أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - إبراهيم أيت إزي - قراءة في كتاب LÉthique protestante et lesprit du capitalisme. Max WEBER















المزيد.....



قراءة في كتاب LÉthique protestante et lesprit du capitalisme. Max WEBER


إبراهيم أيت إزي

الحوار المتمدن-العدد: 3143 - 2010 / 10 / 3 - 16:37
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


لقد قدم ماكس فيبر مجموعة من الدراسات يمكن أن تدخل تحت علم الإجتماع الديني لعل من أهمها, تلك الدراسة التي حاول فيها أن يناهض الفكر الماركسي في أساسه وجوهره والتي تقع تحت عنوان "الأخلاق البروتستانتية وروح الرأسمالية" ثم قام هذا الأخير بعد ذلك بدراسات مقارنة تناولت الأديان الكبرى والعلاقة بين الظروف الإجتماعية والاقتصادية من جهة والإتجاهات الدينية من جهة أخرى. وعن الدور الذي الذي يلعبه الدين من خلال دراسات فيبر فإن ريمون آرون يقول " إن نقطة الإنطلاق في دراسات فيبر عن علم الإجتماع الديني هو في اعتقاده بأن فهم أي إتجاه يحتاج من الباحث إلى إدراك تصور الفاعل للوجود بأكمله" . إذ في ضوء هذا الإعتقاد حدد فيبر التساؤل الآتي لكي يجيب عليه في دراساته. إلى أي مدى تؤثر التصورات الدينية عن العالم والوجود في السلوك الاقتصادي لكافة المجتمعات ؟ ويقول ريمون آرون إن ماكس فيبر في دراسته لتأثير الأخلاق البروتستانتينية على الرأسمالية كان يريد أن يؤكد قضيتين هما :
1- أن سلوك الأفراد في مختلف المجتمعات يفهم في إطار تصورهم العام للوجود وتعتبر المعتقدات الدينية وتفسيرها إحدى هذا التصورات للعالم والتي تؤثر في سلوك الأفراد والجماعات بما في ذلك السلوك الاقتصادي.
2- أن التصورات الدينية هي بالفعل إحدى محددات السلوك الاقتصادي, ومن ثم فهي تعد من أسباب تغير هذا السلوك. على أن فيبر لم يعالج الجوانب المختلفة للدين بوصفه ظاهرة اجتماعية بل اكتفى بدراسة الأخلاقيات الاقتصادية للدين, ويقصد منها ما يؤكد عليه الدين من قيم اقتصادية.
-Iالمؤلف: Max WEBER
ولد ماكس فيبر في إبريل 1864 في إيرفرت Erfert بألمانيا من أسرة بروتستانتية موسرة وعرف أجداده لأبيه بأنهم ( لوثريون) نسبة إلى المصلح الديني المعروف مارتن لوثر ( 1483-1546) ولقد طردوا من النمسا بسبب معتقداتهم وعندما وصلوا إلى بيلفيلد Bielefield اشتغلوا بالتجارة حتى أصبحوا من أشهر تجارها، وكان والده محامياً عمل بالسياسة في عهد بسمارك وظل لعدة سنوات عضواً في الريشتاخ ( البرلمان), ولقد أثار ذلك عند فيبر الوعي بأهمية العمل السياسي، ومنذ شبابه الباكر راح ماكس فيبر يقرأ كبار المفكرين من أمثال ماركس، ونيتشه، وهيغل وكانط. وكان قارئا نهما يحب المطالعة كثيرا. وقد شغف بالتاريخ، والفلسفة، وعلم اللاهوت، والجماليات، الخ..., ثم واصل دراسته في كلية الحقوق والاقتصاد، و حينها بدأ في دراسة الاقتصاد منذ عام 1882 حيث إلتقى بأفكار آدم سميث وغيره, و من ثم حصل على درجة الدكتوراه في الاقتصاد وكان موضوع الرسالة " الشركات التجارية في العصور الوسطى" ورسالته هاته توضح تحوله من التاريخ القانوني إلى التاريخ الاقتصادي .
وبعد حصوله على الدكتوراه قام بتدريس القانون في جامعة برلين عام 1892 وعمل أستاذاً للسياسة عام 1894 وأستاذاً للإقتصاد عام 1897. وعلى إثر هدا العمل أصيب بإنهيار عصبي حاد أقعده عن نشاطه الأكاديمي في سنة 1900, ولم يستطع العودة إلى التدريس إلا في عام 1918 خلال الحرب العالية الأولى ..
وفي عام 1904 أسس ماكس فيبر مجلة سيكون لها دور في تطوير نظريات علم الاجتماع لاحقا, وكان عنوانها: "أرشيفات العلوم الاجتماعية والعلوم السياسية", ثم شارك عام 1910 في تأسيس الرابطة الألمانية لعلم الاجتماع.
وبعدئذ انخرط ماكس فيبر في العمل السياسي المحض, وأصبح معارضا سياسيا للإمبراطور غليوم الثاني, وعضوا فاعلا في الحزب الاشتراكي الديمقراطي الألماني. وقد شارك بعد الحرب العالمية الأولى كعضو في الوفد الألماني إلى مؤتمر السلام الذي انعقد في فرساي عام 1919.
وقد طلبت منه السلطات بعدئذ بلورة دستور جديد للجمهورية الألمانية, ثم قدموا له كرسي علم الاجتماع في جامعة ميونيخ عام 1918, لكنه لم ينل شيئا من هذا بل وافته المنية بشكل مفاجئ ومبكر عام 1920. ويلاحظ أن فيبر لم يحترف علم الإجتماع إلا قبل وفاته بعامين ، ولقد توفي عام 1920 قبل أن يتم مؤلفه الأساسي, الذي يدخل في ميدان النظرية الإجتماعية وهو "الإقتصاد والمجتمع" Economics and Society", لذلك كانت إحدى المهام الصعبة في سنة 1922 هي جمع شتات هذا المؤلف بعد أن تركها فيبر في صورتها البدئية.
وهكذا لم يعش ماكس فيبر أكثر من ثمانية وخمسين عاما، لكنه ترك بصماته الكبرى في علم الاجتماع, وأصبح أحد كبار الثلاثة المؤسسين له, إلى جانب كل من كارل ماركس،و إميل دوركهايم.
ومن جانب آخر يعد ماكس فيبر واحدا من أعظم علماء الاجتماع الذين ظهروا خلال القرن العشرين وذلك للأسباب التالية :
أولها وأهمها أن أعماله قدمت لنا أمثلة رائعة على الدراسة الدقيقة الجادة للمواقف الاجتماعية الملموسة والعمليات التي يجب أن تشكل أساس أي نظرية سوسيولوجية ملائمة.
ثانيها ً أنه أسهم بشكل واضح في توضيح الدور المهم الذي تلعبه القيم في الحياة الاجتماعية في الوقت الذي ظل يؤكد فيه ضرورة أن تظل العلوم الاجتماعية متحررة من القيمة ,
ثالثها ً أنه أوضح كيف أننا نستطيع أن نحقق الكثير باستخدام فكرة النموذج المثالي في العلوم الاجتماعية .و أخيرا أنه أسهم بشكل كبير في فهم السببية الاجتماعية و ارتباطها بمشكلة المعنى في الموضوعات الإنسانية .
و يعد ماكس فيبر مفكرا بارزا, فأغلب أعماله في الواقع ليست سوسيولوجية بالمعنى الدقيق و لكنها تنتمي إلى العلوم الاجتماعية عامة .
و ترتبط كتاباته إلى حد كبير بمناقشة الظواهر التاريخية في ضوء مفاهيم علم الاجتماع أما الموضوعات التي ناقشها فيبر مناقشة سوسيولوجية خالصة ، فكانت موضوعات قليلة لعل أهمها: البيروقراطية والدين وعلم الاجتماع القانوني ، هذه المناقشات التي أسهمت في بداية حقيقية لهذه الفروع من الدراسة .
ترك ماكس فيبر تراثاً متعدداً أو متنوعاً ، ولا يزال جزء كبير من تراثه مختفياً في المكتبات الألمانية والأوروبية والأمريكية ، كما حرص فيبر على أن يعيد كتاباته ومؤلفاته إلا أن هذا لم يتم نظراً لوفاة فيبر تاركاً ورائه عدد من المؤلفات التي شهرت علماء بارزين ومنهم تالكوت بارسونز على سبيل المثال لا الحصر ونلاحظ أن كل بضع سنوات تظهر مؤلفات لماكس فيبر لم يكتب عنها من قبل مثل إسهاماته في مجال علم اجتماع التربية والدراسات البيئية على سبيل المثال, وفيما يلي أهم المؤلفات التي وضعها فيبر أو قام بتجميعها وترجمتها وتصنيفها ونشرها بواسطة عدد من العلماء البارزين من أهمها :
1. تاريخ الاقتصاد العام 1927م
2. الاقتصاد والمجتمع 1930م
3. علم الاجتماع المعرفي 1942م
4. مقالات في علم الاجتماع 1946م
5. نظرية التنظيم الاقتصادي والاجتماعي 1947م
6. علم الاجتماع الديني 1957م
8. منهجية العلوم الاجتماعية 1949م
9. الأسس العقلانية والاجتماعية 1958م
10. المدينة 1968م
كما يجب أن نوضح أن بعض هذه الكتابات جاءت جامعة لعدة أعمال أو مقالات متعددة, كما نشرت في بعض الأحيان في سنوات متفرقة ، و ذلك بسبب تأخر ترجمتها من اللغة الألمانية إلى الانجليزية ، كما أن لديه كتابات في السياسة الاجتماعية و التربية و القانون و الإدارة و التنظيم والتي تعتبر من الاهتمامات الأكاديمية المتنوعة التي أسهمت في وضع جذور فروع علم الاجتماع والعلوم الاجتماعية الأخرى .
-II بطاقة تقنية للكتاب :
كتاب " الاخلاق البروتستانتية وروح الرأسمالية " من الكتب المؤسسة لعلم السوسيولوجيا الحديثة, نشر لأول مرة في جزئين سنة 1904 و 1905 في مجلة" أرشيفات العلوم الاجتماعية والعلوم السياسية " التي أسسها ماكس فيبر مع Werner Sombart و . . Edgar Jaffé و قد أعاد ماكس فيبر نشره مرة ثانية سنة 1920م باللغة الألمانية و بالتالي ترجم إلى الفرنسية سنة 1964 من طرف Jacques Chavy وصدرت هذه النسخة المترجمة بباريس عن مجموعة أبحاث في العلوم الإنسانية.
يقع الكتاب في 341 صفحة ,ويتكون من مدخل وفصلين :
الفصل الأول: وهو المعنون بالإشكالية
1) الإنتماء الديني والشرائح الإجتماعية
2) روح الرأسمالية
3) فكرة الشغل عند لوثر
الفصل الثاني: وهو تحت عنوان" أخلاق الشغل في البروتستانتية "
1 ) الأسس الدينية في النسكية الدنيوية
_ الكالفينية
_ التقوية
_ الميتودية
_ الطوائف المعمدانية
2 ) النسكية والروح الرأسمالية
إضافة إلى قسم ثالث وهو المعنون ب "الطوائف البروتستانتية وروح الرأسمالية", وكان قد نشر كمقال مستقل لوحده سنة 1920 .
III- جنس الكتابة:
الفعل الإجتماعي هو الموضوع الأساسي لعلم الإجتماع عند ماكس فيبر ولقد عرفه بأنه " صورة للسلوك الإنساني الذي يشتمل على الإتجاه الداخلي أو الخارجي الذي يكون معبراً عنه بواسطة الفعل أو الإحجام عن الفعل ، إنه يكون الفعل عندما يخصص الفرد معنى ذاتياً معيناً لسلوكه، والفعل يصبح إجتماعياً عندما يرتبط المعنى الذاتي المعطي لهذا الفعل بواسطة الفرد بسلوك الأفراد الآخرين ويكون موجهاً نحو سلوكهم ."
ووفقاً لمنظور فيبر وتعريفه للفعل الإجتماعي لابد من فهم السلوك الاجتماعي أو الظواهر الإجتماعية على مستويين: المستوى الأول أن نفهم الفعل الإجتماعي على مستوى المعنى للأفراد أنفسهم، أما المستوى الثاني فهو أن نفهم هذا الفعل الاجتماعي على المستوى الجمعي بين جماعات الأفراد. .
ولكي نفهم عمل الفرد وأفعاله أو سلوكه الاجتماعي على مستوى المعنى لابد من النظر إلى دوافع الفرد ونواياه وإهتماماته والمعاني الذاتية التي يعطيها لأفعاله والتي لم تكمن خلف سلوكه ، أي أنه لابد من فهم معنى الفعل أو السلوك على المستوى الفردي ومن وجهة نظر الفرد نفسه صاحب هذا السلوك, وبنفس الطريقة لابد من النظر إلى النوايا والدوافع والأسباب والإهتمامات التي تكمن وراء سلوك الجماعة التي يعتبر الفرد عضواً فيها .
إذن لابد لنا من أخذ هذين المستويين في الإعتبار عند دراستنا وتحليلنا لفهم وتفسير الفعل الاجتماعي الإنساني للفرد سواء من خلال مواجهته للظواهر الإجتماعية بنفسه أو من خلال مشاركته للجماعات الإجتماعية التي ينتمي إليها. .
وكما أوضح " ريمون آرون" من تحليله لأعمال فيبر, فهم المعنى الذي يخلعه الإنسان على سلوكه وهذا المعنى الذاتي بالطبع, هو المعيار الذي على أساسه يمكن تصنيف الأفعال الإنسانية توطئة لفهم بناء السلوك.
وقد انعكس هذا في الكتاب, فماكس فيبر اختار منهج الفردانية الميتودولوجية ,حيث انطلق من الفرد ومساهمته في التاريخ.
IV- منهج التشخيص:
يصنف فيبر على أنه أول من استخدم المدخل التفسيري في العلوم الاجتماعية, وبالطبع كان لفيبر قدرات تفسيرية فائقة لاهتمامه ليس فقط بعلم الاجتماع, و لكن بعلم الاقتصاد و السياسة و النفس و التاريخ و غيرها من العلوم الاجتماعية الأخرى. وهكذا فلم يشتغل على وقائع وأخبار وإنما على مادة نظرية .
اختار ماكس فيبر المقاربة في الزمن الطويل la longue durée , زمن العقليات والذهنيات وليس الزمن السياسي.كما اختار أيضا مجالا جغرافيا متسعا حقلا للدراسة, يتمثل في أوربا الغربية, كمنطلق ربطه بحضارات ومناطق مختلفة (بابل مصر,الصين,أمريكا...).
V- مضامين الكتاب:
يعد كتابه "الأخلاق البروتستانتية وروح الرأسمالية" أبرز مؤلفات ماكس فيبر وأكثرها تأثيرا في الفكر الاجتماعي ،إذ كان قراءة لدور القيم الدينية في ظهور قيم وأخلاق العمل في المجتمعات الصناعية الجديدة التي كانت أساس ظهور النظام الرأسمالي.و بالتالي فإذا كان ماركس قد جعل الدين جزءاً من البناء الفوقي بوصفه متغيرًا تابعًا للبناء الأساسي الذي يتألف من علاقات وقوى وأنماط الإنتاج، فإن فيبر قد حرص في المواجهة أن يحرك عناصر التفسير الديني للمجتمع والسلوك؛ خاصة ما يمكن وصفه بالسلوك في المجال الاقتصادي، وذلك في مقابل التفسير المادي للتاريخ فكما يقول فيبر "إن قضيتنا هي قضية ولادة الطبقة البرجوازية الغربية بسماتها المتميزة وهي قضية على علاقة أكيدة ووثيقة بأصل تنظيم العمل الحر الرأسمالي...من المعلوم أن الشكل الحديث للرأسمالية الغربية قد تحدد إلى درجة كبيرة, بتطور الإمكانات التقنية...وإذا كان تطور العقلانية الإقتصادية مرتبط في شكل عام بالتقنية وبالقانون العقلانيين, فهو مرتبط أيضا بالقدرات وبالكفاءة التي يتمتع بها الإنسان ليتبنى بعض أشكال السلوك العقلاني العملي. حين واجه السلوك صعوبات روحانية اصطدم تطور الموقف الإقتصادي العقلاني, هو أيضا بمقاومات داخلية خطيرة.فقد كانت القوى السحرية والدينية, إضافة إلى أفكار أخلاقية مبنية على أسس أكثر أهمية في تكوين السلوك" (صص 12,11). والإشكالية التي انطلق منها فيبر هي " في أي صيغة تحدد بعض المعتقدات الدينية بروز عقلية اقتصادية؟
لقد سعى فيبر إلى تأكيد النتائج التي توصل إليها من خلال تحليله لتاريخ بعض الدول البروتستانتية, حيث نجده يستهل مؤلفه"الأخلاق البروتستانتية و روح الرأسمالية" بتسجيل حقيقة إحصائية مفادها أن أغلب كبار رجال الأعمال و العمال المهرة و أصحاب المهن التجارية و الفنية الهامة في أوروبا بالخصوص هم من البروتستانت يقول ماكس فيبر " إذا عدنا الى الإحصائيات المهنية في بلد تتعايش فيه طوائف دينية متعددة ,نلحظ بصورة متواترة واقعا أثار مرات عدة نقاشات حادة في الصحف والكتابات الأدبية والمؤتمرات الكاثوليكية في ألمانيا,يتلخص هذا الواقع في أن رجال الأعمال وأصحاب الحيازات الرأسمالية ,وكذلك ممثلي الشرائح العليا المصنفة من اليد العاملة...هم بأغلبية كبيرة من الطائفة البروتستانتية ,ويزداد الأمر وضوحا كلما كانت الرأسمالية أكثر حرية" (ص16) ويضيف " أن إمساك البروتستانتيين في إطار الحياة الإقتصادية المعاصرة ,بالنصيب الأكبر من مراكز الإدارة قد يكون ناجما عن ثورة كبيرة جدا انتقلت إليهم بالوراثة.غير أن ظواهر أخرى موجودة .إن الأهل الذين ينتمون إلى الكاثوليكية يختلفون كثيرا عن البروتستانتيين في اختيار نوع التعليم الثانوي الذي يوجهون أولادهم إليه.إن حملة الباكلوريا من الكاثوليك الذين تخرجوا من مؤسسات تحضر للدراسات التقنية وللوظائف الصناعية والتجارية لا يمثلون سوى نسبة متدنية جدا قياسا على نسبة الطلاب البروتستانتيين ,ولاشك أن اختيار القطاع الوظيفي أمر تحدده خصوصيات الذهنية التي تتاثر بظروف وسط المحيط ,نمط التربية التي يرسخها المناخ الديني" (صص19,18) وهذه حقيقة صادقة تاريخيا حسب فيبر، وأن كل الدول التي عرفت ازدهارا اقتصاديا في أوروبا كانت تسود فيها الديانات البروتستانتية، بينما ظلت الدول الكاثوليكية متخلفة نسبيا لكونها تخلت عن العمل الشاق, وتفرغت إلى الأمور الدينية الروحانية أو إلى الكسل و الخمول " و ترسخ في أذهان معتنقيها لامبالاة كبيرة إزاء ثروات هذا العالم" على حد تعبير فيبر.وهنا طرح تساؤل مهم " لما تظهر أكثر المناطق تقدما من الناحية الاقتصادية مؤهلة, في الوقت ذاته بشكل خاص لاحتضان عملية ثورية في الكنيسة؟ لاشك أن التحرر من الاتجاه الاقتصادي التقليدي يبدو بمثابة أحد العوامل التي ينبغي أن تعزز الميل إلى التشكيك أيضا بالتراث الديني وإلى التمرد على السلطات التقليدية ". (ص16)
يبدو واضحا أن الموضوع الرئيسي الذي استأثر اهتمام فيبر هو مشكلة نشأة الرأسمالية، ففي إطار الدين القيم يرى فيبر أن البروتستانتية وخاصة أفكارها الكالفينية المولد الأساسي و مصدر الإلهام الحقيقي لنشأة النظام الرأسمالي، إذ يؤكد أنها-البروتستانتية- قد شكلت نسقا ثيولوجيا احتوى العديد من القضايا التي شكلت في مجموعها نسقا قيميا يحكم أو يضبط حركة التفاعل في النسق الرأسمالي بمنطق سبرنطيقي دون أن ننسى المجال الاجتماعي الذي شهد هو الآخر عوامل ذات صلة بنشأة النظام الرأسمالي، ومن هذه العوامل أن الرأسمالية الحديثة و ما تضمنته من نمو ملحوظ في القدرة التنظيمية المضبوطة, و التنظيم الرشيد الذي تمت إدارته وفقا للمبادئ العلمية و الثروات، والإنتاج من أجل السوق، والإنتاج للجماهير, و من خلال الجمهور الذي وازاه حماس متزايد و روح معنوية عالية و كفاءة في العمل تتطلب تفرغا كاملا للفرد من أجل مزاولة العمل على الوجه الأصح، كما تستند الرأسمالية إلى عناصر ضرورية و هي العمل الشاق, و الاقتصاد في الإنفاق "التقشف و الزهد" وضبط النفس, و تجميع الثروات و الأموال، إضافة إلى سيادة النزعة التقشفية التي توجه الطاقات الدينية نحو الاتجاه الإيجابي التقشفي بدلا من الاتجاه الصوفي السلبي، لأن الله لا يمكن الاقتراب منه كلية وإنما يمكن خدمته فقط، لا عن طريق الاستغراق الكامل في المسائل الحسية، وإنما بالسيطرة على ما هو حي و في الخضوع للنظام من أجل مجد الله، وهذا ما يصفه فيبر بالنزعة إلى التقشف التي تقوم على العمل و التقشف و الادخار وجمع المال كقيمة كالفينية, وعدم إنفاقه فيما هو دنيوي الشيء الذي يؤدي إلى التراكم العقلاني لرأس المال.يقول فيبر "ما هو مدان فعلا من وجهة النظر الأخلاقية ,هو الطمأنينة أو الراحة في التملك ,والتمتع بالثروة ونتائج ذلك ,البطالة إغراءات الجسد ,ولاسيما الخشية من تحويل الجهد عن البحث عن حياة "مقدسة" ولا يصبح التملك موضع شبهة إلا حين ينطوي على خطر الطمأنينة هذه...فينبغي على الإنسان بغية تأمين خلاصه أن يقوم بعمل الرب الذي بعثه إلى الارض ,طيلة مايدوم النهار ,لا البطالة ولا المتعة ,بل النشاط وحده هو الطي يخدم زيادة مجد الله ,تبعا لتجليات إرادته الواضحة " (ص135).
كما يعتبر العلم الحديث من العوامل الهامة لازدهار الرأسمالية الغربية، حيث يعتبر ذلك من نتائج الاعتقاد في صيغة الإله الترنسندنتالي المتعالي و الازدواجية المصاحبة لذلك بين العالم السماوي و العالم الحسي، ويستند إلى العلم كذلك نشأة التكنولوجيا الحديثة أو ما يسمى بالتكنولوجيا العقلانية التي سادت المجتمع الغربي الذي يقول عنه انه "في الأزمنة الحديثة ,شهد وحده شكلا آخر من الرأسمالية ,هو التنظيم العقلاني الرأسمالي للعمل الحر... وليس هذا هو الخصوصية الوحيدة في الرأسمالية الغربية .فلم يكن ذلك ممكنا من دون عاملين اخرين أساسيين فصل العمل المنزلي عن المؤسسة ,والمحاسبة العقلانية وهي مرتبطة به ارتباطا وثيقا...انها ترتبط بالسمات الخاصة بالعلم الحديث ,لاسيما بعلوم الطبيعة القائمة على أساس الرياضيات والتجريب العقلاني" (صص12,11).
وقد أدى هذا إلى تأسيس تشكيلات إنتاجية و اجتماعية عديدة أسهمت في مجموعها في تأسيس النظام الرأسمالي، وباعتبار التكنولوجيا إحدى نتائج العلم الحديث فهي تتضمن رفض المنطق التقليدي لإنجاز الأعمال و تنطوي على أداء أكثر كفاءة لتحقيق مجد الله كما تملي ذلك القيم البروتستانتية في مذهبها الكالفيني الذي نادى به ماكس فيبر .
و قد مثلت النزعة الرأسمالية انهيارا للنزعة التقليدية، فالرأسمالي لا يصاب أبدا بتخمة المال وإنما يظل ساعيا بدأب نحوه، كما نعتبر روح الرأسمالية مضادة للنزعة التقليدية من خلال علاقتهما بالعمليات الواقعية لمناشط الكسب، فالنسق الرأسمالي في كليته قد يحتوي على بعض العوامل التي يسرت تأسيسه و استمراريته، فالرأسمالية الحديثة تختلف عن كافة الرأسماليات السابقة، وما يميزها هو وجود الطبقة البورجوازية التي تتسم بأخلاق ذات طابع عقلاني في إنجازها، كما شكل الاتجاه إلى تراكم رأس المال من أهم خصائص و عوامل استمرار الرأسمالية الحديثة، فما يشكل النظام الرأسمالي ليس هو فكرة الحد الأقصى للربح وإنما التراكم غير المحدود، وبذلك يصبح السعي لتراكم رأس المال ...مدعمة أخلاقيا في ذاتها، فكسب المال يعتبر التزاما أخلاقيا في حد ذاته ,يقول ماكس فيبر " الرغبة في الكسب,البحث عن الربح /المال,كل ذلك ليس له بذاته,أي علاقة بالرأسمالية فالحاجة للكسب لا تنطوي ابدا على مقومات الرأسمالية ولا حتى على روحها.
غير أنه تبقى الرأسمالية مرادفة للبحث عن الربح ,عن ربح دائم القدرة على التجدد من خلال مؤسسة تابثة ,عقلانية ورأسمالية ,إنها بحث عن المردودية التي تلازم المشروع الرأسمالي " (ص2).
VII-أسئلة القراءة :
كارل ماركس وماكس فيبر:
كثيرا ما يتكرر الحديث عن فكرة التضاد الشائعة التي تعاكس ماركس بماكس فيبر، إلى جانب معارضة المادية الماركسية للروحانية الفيبرية، لكن ذلك قد يبدو خطأ كبيرا، لأن فيبر كان رائدا لما يمكن أن ندعوه بالماركسية الرمزيةLe marxisme symbolique وفي هذا الصدد نجد فيبر يقول:"إذا كانت الماركسية تعني أن القواعد الاقتصادية هي الحاسمة فإني أيضا ماركسي".
وأول مسألة ينبغي أن نشير إليها هي أن الفكرة التي تنبني على أساس اختزال التنظير السوسيولوجي لماكس فيبر كونه قد تأسس بكامله من خلال المناقشة العميقة والمستمرة التي قادها فيبر مع شبح كارل ماركس.
غير أن الحقيقة أن فيبر قد تقابل مع ماركس على نفس الساحات التي تعرض لها هذا الأخير، ليس لمواجهة الأفكار أو النظريات الماركسية و إنما لكون القضايا التي عالجها أو تطرق لها ماركس كانت موضع اهتمام و حوار من قبل السياق الاجتماعي المحيط أو نسق التفكير العلمي، فقضايا الحوار بين ماركس و ماكس فيبر كانت مفروضة من الخارج أي من السياق المحيط أو نسق التفكير العلمي الذي حكم على كلا المفكرين(ماركس و فيبر)أن يتعرض لذات الظواهر، ومن ثم فتعرض كل منهما لنفس الظواهر كان اقترابا علميا من ذات المواضيع و القضايا و إن كان من أوجه و مداخل متباينة و مختلفة وليس التعرض لذات الظواهر كموقف شخصي لأي منهما ضد الأخر.
غالبا ما يوصف ماكس فيبر بأنه ماركس البورجوازي لأنه اهتم بمعالجة نفس الظاهرة التي اهتم بمعالجتها ماركس وهي نشأة النظام الرأسمالي الغربي بوصفه أسلوبا للتنمية. وعلى الرغم من أنهما انطلقا من وجهتي نظر مختلفة و متعارضة إلا أنهما تطرقا لنفس الموضوع ألا وهو تفسير نشأة النظام الرأسمالي. والذي كان في واقع الأمر المسألة أو الواقعة الأساسية التي جذبت انتباه كل من ماركس وفيبر، فهذا الأخير قد انصب كل جهده و تفكيره على هذه القضية حيث اهتم بفهم الطبيعة الخاصة للحضارة الغربية والتناقضات الواضحة التي لها مع الحضارات الشرقية وفي هذا الصدد نجد أن فيبر لم يرفض كارل ماركس كما يدعي البعض بحيث نجده قد وافق على المبادئ المنهجية الأكثر عمقا لكارل ماركس.
وفي هذا الإطار نجد تالكوت بارسونز يؤكد أن ثمة صلة جوهرية بين المفكرين(ماكس و فيبر) وهذا قد أثبت علميا لأن هذا الأخير قد تأثر بالمدرسة التاريخية الألمانية بحيث كان لكتابات ومناقشات ماركس والمتعلقة بالرأسمالية والاشتراكية صداها وتأثيرها الفعال في الفترة التي تشكلت فيها أفكار ماكس فيبر.
كما نجد أيضا بورديو يقول من خلال مقالة صدرت بعنوان"اقتصاد السلع الرمزية" بأن فيبر قد ذهب مسافة ابعد من ماركس في تحليله للأديان وكان أكثر جذرية منه أو أكثر مادية، فبورديو يعتبر أن النظرية المادية للدين كانت موجودة لدى فيبر أكثر مما هي موجودة لدى ماركس، لأن ماركس قد اكتفى بتحليل وظيفة الإيديولوجيا الدينية، أما فيبر فقد تجاوز ذلك و اتخذ موضوعا لدراسته سوسيولوجيا الفاعلين الدينيين. يمكننا القول أن ماكس فيبر يتفق مع ماركس في كثير من المقولات الوضعية المتعلقة بالنظام الرأسمالي، فليس هناك تصور أكثر زيفا من أن نتخيل بأن فيبر أسس مشروعا يتناقض به مع المشروع الماركسي ففيبر يفسر الاقتصاد بالنظر إلى الدين وماركس يفسر الدين بالنظر إلى الاقتصاد، رغم وجود نقط اتفاق بينها فهذا لا ينفي وجود بعض أوجه الاختلاف.
الانتقادات الموجهة لماكس فيبر:
تعرضت وجهات نظر فيبر لانتقادات عدة بل وما تزال حتى الآن موضعا لجدل لا ينتهي، ذلك أن نشأة الرأسمالية كانت قبل ظهور البروتستانتية في القرن 15،لذا فإن النشاط الاقتصادي الواحد له أسس أخرى غير العقيدة البروتستانتية بل إن ظهور البروتستانتية نفسها كان بمثابة رد فعل للمسيحية التي ظهرت قبلها ب15 قرنا، و عرفت فيما بعد بالكاثوليكية، و كلاهما لا يؤثران كثيرا في الحياة الاقتصادية لكون هذه الأخيرة تخضع لظروف معينة، ومن ثم يمكن القول أن البروتستانتية قد نشأت لكشف الزيف الديني و إثبات حرية الإيمان ورفض لكل سلطة تتوسط الإنسان والله هي إذن دعوة إلى التحرر الديني والاجتماعي على السواء وفي نفس الوقت رفض الاستغلال والسيطرة دون أن ننسى أنها دعوة إلى سيطرة جديدة عنونت برأس المال والنشاط الحر للأفراد كما يضاف في هذا الصدد أن هناك دول اشتراكية استطاعت أن تحرز تقدما اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا دون أن تتبنى نزعة دينية معينة، وهنا يبدو لنا واضحا كل الوضوح كيف أن تأكيد فيبر لدور الدين قد جعله يغفل عوامل عديدة مثل: الاستعمار، التجارة، نشأة المدن الساحلية والثورة التكنولوجية، وهذه أمور يجب وضعها في المحك إذا ما أردنا إقامة تفسير شامل لظهور الرأسمالية وصفها نمطا واضحا للتنمية في المجتمع الغربي لأنها استطاعت نقل الإنسانية الأوروبية أو المجتمع الأوروبي من حالة اجتماعية يمكن القول عنها تقليدية إلى أخرى حديثة.
وفي إطار الانتقادات التي وجهت لفيبر انطلق بعضها من دلائل تشير إلى أن الكنفوشيوسية مثلا لا تختلف كثيرا عن كل من المسيحية واليهودية، فهي تدعو إلى النزعة العملية في الحياة، كما أن تعاليم كنفوشيوس تتضمن نظرية منظمة عقليا في تنشئة الفرد وهنا يمكن الاستعانة باليابان كخير نموذج يضحد وجهة نظر فيبر، فعلى الرغم من أن الديانة السائدة في اليابان ليست هي الديانة المسيحية أو اليهودية، أو أنها لم تشهد منذ منتصف القرن19م تغيرا في معتقداتها الدينية فرغم هذا كله استطاعت اليابان أن تحرز تقدما كبيرا وهائلا على المستوى الاقتصادي والاجتماعي والسياسي والثقافي بمعنى أنها حققت نظاما رأسماليا بامتياز هذا بالإضافة إلى اعتبار فيبر لم يعالج الجوانب المختلفة للدين وإنما اكتفى بدراسة:"الأخلاقيات الاقتصادية للدين" المتعلقة ب 6 ديانات عالمية وهي: الكنفوشية، الهندوكية، البوذية، اليهودية، المسيحية والإسلام، وأثر هذه الأخلاقيات الاقتصادية على التنظيم الاقتصادي والحياة الاجتماعية للشعوب التي تضم هذه الديانات.



#إبراهيم_أيت_إزي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- اصطدم بعضهم بالسقف وارتمى آخرون في الممر.. شاهد ما حدث لأطفا ...
- أخفينها تحت ملابسهن.. كاميرا مراقبة ترصد نساء يسرقن متجرا بط ...
- عجل داخل متجر أسلحة في أمريكا.. شاهد رد فعل الزبائن
- الرئيس الإيراني لم يتطرق للضربة الإسرائيلية بخطاب الجمعة
- وزير خارجية بريدنيستروفيه: نحتاج إلى الدعم أكثر من أي وقت مض ...
- مخاوف على حياة 800 ألف سوداني.. تحذيرات من ظهور جبهة جديدة ب ...
- -الرهان على مستقبل جديد للشرق الأوسط بدون نتنياهو- – الغاردي ...
- العراق... ضحايا في قصف على قاعدة للجيش والحشد الشعبي
- جمهورية جديدة تعترف بدولة فلسطين وعاصمتها القدس الشرقية.. وا ...
- كوريا الجنوبية.. بيانات إحصائية تكشف ارتفاع نسبة الأسر المكو ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - إبراهيم أيت إزي - قراءة في كتاب LÉthique protestante et lesprit du capitalisme. Max WEBER