابه إذا خرج لهم العدو وناجزهم بالقتال ، صبروا وثبتوا وغلبوه ، وعلى ذلك عول على أن يخلف في معسكرة جيشاً كافيا (ً للرباط) ، وأن يسير هو مع من بقى من الجنود ، فيضرب بهم في بلاد مصر السفلي ( مدن الدلتا / الوجه البحري ) ( كتاب فتح مصر للمؤرخ / ألفريد بتلر ص 320 ).

سار (عمرو بن العاص) بمجموعة من جنوده إلى (كريون) ومن ثم إلى دمنهور (« التى سميت دمنهور " دم ، نهور " لأن الدم صار نهورا فيها ») ثم سار إلى الشرق (بجوس) خلال الإقليم الذى يعرف اليوم بإسم (الغربية).

(عن الكاتب):
كما كتب أبن عبد الحكم (عبد الرحمن بن عبد الله القرشي – كتاب فتوح مصر و أخبارها) في غزو الإسكندرية والمعارك التي خاضتها القرى ضد الغزاة ، وعندما صلى يومئذ عمرو بن العاص صلاة الخوف بكل طائفة ركعة وسجدتين ، وكيف تحول إلى (المقس) فخرجت عليه الخيل من ناحية البحيرة مستترة بالحصن فواقعوه فقتل من المسلمين يومئذ بكنيسة الذهب اثنا عشر رجلا و كيف كانت الخيانة هى سبب الاستيلاء على الإسكندرية.

كما كتب المقريزى في ( المواعظ و الاعتبار في ذكر الخطب و الآثار – الجزء الأول 34-167 ) الذي يصف الهجوم العربي في الوجه البحري و يصف المذابح التي تمت و سبى نساء الأقباط (تم إرسالهم إلي المدينة لتسرى و الاستمتاع بهم) و حتى احتلال الإسكندرية و الاستيلاء عليها.

وفي اثناء القدوم على غزو الإسكندرية كان هناك المعارك التي خاضتها (القرى) ضد الغزاة العرب المسلمين و منها «معركة ترنوط - معركة بسلطيس » و قد قامت قرى « خيس، بلهيب ، سلطيس ، مصيل ، قرطسا ، سخا » بقاتل العرب المسلمين بعد سبى الأقباط من النساء والأطفال.

وأبرم (عمرو) («عقد الصلح») مع «المقوس» الحاكم العام باسم الروم فى الاسكندرية وقتذاك وجعل (عمرو) القائد المسلم (وردان) واليا على الإسكندرية ثم سار عمرو من (الكريون) نحو الشرق على ضفاف النيل (في الجوف الغربي) وهو الاسم الذي أطلقه العرب على إقليم (البحيرة) .

« (سخا) هي ثاني مدينة لم يستطع العرب الاستيلاء عليها بعد الإسكندرية »
حتى بلغ « سخا » وكان ذلك الموضع إلى شمال من المدينة الحديثة (طنطا) على نحو أثنى عشر ميلاً منها وهو قصبة الإقليم وكان موضعاً حصيناً ، ولم يفلح (عمرو) فى تحقيق ما كان يريده من النزول على تلك المدينة بغتة وأخذها على غرة ، ورأى العرب أنفسهم مرة أخرى وقد عجزوا عن أخذ مدينة تحيط بها الأسوار وتكتنفها المياة ، فساروا نحو الجنوب ولعلهم أتبعوا (بحر النظام) حتى بلغوا (طوخ) وهى على بعد حوالى ستة أميال من الشمال الغربى من موضع (طنطا) ... ومن (طوخ) ساروا إلى (دمسيس) وقد ارتدوا بعد ذلك عن هاتين المدينتين القريبتين ، ولم يستطيعوا فتحهما ، ولم يجد أهاليهما مشقة في صد العرب.

ويرد أيضا مع هذه الأخبار ذكر غزو (عمرو) للقرى التي على فرع النيل الشرقي ، قيل أن العرب قد بلغوا فيها (مدينة دمياط) ، ولعل تلك الغزوة كانت على يد سرية (عمرو) فى هذا الوقت نفسه ، ولم يكن من أمرها غير (إحراق المزارع) ، والتي قد أوشكت أن ينضج ثمرها فلم تفتح شيئاً من المدائن في مصر السفلي .

ولنذكر أن العرب قد قضوا فى عملهم فى هذا الإقليم 12 شهراً إلى ذلك الوقت ، وبعد تلك الغزوات آلتي أوقع فيها (عمرو) بالبلاد وغنم منها وعاد بعدها إلى «حصن بابليون» ومن معه دون أن يجنى فائدة كبيرة ... وإن لنا لدلالة فى غزواته تلك فى مصر السفلي ، وما لاقاه فيها من القتال فى مواضع كثيرة ، وعجزه فى كل ما حوله من الفتح فى بلاد الشمال القصوى ، فإن ذلك يزيدنا برهاناً و تحت أيدينا من البراهين على فساد الرأيين اللذان يذهبا إليهما الناس :
أولا : أن مصر أذعنت للعرب بغير أن تقاتل أو تدافع ( الكاتب: بعض من المؤرخين العرب)
ثانيا:أن المصريين رحبوا بالفاتحين ورأوا فيهم الخلاص والنجاة مما هم فيه ( الكاتب: بعض من المؤرخين العرب)
( كتاب فتح مصر للمؤرخ / ألفريد بتلر ص 322 و 323 )

«14 سبتمبر 641 م - عودة المقوقس إلى مصر»
أعاد الإمبراطور الجديد (هرقلوناس) المقوقس من منفاه (كان هرقل قد نفاه لخيانته) إلى الإسكندرية وأباح له أن يصالح العرب .

« 8 نوفمبر 641 م سنة 25هـ- انقسام داخلي بين شعب الإسكندرية «الأخضر والأزرق» - كتابة عقد تسليم الإسكندرية»
كان كبار الروم فى الإسكندرية أحزاباً وشيعاً ، تباعد بينهم العقيدة الخلقيدونية ويغرى بينهم التحاسد ، وكان حرص كل من الحزبين الحزب الأخضر والحزب الأزرق على القتال فيما بينهم ، أعظم من حرصهم على حرب العدو الرابض عند أبواب مدينتهم (كتاب فتح مصر للمؤرخ / ألفريد بتلر ص 33 )

وأما ما كان يجول فى قرارة و فكر (المقوقس) من مختلف النزعات فأمر لا يصل إليه الحدث ، ولا يبلغه التصور ، فقد طمع في أن يثيبه المسلمون على مساعدته لهم بأن « يبسطوا يده على الكنيسة القبطية في مصر» ، ويكون عند ذلك فى سلطانه الديني بالإسكندرية ويقيمه على أطلال الدولة بعد خرابها ، ولسنا نجد رأياً آخر أكثر ملائمة لما بدا منه ، فهو خير رأى نستطيع به ان ندرك ما كان بينه وبين (عمرو) من صلات خفية ، وما اقترفه من خيانة دولته الرومانية ، فيوصف بأنه خائناً للدولة في ما توهمه صلاحاً للكنيسة (كتاب فتح مصر للمؤرخ / ألفريد بتلر ص 331 ).

(عن الكاتب):
يتضح لنا بصورة جالية بوجود علاقة (تواطؤ ما) بين (المقوقس) و (عمرو ابن العاض) قادته إلى الخيانة وتسليم الإسكندرية .

وكان (عمرو) قد عاد إلى (بابليون) بعد أن فتح بلاد الصعيد ، أو على الأقل بلاد مصر الوسطى ، كي ما يستريح بأصحابه في أوان (فيضان النيل) ، وفيما كان هناك فى الحصن وافاه (المقوقس) ، وقد جاءه يحمل (عقد الإذعان والتسليم) ، فرحب به (عمرو) وأكرم وفادته .

وكتب ((« عقد الصلح »)) وتسليم الإسكندرية يوم 8 نوفمبر 641 م وأهم شروطه :-

1 - أن يدفع الجزية كل من دخل فى العقد .
2 - أن تعقد هدنة لنحو أحد عشر شهراً تنتهي فى أول شهر بابه القبطي ، الموافق 28 من شهر سبتمبر من سنة 642 م .
3 - أن يبقى العرب فى مواضيعهم فى مدة هذه الهدنة على أن يعتزلوا ، وحدهم ولا يسعوا أى سعى لقتال الإسكندرية ، وأن يكف الروم عن القتال .
4 - أن ترحل مسلحة الإسكندرية فى البحر ويحمل جنودها معهم متاعهم وأموالهم جميعها ، على من أراد الرحيل من جانب البر فله أن يفعل ، على أن يدفع كل شهر جزاء معلوماً ما بقى فى أرض مصر فى رحلته .
5 - أن لا يعود جيش الروم إلى مصر أو يسعى لردها .
6 - أن يكف المسلمون عن الاستيلاء على الكنائس ( وهدمها) ولا يتدخلوا فى أمورهم أى تدخل .
7 - أن يباح لليهود الإقامة فى الإسكندرية .
8 - أن يبعث الروم رهائن من قبلهم ، مائة وخمسين من جنودهم وخمسين من غيرالجند ضماناً لتنفيذ العقد (كتاب فتح مصر للمؤرخ / ألفريد بتلر ص 343)

وقع («عقد الصلح») فى (بابليون) فى يوم الخميس 8 نوفمبر 641 م وكان لا بد من إقراره من «إمبراطور الروم» ، كما كان لا بد له من إقراره أيضا خليفة المسلمين «عمر بن الخطاب» فأوفد عمرو بن العاص (معاوية بن حذيج الكندى) ، وأمره أن يحمل أنباء ما حدث إلى عمر بن الخطاب الخليفة فى مكة ، وكان فى مدة الهدنة ، وهى إحدى عشر شهراً ، متسع من الوقت يكفى لذلك وما يلزم من الرسوم ، ثم عاد (المقوقس) مسرعاً إلى الإسكندرية يحمل معه (كتاب الصلح) .

أرسلت الرسائل إلى الإمبراطور (هرفلوناس) تفضي إليه بشروط الصلح ، وطلب منه (المقوقس) أن يقرها ، ثم دعا (المقوقس) كبار قواد الجيش وعظماء رجال الدولة ، وأخذ يسهب فى ذكر الضرورة التي استوجبت عقده ، وما فيه من مزايا ، فما زال حتى فاز بما أراد من حمل سامعيه على الإيمان بقوله ، ولكن كان فوزاً أشأم . ( كتاب فتح مصر للمؤرخ / ألفريد بتلر ص 353 )

(ويقول بتلر ص 358) : فمن ذلك نرى أن ذلك الصلح الذي عقدة (المقوقس) لم تكن ثمة ضرورة فى الحرب تدعوا إليه ، ما دامت أساطيل الروم تسيطر على البحر ، والعرب بعد أبعد الناس عنه ، لا يمر بخاطرهم أن يتخذوا فيه قوة وكانت الإسكندرية تتحمل وبمكن أن تصبر على القتال مدة سنتين أو حتى ثلاثة خاصة أن البحر مفتوح أمامهم ، ريثما يلي الأمر حاكم صلب القناة ، فإذا ما كان ذلك ، لم يكن من المستبعد أن تعود مصر إلى الروم ... ولكن (المقوقس) أسلمها للعدو خفية وعفوا بغير أن تدعوه إلى ذلك « ضرورة » ، وإننا لا نكاد نعرف فى تاريخ الإسكندرية أنها أخذت مرة عنوة بغير أن يكون انه قد ( تم أخذها بخيانة من داخلها) وقد خابت آمال أهل الإسكندرية بعد ذلك ، بهذا (فتح) وهو ( الكاتب: الاحتلال) ما كان أمرها.

« 10 ديسمبر 641 م - أداء القسط الأول من جزية الإسكندرية للعرب»
لم يستطع (المقوقس) أن يبقى خطته في ستر الخفاء (في الخفي) بعد ذلك طويلاً ، فقد علم أهل الإسكندرية بالأمر بغتة ، فقد فاجأهم طلوع فئة من (العرب) و (المقوقس) فى («عقد الصلح») الذى طلبه وكتبه معهم عن تسليم المدينة ، فهاج الناس وثار ثائر هم لما سمعوا ، وذهبوا غير مصدقين حتى أتوا قصر البطريق (البيزنطي) ، وكان الخطر في تلك اللحظة محدقاً بحياته ، إذ تهافت عليه الناس يريدون أن يحصوه (رجمه).

ولكنه استطاع بما أوتى من بلاغة وفصاحة على تخفيف جنايته ، وتهوين خيانته ، فى مقالته آلتي قالها للناس ، وجعل يبرر ما كان منه قائلاً : إنه إنما أضطر إلى ركوب الصعب اضطرارا إذ لم يكن بد منه ، وما قصد إلا مصلحة قومه وفائدة أبنائهم ، وأن الصلح حقن دمائهم وأمنهم على نفسهم وأموالهم وديانتهم ، ومن أراد أن يعيش فى أرض مسيحية كان له الخيار فى ترك الإسكندرية ، وما كان أمر الخيار بين الهجرة من الإسكندرية وبين الإذعان للمسلمين بالأمر الهين ، (وبكى) (المقوقس) وهو يطلب من الناس أن يصدقوا أنه بذل جهده في آمرهم وأن عليهم ان يرضوا بالصلح فلم يتمالك البطريرك ( الروم حيث أن بطريرك الأقباط كان هارباً بصعيد مصر بعدما مقتل أخيه) ومن معه إلا أن يرضوا و يوافقوه.

بهذا استطاع (المقوقس) مرة أخرى أن يفوز برأيه المشؤوم ، وأخذ الناس يجمعون قسط الجزية التي فرضت عليهم ، ووضعوا المال فى سفينة خرجت من الباب الجنوبي الذي تدخل منه الترعة ، وذهب به (المقوقس) بنفسه ليحمله إلى قائد المسلمين ( كتاب فتح مصر للمؤرخ / ألفريد بتلر ص 354 ).

«21 مارس 642 م - موت المقوقس»
فى أواخر أيامه أستولي عليه الهم وغرق فى الحزن (أي المقوقس) ، اجتمعت عليه المخاوف ، ففي (القسطنطينية) بويع («قسطنطين») وحده بالملك فى أواخر نوفمبر 641 م وأبعد جميع أصدقاء (المقوقس) ، وأعيد إلى السلطة من كان عدواً وشديد العداوة له ، أخشى أن يأمر الإمبراطور الجديد بنفيه أو قتله ورأى الناس قد أنكروا سياسته للدين إنكاراً لا أمل معه فى عودة الرضى عنه ورأى سياسته في أمور الدنيا وقد أصابها العار

(عن الكاتب):
قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَة َعَن ْيَد ٍوَهُمْ صَاغِرُون (التوبة 29)
فَإِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقَابِ حَتَّى إِذَا أَثْخَنْتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثَاقَ فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاءً حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا ذَلِكَ وَلَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَانْتَصَرَ مِنْهُمْ وَلَكِنْ لِيَبْلُوَ بَعْضَكُمْ بِبَعْضٍ وَالَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَلَنْ يُضِلَّ أَعْمَالَهُم (محمد 4)ْ
وَأَنْزَلَ الَّذِينَ ظَاهَرُوهُمْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ صَيَاصِيهِمْ وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ فَرِيقًا تَقْتُلُونَ وَتَأْسِرُونَ فَرِيقًا وَأَوْرَثَكُمْ أَرْضَهُمْ وَدِيَارَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ وَأَرْضًا لَمْ تَطَئُوهَا وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرًا (الأحزاب 26 , 27)
وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ فَإِنِ انْتَهَوْا فَإِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (الأنفال 39)
وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (البقرة 244)
وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ (الأنفال 60)
فَإِذَا انْسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (التوبة 5)
قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ (التوبة 14)
يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِير(التوبة 73)
(بدون تعليق)

(عن المؤرخ عزت اندراوس):
رأى (المقوقس) بعينيه فشل سياسته الدينية باضطهاد الأقباط وإرغامهم على الانضمام للكنيسة الملكية للروم برجوع ملايين من الأقباط فى الوجه البحري الذين انضموا إلى الكنيسة الملكية للروم يرجعون إلى الكنيسة القبطية

وكان أكثر ما أصابه من حزن كان لرفض العرب شفاعته فى أمر عودة (الأقباط) الذين كانوا قد لجئوا إلى الإسكندرية ، عودتهم إلى (قراهم) وإلى (منازلهم) ، وذكر ما فعله من ذنوب ، وما أصابه من فشل والخذلان ، وكان قلبه يؤنبه ، وندم على تفريطه فى أمر مصر ، وبكى على تضيعه لها . وظلت الأقدار تغمره والهموم تحيط به حتى أصابه داء الدوسنتاريا ومات وقيل أنه أقدم على الانتحار بمص السم الموجود فى خاتمه وذلك فى (يوم أحد السعف) ، ومات فى يوم الخميس الذى بعده أى يوم 21 مارس 642 م ( كتاب فتح مصر للمؤرخ / ألفريد بتلر ص 380 و 381 ).

(عن الكاتب):
يمكنك أن تتخيل في أيامنا هذه و نحن في (بداية القرن 21) ، و قد قام قائد الجيش الأمريكي في العراق بالتفاوض مع الإرهابيين و الوهابيين القادمين من الجزيرة العربية و بلاد الخليج و باقية البلاد ، و قام بتسليمهم العراق مدينة تلو الأخرى! ... و هذا ما حدث في مصر مع الفرق الشاسع في تسلسل الأحداث.

اشكر القارئ ........ و إلى الجزء القادم

موريس رمسيس

المراجع و شكر خاص إلى:
1- موسوعة تاريخ أقباط مصر بقلم (« عزت اندراوس ») [ http://www.coptichistory.org/]
2- محاضرات (« الأستاذ صوت الحق ») «المسموعة» والمسجلة لتاريخ مصر و أرقام الحلقات 30،29،28
[ http://www.jesus-all-things.com/sout-alhaqe.html ]
و يتم ذكر أثناء إلقاء المحاضرات المراجع و أرقام الصفحات والشواهد عربية أو أجنبية



#موريس_رمسيس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- غزو مصر و سقوط ارض الفراعنة في أيدي البدو العرب (الجزء الأول ...
- من يحكم مصر و من يحكم أبناء الفراعنة؟ (الجزء السادس)
- من يحكم مصر و من يحكم أبناء الفراعنة؟ (الجزء الخامس)
- قناة الجزيرة ... تلهيك و تبليك و اليى فيها تجيبه فيك !
- من يحكم مصر و من يحكم ابناء الفراعنه؟ (الجزء الرابع)
- من يحكم مصر و من يحكم ابناء الفراعنه؟ (الجزء الثالث)
- من يحكم مصر و من يحكم ابناء الفراعنه؟ (الجزء الثانى)
- من يحكم مصر و من يحكم ابناء الفراعنه؟ (الجزء الاول)


المزيد.....




- -بعد فضيحة الصورة المعدلة-.. أمير وأميرة ويلز يصدران صورة لل ...
- -هل نفذ المصريون نصيحة السيسي منذ 5 سنوات؟-.. حملة مقاطعة تض ...
- ولادة طفلة من رحم إمرأة قتلت في القصف الإسرائيلي في غزة
- بريطانيا تتعهد بتقديم 620 مليون دولار إضافية من المساعدات ال ...
- مصر.. الإعلان عن بدء موعد التوقيت الصيفي بقرار من السيسي
- بوغدانوف يبحث مع مدير الاستخبارات السودانية الوضع العسكري وا ...
- ضابط الاستخبارات الأوكراني السابق يكشف عمن يقف وراء محاولة ا ...
- بعد 200 يوم.. هل تملك إسرائيل إستراتيجية لتحقيق أهداف حربها ...
- حسن البنا مفتيًا
- وسط جدل بشأن معاييرها.. الخارجية الأميركية تصدر تقريرها الحق ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - موريس رمسيس - غزو مصر و سقوط ارض الفراعنة في أيدي البدو العرب (الجزء الثاني)