أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - مصطفى موسى - أيها الأكراد عاملوا الأيزيديين بالتي هي أحسن...















المزيد.....

أيها الأكراد عاملوا الأيزيديين بالتي هي أحسن...


مصطفى موسى

الحوار المتمدن-العدد: 3143 - 2010 / 10 / 3 - 12:26
المحور: القضية الكردية
    


أيها الأكراد عاملوا الأيزيديين بالتي هي أحسن...
1ـ الأيزيدية دين الأكراد القومي.2ـ تمسك الأيزيديين بدينهم واجب قومي كردي!
3ـ ممارسة المسلمين الأكراد لطقوس التوبة اليومية عن جرائم بعض أجدادنا أفراداً أو عشائراً.
4ـ لتكفّ أئمة مساجدنا عن التحريض ضد أبناء الديانات الأخرى.
ظهرت في الآونة الأخيرة كتابات عديدة على الصفحات الإلكترونية تناولت الديانة الأيزيدية وأتباعها الأيزيديين، فوجدت لزاماً عليّ أن أدلو بدلوي في هذا الحوار، علماً أنه قلّ ما أكتب، لإحساسي بأن المشرط يطاوع يدي أكثر من القلم.
أنا كردي وأعتز بذلك، لا لكون قوميتي أفضل من القومية التركية أوالفارسية أو العربية أو غيرها، بل لأنني أنتمي إليها وهذا الاعتزاز ينبع من غريزة أو عاطفة صحية توجد عند كل إنسان كامل الأوصاف العقلية والروحية، هذا ليس تعصباً قومياً، علماً أن لنا كل مبررات التعصب القومي، لأننا أكبر قومية في العالم ليس لها دولة.
حدث مرة أن سألت الدكتور يوسف زعين رئيس وزراء سوريا الأسبق في ثلة من المثقفين المتعلمين العرب على اختلاف مللهم الدينية والسياسية، سألته "يا دكتور، أنت تربيت سياسياً في حزب البعث، هدفه دولة عربية واحدة قوية، فما رأيك نحن الأكراد أيضاً لنا حلمٌ بدولة كردية واحدة تضم كل أجزاء كردستان، أجاب –طال عمره- أن ذلك شيء غير صحيح، سيُضعفنا!"، هكذا لم تطاوعه سنوات الاعتقال أن يستوعب حتى أحلامنا.
إحدى عشر سنة من السجن تحت رحمة زميل النضال في هزيمة حزيران، زعيّن يدخل السجن وحافظ يغتصب سورية، لو انتحر الأسد كقائد جيش منهزم على غرار قادة الرومان، لأصبح مثالاً للشرف وبطلاً وطنياً، وقومياً على مستوى دنيا العرب، لكنه اختار المِيتة التي كرهها خالد ابن الوليد.
وبنفس القدر أعتز بالديانة الأيزيدية كونها ديانتنا القومية إن صحّ هذا التعبير. في عيد نوروز الأخير في بودابست حيث أحيته جمعية نوروز للثقافة الكردية في المجر التي أسستها منذ ثلاث سنوات أُرسل لنا عن طريق الأصدقاء في ألمانيا المطرب الكردي بديل Bedíl لإحياء الحفل، لم أكن قد سمعت به من قبل، لا لأني أعرف فقط شيفان برور سفير الثقافة الكردية، إنما لقصورٍ مني، وعند استقبالي له ولفرقته وخلال الحديث تبين أنهم أيزيدون، وازداد فرحي أكبر لأني كما عبرت سابقاً أنهم من معتنقي ديانتنا القومية وجزء من تراثنا، بل من التراث الإنساني كديانة قديمة.
في أيام الصبا كنت أسمع عن الأيزيديين أنهم عبّادي الشيطان، آسف Min likondir xist (نقرت على القرع)، إلى أن التقيت بـ جاف، الرجل الخمسيني ذي الشارب الطويل، كان يأتي سنوياً في موسم الحصاد إلى قريتنا بجَمَلِه ليسترزق من جلب المحصول إلى بيادر القرية. أحياناً كنت أمتلك الجرأة وأسأله عن سبب عبادتهم للشيطان، كان يتغاضى عن الجواب، لم أكن أدري أن السؤال محرج أم أنه لم يكن يعاملني كرجل، إلى أن أتى صديقي الشاعر حامد بدرخان في سنوات مراهقتي بالجواب في إحدى قصائده أن "الشيطان أول متمرد في التاريخ"!، وكانت هذه الفكرة هي الأساس لتصوري الخاص، أن لُبّ هذه الديانة هو روح التمرد الأول.
ربطتني صداقات ودية مع أصدقاء كثر من الوسط الأيزيدي، كانت تتحلّى بجو المداعبة الدينية النقية. دعاني مرة أحد أصدقائي الأيزيديين –كان قادماً من ألمانيا إلى بيت أخيه في حلب- وعند مدخل المنزل وبشيء من الدعابة سألته ماذا أقول وأنا أدخل المنزل؟ قال: أن أنطق بـ "يا ملك طاووس" أو "شيخ هادي"! وخلال الحديث والتنقيرات الودية كنت أتجنب النقر على القرع، وهم يتجنبون ذكر "راعي الإبل" كما يُسمونه! –للأمانة أنا لا أمارس طقوساً دينية-، هكذا يُلقنني منطقي العلمي، علمّا أن اهتمامي في المطالعة هو التاريخ والأدب المتعلق بتاريخ الأديان.
في غيض ماكتب عن الأزيدية‘ لفت انتباهي ما نشره الأستاذ صلاح بدرالدين وهو الذي يقوم بجهد لا يضن في تصقيل الوعي الكردي وفي تعرية الاستبداد والقرصنة في وطننا سورية (أولاَ)، هذه اشارة الى حواره الاموضوعي والملئ بالمغالطات مع المفكر الكبير الدكتورعبد الرزاق عيد، رفيق الصبا وصديق الأكراد، اقول خيرا في الأستاذ صلاح رغم
ملاحظاتي عليه منذ نهاية الستينات بحكم قربي من الحركة الكردية السياسية وبحكم أن بيتنا الموسوم بالشيوعية كان ملتقى قيادات الحركة الكردية في جبل الأكراد الملاحقين من قبل السلطات، ولعل الأستاذ رشيد حمو ( وآخرون من ذلك الرعيل الذين مازالوا يتمتعون بنعيم دنيانا) يشهد على ذلك. لا أقصد التجريح، هذا انطباع شخصي وحاسة عاشرة، تماما كحالي مع مام جلال الطلباني ماشعرت يوما بارتياح لتاريخيه السياسي لكن عندما أصبح ريئسا للعراق و بجدارة في المرحلة الحرجة غمرني الاعتزاز كوني كرديا، ناهيك عن ميزة جميلة فيه و بشهادة الجواهري، الكبير أن مام جلال الحافظ الأول لأشعاره بلا منازع.
في طللاطم أمواج الكتاباي تلك عن الأيزيدة السياسية، ومن الأسبق الأيزيدون أم الأكراد؟ هل أصلهم كردي أم عربي؟ عباسي أم زيدي اموي؟ هنا تحضرني قريشية مم آلان في ملحمتنا الأولى، المغناة شعنيا "مَم وزين"َ التي خلدها شيخ الأدب الكردي أحمد خاني. بعيد عني أن أتي بنظريات حول هكذا قضايا، إنما خبرتي في الحياة وفلسفتي الحاصة أضعها بين أيدي القرّاء، مستهدفا بالدرجة الأولى المثقفين المتعلمين في تقصيرهم بدور التوعية، وبالتالي يتحملون وِزر هكذا قضايا.
1- الأيزيدية مبعث اعتزازنا نحن الأكراد، كونها ديننا القومي و التاريخي، يجب أن نتعامل معها كتراث قومي بصرف النظر في أي مسجد، كنيسة أو معبد نؤدي طقوسنا الدينية، على الباحثيين الاهتمام بتاريخهم، عاداتهم وطقوسهم. لنأخذ عبرة من المطران الأرمني، الذي سالته يوما أيهما أحب اليك، أرمنيّتك مسيحيّتك ؟ قال الاثنتان معاً. لأن للأرمن خصوصيتهم بين المسيحيين. كونهم أول من تبنى المسيحيية كدين دولة والفاتيكان يحتفل سنويا بتلك المناسبة.
2- على الأيزيديين التمسك بدينهم والمحافظة عليه وعدم تركهم له، لأن هذا الدين من صفات الكرد الأبدية. ليعتبروا من صديقي الباحث المؤرخث زُهراب بْودي الذي وصلت علاقاته مع والدته تلك السيدة الطيبة إلى شبه القطيعة بسبب تبنيها الدين المسيحي، ليس اعتراضاً منه وهو العلماني على الدين المسيحي، إنما خوفه من تقلّص عدد الأيزيديين. تحدثت أنا معها أيضاً وكانت حجتها أن أشارت إلى نصٍ إنجيلي حيث أُرسِل أحد تلاميذ أو حوارييّ المسيح كمبشّر إلى بلاد الميديين. الدراسات التي تتعرض إلى موضوع الدين عند الأكراد تذكر أحياناً الأكراد المسيحيين أو الأكراد اليهود. بقناعتي أن الأكراد المسيحيين أو اليهود تكردوا عبر مئات السنين بحكم العيش المشترك في القرية أو المدن الصغيرة ذات الطابع الكردي، أصبحت لغتهم الأم اللغة الكردية مع الحفاظ على ديانتهم إلى درجة أن الطقوس الدينية في تلك الكنائس كانت تقام باللغة الكردية. أقول ليس فقط نتيجة "تكريدهم"، إنما بمساعي المبشرين اعتنق قسم من الأكراد ديانات أخرى.
3- عدم التهرب من الاعتراف بجرائم بعض أجدادنا كأفراد وعشائر في ارتكاب جرائم قتل وسلب واغتصاب عن غباءٍ دينيّ وبحجة دينية وبتحريضٍ من السلطات العثمانية وأبواقها من بعض رجال الدين الحمقى بحق الأرمن والآشوريين والسريان وأبناء دمهم الأيزيديين، لنتعظ من الدكتور Musa Kaval والذي كان ترخيص الفضائية الكردية Médya باسمه سألته مرة ونحن ندردش في شوارع بودابست الجميلة: من أين أتى نسبه هذا؟ فقال: نسبي "قوّّال" على اسم قريتنا في منطقة قارص المتاخمة لأرمينيا! نظرت إليه مبتسماً مع قليل من الخبث قائلاً: ألم تكن بالأصل قرية أيزيدية؟ "انطلقت من فكرة أن شيخ الأيزيدية قوّال، متكلم، كتابه في صدره"، فقتلَ أجدادك منهم من قتلوا والباقون هربوا إلى أرمينيا، قال بحياء فعلاً حدث ذلك، وأنا أشعر بالخجل.
ذكر لي صديق قصة لها دلالات عميقة حتى إذا حملت في طياتها قليلاً من المبالغة، ذكر أنه التقى مع رجلٍ أيزيدي مُسن قادماً لتوّه من قريته إلى ألمانيا، فسأله عن سبب قدومه في هذا العمر المتقدم، فقال: كان عندي ديكٌ ولجاري المسلم دجاجة، فأخذ ديكي "وطره" من دجاجته فقام بذبح ديكي! فسألته ياجاري لماذا فعلت هذا؟ فقال" إن البيضة التي ستبيضها دجاجتي حرامٌ أكلها لأن صاحب الديك أيزيديّ، فقلت لنفسي يا ولد اليوم ذبح ديكك وغداً سيذبحك!.
4- أيها الأكراد! عاملوا الأيزيديين والأيزيدية بالتي هي أحسن في كل مكان وخاصة في إقليم كردستان العراق! ولتكفّ بعض أئمة مساجدنا عن الإساءة والتحريض ضد اليزيديين، ووِزر ذلك يقع على عاتق حكومة إقيم كردستان (حيث تتكاثر المساجد كالفطر، أنظر سيامند إبراهيم)، لأنه بالتأكيد دوائر الإقليم الرسمية تقوم بتعيين هكذا أئمة، ولا أظن أن معشر المسلمين ينتخبهم على مبدأ الأمر شورى بينهم، ذلك المبدأ الدي لم تقم قيامته منذ بيعة أبي بكر الصديق، يوم أجبروا الكرد وشعوباً أخرى إلى دخول الإسلام بحد السيف.


د. مصطفى موسى. (طبيب نسائية وتوليد).

بودابست، 2 / 10 / 2010،



#مصطفى_موسى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295


المزيد.....




- تأييدًا لغزة.. طلاب وأساتذة يتظاهرون في جامعة سيدني
- شبح المجاعة لا يغيب.. غزيون يشتكون شح السلع وغلاءها
- الحكم على مغنٍ إيراني بالإعدام على خلفية احتجاجات مهسا
- الإعدام لـ11 شخصا في العراق أدينوا -بجرائم إرهابية-
- تخوف إسرائيلي من صدور أوامر اعتقال بحق نتنياهو وغالانت ورئيس ...
-  البيت الأبيض: بايدن يدعم حرية التعبير في الجامعات الأميركية ...
- احتجاجات أمام مقر إقامة نتنياهو.. وبن غفير يهرب من سخط المطا ...
- الخارجية الروسية: واشنطن ترفض منح تأشيرات دخول لمقر الأمم ال ...
- إسرائيل.. الأسرى وفشل القضاء على حماس
- الحكم على مغني إيراني بالإعدام على خلفية احتجاجات مهسا


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - مصطفى موسى - أيها الأكراد عاملوا الأيزيديين بالتي هي أحسن...